الثلاثاء، مارس 26، 2013

المالكي والعلويين

( المالكي والعلويين )
 

 

قال رئيس الحكومة العراقية " نوري المالكي " في حوار أجرته معه  ( الشرق الأوسط )  في القاهرة على هامش القمة الإسلامية ، إنه عندما قال له في واشنطن " الرئيس الأميركي باراك أوباما، ونائبه جو بايدن ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون " إن الرئيس السوري بشار الأسد سوف يسقط خلال شهرين , كان رده أنه لن يسقط حتى بعد سنتين، و" أنا أعرف سوريا جيدا، إنهم سوف يقاتلون، ومعهم العلمانيون والمسيحيون وآخرون " ، وهو يقصد العلويين بطبيعة الحال ...

وتابع " لا تمنحوهم شجاعة اليأس ، والحقيقة إنهم منحوا العلويين شجاعة اليأس، ولذلك هم يقاتلون بنسائهم وبرجالهم من أجل البقاء ".. 
التعليق .. 
ما من شك في أن كلام " نور المالكي " مبني على أسس طائفية ومذهبية ، أكثر من كونه كلام سياسي  لرجل له خبرة في السياسة ، وهذا ليس غريب أن يتفوه به مثل المالكي لكونه أحد " أزلام إيران "  في المنطقة ، فهو من حيث يعلم أو لا يعلم أتهم بشكل مباشر الطائفة العلوية في سوريا بأنها هي كل الموبقات في سورية ، وهي بالتالي التي سيطرت وسرقت ونهبت وأذلت البلد وشعبه ، وبددت مقدراته ، واستغلت كل شيء لمصلحتها الضيقة ، وأن العلويين أدركوا أن هذه الثورة هي ضدهم وانتقاما منهم ، أو لنقل بشكل آخر ردة فعل على فعلهم الذي سبق ، وهذا بتقديري فيه كثير من الافتراء والتدليس على السوريين بشكل عام وعلى الطائفة العلوية بشكل خاص ، وقبل الطوائف الأخرى في سورية ، وهو كلام منافي للحقيقة ، وهي ليست تصريحات  بقدر ما هي تحذيرات واشارات "  تجيشية " تخدم المشروع المنضوي له ، وهو " ألصفوي المذهبي الإيراني " في المنطقة لا أكثر ولا أقل ..!! 
اليوم باعتقادي أن الكل في سوريا وحتى غير سوريا يعي تماما أننا في هذا البلد المنكوب بقيادته ، نسيجنا الاجتماعي واحد ، ومنسجم مع بعضه تمام الانسجام  ، بدليل انه على مر التاريخ لم تحصل ولم تسجل من قبل أي مشكلة طائفية أو مذهبية من قبل ، وحتى اليوم رغم محاولات السلطة لإثارة مثل هذه المشاكل إلا أنها لم تنجح ، والأوضح كذلك أن الثورة في سوريا هي ثورة " حرية وكرامة " ولا علاقة لها لا بالمذهب ولا بالطائفة ولا بالعنصر على الإطلاق ، ولن يكون لها أي علاقة فيما ذكرت ، والثورة كانت ستقوم على الظلم من أي جهة أتى ، حتى لو كان من "  أحد الصحابة أو حتى سيد من آل البيت "  فالظلم واحد ، والوقوف ضده أمر أخلاقي وشرعي ومشروع ، أما الوقوف معه والدفاع عنه ومحاولة لي عنق الحقيقة ، فهو الشذوذ والانحراف بعينه ..!! 
أخيرا أقول  بالتأكيد كلامي هذا مخالف لكلام " المالكي " ، وبطبيعة الحال هو كذلك ، لذلك لا أتصور أن يرضى به " الطائفيون والمذهبيون وأذناب إيران في المنطقة " ، لكنه حق سواء قبلوا به أم لم يقبلوا ..!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري يدرك أن " نظامه الاسد الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن الذي تبقى منه فعليا...