المثقف العربي و غياب دوره
من باب القناعة التي أحملها ، وربما معها أو قبلها ألمي الكبير ، استطيع البوح لكم بما أُؤمن واعتقد به ، والقول بكل ثقة ، أن من يعتقد ، أو يضن بوجود " فكر خّلاق أو ثقافة حرة إبداعية ، أو مثقفين أحرار ، أو متنورين أو أي شيء له علاقة بالإبداع ، أو حتى حياة طبيعية " في ظل الدكتاتوريات أو النظم الاستبدادية القمعية والشمولية في أي بلد من بلدان العالم العربي ، فهو مخطأ إن لم يكن جاهل ..
هكذا أجدني وبملء إرادتي أسعى إلى تغليب ما أعيشه وأعايش من واقع ملموس ومحسوس ، عن ما أقرأه واسمعه ..
ثمة من يقول أنك إن لم تكن مخطأ في هذا ، فانك بالتأكيد متطرف بعض الشيء ، فإن كنت مخطأ ، وقد أكون .. و النتيجة جاءت بخلاف ما تقدم وذكرته ، وظهر عكس ما وجدتني أتبناه ، فضني أن " ما ذكرتهم " من هؤلاء المفترضين ، سيكونون بالقطع كالماس النادر ، أو الدرر الثمينة الضائعة في أكوام قش التخلف النتن ، أو ربما تغيب جلهم بين طبقات الانحطاط المتعفن ، وستحتاج الشعوب إلى الكثير من الوقت والجهد للعثور عل آثارهم ، وصقلهم للتأكد من أصالتهم وحقيقتهم المشكوك فيها ..
لكنني سأفترض جدلاً أن في بلداننا العربية المنكوبة بتلك " النظم المعيارية في الدكتاتوريات والاستبداد " .. مثقفين أو متنورين أحرار...الخ ، يستطيعون العيش بمظلتهم الثقافية تحت شمس الاستبداد المحرقة ، وفي مثل هذه البيئة من النظم المتصحرة والمعزولة عن العالم وثقافاته ، وأن هؤلاء يغردون بكامل الحرية التي أوجدوها لأنفسهم مع أنفسهم وفي عوالمهم الخاصة ، خارج تأثير أسراب غربان العسس ، ومخبري تلك النظم ، وكلاب حراستها ، وبعيدا عن أعين قطعان المخبرين الموظفين بشكل خاص عند المجرمين والقتلة لرقابتهم..
أتساءل هل لهم تأثير أو دور ما في تطور التاريخ الإنساني الحضاري ، هل لهم دور فعّال في تنمية الطاقات البشرية في مجتمعاتهم ، هل لهم دور تنويري ، أو بشكل مباشر .. هل لهم دور أصلاً الا تلميع صورة الحاكم ..!؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق