يقول رئيس الوزراء العراقي " نوري المالكي " في تصريح صحفي لـ" الشرق الأوسط " أن رده كان على جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي ووزيرة الخارجية هيلاري كلنتون التالي :
" أنا أعرف سوريا جيدا ، إنهم سوف يقاتلون ، ومعهم العلمانيون والمسيحيون وآخرون ". وتابع " لا تمنحوهم شجاعة اليأس، والحقيقة إنهم منحوا العلويين شجاعة اليأس ، ولذلك هم يقاتلون بنسائهم وبرجالهم من أجل البقاء." .. انتهى الرد ..!
" أنا أعرف سوريا جيدا ، إنهم سوف يقاتلون ، ومعهم العلمانيون والمسيحيون وآخرون ". وتابع " لا تمنحوهم شجاعة اليأس، والحقيقة إنهم منحوا العلويين شجاعة اليأس ، ولذلك هم يقاتلون بنسائهم وبرجالهم من أجل البقاء." .. انتهى الرد ..!
وأنا هنا كسوري ابن سوري أسأل كبقية السوريين ، ولي الحق بذلك ، لمعرفة مالذي دفعه لمثل هذا التصريح وما الضرورة الملّحة له اليوم ، ومن يقصد المالكي بـ " الأعداء " في هذه المسألة الذين سيقاتلهم " العلويون " بشجاعة اليأس المزعومة ، وقبل هذا السؤال من هم السوريين الذين يتقاتلون برأي المالكي ، ولماذا يتقاتلون برأيه أو بتصوره المريض ..!؟
المصيبة أنه يرى ويسمع وربما اكثر من غيره ، ان السلطة التي يتزعمها " بشار الأسد " وليس العلويين ، هي التي تقتل الشعب السوري بكل مكوناته ، وبصرف النظر عن مرجعيته ، لا بل أنها تتعمد قتل العلويين بقصد اثارة الفتنة الطائفية التي يعتقد زعيمها الأرعن انه من خلالها يمكنه البقاء باعتبارها اخر الوسائل المتبقية لديه ، والمالكي يحرف ويحرف بحكم ارتباطه العضوي والمصيري بالمشروع الايراني في المنطقة العربية ، ولكونه أحد ادواته الاساسيين ، فان كل هذه الامور مجتمعة هي ما تدفعه للتأويل وليّ عنق الحقائق كيفما يتفق مع مرجعيته الايرانية وليس غيرها ..!!
وهنا أسمح لنفسي بتذكير المالكي ومن هم صفه ببيت الشعر الجميل :
صَلاحُ أَمرِكَ لِلأَخلاقِ مَرجِعُهُ فَقَوِّمِ النَفسَ بِالأَخلاقِ تَستَقِمِ
وهذا البيت الشعري يكفي ..
بالعودة للتصريحات " المالكية " نقول إذا كان يقصد العلويين السوريين فهم براء من الأسد وأفعاله الى يوم الدين كبراءة الذئب من دم يوسف ، وهم برغم محاولات المالكي واسياده باقون رغم أنف المالكي ومن خلفه إيران ، وهم جزء من النسيج الاجتماعي السوري يتشاركون مع البقية في السراء والضراء ، ولا اعتقد بحال من الأحوال أن عقلائهم يفكرون بما يفكر به " نوري المالكي " ، وليخسأ هو وإيران ومن هم في قم وعلى رأسهم المفسد الأعمى ..
وهم سيحاربون الظلم الذي أحاق بهم كما أحاق بنا من هذه السلطة الفئوية الباغية برجالهم ونسائهم من اجل بقاء سوريا للجميع وليس للسلطة المافياوية الحاكمة في دمشق ..
وهم سيحاربون الظلم الذي أحاق بهم كما أحاق بنا من هذه السلطة الفئوية الباغية برجالهم ونسائهم من اجل بقاء سوريا للجميع وليس للسلطة المافياوية الحاكمة في دمشق ..
ثم أنا أفترض أن من يقصدهم من المقاتلين هم الموالون لنظام بشار الأسد فقط ، وأتمنى أن أكون مخطئا بذلك ، والموالي بطبيعة الحال كما " المالكي نفسه " هو ليس موالي للوطن بل إلى ملالي إيران ومشروعهم العنصري التفتيتي في المنطقة العربية ، ولا ادري إن كان عاقلا عندما اختصر مأساة الشعب السوري بمجموعة مرتزقة تؤيد " بشار الأسد " تدافع عن البلد مقابل اخرى لا تريد الخير للبلد ، أو سمح لنفسه بذلك ..!؟
علماً بأن كل من بقي مع " بشار الأسد " لغاية الان ، ولم يرى بعد حجم الفضائع التي مورست على الشعب السوري هم ليسوا سوريون اصلاء ، هم لمم الطوائف جميعا سواء كانوا من الداخل أو الخارج ، وزعران المذاهب على تعددها سوريين وغير سوريين ، والسلطة التي يقودها المعتوه الأرعن لا علاقة لها لا بدبن ولا بقومية ولا حتى بوطن ، باختصار ..هؤلاء هم عفن البشرية وجراثيمها ..
وكلام " نور المالكي " ذو منحى طائفي واضح ، ومذهبي من الدرجة الأولى ، وهذا ليس غريب على أحد أدوات إيران القذرة في المنطقة أن يتفوه به ، فهو من حيث يعلم أو لا يعلم ، أتهم الطائفة العلوية الكريمة بالمذهبية والطائفية وهم أبعد ما يكون عن ذلك ، ومسئولية الرد في ذلك تقع على من يهمه الامر ، وكأنه يريد القول بأن " الطائفة العلوية " هي من دفعت بهذه السلطة لحكم البلد فسيطرت وسرقت ونهبت وأذلت البلد وشعبة بها ، وبددت مقدراته ، واستغلت كل شيء لمصلحتها ..
وأن هؤلاء " العلويين " المعنيين أدركوا أن هذه الثورة قامت ضدهم ، أو أنها قامت انتقاما منهم على ما ارتكبوه بحق السوريين ، وهذه كله محض افتراء وتزوير فاضح لتاريخ سوريا أولا ولتاريخ الطائفة العلوية تالياً ، " وربما هي في المحصلة محاولة توريط متعمد لهم وزجهم في اتون حرب مذهبية تسعى عمائم ايران السوداء لها منذ نجاح ثورة الخميني " ، وهو كلام منافي للحقيقة ، لان الطائفة العلوية ضحية كما هو حال كل مكونات الشعب السوري ، لا بل ربما قد يكون قسم كبير من الطائفة قد تضرر أكثر من غيره ، وعانى بشكل أكبر مما يتخيله المالكي نفسه ، ومثل هذه التصريحات في المحصلة لها هدف " تجيشي " يخدم المشروع ألصفوي المذهبي الإيراني في المنطقة لا أكثر ولا أقل ..
اليوم الكل في سوريا وغير سوريا يعي تماما أننا في سوريا نسيجنا الاجتماعي منسجم تماما مع بعضه البعض ، بالرغم من محاولات السلطة الحاكمة تفتيته ودفعه لمقاتلة بعضه البعض ، فعلى مدى سنتين من الزمن استخدمت فيهما أقذر الوسائل والأساليب التي قد لا تخطر على بال بشر ، لم تستطع فعل شيء في هذا المضمار الفتنوي ، وستبقى سوريا وشعبها المتنوع كذلك باذن الله تعالى ، وهو كذلك ان شاء الله " وسورا الله حاميها " فعلا لا قولا ، بدليل أنه لم تحصل من قبل أي مشكلة طائفية أو مذهبية قبل تولي هذه السلطة ..
والثورة هي ثورة " حرية وكرامة " وستنتصر في النهاية ومهما طال الزمن بها ، ولا علاقة لها لا بالمذهب ولا بالطائفة ولا بالعنصر على الإطلاق ، مع يقيني الراسخ بأن الثورة كانت ستقوم على الظلم من أي جهة أتى ، حتى لو كان من " أحد عظماء الصحابة أو حتى أنقى سادة آل البيت " فالظلم واحد والوقوف ضده أمر أخلاقي وشرعي ومشروع ، أما الوقوف معه فهو الشذوذ والانحراف بعينه ..
ونذكر المالكي ومن هو على شاكلته بهذا البيت الأجمل ليكون خاتمة :
سَتُبدي لَكَ الأَيّامُ ما كُنتَ جاهِلاً وَيَأتيكَ بِالأَخبـارِ مَن لَم تُزَوِّدِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق