" التشبيح والتنبيح "
على ما يبدو ان " روسيا " لم تعد تستخف بالشعب السوري فقط وانما تطور الامر معها فباتت تستخف بالعالم كله ايضا ، بعدما اعتبرت ان القاعدة ومجموعات متحالفة معها تقف "وراء الاعتداءات" التي وقعت في الايام الماضية في سوريا.
حيث قال نائب وزير الخارجية الروسي " غينادي غاتيلوف " لصحافيين "بالنسبة لنا من الواضح جدا ان مجموعات ارهابية تقف وراء ذلك -القاعدة وتلك المجموعات التي تعمل مع القاعدة " ، ولا ادري ما هية الوضوح المقصود عنده الا اذا اعتبرنا انه لا يتكلم بجدية ، انما على سبيل التندر والممازحة واظهار شيء من خفة دمه مع الصحافيين ، والا لو كان يعني مايقول فسوف يبدو للعالم " شبيح او نبيح " ولا يتكلم باسم دولة محترمة لها مبادئ وتحكمها قيم ، وانما باسم عصابة مافياوية تدير روسيا جعلت من زعيمه بوتين ورئيس وزراءه مديديف الذين يتداولان السلطة بلامنافسين ولا معترضين .. على رأس هذه العصابة كما حصل مع " مع توريث وتنصيب بشار الاسد ابن القائد الابدي الراحل رئيسا على سوريا " ..!!
ذكرني تصريح نائب وزير الخارجية الروسي " غينادي غاتيلوف "بتحليلات واراء محلل سياسي سوري " ثقيل دم " أصبح اليوم نجما من نجوم المحطات الفضائية ، وأحد " أشد وأشذ " المؤيدين للسلطة السورية الحاكمة اسمه " احمد الصوان " ، الذي لو نظرت اليه لرأيت اللؤم مجسدا ، ووجدت نفسك تتعوذ بالله من الشيطان الرجيم الذي أحل بهيئته ، مستفز .. يستفزك المذكور بكذبه وحقده الفاضحين ، ولفه ودورانه وتعميته عن الحقيقة وتشويهها ، فتشعر بالضيق حينما تستمع لردوده الممجوجة والسمجة والمستنسخة ، والتي يبدأها بـ ( لازمته ) المعروفة " لقد بات واضحا .." ، او " من الواضح " و " وانا باعتقادي " ..
مع اني ازعم ان اعتقاده منخور بسوس الفساد ، والوضوح لديه قليل ، وربما لا يتعدى الجملتان الملقنتان له من موظف صغير يعمل في احد فروع الامن ، او بدفع من شبيح مثقف يعمل في احدى جماعات الشبيحه المعتمدين عند " الرئيس السابق لسوريا بشار الاسد " ..
مع اني ازعم ان اعتقاده منخور بسوس الفساد ، والوضوح لديه قليل ، وربما لا يتعدى الجملتان الملقنتان له من موظف صغير يعمل في احد فروع الامن ، او بدفع من شبيح مثقف يعمل في احدى جماعات الشبيحه المعتمدين عند " الرئيس السابق لسوريا بشار الاسد " ..
بالعودة الى السيد " غينادي غاتيلوف " نائب وزير الخارجية الروسي وتصريحة ، الذي لا ادري مالذي عص على ذنبه ودفعه الى هكذا تصريح يستفز اكثرية الشعب السوري أكثر مما يخدم به بلده ، فحتى لو كان ما صرح به صحيحا مئة بالمئة ، ومقرون بالادلة الدامغة والاثباتات التي لا يعتريها شك ، الا يدري السيد الروسي ان مثل هكذا تصريح " يجعل الاكثرية بيئة حاضنة ومساندة لمثل القاعدة وغيرها في محاولة منها قد تكون مشروعة ومبررة للدفاع عن نفسها " امام العنف الذي ترتكبه عصابات السلطة الحاكمة من جيش وامن وشبيحة ، والذي تدعمه ايضا حكومته نفسها ..
ألم يكن الصمت افضل من الكذب الفاقع والمفضوح ، خصوصا ان العالم كله اصبح يدرك حقيقة ما يجري في سوريا كما يدركه الروس تماما .. ولما لا او ليس الروس على علم بحقيقة مايجري ويحرفون عنها ..!!؟
اليس هذا هو الشذوذ بعينه الذي بكل تأكيد لن يأتي بنتيجة طيبة تخدم مصالح كل من البلدين واولهما المصالح الروسية ، هذا اذا كان الامر فعليا مرتبط ومتعلق بالمصالح المشروعة للدولة الروسية بالاصل ،وريثة الاتحاد السوفيتي ، وان ما نفترضه هو كذلك ..
نحن من حقنا ان نسأل سؤالا بسيطا وربما ساذجا للسيد نائب وزير الخارجية الروسي " غينادي غاتيلوف " ، على فرض وجود القاعدة ، او بعض الجماعات المنتمية لها في المدن والبلدات السورية ، فهل وجود جماعات مسلحة باسلحة فردية محمولة و " مندسة " بين السكان المدنيين ، يستدعي نشر كل هذا الجيش العرمرم بعتاده الثقيل من دبابات ومدافع ثقيلة ، وراجمات صواريخ لملاحقة مثل هذه العصابات المزعومة ولمدة جاوزت الاربعة عشر شهرا متواصلاً ..!؟
الا توجد طريقة اخرى أسهل وابسط تجعل من الشعب اكثر تعاونا وتفاعلا مع السلطة الحاكمة لملاحقة مثل تلك العصابات المفترضة حتى يمكن القضاء عليها ..!؟
ام ان الكذب هو ديدن النظام الروسي ورجالاته كما هو حال السلطة السورية وأن من يشّبح او ينبح في كلا النظامين واحد ..!؟
ختاما نقول ان " بائع الفجل مع تقديرنا واحترامنا له في سوق الهال " يعرف ان روسيا تملك اكثر من مئة الف روسي وروسية في سوريا ، بدءا من خبير الاسلحة الكيماوية والصواريخ البعيدة المدى وحتى راقصة الكاباريه ، ولديها من الاقمار الصناعية المتطورة والمتقدمة والمنتشرة فوق المنطقة ما يمكنها من متابعة ربما " نملة تحمل حبة قمح حورانية " وهي فعلا تملك ولديها ما يفوق التصور ، الا تستطيع معرفة من يرتكب المجازر والقتل والتدمير بحق الاكثرية ويقف "وراء الاعتداءات" في سوريا ، ويخرب ما يخصهم ويخصنا ويعنيهم ويعنينا ، والذي ايضا قد يصل به الامر الى حد " تهديد السلام في العالم كنتيجة حتمية للتغطية على الفاعل المعلوم ، وتجاهل قصر نظره ، وجنونه الفئوي ، مقابل مصالح قابلة للتحقيق بتكلفة اقل ..! "
هذا ليس كلاما سفسطائيا حالما وبعيد عن الواقع ، بل هذا ماتستشعره شعوب المنطقة ، أوليس استثارة مليار ونصف المليار مسلم في العالم " بقصد او من غير قصد " يهدد السلم العالمي ..!؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق