لم تنفي
السلطة الحاكمة " المفترية " التي
أسسها سيد الافتراء الراحل الى مزابل التاريخ " حافظ الأسد " ، ما حصل في مدينة حماة عام اثنان وثمانون
وتسعمائة وألف ما ارتكبته من جرائم يندى لها جبين الإنسانية ، لكنها بررت ما فعلته
بتبريرات وقحة وفيها الكثير من العهر ، ربما فاق بمرات ومرات وقاحة وعهر العاهرات
في مواخير المتعة الرخيصة ..
وهي لم تُكذّب لتثبت العكس ، أو تفند ما
حصل بشيء من الحنكة للملمة الوضع ، إنما تعمدت أن " تفتري علينا
افتراء ما بعده افتراء " واختلقت ما لم يكن موجود ، وكذّبت فيه
وعليه ، ساعد على إنجاح افترائها ، ذلك الدور المشبوه الذي أُنيط بمؤسسها ،
حيث ادعت وهروبا من التبعات حينها ، بأن مؤامرة كبيرة قام بتنفيذها تنظيم الإخوان
المسلمين على الوطن وشعبه ، وهي بالقطع ليست كذلك ، إنما بالأساس كانت " ثورة شعبية " مطلبيه شاملة ، وكان من الطبيعي
أن يظهر غلبة النسيج الأكبر من المكون الاجتماعي السوري عليها ، لأنه هو المستهدف ،
وهو بطبيعة الحال المكون الإسلامي السني ، حيث لم تتمكن السلطة من إخمادها بسهولة
، إلا بتلك المجازر التي تُعتبر الأبشع في التاريخ العربي كله ، والتي كانت مجزرة
حماة العلامة الفارقة في مسيرة تلك الثورة ..!
لعل هذا هو السبب الذي دفع اليوم " الوريث المعتوه ابن المفتري " لإتباع نفس
الأسلوب الذي انتهجته سلطة أبيه المفترية في حماة ، لعل وعسى أن يتمكن من إخماد
الثورة ، كما تحقق لسلفه ، ويحطم معها حاضنتها الشعبية الممتدة على كل الأرض
السورية ، لكن هيهات .. هيهات ..
قلت في البداية أنها " افترت " وهي فعلاً افترت لا بل وفجرت في
افترائها ، ليس على سوريا وشعبها فقط ، إنما على الإقليم كله ، لأنها سلطة غير
شرعية ، وشرعيتها في الداخل السوري مفقودة رغم السنوات الطويلة التي استمرت
بها ، لذلك اعتمدت الافتراء تحقيقاً لأجندات إقليمية غير عربية ، لكسب شيء من
الشرعية الخارجية بدل الداخلية ..
وهي سلطة " ربما
وصفها بالمفترية قليلة جدا بحقها " بدليل أننا لو رجعنا قليلاً
للماضي القريب ، وتحديداً بُعيد انقلاب سيد الافتراء " حافظ الأسد " التشريني في سبعين القرن الماضي ،
ووعوده الكبيرة والكثيرة ، لوفود المهنئين له بنجاحه بما سُمي بـ " الحركة التصحيحية " ، أن كل شيء سيكون في صالح
الشعب السوري ، ولن يكون فرق بين مكوناته وستسير الأمور الى الافضل ، وأن الشعب
السوري سيبقى شعب واحد ، وما إلى ذلك من هذا الكلام الجميل والمعسول ..
وأشعرهم بشيء من الصدق والجدية فيما ما وعدهم به ، وللخداع
فقد ظهر شيء من الصدق أقلها في السنتين أو الثلاث الأولى من حكمة ، أو هذا ما
أشعرنا به ..
لكن الأكيد والذي أنا متيقن منه ، هو أنه
لم يدر بخاطر أحد من بين تلك الوفود المهنئة ، أن "
المفتري " كان يعني نفسه بالمساواة ، وليس الشعب السوري ، وانه
يعني بذلك أن لا ينظر الشعب لمنبته القذر ، وتبعيته لأقلية طائفية لا يحق له ولا
لأحد منها تولي الرئاسة ..!
على اعتبار أن " المفتري
" المذكور جاء من " أقلية "
الأقلية ، واستولى على الحكم بحركة انقلابية عسكرية غير مألوفة ، تمكن على أثرها
من اغتصاب السلطة بقوة السلاح ، وكأنه أراد أن يقول " أنني وان كنت من مستوى تافه ومنحط ، وأنتم تعلون ذلك ،
وأنا أعلم انكم تعلمون ، وتعرفون أنني أيضاً من بيئة اجتماعية أتفه وأكثر
انحطاطاً " ، والعرف السائد في البلد لا يسمح لي بتولي الرئاسة
، وحكم سوريا ، حتى لو تمكنت من التسلق على حساب طائفتي التي اسمها " الطائفة العلوية " ، وعلى غير رغبتها ، الا
انني سأكون أكثر " أمانة " من غيري
، ثقوا بي وستجدونني أكثر " إخلاصا
" لكم من البقية الباقية من الشعب السوري ، " فلا
ترتابوا مني " ها أنا ذا أمامكم أفلا تروني .. جربوني ...!؟
ولأن الشعب السوري بطبيعته كريم وشهم وأبي
، ولا ينظر لمكوناته بأي نوع من التحقير أو التمييز أو التفريق ، ولا تعنيه
الفوارق ، فلم يعر انتباه لمثل هذا الأمر الذي يخفي وراءه شيء من الشعور
الاقلوي الغير مبرر ، ليبقي ما كان يعتقد به " حافظ
الأسد " هاجسا مرضياً له في حياته حتى موته ...!
لربما
نُسي الأمر ، وما فُتحت صفحة من صفحات هذا الماضي الأسود ، وسارت مسيرة التطوير
والبناء كما وعد به ، واستمر هو كما هو ، لو أنه سعى بإخلاص لبناء سوريا
الدولة معنا ، سوريا المؤسسات ، وكما نريدها ، لا المزرعة التي أرادها ، لو فعل
ذلك .. لدخل التاريخ من أوسع أبواب المجد فيه ، ولم يحصل أو يسجل التاريخ أي شيء
يكدر ماضينا ، ويبقي حقبة " الأسد وآل الأسد "
نقطة سوداء في تاريخ سوريا الحديث ..!
إن احتقاره للشعب السوري الذي اولاه الثقة ووثق به
، وغدره الذي فاق غدر الغادرين ، واستقطابه الوصوليين والانتهازيين ، ليكّون حوله منهم سلطة
المافيات والنفايات وزبالة الحاويات ، التي خربت ونهبت ودمرت البلد ، الامر
الذي استوجب وضرورة القيام بتلك الثورة شعبية على سلطته واللمم
فيها ، التي كادت أن تنجح لولا الظرف الإقليمي والدولي الذي لعب ضد عموم الشعب
السوري ، وليأتي بعدها مفتريا ومتهما كل الشعب السوري بالتآمر ، مطبقاً مقولة
" ضربني وبكى وسبقني واشتكى " كما يفعل ابنه اليوم ، واعتبار أن كل
ما جري ما هو إلا مؤامرة خارجية ، كي يتنصل من المسئولية ، وادعائه أن
لا علاقة ما حصل بأي من مطالبات الشعب الكثيرة ، وعلى رأسها ما وعدهم هو بها من
المساواة وتكافؤ الفرص ، وسيادة القانون ..الخ .. !!
باختصار ان ما حصل في نهاية سبعينات القرن الماضي هو
ثورة ، وثورة حقيقة .. جاءت بعدها تراكمات كبيرة من الأخطاء والخطايا بحق
سوريا وشعبها ، لذلك انفجار الثورة كان لا بد وأن يحصل كنتيجة طبيعية للمسلك
ألافترائي لسلطة المفتري الأكبر " حافظ
الأسد " ..!
ولأن السلطة الحاكمة قامت على ثقافة مؤسسها
الافترائية فلم تعبأ يوماً بأولويات الشعب ، ولا همومه ، ولا احتياجاته ، الأمر
الذي تنبه له ابنه الوريث المعتوه " بشار الأسد
" ، فسار على خطى أبيه ، تملصا من المسئولية التي ترتبت على
معالجته الخاطئة ، إذ لازال يصف لغاية اليوم ما يجري في سوريا بالمؤامرة ، رغم حجم
القتل والتدمير والتهجير الذي نتج عن مقاومته لهذه "
المؤامرة " ، وبنفس الطريقة والأسلوب تقريباً ، وان اختلفت الظروف بعض
الشيء..
ابن " سيد
الافتراء " هذا ، ووريث هذه السلطة ، اجتهد أكثر فسار فيما
يبدو على " مقولة العبرة بمن سبق وليس
العبرة بمن صدق " ، ونسي .. والأرجح انه تناسى ، أنه مجرد ذكر
" المؤامرة " يعني اتهام ومعابة لشعب
عظيم ، وهو نفس الشعب الذي طالما تغنى بصموده وتصديه للإمبريالية ، والاستعمار
والمشاريع الخارجية التي تحاك ليس ضد سوريا فقط ، إنما للوطن العربي بأكمله ، وما
الذي عدا أو بدا اليوم حتى يُتهم بالتآمر ..لا ندري ..
وكأن المعتوه " بشار الأسد "، يفترض أن هذا الشعب من " الخفة وقلة العقل " ما يجعله يطير مع أي
" نفخة تآمريه " ، ومن السذاجة ما
قد تدفع مكوناته للسير خلف أية " مشاريع خارجية
مشبوه " تجلب الضرر للبلد وعموم القضايا العربية ، ولعله أيضاً
حَسِبَ أن رؤيته لحقيقة ما يجري هي الأكثر عمقاً وصوابيه من رؤية الشعب
السوري لها ، مغيبا عن ذهنه بأن الشعب السوري يدرك تمام الإدراك " انه وأبوه من قبله والسلطة القائمة " ما هم
ودورهم جميعا ، إلا كـ " ورقة حمام قذرة كانت
تستخدم من قبل القحبة الروسية والعاهرة الايرانية ، وأنهم على وشك أن ترمى ، في
مزبلة التاريخ الأسود ، بعد أن مسحت قاذوراتهما القرفة الناتجة عن علاقة لوطية
شاذة مع عناوين الانحراف والشذوذ المتمثل في الحكم الروسي والإيراني ".!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق