( علي خامنئي )
والسلاح النووي
في مؤتمر قمة دول عدم الانحياز ، قال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله " علي خامنئي " إن " تطلعات إيران النووية لإنتاج الطاقة فقط وليس الأسلحة النووية " ، وأن " شعارنا هو الطاقة النووية للجميع ولا للسلاح النووي " .
هذا ما قاله مؤخرا " علي خامنئي " أمام المؤتمرين في طهران ، وقبل ذلك ، وأعني قبل المؤتمر بفترة وجيزة من الزمن ، استخدم " التقية " وصرح بحرمة إنتاج السلاح النووي أيضا ، فهو بالتأكيد لم يكن صادق فهو يكذب .. ويكذب بكل وقاحة وصفاقة ..!!
بدليل ما قاله الأمين العام للام المتحدة بان كيمون " يجب على إيران أن تثبت أمام العالم نواياها النووية السلمية " ، وأيضا ما ذكرته " الوكالة الدولية للطاقة الذرية " في تقريرها ربع السنوي الصادر يوم الخميس الموافق الثلاثين من شهر أغسطس لهذا العالم ، " إيران تضاعف عدد أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم في منشآتها تحت الأرض فوردو قرب مدينة قم " ..
فإذا كانت المسألة في الإطار المسموح ، كما يحاول أن يوحي لنا به ، ولم تتجاوز حق إيران المشروع ، وهو امتلاكها للتكنولوجيا النووية للاستخدام السلمي ، فما الداعي إذن لإخفاء الأنشطة المتصلة عن " الوكالة الدولية للطاقة الذرية " ، إلا إذا كان القصد من إخفائها ، أمراً يخالف السلمية والبحث العلمي الذي يدّعيه المرشد الأعلى للثورة الإيرانية " علي خامنئي " .. !؟
أليس كذلك ...!!؟
إذاً هو للأسف الشديد يكذب بشكل مفضوح ، وبكل وقاحة وصفاقة ..!!
لكن التساؤل التالي الذي لابد من طرحة بعد أن اقتنعنا بكذبه ، وبدأنا نستشعر أن ما يسعى إليه هو " السلاح النووي " ، وهذه هي الحقيقة ، وما بات لنا واضحا كل الوضوح ، هو .. لماذا يريد المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله " علي خامنئي " ومن معه من آيات " قم " ، امتلاك " سلاحا نوويا " بالقطع سيكون متواضعا ، ولن يكون له تأثير كبير في مقابل الترسانات الضخمة والمتطورة لدول العالم النووية التي ربما ينظر إلى قسم منها نظرة عدائية كونها دول " استكبارية " استعمارية ..!!؟
هنا وللإجابة عن هذا التساؤل نقول .. آية الله " علي خامنئي " يرى أن له أسباب موضوعية للسعي نحو بناء قدرة نووية ، تدفعه لصنع وإنتاج السلاح النووي ، وذلك لغايات الحفاظ على مشروعه القومي " الشوفيني " العنصري ، ولو أن الخطوة المهمة فيه هي نشر " أيدلوجيته المذهبية " في المنطقة ، واللعب من خلالها على عواطف بعض السذّج والمتشوقين لاعادة دور اسلامي ريادي ما من جديد ..
وهذا برأيه ما سوف يجعل ذلك سبباً في صعود إيران عالميا وليس فقط إقليمياً ، رغم أن البعض يعتقد أن مسألة " السلاح النووي " الإيراني برمتها ، قد تسير باتجاه المقايضة مع الولايات المتحدة ، سعياً وراء دور إقليمي محوري معترف به من قبل الغرب.
آية الله " علي خامنئي " فعلياً اليوم ، وكما أسلفت يسعى نحو امتلاك القوة النووية القادرة على صناعة سلاح نووي مرهوب الجانب ، وليس كما يدعي للإغراض السلمية ..
بالرغم من أن المشروع النووي الإيراني يعود إلى خمسة وأربعون عاماً مضت، أي إلى أيام الشاه " محمد رضا بهلوي " ، إلا أن الدول الغربية مع قدوم الثورة واتضاح اديولوجيتها المذهبية المشبوهة وخطورتها على العالم ، اتخذت موقفاً معارضاً لبناء هذه التقنية في إيران على الأقل في الظرف الراهن ، وألغت اتفاقات كانت مبرمة معها أيام الشاه المخلوع ، وأبرز هذه الدول أميركا وألمانيا ..
إذن " علي خامنئي " المرشد الأعلى للثورة الإيرانية ، تحت ضغط شهواته ورغباته وأطماعه يسعى إلى لعب دور قيادي وأساسي في العالم الإسلامي ، من خلال دخوله " النادي النووي " خصوصاً بعدما دخلته " باكستان السنية " المخالفة له بالمذهب ..وهو يسير على خط سلفه في تصدير ثورته وتجربته المذهبية إلى الجيران المسلمين بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة ولو بالقوة ، وما يدفعه تحقيقاً لذلك ، هو امتلاك مثل هذا السلاح " الحامي والرادع " ولو بشكل متسرع محاولا الاستفادة من الاختلافات والخلافات الدولية في مواضيع عديدة في المنطقة ..
ويعتقد المرشد الأعلى للثورة الإيرانية " علي خامنئي " أنّ دور إيران التاريخي في غربي آسيا والشرق الأوسط يحتّم عليه تصحيح الخلل في موازين القوى ، والذي يتمثّل في امتلاك ثلاث قوى إقليمية " الهند وباكستان وإسرائيل " للسلاح النووي..
كما انه يحاول الاستفادة من درس الحرب الأميركية على جارته دولة العراق ، وربما يعتقد آية الله " علي خامنئي " بأنّ العراق لو امتلك السلاح النووي لما كانت الولايات المتحدة أقدمت على مهاجمته ، والبرهان على ذلك في كوريا الشمالية التي لم تستطع الولايات المتحدة مهاجمتها ظنّاً منها بأنها تملك قوة رادعة من السلاح النووي .
خلاصة القول هي أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية " علي خامنئي " يرى أن امتلاكه للسلاح النووي يشكّل معادلة جديدة قادرة على تغيير قواعد اللعبة في أمن الخليج لصالحه يمكّنه هذا التغيير من الهيمنة عليه أو ربما احتلاله إذا ما دعت الضرورة والمصالح الإيديولوجية المذهبية لذلك ..!
وامتلاك إيران لمثل هذه المشاريع النووية المشبوهة في " عصر الآيات " وفي ظل هذا الخداع والمواربة واللف والدوران ، لن تكون موجه بشكل مباشر" إلا للعالم الإسلامي المحيط " بها بشكل عام ، والعربي السني بشكل خاص ، والتي ربما ترى أن من حقها كـ " دولة إسلامية " أن تتزعمه ، لا بل أن يكون تحت سيطرتها ، أسوة بما فعله العثمانيين الأتراك ، باعتبار أن الزمن الراهن هو زمن إيران ..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق