يقول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو لا تدافع عن " نظام الرئيس السوري بشار الأسد بل عن الحق" .
ويقول أيضا في تصريحات له مؤخرا نقلتها وكالة انترفاكس "يعود للشعب أن يقرر من ينبغي أن يكون في السلطة في سوريا. أننا لا ندافع عن النظام بل عن الحق، عن حق السوريين السيادي في تقرير خيارهم بأنفسهم بطريقة ديمقراطية " ..
إذا هو يعتبر أن تنفيذ القوانين الوضعية الدولية - هذا إذا كانت التزمت بها أو بروحها حكومته أصلاً - أهم من وقف إراقة الدماء البريئة للشعب السوري الذي يواجه جيشا بكامل عدده وعديده .
والحق بمفهومه هو ترك مجموعة من المجانين المخبولين يؤلفون عصابة قتل وإجرام ، يملكون مقدرات بلد مثل سوريا بالكامل يقتلون الشعب بدم بارد وبتشفي أيضا .
أما القول بأنه ينبغي أن يعود القرار للشعب فهذا مقبول إذا ما اشترط على حكومته وقف تسليح العصابة الحاكمة في دمشق حتى يتمكن الشعب في سوريا الرازح تحتها من اتخاذ القرار المناسب الذي بكل تأكيد لا يقصده ولا يعنيه لافروف ، والطلب منها أن تتعقل وتوقف سفك دماء الأبرياء ، وتعلم أن الحكم كما كان لن يعود لها مهما فعلت ، بالتالي التقليل من عدد الضحايا الأبرياء ما أمكن ، وهذا ما نبتغيه من روسية ، ليس أكثر .
أما سقوط العصابة الحاكمة في دمشق ،أو بحسب ما يقول عنها بلغة دبلوماسية مطلوبة بين الحلفاء " نظام الرئيس بشار الأسد " فهي مسألة وقت ، ونهايتها المحتومة قادمة ، والموقف المطلوب ، والذي سعى العالم كله جاهدا لإقناع السيد لافروف وحكومته فانه على ارض الواقع لا يقدم ولا يؤخر، لكنه يأتي في إطار تأكيد أن الإنسانية ، والمحسوبين عليها ، يرفضون الظلم ويقفون ضد الظالم حتى لو كان حليف ، ولو كان الموقف على حساب شيء يسير من المصالح ، بشرط لازم هو أن يكون موقف أخلاقي حقيقي وصارم تجاه .. اقله من يتعمد قتل البشر على خلفية مذهبية .. لا أكثر ..
فهل يعي وزير المافيا الروسية لافروف وقيصره المهووس في موسكو فلاديمير بوتين أن من واجبهم اليوم العمل على الحفاظ على ما تبقى من بقايا القيم والأخلاق في السياسة الروسية ، إذا بقي شيء من تلك البقايا أصلا ..!؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق