سلطة بشار الاسد سقطت
بداية ..لابد لنا من توصيف السقوط المقصود بما يتفق مع واقع الحال القائم في سوريا ، حتى نؤكد على صحة العنوان أعلاه ، ونستعرض بعض الأمثلة للتدليل على حقيقته ..
من هنا نستطيع القول أن معنى السقوط هو عدم قدرة " بشار الأسد " وسلطته القائمة اليوم على الحكم بعد كل الذي حصل ، والذي كان نتيجة طبيعية لكنها غير مألوفة لحالة حكم غير طبيعي ، فالسقوط الفعلي حصل منذ البداية وبعد سقوط حاجز الخوف والوهم ، بالرغم من علمنا وإدراكنا ويقيننا التام بقدرته والإمكانيات المتاحة والكبيرة له على القتل والتخريب والتدمير ، لكننا نستطيع القول بكل ثقة أن إمكانية استمرار وجوده كرئيس وقائد للدولة السورية وشعبها أمراً يكاد أن يكون شبه مستحيل ، ما لم يكن المستحيل بعينه ..
ثم إن عدم قدرة " بشار الأسد " بصفته الاعتبارية على إدارة شئون البلد الداخلية على كل المستويات وأهمها الأمنية والاقتصادية بعد أن أصاب الشلل كل مؤسسات الدولة باتت واضحة تمام الوضوح ، وذلك من خلال حجم واتساع رقعة التظاهرات المنادية برحيله وحتى محاكمته ، أما الشئون الخارجية فهي ليست أفضل حال ، فالثقة به وبسلطته الحاكمة خارجيا مفقودة أيضا ، الأمر الذي يتعذر معها عقد أي اتفاقيات أو معاهدات تخدم البلد وشعبه ، الأمر الذي يجعل من إمكانية التواصل مع الخارج معدومة تقريبا ، لذلك نقول وبكل ثقة أيضا ، إن إمكانية استمرار وجوده مع سلطته بتركيبتها الحالية قائدة للدولة السورية وشعبها أنتهت الى غير رجعة ..
إن الهيبة العامة للدولة التي يفترض أن تكون ظاهرة بشكل واضح من خلال تطبيق القوانين والتشريعات الصادرة عن مؤسساتها ، وإشعار الجميع أن الكل تحت سقفها وملزم بتطبيقها غير موجودة ، بعد أن أسقطها هو نفسه بسوء تقديره ، ورده العنيف والحاقد والغير محسوب على مطالب الشعب السوري الذي اقر هو في أكثر من تصريح له بأحقيتها ..
إذاً هيبة "بشار الأسد " بصفته رئيس سقطت في سوريا ، وقل احترامه بين العامة ، ولم تعد له تلك الرمزية الاعتبارية والمكانة المقدرة ، بدليل عدم التزام الشعب السوري ولامبالاته بما يسن ويصدر من قوانين وتشريعات ظاهرها قد يبدو متقدم جدا للبعض تحت مسمى " الإصلاحات " ولو أنها على الورق لغاية الآن ، ولم يتم تنفيذها ، ولن يتم ..!!
فلو كانت الأمور تسير بشكل طبيعي ، لكانت نقلة نوعية سجلها التاريخ لهذا الرئيس وسلطته بأنصع صفحاته ..
بالأمس القريب .. كل سوري كان يعرف أن الشخص المنتمي لأي جهاز امني من تلك الأجهزة الكثيرة والمرعبة ، أو ربما احد " المخبرين " الانتهازيين المدعين انتمائهم لفرع من هذه الأجهزة ، له من الهيبة ما يمكّنه من السيطرة على أي إشكال ، وله القدرة على سوق ما شاء من البشر بلا سلاح إلى الجهة التي ينتمي لها والسجن والتعذيب كيفما شاء ولمن شاء وأينما شاء ، أما اليوم فقد أصبحت الدولة بسلطتها الحالية التي يرئسها " بشار الأسد " ترسل حافلات بعشرات الجنود المدججين بالسلاح والمرعوبين لتفتيش بيت ريفي بسيط وعلى أطراف إحدى القرى النائية ، والبحث عن قطة سلاح قدم احد التافهين من المخبرين تقريرا بها ..
ثم أن شرطي المرور كمثال آخر كان له هيبة قبل بدء الثورة يستطيع من خلالها ليس فقط تطبيق وفرض قوانين جائرة وقاسية وظالمة بحق المواطنين ، وإنما ممارسة مزاجية تسلطية استعلائية احتقارية ولا يجد من يعترض عليه ، أو حتى يظهر له أي نوع من التأفف أو الامتعاض ، بينما اليوم لو احدنا سار بسيارته عكس السير وبمنتهى الرعونة والاستهتار .. على فجاجة ووقاحة مثل هذه المخالفة ، لن يجرؤ شرطي المرور على فعل شيء ، وإذا ما حاول فلن يتجاوز فعله حدود الطلب منه توخي الحذر والانتباه من السيارة المقابلة له ، بكل أدب وبمنتهى الذوق واللطف والوداعة والاحترام ، والتي بكل تأكيد لا يقف خلف سلوكه هذا القيم والأخلاق ، وإنما الذعر والرعب من شعب كسر حاجز الخوف..!!
أمام مثل هذا الواقع المر لا يسعنا الا ان نقول تباً لسلطة لا تستطيع اليوم وضع شرطي مرور في شارع ، ينظم السير فيما تبقى من شوارع سوريا إلا برفقة دبابة وجيش من الشبيحة ..!!
أبعد هذا السقوط يمكن أن يكون هناك سقوط ..!؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق