اعتقد أن ما حصل في درعا من هجمات منظمة وممنهجة لقطعان الأجهزة الأمنية والمتعاونين معها على المحتجين والمتظاهرين السلميين في الأيام الأولى للثورة السورية ، كان بقرار مسبق تم اتخاذه بالتنسيق والترتيب مع روسيا وإيران وحزب الله اللبناني .
وقد أُعطيِت الأوامر التنفيذية من دميتهم في المنطقة " بشار الأسد " بالتعامل القمعي الفوري والعنيف منذ اليوم الأول ضد المحتجين والمتظاهرين وبكل قسوة ممكنة للردع والعبرة ، وسحق كل من يتجرأ على السلطة ولو كان مظلوما ، والتي كان من يمثلها في محافظة درعا شخصين منحرفين وشاذين " المحافظ الفاسد فيصل كلثوم ، والفاجر ابن خالة الرئيس عاطف نجيب "
فكل أهالي درعا كانوا يدركون هذا الأمر جيدا ، كما أدركوا أن المشكلة الرئيسية بدأت من جراء معالجة استعلائية قاصرة وسلوك لا عقلاني وغير منطقي للأخوين " بشار وماهر حافظ الأسد " لقضية احتجاز الأطفال المعتقلين وما نشأ عنها من ردة فعل طبيعية لأهاليهم إثر الرد الوقح والفاجر الذي جاء من ابن خالتهم اللامسئول الأرعن " عاطف نجيب " مسئول الأمن السياسي في درعا .
ذاك الرد الذي تسيل دونه عند أصحاب الكرامة والشرف انهر من دماء ، وتُزهَق له أرواح وأرواح ،وفق الأعراف والتقاليد التي تحكم عموم شعب حوران .
إذاً " مهابيل " السلطة المراهقين لم يتصرفوا بمسئولية كما يجب ، قبل أن تتحول المسالة لاحقا إلى معادلة وطنية تتركز على انتزاع الحرية بالدم ، بل تصرفوا على نحو طائفي عائلي مافيوي مشاكس ، حينما استنصرهم ابن خالتهم على " الحوارنه من أهالي درعا " معتقدا فيما أعتقد واضن أنهم – أي أهالي درعا - تجرؤوا عليهم وأهانوهم ، فنصروهم بغباء شديد وسوء تقدير للعواقب ، وحتى بدون حساب أو إدراك لما سيلي هذا التصرف .. فاسقطوا بذلك هيبة السلطة الموهومة ، وكشفوا مع أول رصاصة أُطلقت باتجاه المدنيين العزل ، وأول قطرة دم أرهقت ، وأول روح أزهقت عن سلطة منخورة حتى العظم .. لا بل بائسة وضعيفة كانت تحكمنا بهيبة الأمن المرعب لسلطة الأسد الموروثة .
هم لم يدركوا أن ما فعلوه كان تعدي سافر على القيم والأخلاق ، تعدي على العادات والتقاليد والأعراف التي كان حافظ الأسد نفسه يضعها بالحسبان في كل مشكلة تحصل في حوران ، وينأى بنفسه عن رميها في المحاكم ، أو أن يطبق عليها قوانين البلد لحلها ، حينما كان يترك الحل والتسوية لكثير من القضايا التي تنشأ في حوران .. لأهل حوران وشيوخ عشائرها ، وكبار رجالاتها ، فنحن كما يقول المثل عندنا " الدية عند الكرام الاعتذار" ، ومن في السلطة للأسف الشديد عزت عليهم أنفسهم بالإثم ولم يتراجعوا ، والحمد لله الذي منعهم من التراجع ، أما نحن فقد كنا وسنبقى للأبد إن شاء الله كرام .
فلو كان للعقل والعقلاء دور في سوريا ، ولو كان في الحكم حكماء لتولدت الحكمة ، ولتم تسوية الأمر على الفور بدون كل هذا القتل والتدمير.
فلا هي مؤامرة ولا هم يحزنون، ولا اعتقد أن عاقل في سوريا والمنطقة يصدق أن السلطة الأسدية الحاكمة تحتاج أصلا لمن يتآمر عليها ، فهي المؤامرة بأوضح صورها على السوريين والعرب وبلدانهم ، فهي التي كانت ولازالت تزرع الأحقاد والضغائن طوال أربعة عقود من الزمن في كل شبر من أرض الشام والعرب .. إلا إذا كانت هي من تتآمر على نفسها..!
وإلا بالله عليكم كيف تستطيع أن تقف دولة ما في وجه كل المؤامرات المفترضة وحيدة ومعزولة ، والسلطة الحاكمة فيها تقمع شعبها الرافض بالأصل لها والثائر عليها ..!؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق