الأقلوي والأكثري
ربما أكون من القلائل الذين يستوقفهم سلوك بعض التابعين
" للأقليات " ، والتي تدلل أو تؤشر بشكل
أو باخر .. أو تخلق لدى الاخر انطباع يرقى للقين على أن هذا " الأقلوي " يتعمد
اظهار انتماءه لهذه الاقلية أو تلك على أنه "
انتماء تمييزي تفضيلي " عن البقية ، وهذا
مقبول اذا ما أخذنا بالاعتبار التكوين النفسي
والثقافي والاجتماعي لشخصية الاقلوي التي سنتأتي على تحليلها لا حقاً ..!
وللتقريب اكثر .. وتوضيح ما اعنيه ، أو التدليل على
ما اقصده مما تقدم ، فاني اذّكر بما أدلت به شخصيات الوفد الحكومي السوري في
" جنيف 2 " ، لنعرف أكثر شخصية
الأقلوي ، فمن من راقب وتابع كلمات وحركات ذلك الوفد يلاحظ الفرق الواضح والكبير
بين الشخص " الأقلوي المريض " الذي
يتبع لأقلية و" الأكثري " التابع لأكثرية
، ويستشعر حقيقة ربما تكون مغيبة عن البعض ، أو أنها لا تعنيه ، وهي أن " الأقلوي " غالباً ما يعاني من عقدة الخوف أو
" فوبيا " الاكثرية ، فتجده يخترع
لإقناع الاخرين في اي موضوع يتبناه من الاعذار والحجج ما لا يتفق مع عقل ولا منطق
، وتراه مهزوز موتور يكذب ويراوغ بشكل مكشوف ، أما "
الأكثري " أو التابع لأكثرية دائماً ما يكون أكثر اتزان وعقلانية وثقة
في النفس في طرحه لأي قضية ، ولو حاول التصنع أو التمثيل أو النفاق أو حتى التدليس
يُكشف على الفور ، فإشاراته وايماءاته وحركاته تكون أكثر صدقاً واقناعاً من
كلامه .. وكافية للتعرف عليه ..!
في
الحالة الاولى أو حالة " الاقلوي المريض "
لنأخذ على سبيل المثال الدكتورة " بثينة شعبان
" مستشارة الرئيس للشئون السياسية :
لأنها
من أقلية و" أقلوية مريضة " ومنحرفة
جداً في اقلويتها ، فإنها ربما اعتقدت في لحظة ما أن هناك من صدقها أو وثق بكلامها حينما قالت أن
الصّور التي تم نشرها في معظم وسائل الأعلام ، والتي تدلل على همجية التعذيب في
سجون السلطة الحاكمة ، والتي أكدت على صحتها جهات دولية محايدة ، وخبراء متخصصون في
هذا المجال ، واثبتت للعالم كله بأنها صّور حقيقية ولا يمكن أن تكون مفبركة ..!!
تخيلوا
معي يا سادة كم هي " أقلوية " مرعوبة
، ومجنونة في أقلويتها الاستعلائية الممزوجة بنوع من الشذوذ الحاد ، عندما تنفي صحة هذه الصّور
- لربما من ردة فعل تتحسب لها - فخمسة وخمسين ألف صورة لأحد عشر ألف ضحية سورية تم
توثيقها من قبل موظفين كانوا يعملون كمصورين وموثقين في سجون السلطة انشقوا
عنها مؤخرا .. هي صّور مفبركة برأيها .. وتصّر على انها صّور مفبركة ..!
والغريب
ليس في الفبركة انما في المكان الذي تم فبركتها فيه بحسب ما تزعمه الدكتورة بثينة
.. !
فالدكتور
تؤكد أنه تم فبركتها في سجون المجموعات الارهابية المسلحة ، وكأن المجموعات
الارهابية المسلحة التي تعنيها لها سجون وادارات وسجّانين ويعيشون في امن وامان من
يد السلطة الطويلة ، وهي تعلم قبل غيرها أن " رئيس
السلطة المعتوه " التي تتبع الدكتورة له ، لم يدع مبنى ولا بيت ولا
سرداب ولا قبو ولا مكان يلجئ له المدنيون في سورية ، الا وقصفه بالطائرات الحربية وصواريخ
سكود والبراميل المتفجرة ، ، وفوق هذا وذاك بالأسلحة الممنوعة دولياً من غازات
سامة ونابالم وفوسفور واشياء لا نعلمها ..!
فالدكتورة
" بثينة " على وقاحتها تكذب لو ذكرت اسمها ، وكذبها بات مألوف ، ومعهود فيما قبل هذا الظرف ، وتدعي بادعاءات لا صلة لها بالواقع ، وربما
تتشابه حالتها تماما مع العاهرة التي تدعي أمام زبائنها بالعفة والشرف ..!
ولا
غرابة في ذلك .. ليس لأنها من أقلية اجتماعية ، انما لأنها " أقلوية مريضة برهاب الاكثرية
" ، فتراها تقول وتؤكد فيما يخص صوّر ضحايا السجون ، أن الصّور
مفبركة وهي تعلم أنها صحيحة ، وتعرف أشياء ربما يكون من الصعب معرفتها الان وهي على اطلاع أكثر على ما يشابه الذي تم تسريبه .. !
بالمقابل
لنأخذ " الأكثري " أو من يتبع
أكثرية ولنقارن بينهما في الطرح ، وليكن على سبيل المثال " فيصل المقداد " ، فالبرغم من قذارته وسفالته
ومحاولاته كشخص منبوذ من بيئته الدفاع عن شخص المعتوه " بشار الأسد " وليس البلد وأهله ، وهو يعرف قبل
غيره أنه اسس واساس المشكلة في البلد ، وان البلد لن يهدأ أو يكن الا بزواله ليس
من السلطة فقط بل من البلد بالكامل هو وكل
من سانده في ظلم الشعب السوري أو سكت على ظلمه من المسئولين طوال الفترة الماضية ..!
أقول
بالرغم من سفالته وحقارته ، الا ان اكثريته كانت واضحة في تصريحاته الاخيرة بإجاباته
على اسئلة الصحفيين ، حيث يستطيع المرء أن يستشف منها أكثريته القادم منها
، ففي الوقت الذي يتشدد ويغضب أو ربما يتصنع الغضب حينما يأتي الأمر على ذكر
" رئيسه المعتوه " ، وإن كان هذا
الأمر يرتبط بالدور الوظيفي الذي يقوم به ، الا انك ترى في جانب اخر ومن خلف هذا
التشدد والغضب دعوة للسوريين لبناء سورية من جديد ، ونسيان الماضي ، وقلب هذه
الصفحة لدخول مستقبل جديد ..!
هذا
ما كان واضحا في اجاباته على اسئلة الصحفيين في المؤتمر الصحفي الاخير ..!
اخيرا
لابد من التأكيد على ان " الاقلوي "
لا يمكن أن يكون سوي ، ومتوازن على المستوى النفسي ، خصوصا من يشعر بعقدة الخوف
المرضي من الاكثرية ، أما الاكثري فانه أكثري
، خالي من كل عقدة من عقد الخوف المرضي تجاه الاخر ، لا بل أنه دائما ما تراه يعمل
على ازالة كل الفوارق بينه وبين الاقليات ، خصوصاً في منطقتنا بدليل أن من اسسوا
" حزب البعث العربي الاشتراكي " هم
من الاقليات ، احترمهم الأكثري ، واحترم فكرهم ، واعتنقه ، وبوأ قادته أعلى
المراكز القيادية .. وهنا كانت بداية الكارثة ..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق