ما أقبح المسئولين الإيرانيين
حين يحتقرون إرادة الشعوب
" الثورة السورية مثال واضح "
قد لا نجد من هو أقبح ولا أوقح من
السياسيين الإيرانيين في العالم ، خصوصا حينما تعرف ان يعملون بكل حقارة وسفالة بمبدئهم
المعروف " التقية " المفضوحة ..!
فيؤولون لنا مالا يحتمل التأويل ،
ويصرحون بعكس ما يضمرون ، ويظهرون خلافا لما يبطنون ، وهم يدركون أننا نعرفهم
بانهم كاذبون .. يكذبون ويحرفون وينحرفون ، يشوهون الحقائق عندما تظهر وتبدو جليه ..!
يشككون بصدقية الواقع الملموس والمحسوس
حينما يتعلق الأمر بتابعتهم القميئة ، وحليفتهم السقيمة سلطة التوريث الاسدية
الحاكمة في سوريا ورئاسة " القائم مقام بشار
الأسد " ابن أبيه .
فحينما يصرح احدهم ويتبجح بكل وقاحة بشيء
يخص القضية السورية ، تستشعر من تصريحه امتعاضه لا بل كرهه للشعب السوري الذي ثار
على الظلم الذي يمارسه " قائم مقامهم في دمشق
" ، وكرها له ما بعده كره ..!
تراه يسخف له ولحراكه قائلا " ما يحدث في سوريا عمل شرير ينفذه الغربيون خاصة الأمريكيون
والصهاينة "، ثم اخر يقول " المبالغة في
مطالب لجماعة صغيرة سورية وعرضه باعتباره مطلب الأغلبية وإرادتها "
فمثل هذا الكلام يدفعنا إلى التوقف وإعادة التفكير جيدا بالخلفية العدائية التي تدفعهم
لمثل هكذا تصاريح ، والعقلية " العنصرية
الشعوبية " التي تسيطر على الحكم في إيران الكارة للعرب بشكل عام وللسورين
بشكل خاص..!
لقد تعودنا أن كل تصريح يأتي من مسئولي
إيران وسياسييها في القضية السورية ، لا بد وان يصب حتما ضد مصلحة شعبنا السوري
الرافض لحليفهم في دمشق ..!
فإيران ، صاحبة خط مشوه ،
خط مكر متمترس بشكل ظاهري وشعاراتي خلف ما يسمى محور " المقاومة والممانعة " ، الذي باتت أهدافه
المشبوه معروفة للجميع ، وهذه واحدة من الحقائق المرة التي لا تخفى على احد والتي
كشفت أن هذا المحور التي تتزعمه ايران دق إسفين بين العرب وخرب امكانية لقيام
علاقة طبيعة معها ..
ربما هذا ليس بالشيء المستغرب ، وقد
يكون مفهوم ومعلوم وواضح كل الوضوح عند عموم السوريين أو اكثريتهم على الأقل ،
وربما منذ زمن البائد والمحذوف في مزابل التاريخ الأسود لسوريا " حافظ الأسد " ، فنحن السوريين لا يرقى ليقيننا
الثابت أدنى شك في هذا الجانب ، فالتحالف " المذهبي
ألمصلحي الإيراني " بُعيد الثورة " الخمينية
الصفوية " مع الفئة المشبوهة الحاكمة والمتسلطة في سوريا نشأ برغبة
وروابط مصيرية قاتلة مع المقبورين " الخميني
الإيراني وحافظ أسد " في نهاية السبعينات ومطلع الثمانينات من القرن
الماضي ..
هو" تآمر
"واضح فيما اعتقد ، بين سلطتين شاذتين منحرفتين تحملان في نفوس أفرادها حقدا
اسود مستمدا من ثقافة ملوثة تمتد جذورها إلى تاريخ مشوه ، ومتوارثة جيل بعد جيل
بهدف الثأر والانتقام من العرب ، ومبنية على الأساطير والدجل والحقد ، لتحقيق
حلم عنصري شعوبي ربما بدأ بالظهور مع حركة تمتد جذورها إلى العصر الأموي ، إلا
أنها ظهرت للعيان بكامل تفاصيلها في بدايات العصر العباسي.
وهي .. حركة من يرون أن لا فضل للعرب
على غيرهم من العجم ، وقد يصل هذا التطاول ، لا بل وصل إلى حد الاستعلاء على
العنصر العربي ، وذمه واحتقاره ، والانتقاص منه ، وتفضيل غيره من العجم عليه
" والمقصود هنا الفارسي " ،
فهذا " الدكتور علي شريعتي " يقول
عن الحركة الصفوية متطرقا إلى استنادها إلى مبدأ " الشعوبية
":
( لم
يكن ذلك الهدف الذكي متيسرا إلا عبر تحويل الدين الإسلامي وشخصية الرسول محمد وعلي
بن أبي طالب إلى مذهب عنصري وشخصيات فاشية، تؤمن بأفضلية التراب والدم الإيراني
والفارسي منه على وجه الخصوص ) ...
إذاً.. هو " تآمر "واضح نشأ مع العلاقة بين " الخميني والأسد الأب " شكله المعلن تحالف ، ظاهرة
استراتيجي يخدم الشعبين ، وباطنه تحالف مصلحي ضيق ، تلاقت به أهداف الطرفين
المذهبية الإيرانية مع الفئوية الاسدية ، وتمحور حول الهدف الرئيس ، وهو
استمرارية وديمومة سلطتيهما على الشعبين الإيراني والسوري ، وتصدير مشاكلهما
الداخلية مع شعوبهما إلى المحيط الإقليمي المرتبط في أجزاء منه عقائديا معهما ،
تحت أهداف وشعارات كبيرة ومقدسة ، وبوسائل مشروعة وغير مشروعة ، ولما لا تكون كذلك
مادامت مبادئهم مبنية على اكذب .. اكذب .. حتى يصدقوك , وأن" التقية تسعة أعشار الدين " وفق المعتقد الرسمي
المعلن لحكام إيران .
هذا " التحالف
التآمري " الذي برز اليوم تحت عنوان المقاومة والممانعة ، والأصح
هو" المقاولة والممايعة " عمل في
بدايته على المساعدة والمساهمة بقمع الانتفاضات الشعبية المعارضة في سوريا التي
بدأت مع نهايات السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي ، بعد أن اهتز حكم الطاغية
" حافظ الأسد " وشعوره بأن نهايته
قد اقتربت ، وإحساسه بأنه بات منبوذا ومحتقرا بعد وعوده الكاذبة وغدره ، وإدراكه
انه في محيط كبير متجانس أصبح يكره استمراريته في منصب رئاسة الدولة .
لكنه .. ولبقاء هذا التحالف التآمري أو
الزواج غير الشرعي " زواج المتعة الحرام "
، أنجبت السلطتان مولودهم المسخ والمهجن والمتخلف عقليا على ارض لبنان ، وأسموه
" حزب اللات " ومع مرور الوقت تحول
هذا المولود إلى عصابة مسلحة ، وأداة قمع وقتل واغتيال كل من يعارض أو يقف ضد هذا
التحالف التآمري بين السلطتين الشاذتين في المنطقة ، ثم بالحضانة والحماية نظمت
هذه العصابة في صفوفها سذج الشيعة التابعين لسلطة ولي الفقيه في إيران ، تحت عنوان
" المقاولة والممايعة "، ثم استقطبت
من يدعمهم في أهدافهم بعض الانتهازيين والوصوليين من الإمعة والمأجورين في لبنان
وغيره ، ليقوموا على خدمة مولودهم المسخ " حزب
اللات " أو هذا المولود الناتج من التحالف التآمري ، مع البقية
الباقية من المغرر بهم والمنبوذين من جماعات " المقاولة
" الذين تم اقتطاعهم من جسم المقاومة الفلسطينية .
أخيراً ..وبالعودة إلى قباحة ووقاحة
المسئولين الإيرانيين فأنني ممن لا يجدون أقبح ولا أوقح منهم فهم يحتقرون
إرادة الشعوب ، وهم اكذب من كذب ، وأخبث من تخابث ، واغدر الغادرين ، يعملون باللف
والدوران أو بـ " التقية " المفضوحة
ويؤولون مالا يحتمل التأويل ، ويرون بمزاجهم الحق باطلا ، والباطل حقا ، ويتعامون
عن حقيقة أن ما بُني على باطل فهو باطل ، وان ما كانت مقدماته خاطئة بدون
أدنى شك سيخرج بنتيجة خاطئة ، ولكن هنا سيكون الخروج لأمثالهم ليس سهلاً ،
ستحاسبهم وستحاكمهم شعوبهم الصابرة ، وسيكتب التاريخ عن هذا التحالف التآمري أسوأ
الصفحات ، وستذكر الأجيال القادمة بأن شخوص مؤسسيه كانوا من أبشع أنواع البشر .
مقال نشر في موقع جدار بتاريخ 22/05/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق