متحف بشري
بعد نجاح الثورة السورية إن شاء الله ، وسقوط النظام العاتي والمجرم في دمشق ، ماذا يتوجب علينا أن نفعل بالأبواق الإعلامية المزعجة ، أو لنقل " نبيحة " الإعلام الذين ظهروا لنا كالعفن ، والذين ما فتئوا يصدّعون رؤوسنا بإطلالاتهم وطلعاتهم المزعجة والقبيحة ، يتنقلون في وسائل الإعلام الفضائية المتنوعة من فضائية إلى فضائية ، ولا يهمهم سواء كانت محلية أو دولية ، المهم أن يتواجدوا ، فهؤلاء " النبيحة " أشقاء لـ " الشبيحة " أصحاب العضلات المنفوخة والعقول " المفسوسة " ، لكن " النبيحة " متخلفين عقلياً وذهنيا بشكل أوضح لكونهم يستخدمون الكلمة ولا يستخدمون العضلة ..
هؤلاء المدّعين زورا وبهتانا بالعلم والثقافة والمعرفة ، الفاشلون الفاقدون لأي قدرة على التحليل السياسي والاقتصادي الموضوعي ، لقطاء العهر المستورد من ثقافة المذهبية الصفوية ، المتجذره في مواخير حكم خنازير الطائفة القادمين من المجهول . للسلطة الحاكمة ، سلطة المراهقين الشواذ ..
هؤلاء ولطالما دأبوا على تصديع رؤؤسنا كل يوم في وسائل الإعلام ، فإن أشكالهم وكلامهم مقزز ومقرف خصوصا حينما يتقيئون علينا بتقيئات يتصور واحدهم بأنها تحليلات سياسية ، ومبنية على أسس من المنطق السليم يمكن أن يتقبله المتابع ، والتي غالبا ما يحصروها في نظرية المؤامرة ، والاستهداف الخارجي والدائم لقيادة سوريا الممانِعة والمقاوِمة ، ولا يدركون أن مثل هذا النهج في العرض والتقديم لا يستوي مع العقل السليم ، وربما يبدو مٌنتَهِجَهُ مختل التأسيس على كل المستويات وغير متزن ، بمعنى أنه مؤسس على انحراف واضح في البنية الاجتماعية والثقافية والنفسية التي نشأ فيها ..
لكن .. ماذا سنفعل بهؤلاء " النبيحة " بعد سقوط السلطة الحاكمة في سوريا ، وما هي أفضل الاقتراحات وأنجعها وأكثرها تطورا وإبداعا ومنطقية وبنفس الوقت نافعة ..؟
هذا الأمر حيرني كما ربما يحير الكثير من السوريين الثائرين في الداخل ، وكذلك المحروقين المنتشرين منهم في العالم ، وبالتأكيد يحيّر الآن كل المتعاطفين معنا من العرب وغيرهم ، اذا ما استثنينا بطبيعة الحال من يرغب بايقاع اقسى العقوبات المنصوص عليها في قانون السلطة التي يدافعون عنها اليوم .
اعتقد أن ثمة حلول سهلة وبسيطة ومجدية ، فنحن في مجمل الأحوال ، وأنا اقصد هنا أكثرية الشعب السوري ، لا نريد القتل ولا الانتقام ولا نريد الثأر منهم ، كما لا نرغب ولا نحتاج بالأصل إلى محاكم جنائية دولية وما إلي ذلك لمقاضاتهم على ما ارتكبوه بحق الشعب السوري من تزييف للحقائق بقصد الدفاع عن الطاغية المعتوه بشار الأسد ، فنحن في سوريا لا نفتقر الى الوسيلة الناجعة لمعاقبتهم بقدر ذنوبهم ، لا بل الاستفادة منهم في نفس الوقت من خلال المعاقبة ، وإفادة الكثيرين من الشعب السوري ، لكن كيف ..!!؟
لذلك جاءتني فكرة حول شكل العقوبة التي يجب أن تقع عليهم لقاء ما فعلوه ، أطرحها على من ستئول لهم مستقبلا مسئولية قيادة البلد ، والفكرة هي أن تكون العقوبة تعزيرية تأديبية ، لإعطاء العبرة لمن يقف في ضد إرادة الشعوب مستقبلا ، وان لا يكون من يقف في وجه الشعب وإرادته امرا سهلاً ، أو يكون موقفه فقط مجرد وجهة نظر ، ورأي حر لا تعقبه عقوبات أو غرامات ..
والفكرة باختصار شديد تتلخص بإنشاء ما يشبه " المتحف البشري " وهو عملياً سجن ، وفي كل مدينة سورية ، وبداخلة تتوزع أقفاص وكبائن منفصلة ، ومجهزة بشكل يخدم الغرض منها، والأقفاص بطبيعة الحال ستكون من النوع المعدني القوي ، ويكون كبديل عن السجن التقليدي الذي سيقضي المذنب منهم فيه مدة العقوبة التي يستحقها ، وما أكثر ذنوبهم وأكره الشعب لهم ..
في هذا " المتحف البشري " يقضي كل واحد من هؤلاء " الأبواق الإعلامية " ، أو " نبيحة " الإعلام مدة عقوبته فيها إلى جانب المسئولين في هذا النظام حتى لو كانت بقية العمر ..
و المتحف المذكور يشتمل على الخدمات الترفيهية المطلوبة للزوار وعائلاتهم وابنائهم خصوصا منهم السوريون ، أو من يرغب من الإخوة العرب ..
وهؤلاء " الأبواق الإعلامية "، أو " النبيحة " يتم توزيعهم بالترتيب ، ولكل واحد منهم مكانه وموقعه ، بحسب الدور الذي قام به ضد الثورة ، وحجم التأثير الذي أحدثه ، وارتفاع أو انخفاض منسوب الكراهية له ..
توضع تسعيرة محددة لدخول هذا المتحف ، ولا يفوت القائمين على هذا المتحف أيضا الجانب التسويقي المدروس ، لعل المهم فيه توفير كتيبات توضيحية وبوسترات ، ولا مانع من فيديوهات بالصوت والصورة لما ارتكبوه ، وفيها نبذة عن حياة هؤلاء " النبيحة " مع بعض ما قالوه في مداخلاتهم أو إطلالاتهم ، وفي أي وسيلة إعلامية وتاريخ وتوقيت هذه المداخلة ، ولا مانع من أن يكون أحد وسائل التعبير أو الرد هو " البصق " على من يشتهي منهم ، ولمن يرغب ، لكن بسعر إضافي يتناسب مع حجم النبّيح وتأثيره .
أخيرا أرى وللاستفادة أن تجمع الإيرادات ، لإنشاء مشاريع تجارية ، أو خدمية ، أو صناعية ، أو زراعية ، لتوفير فرص عمل لكثير من شبابنا العاطل عن العمل ..
وأنا اعتقد لا بل على يقين من أنه سوف تكون مثل هذه المتاحف في المدن الرئيسة رافدا ممتازا لدخلنا القومي الجديد ، الذي ربما يفوق ثرواتنا البترولية المنهوبة ..
لذلك رجائي الحار من القراء الكرام العمل على المساعدة في ترتيب هؤلاء الشبيحة الإعلاميين أو أبواق النظام أو نبيحة السلطة بحسب الأقذر والأكثر إزعاجا ، مع الشكر الجزيل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق