( ما لا يريد أن يفهمه نعيم قاسم )
على " موقع مؤسسة دام برس الإعلامية " بتاريخ 12 مارس 2013 يقول " نعيم قاسم " نائب أمين عام حزب الله اللبناني، " أن الأزمة في سوريا ليست بالسياسية فقط ؛ وإنما هي أزمة وجود.. فهناك العلويون والشيعة والمسيحيون والدروز، ويوجد قطاع كبير من السنة الذين ليسوا سلفيين ولا يسيرون معهم، ويوجد صوفيون وعلمانيون "..
ويعتقد بأن الأسد " سيترشح بعد سنة للرئاسة، والخيار للشعب، ويرجح أن يختاره الشعب " ..
ويتساءل: كيف يصل الإنسان إلى السلطة .. إما أن يصل بالقوة ، وإما أن يصل عبر الانتخابات . الرئيس الأسد يقول : ( أنا شخص منتخب ، وإذا أردتم شيئا آخر تعالوا إلى الانتخابات وأنا مرشح مثلي مثل الآخرين .. هم لا يريدون هذا. ) .
ويضيف : إذا تم الحل السياسي ، فهذا يعني أن يكون هناك نوع من الإشراف على الانتخابات يطمئن الأطراف المختلفة ، وعندها تكون النتيجة هي نتيجة الصناديق ، هذا الخيار هو جزء من الحل السياسي، ومن أراد أن يصل إلى نتيجة ، ويعتقد أن له شعبية في سوريا، فيمكنه أن يراهن على هذا الحل للتغيير ..
بداية أقدم اعتذاري من القراء الأعزاء ، ثم التذكير بأن بعض الناس لا بد وأن يخرج الإنسان معهم عن طوره ، وأن يدع اللباقة واللياقة جانبا ، ويوجه الكلام لهم كما يجب أن يكون ، وكأن المتكلم أمامه ، فلكل مقام مقال ولكل مقال مقام ، ومثل هؤلاء يستحقون .. ما يلي . وربما أكثر ..
لم أرى وقاحة تشبه وقاحة " نعيم قاسم " عندما يصرح تصريحا يعرف أن لا أساس يستند عليه ، ولا معطيات على ارض الواقع تدعم ما يقول ، لذلك هو يعرف أن التصريح استفزازي بامتياز ، ولا يدخل إلا في إطار الحرب النفسية على الأكثرية السورية الثائرة ، ودعم لمعنويات الطرف الشاذ الذي يقف ضد الثورة السورية سواء كان في الداخل أو الخارج ، وهو ليس استفزازي لثوارنا البواسل ، وباعتقادي أن الثائر على الأرض لن يقف عنده أصلاً ، فالثوار سائرون ولا يتوقفون عند نقيق الضفادع أو الصراصير الصرصارة والمختبئة في مجاري المذهبية النتنة ، إنما هو بكل تأكيد كلام محموم وطائفي مذهبي موجه بالأصل للشعب السوري الصامد ، والذي دفع كثمن لإسقاط " العصابة الحاكمة " من أبناءه أكثر من مئة ألف شهيد عدا الجرحى والمفقودين والمعتقلين والمشردين ، ودُمرت كل البنى التحتية التي بناها بدمه وعرقه من قبل نفس العصابات المتحيز لها والتي يدافع عنها المذكور بلا ضمير ولا أخلاق ، متناسيا أن الشعب السوري هو نفس الشعب الذي احتضنه هو وأهله وجماعته بلا تمميز ولا تأفف أثناء الحرب الإسرائيلية في عام 2006 ، لكن في كل الأحوال هذا هو طبع اللئيم الذي إذا ما أكرمته تمرد ..
فالكذب هو ديدن " نعيم قاسم " وهذا أمر طبيعي ، وهو كاذب ويعرف أنه يكذب ، كما يعرف شخصيا قبل غيره انه ما كان ليستمر " النظام ورئيسه " لغاية الآن لولا ما كان مدعوما طائفيا ومذهبيا ومصيرياً من المحور الإيراني في المنطقة ، ومن خلفه مافيا الإجرام في روسيا ..
من هنا لا بد من أن نطمئن " نعيم قاسم " ومن يقف في صفه ، بأن يكونوا على ثقة تامة أن المسألة ما عادت ثورة ، ولا محركها مطالب محقة كما كانت بدايتها ، إنما تحولت اليوم إلى حرب تحرير كامل سوريا من رجس هذا المحور المذهبي وامتداداته ، ولن تقف بحال من الأحوال عند نهاية " المحافظ رقم 35 بشار الأسد " وعصابته الإجرامية ، إنما ستصل ارتداداتها أبعد من ذلك ، وسيستفيق على نتائجها كل الشعوب الإيرانية ، وسيُدق " رأس الأفعى " المتمترس خلف " ولاية الفقيه " ، وسيدوس الشعب الإيراني بأقدامه كل العقارب السامة التي توالدت وسممت المنطقة بأكملها ، والمختبئ أبشعها وأكثرها سُميّة في قم وطهران ، وسيأتي اليوم الذي سيتذكر " نعيم قاسم " فيه هذا الكلام ، وسيدرك حينها ، ولا أدري إن كان مهما ذلك ، إن إرادة الشعوب المظلومة لا تُقهر ، مهما حاول " الدجّالون " تبرير مواقفهم ، وتلوين أهدافهم ومراميهم بدين أو مذهب ، بمهدي منتظر أو شاذ مندحر " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون " صدق الله العظيم
أخيرا ما لا يفهمه أو ربما " ما لا يريد أن يفهمه نعيم قاسم " ويحاول أن يقفز فوقه ويتكلم بكلام أشبه ما يكون بكلام الشخص المتمني الواهم والمهزوم وليس بلسان القيادي المراقب الخبير ، الذي يبني رأيه على معطيات حقيقية ، هو أننا كسوريين في هذا الزمن وبعد أن كُشف لنا المستور ، نقولها أمام العالم " بأننا لا ولن نمل أو نيأس " مهما حاول اليائسون معنا ، صحيح أننا دفعنا ثمن باهض لغاية الآن ، لكن عندنا أيضاً استعداد لان ندفع أكثر منه في سبيل حريتنا وكرامتنا ، ولدينا والحمد لله من الصبر والجلد ما لا يمكن أن يتخيله أناس جاؤوا من المجهول في غفلة من الزمن ، أو من هم في أفضل الأحوال " سقط متاع " جاؤوا من زواج متعة عابر بين منحرفي ومجانين إيران ومن امتهنوا الدعارة في سلطة الأسد ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق