الشعور الاقلوي المنحرف
هناك مرضى في منطقتنا العربية لا يقبلون التعايش مع الأكثرية ، وأنا هنا أقصد ( كل أكثرية - سواء كانت دينية أو مذهبية أو عرقية - )، وهؤلاء دائما ما يصرون على العيش بتميز استعلائي ، ومنعزلين ، وربما يعملون على تحالفات مشبوهة للأقليات ، ولا مانع لديهم ظلم الأكثرية ، بينما تتعالى أصواتهم استنجادا واستغاثة بالخارج فيما لو شعر أحدهم أنه لم يحصل على ما يرغب ، حتى لو كانت رغبته تتجاوز حدود وحقوق الأكثرية ..
لماذا ..!؟
ربما يكون الشعور الاقلوي المنحرف والمستنفر في المنطقة احد عوامل التأزم فيما بين مكونات النسيج الاجتماعي فيها ، ولا ندري لماذا ، هل أن الأكثرية مخيفة فعليا لهذا الحد ، أم أن المسألة وما فيها يرتبط كما قلنا بفوبيا الأكثرية ، أو بشعور مريض ينتاب في بعض الأحيان الفرد الاقلوي ، ما قد يؤدي به إلى التطرف في تميزه ، ومن ثم اعتقاده بسمو ورفعة أصله ..
لطالما كانت الأقليات في بلادنا محترمة ومقدرة وحقها مثل حق الأكثرية وربما أكثر ، وواجباتها كذلك وأحيانا أقل ، بمعنى لا فرق لصالح الأكثرية مأخوذ من أي أقلية ، فلماذا إذن نجد على سبيل المثال وليس الحصر أشخاص مثل " ميشيل عون " والمخبر " ميشيل سماحة " يدعمون بلا مبرر الأقلية الحاكمة في سوريا ضد الأكثرية من السوريين ، ويتمسكون بأقلية قاتلة أصبحت غير شرعية وحتى غير مقبولة ، لا بل نراهم يتحالفون مصيريا معها ومع الأقليات الأخرى ضد الأكثرية لنقل الدينية أو المذهبية في المنطقة ، ولا ندرى ماهية الدوافع وراء هذا التحالف أبدافع الحقد ، أم برغبة في استمرارية الاستعلاء والعجرفة وفرض نوع من التمييز والتميز المريض على الأكثرية ، وإلا ماذا يعني كرههم للأكثريات سواء كانت في سوريا أو لبنان ، وماذا يعني تحالف عون الماروني مع حزب الله المذهبي ..!؟
السؤال هو لماذا هذا التخوف من الأكثرية ..!!؟
صدقوني لا أعلم ..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق