( المالكي والعلويين )
قال رئيس الحكومة العراقية " نوري
المالكي " في حوار أجرته
معه ( الشرق الأوسط ) في القاهرة على هامش القمة الإسلامية ، إنه عندما قال له في
واشنطن " الرئيس الأميركي باراك أوباما، ونائبه جو بايدن ووزيرة الخارجية
السابقة هيلاري كلينتون " إن الرئيس السوري بشار الأسد سوف يسقط خلال شهرين , كان رده
أنه لن يسقط حتى بعد سنتين، و" أنا أعرف سوريا
جيدا، إنهم سوف يقاتلون، ومعهم العلمانيون والمسيحيون وآخرون " ، وهو يقصد
العلويين بطبيعة الحال ...
وتابع " لا تمنحوهم شجاعة اليأس
، والحقيقة إنهم منحوا العلويين شجاعة اليأس، ولذلك هم يقاتلون بنسائهم وبرجالهم
من أجل البقاء "..
التعليق ..
ما من شك في أن كلام " نور
المالكي " مبني على أسس
طائفية ومذهبية ، أكثر من كونه كلام سياسي لرجل له خبرة في السياسة ، وهذا ليس غريب أن يتفوه به مثل المالكي لكونه أحد " أزلام
إيران " في
المنطقة ، فهو من حيث يعلم أو لا يعلم أتهم بشكل مباشر الطائفة العلوية في سوريا
بأنها هي كل الموبقات في سورية ، وهي بالتالي التي سيطرت وسرقت ونهبت وأذلت البلد وشعبه ، وبددت مقدراته ، واستغلت كل
شيء لمصلحتها الضيقة ، وأن العلويين أدركوا أن هذه الثورة هي ضدهم وانتقاما منهم ،
أو لنقل بشكل آخر ردة فعل على فعلهم الذي سبق ، وهذا بتقديري فيه كثير من الافتراء
والتدليس على السوريين بشكل عام وعلى الطائفة العلوية بشكل خاص ، وقبل الطوائف
الأخرى في سورية ، وهو كلام منافي للحقيقة ، وهي ليست تصريحات بقدر ما هي تحذيرات واشارات " تجيشية " تخدم المشروع المنضوي له ، وهو " ألصفوي
المذهبي الإيراني " في المنطقة لا أكثر ولا أقل ..!!
اليوم باعتقادي أن الكل في سوريا وحتى غير سوريا يعي تماما أننا في
هذا البلد المنكوب بقيادته ، نسيجنا الاجتماعي واحد ، ومنسجم مع بعضه تمام الانسجام
، بدليل انه على مر التاريخ لم تحصل ولم تسجل من قبل أي مشكلة طائفية أو مذهبية من قبل ، وحتى اليوم
رغم محاولات السلطة لإثارة مثل هذه المشاكل إلا أنها لم تنجح ، والأوضح كذلك أن
الثورة في سوريا هي ثورة " حرية وكرامة " ولا علاقة لها
لا بالمذهب ولا بالطائفة ولا بالعنصر على الإطلاق ، ولن يكون لها أي علاقة فيما
ذكرت ، والثورة كانت ستقوم على الظلم من أي جهة أتى ، حتى لو كان من " أحد الصحابة أو حتى سيد من آل البيت " فالظلم
واحد ، والوقوف ضده أمر أخلاقي وشرعي ومشروع ، أما الوقوف معه والدفاع عنه ومحاولة لي عنق الحقيقة ، فهو الشذوذ
والانحراف بعينه ..!!
أخيرا أقول بالتأكيد كلامي هذا مخالف لكلام " المالكي " ، وبطبيعة
الحال هو كذلك ، لذلك لا أتصور أن يرضى به " الطائفيون
والمذهبيون وأذناب إيران في المنطقة " ، لكنه حق
سواء قبلوا به أم لم يقبلوا ..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق