الأحد، يوليو 12، 2015

لبيك يازينب ..


لبيك يازينب ...
ظاهر هذا الشعار هو التذكير بما يسمى مظلومية "زينب" والتي هي بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهما المفترضة، وذلك بعد مقتل اخيها "الحسين" في موقعة "كربلاء" المشهورة، أما دافعة وباطنه ومحركه الفعلي فهو الحقد والكراهية للعرب – وكل العرب- وعلى رأسهم بالطبع المسلمين السنة، او هكذا افترض بناءا على ما نراه امامنا من سلكويات عدائية لا يمكن تجاهلها أو التعامي عنها...
فأنا العبد لله ما اراه ... أن من يرفع شعار "لبيك يازينب " هو من حيث يعلم أو لا يعلم شخص دغمائي يعتنق معتقد موروث تم العبث به لاسباب سياسية محضة، هدفه الاساس الانتقام من موالين مفترضين لقتله الحسين بهذا الزمن، وهذا اذا كان حقيقيا فانه الجنون الحقيقي بعينه، فهذا المعتقد الخارج عن المنطق، يبتعد عن روح الدين الاسلامي ومقاصده، أو على الأقل ما يمكن فهمه من النصوص المتفق على صحتها، وهو في حقيقته معتقد منحرف وشاذ عن القاعدة التي بني عليها الدين الاسلامي ، ومخالف لأكثرية المسلمين بالعالم، بل ان رفعه يعتبر عامل من عوامل التخريب لكل محاولة تقارب فيما بين المسلمين، وهو في حقيقته معتقد مستقل عن الاسلام ومعانيه، نشأ بظرف لا يعرف حتى رافعيه عنه ألا المرويات المدبجة والمصاغة بشكل اسطوري حزائني عاطفي مبالغ فيه...
والمعتقد الذي يقف خلف شعار "لبيك يازينب " بدون ادنى شك يرتبط بالثقافة الفارسية المجوسية المبنية بالدرجة الأولى على احتقار العرب كعنصر موجود، ونكران فضلهم في نشر رسالة الاسلام و "تصديرها الى المحيط الذي منه بطبيعة الحال بلاد فارس"، وتسخيف متعمد ومن منطلق عنصري بحت لدورهم في ترسيخ دعائمها والانتقام منهم، باعتبارهم قتلة لأبناء بنت الرسول محمد ص، وعلى رأس هؤلاء الذين يجهرون بالنكران والمتزعم لهم في العالم هم من "الفرس" بالتحديد اصحاب هذه الثقافة، الذين عبثوا بنا وبثقافتنا الاسلامية من خلال التركيز فقط على حادثة كربلاء، وكأن الرسالة المحمدية تتمحور حول هذه الحادثة، والتي هي جريمة قتل حصل أكبر وأكثر تأثير منها علينا بالتاريخ، واعتبار ان الدين الاسلامي بعظمة مقاصد ينطلق منها، متجاهلين كل التاريخ المجيد الذي كانوا هم العثرة الكبير والعلامة السوداء والقبيحة فيه بكل حقبه...
أنا أفهم أن يعتقد شخص او مجموعة بمظلومية "زينب" ويؤمن بمعاناتها، ويعمل حبا لها وايمانا بقيمها وانتماءها لبيت الرسول على دفع الظلم عن كل مظلوم، وكشف الظلمة وظلمهم في كل مكان، لكني لا افهم كيف يتبنى أحد مظلوميتها ويقف بكل وقاحة مع الظلم والظالم مهما كانت الاسباب والذرائع لهذا الوقوف وجيهه...
اذا كان تبني مظلومية السيدة " يازينب " بالشكل "المتداول اليوم" والذي يرويه بالشكل الاستعراضي اصحاب العمائم على منابر الحسينيات ومجالس العزاء سيضيف لأنسانيتي شيئا يساهم في بناء هذه الارض المستخلفين عليها، ويرفع من مستوانا الحضاري والفكري بين الأمم، فالكل يجب ان يتبنى هذه المظلومية، اما اذا كانت ستبقينا تابعين منقادين خاضعين كما البهائم... فلا... وألف لا...!
فهل يا تري يأتي اليوم الذي يستطيع به عناصر "ميليشيا حزب الله وعصائب الحق وغيرهم" من اللبنانيين والعراقيين وغيرهم فهم هذا الشعار على حقيقته قبل ان يتبنوه، وهل يستطيعون إدراك أن من ظلم "زينب" في ذاك الزمن لا علاقة له بواقع سورية اليوم، وانه بقتال السوريين على أرضهم هو ظلم جديد لها...!؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري يدرك أن " نظامه الاسد الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن الذي تبقى منه فعليا...