أولاد السلطة الحاكمة
يبدو لي أن " الأولاد
" .. في السلطة الحاكمة ومن يقف ورائهما في الداخل السوري أو الخارج الاقليمي
والدولي يرغبون باستسلام تام ومذل للشعب السوري ، وبلا قيد ولا شرط ،
وربما يريدون فوقه اعتذار علني ومكتوب ومذيل بتوقيع كل من يعارض سواء كان في
الداخل أو الخارج ، باعتبارهم ممثلين لهذا الشعب أقلها أمام العالم ..
ثم الاعتراف بخطأ القيام بالثورة التي لم تكن في
الأصل الا احتجاجات على سلوكيات رعناء قبل تحولها للثورة ، ورد فعل على فعل
الإهانة المتعمد وليس فعل مستقل ..
هذه الرغبة الجامحة "
للأولاد " أتضحت بشكل جلي من خلال سلوكيات لها سمات متعددة
لعل أهمها الغطرسة والاستعلاء والاستخفاف ، اعتقادا منهم انهم " أولاد اله مقدس"
أبدي ، لا يمس ولا يجب ان يُمس ..
هذه الثقافة الشاذة والمنحرفة التي بُنيت على
" القهر والعهر " وتربى عليها
هؤلاء على يدي المربي الشاذ والمنحرف " حافظ
الأسد " ، للأسف يعرف حقيقتها شعبنا السوري منذ عقود من الزمن لكنه لم
يقف في وجهها ، ولا أستبعد أن تكون معرفته بها قد بدأت منذ أن تشّكلت قواعد السلطة
الطائفية التي أسس هيكليتها " حافظ الأسد
" ... في نهاية الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي ..
ولأنها قامت على فكر شخص أقلوي طائفي حاقد لم يرضى
لسوريا الا أن تكون مزرعة له ، وورقة تتجاذبها المحاور الاقليمية والدولية ، وضمان
استمراريتها والمحافظة عليها ومن ثم انتقالها لأولاده من بعده باعتبارها مللك عضوض
، ولأن السلطة الطائفية تحتاج الى سند لها وشرعية غير موجود داخلياً فقد كان لابد
من ربطها بمن يحميها خارجياً ، وهذا ما حصل بالفعل وهذا العائق الرئيسي اليوم امام
نجاح الثورة السورية وتحقيق هدف اسقاط السلطة الحاكمة ، بالتالي سلطة بهذا المستوى
بكل تأكيد لن تقدر على اتيان من يحكم سوريا بأفضل مستوى من الاخوين
المعتوهين " بشار وماهر الاسد " ..
لقد أعتمد " حافظ
الاسد " طريقة إجرامية قاسية في التعامل مع الشعب السوري وانتفاضاته
المتعددة منذ استيلاءه على السلطة ، والتي ربما تكون أولها تلك التي قامت ضده
في نهاية سبعينات وبداية ثمانينات القرن الماضي ، بعدما أخلف بوعود قطعها على
نفسة ، والتي ربما النتيجة التي توصل لها هي استحالة أن يستمر حكمة
بعدها اذا نفذها ، وبالتالي وصل إلى قناعة بجدوى التعامل " القمعي الشرس " ولو الى وقت معين ،
ما جعله القاعدة الاساسية في حكم الشعب السوري الذي استمر به حتى موته ..
الأمر الذي دفع بـ " الأولاد
الورثة " للاقتناع
بضرورة استحضار طريقة تعامل والدهم القمعية حينما ضنوا بأن الشعب السوري قد طوى صفحة
تلك المرحلة السوداء بكاملها ، وما عاد في وارد في ذهنه تذكّرها ، ولا تذكّر تلك
المجازر التي طالت مدن كثيرة في سوريا مثل حماة وإدلب وجسر الشاغور .. وغيرها
..
مع الاستفادة هذه المرة من تجارب وخبرات داعميهم
الروس ، التي اكتسبوها في تعاملهم القاسي والشرس مع دولة الشيشان ، وسكوت العالم
على تلك الجرائم ، وبتشجيع ودعم القتلة في الحرس الثوري الايراني التابعين
مباشرة لمفسد الثورة " علي خامنئي "
..!!
هؤلاء " الأولاد " على قلة إدراكهم ، وجهلهم بما يدور
حولهم ، وعلى فقدانهم أي نوع من الخبرة السياسية والإدارية العامة ، وأُميتهم
الواضحة في العلاقات الدولية ، وعدم إمكانيتهم التعامل مع أي طارئ وجديد أو مفاجئ
في هذه المنطقة ، راحوا يستخدمون بلا ضوابط وبلا حدود كل ما توفر بين يديهم ،
وكل ما تحتويه مخازن الجيش والأمن من سلاح ثقيل جمعه شعبنا في سوريا بتعبه
وكده ، على مر العشرات من السنين ، في وقت لم يجرؤ " أبوهم " من قبلهم على استخدام أيٍ منه مع
" إسرائيل العدوة " على الرغم من
احتلالها لأفضل وأغنى الاراضي سورية ..
اخيراً أستطيع القول وبكل ثقة أن هذا الشعب العظيم لن
ينحني لرغبة هؤلاء " الاولاد المراهقين "
، ولا من يقف ورائهم ، ولن تقف هذه الثورة أمام عنوان خادع هو الحوار ، قبل ان يصل
الى النتيجة المرجوة بإسقاطهم وانهاء " سلطة ال
الاسد " اولاً وقبل الكلام عن اي شيء اخر ، ومن ثم محاكمتهم أمام
محاكم علنية وبحضور عالمي ، وتفكيك كل النظام القائم على الطائفية والامن ، وليس
على الوطنية والحرية ، واعادة ترتيب الاولويات وازالة كل الشعارات المرتبطة بالأهداف
والاجندات الخارجية ، ولعل الأهم هو وقف " النفوذ
الفارسي المذهبي التخريبي " في المنطقة وتحجيم الدور الايراني في
قضيتنا الام القضية الفلسطينية ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق