( من لم يكن به خير لأهله فلن يكون به خير لغيرهم )
الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي .. مثال صارخ
لابد من القول أن النظام الحاكم في سوريا اطمأن وركن إلى ما تصور بأنها شرعية شعبية ، وأن هذه الشرعية حقيقية وهبتها له " الأكثرية " المكوِنة للنسيج الاجتماعي الطائفي والمذهبي في البلد ، والتي لا بد من وضع النقط على الحروف ، ونقولها بصراحة حتى ولو بدت كلماتنا للبعض طائفية أو مذهبية ، إلا انه للأسف هذا هو الحال في ظل الواقع السوري المعاش ..
فالاطمئنان هذا والركون ، جاء أول ما جاء للأسف بفتاوى شرعية من " المفتين " باعتبارهم ممثلين للأكثرية ، ونواب عنها بالصفة التي حملوها ، حيث راحوا يفسرون ويؤولون كيفما شاءوا وأينما شاءوا ولمن شاءوا ، ولم يخطر ببالهم أن واحدهم بهذا النفاق تحول من حيث يعلم أو لا يعلم إلى " ما يشبه ( التيس ) أو الزوج المؤقت - محلل زواج كريه بين عائلة الأسد واستمرار يتم في الحكم وبين الضرورة الملحة والمصلحة الوطنية العليا المزعومة للشعب السوري "..
ربما إلى هذا الحد قد يكون الأمر مفهوم ، فهناك دائما ما يطلق عليه تسمية " مفتى السلطان " لكن أن يتطور الأمر ويضاف على " المفتين " عالم مرموق من علماء العالم الإسلامي المعروفين مثل الدكتور العلامة " محمد سعيد رمضان البوطي " ، ويقبل لنفسه أن ينحدر لمستوى دنيء ويقوم بدور " مفتي السلطان " يجيز مثل هذه العلاقة وهذا ا الزواج الكريه ويبارك به وهو الذي يرى ويسمع ما لا نستطيع نحن أن نراه ونسمعه من غرائب الموبقات لعائلة الأسد الحاكمة ، فهذا ما لا يمكن تقبله ..
هذا ما نستشعره ونتحسسه من خلال السلوك الدموي اللئيم للنظام ودوافعه التي تعدت كل الخطوط الحمراء الذي يؤشر بوضوح إلى القاعدة التي انطلق منها النظام واعتمد عليها ، والى اعتقاده الراسخ من شرعية وجوده ، لدرجة أن القائمين عليه لم يعد يهمهم البلد ولا أهله ، إنما بقاءهم في الحكم ولو بأي ثمن ، فإذا كنت محقا أو لامست شيئا من الحقيقة فيما أسلفت فسيكون من العار بمكان على قامة كبيرة بحجم " البوطي " ومن مثله أن يكون مطية رخيصة تمتطيه حيثما وكيفما شاءت هذه السلطة ..
الكل اليوم بات يدرك أن النظام زائل لا محالة والمسالة مسألة وقت سيمضي بسرعة أكبر مما يتخيله أحد ، لكن للأسف أن هذا الوقت ثمنه دماء الأبرياء التي تسفكها عصابات النظام وشبيحته كل لحظة وبلا رادع من خلق يتحمل جزء كبير من المسئولية عنها " البوطي " وأمثاله أمام الله .
والدكتور " البوطي" لا يقوم ولم يقم بالواجب الذي يفرضه عليه الدين الذي يعتنقه ، وتوجبه القيم والأخلاق التي يعرف أصولها ، أو هكذا أفترض ولست أنا فقط إنما للكثيرين ممن قرؤوا من كتبه ، ولأنني مستغرب لموقفه فقد سمحت لنفسي بانتقاده بعدما شبهه البعض بــ " ابن تيمية الشام " لكثرة المريدين والتابعين له ، واعرف حجمي جيدا أمامه ، لكنني انتقده كانسان له ضمير حي أشعر بالمسئولية حتى لو بدا لي المتلقي أو من أنتقده أعمى واصم ، ولا يعنيه ما أقول ، سأستمر في الانتقاد ، وأقولها بصراحة وبملء الفم " الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي " مسئول أمام الله والتاريخ ..
وسأضع احتمال واحد ، ربما يكون ضعيف أو حتى غير وارد ، وأقول .. على فرض أن النظام استمر في حكم سوريا ، ونجح بشار الاسد في قمع الثورة ، وهنا أُريد التركيز على كلمة " الثورة " التي حاول " البوطي " نفسه تشويهها أو التشكيك بها وبمقاصدها منذ البداية ، من خلال إيهامنا باحتمالية وجود " مندسين " بين المتظاهرين ، أقول إن نجح فسيكون الأمر بعكس ما يرغب ويحب الدكتور البوطي نفسه ، لا بل سيكون الحال كريها وسيئا خصوصا عليه ، هذه اذا لم يفعل به شيئاً يوظفه لصالحه .. وسيسمع من الاهانات ما لا يمكن أن يتخيل ولا يتصور يوما ما أن يوجهها له أحد أو أن يسمع مثلها ، ولأننا أمام صبية مراهقة معتوهة تحكم البلد ، فالاهانة الصغيرة التي سيتلقاها هى وصفه بأنه " منافق جبان ، ووصولي انتهازي يخاف ولا يستحي " .. وسيقال له حينئذ لقد سحقنا وبطشنا ونكلنا بمعرفتك واطلاعك من همّ من جلدتك ، ومن أهلك الأكراد وغيبنا اعداد لاتُحصى ، وأكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة ، لكنك صمت .. صمت الراضي والموافق ، وبقيت تؤيد من لا يعنيه التأييد على ذلك " فمن لم يكن به خير لأهله فكيف سيكون فيه خير لغيره .. !!? "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق