الأحد، يوليو 24، 2011

 
سيخرج الرئيس الأشم الهادئ الوديع صاحب نظرية السرعة بدون تسرع ، وزعيم محور المقاومة والممانعة الذي تحدى العالم بحلفائه الأشاوس ، وقال لنا أنا ابن جلا وطلّاع الثنايا متى ارفع قانون الطوارئ تعرفونني ..
سيخرج الرئيس الكامل المبجل المتعالي على أنصاف الرجال من العرب ، الرئيس القائد ابن القائد .. لمحور الصمود من إيران إلى حزب الله في لبنان ..
 
قد شخصياً لم أكن من المغرمين به بالمناسبة منذ قدومه ، ولا بوجوده على رأس السلطة في هذا البلد العظيم ، ولا أبغي من كلماتي هذه إلا أن أرى كبقية السوريين " إطلالته البائسة " ليس حبا ولا عشقا ، ولكن فقط حتى نقول أن البلد له ما يمكن تسميتها "مرجعية " او قيادة سياسية ولو من " القياس الولادي " ، هي من تتخذ القرار  سواء كان امنيا بقتلنا ، أو إصلاحياً باعتبارنا شهداء ..!
نعم نريد "مرجعية " أو مسئول في الدولة قبل أن نفقد كامل الثقة بقدرة الدولة ، ودور مؤسساتها ، ونعتمد على قدراتنا الذاتية ، وطرقنا الخاصة ، في الدفاع عن أنفسنا وأعراضنا وممتلكاتنا ..!
 
سيخرج الرئيس .. لعلنّا بخروجه نكذب ما نرى ونسمع ونلمس ، من أن بعض الأجهزة الأمنية ان لم يكن كلها ، انقلبت إلى قطعان من الذئاب المسعورة تنهش لحومنا بلا رحمة ولا شفقة ، وبلا ناظم لها، وأصبحت جل تصرفاتها  كعصابات الاجرام والمافيا بلا رقيب ولا حسيب ولا حتى مرجعية ، نريد تصديق أنه مازال في الافق فرصة لان تكون هذه الاجهزة في خدمة الوطن والمواطن ، وأن بلدنا لم يصبح  " حارة كل من أيده إله " ..!
 
نحن نعلم أن مفهوم الوطنية غاب أو تغيب بعد ان اصبح معيار الولاء للوطن فقط النفاق والانقياد الزائف لسلطته ، لقد مُسخ الوطن العريق حينما أُختزل برئيسه ، وبعد ان صار حجم القتل والبطش للناس هو معيار الصدق والوفاء ..!
 
وبالتالي بقاء زعامات المافيا في أي فرع امني مرتبط بمن يثبت وجودة أكثر بالعنف في ميادين التظاهرات السلمية لشعبنا الأعزل ..!!
 
سيخرج الرئيس في خطاب موعود ، لعلّنا نكذب الرواية المتداولة على نطاق واسع ، أن الرئيس بشار الاسد المتزعم للعصابة الحاكمة في دمشق كان يعالج في مصحة بريطانية ، وان  طبيعة مرضه كانت فقدان التحكم بالعقل تحت الضغط ، أي انه عند التعرض لأي ضغط ، يفقد التحكم بعقله..!
 
سيخرج الرئيس علينا وسنسمع لطبيب العيون هذا ، فهل سيكذب هذه الرواية  .. !؟
ربما .. لكن حتى نسمع ما سوف يقول ..!
 
نأمل منه ان يقول ما يجب عليه قوله في هذه المرحلة ، بعد ان كدنا نتأكد انه أعمى البصر والبصيرة ، وانه ربما يرى ما لا نرى ويعتقد ما لا نعتقد ويشعر بانه فوق كل البشر ، خصوصاً اذا كان مقتنعا بما يسمعه من المنافقين والمطبلين له بأن أبوه المقبور حاكم سوريا الاسوأ في التاريخ ، كان قائدا تاريخيا ملهما بعد ان نازع الخالق عز وجل بأبديته .. !
 
سيخرج " الدكتور المريض " علينا ، ولكن ماذا سيقول هذا الدكتور ابن الديكتاتور ، هل سيلعب على المفردات والكلمات وما يلها من ضحكات خبل وعته ووقوعه مرة اخرى بسوء التقدير ، باعتبار أن التجاوب مع المطالب برأيه إهانة له وعدم تقدير الشعب السوري لقدراته العقلية والقيادية الفذة التي يراها بنفسه ويتجاهل بعناد صبياني للنتائج والتبعات على ذلك ..!؟
اخيرا سيخرج الرئيس علينا ، لكن حذاري أيها السوريون اذا ذكر كلمة " مؤامرة " ، لان ذكرها هو استخدام ابشع بكثير من اضرارها في حالة وجودها ..!
 
ثم حذاري من استخدامه لكلمة جماعات ارهابية او سلفية او خارجية ، او مجموعات مسلحة او مندسين او مدسوسين ، لان استخدام مثل هذه المصلحات او المفردات هو تكريس لنهج القتل والتخويف والقمع الممنهج ، وقد يصيب بذكرها اعدادا من السوريين المقهورين " بالجلطة الدماغية " لو عزا ما حصل في سوريا الى "  اجندة خارجية " ، لأننا سنكون في هذه الحالة امام ، إما شخص غبي فاقد للأهلية ، او ماكر حاقد له مخطط تدميري خطير ..!!
 
لذلك لن يكون الخطاب مطمئناً ما لم يعلن امام الشعب بخطأ المعالجة ، وامره بسحب الجيش بالكامل من المدن والقرى والبلدات ، وعدم اعتراضه هو وامنه على التظاهر السلمي ولا على هتافاته ـ وامره بإزالة كل الصور والتماثيل الرامزة للفترة السابقة  ..!
 
وامره الفوري بإخراج كل سجناء الرأي والسياسيين والمحكومين من قبل محكمة امن الدولة ، والسماح بدون أي مساءلة للمنفيين قسريا والمبعدين بالعودة والغاء منع السفر للممنوعين ، الا لمن صدر في حقهم احكام جنائية ..!
 
ثم وعده بعدم الترشح لرئاسة مرة اخرى ..!!
 
أما اذا احتوى الخطاب على غير ذلك فسوف تكون تلك الرواية المتداولة صحيحة واكيدة ، بكاملها او بجزء كبير منها ، وأن رئيسنا المبجل القابع في دمشق ، مجنون أهبل معتوه مختل كان يعالج في المصحة المذكورة ، ولم يشفى لغاية الان مما كان يعانيه..!!
 
بالتالي نحن امام حقيقة مرة وهي أننا " الدكتور بشار الأسد "  شخص فاقد للأهلية لا يجوز له قيادة سوريا ، الامر الذي يدفعنا اليوم لعزله حتى لو كان الثمن لذلك كبيرا ..!

 


مقالة نُشرت في موقع جدار  بتاريخ 20/6/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري يدرك أن " نظامه الاسد الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن الذي تبقى منه فعليا...