الثلاثاء، يناير 07، 2014

الارهاب ليس خنثى


الارهاب ليس خنثى





الارهاب ليس شيء يأتي من لا شيء ، ولا هو كائن اسطوري أو خرافي ويلقح للتوالد والتكاثر ذاته بذاته ، أو نفسه يتوالد من نفسه ..!

ولا هو " خنثى " .. أي انه مخلوق بين الذكر والانثى ، فإذا كان كذلك فسينقرض ، فالأنثى لا بد وان تحتاج الى ذكر للتكاثر ، كما أن الذكر بحاجة الى الانثى لتحمل له وبدونها لا يمكن أن يكون عملية الحمل فالولادة ..!

الإرهاب لا ينشأ هكذا كما ينشأ الفطر أو " الكمأة " ، فالإرهاب هو نتيجة طبيعة من نتائج الظلم الذي يُمارس من البشر على البشر ، وهو رد طبيعي على الفساد الذي يستشري في مفاصل المجتمعات الانسانية ، وهو كذلك تعبير عنفي عن استئثار بعض اللمم والسفلة بالحكم والسلطة والثروات ، لذلك هو شكل من أشكال المواجهة من البعض لاستبداد البعض عليهم وبهم وتسلطهم على رقابهم ..!

الارهاب لا ينشأ من لا شيء ، الارهاب يحتاج الارهاب الى ملاقحة بين قاهر ومقهور ، بين ظالم ومظلوم ، بين باطل متجبر وحق مسكوت عنه ..!

الارهاب هو اجتهاد في تحصيل حق ضائع ، وإن بدا كرد فعل بشع ، لكنه في واقه الأمر على فعل ابشع منه ، هذه اذا اعتبرنا ان معنى الارهاب على انه " الاجرام " ..!

هذا هو ارهاب اليوم وفق تعريف مرجعيات من لا ضمير لهم في هذا العالم ، وحقيقته أمر مختلف عما أسلفت ..!

ارهاب اليوم الحقيقي وبدون مواربة هو ارهاب من ينتمون الى الدين الاسلامي بشكل عام ، ومذاهبة السنية حصراً ، مع استثناء الفرق الباطنية المحسوبة زوراً على المسلمين منه ..!

مع أن تطرف هذه الفرق أو الاقليات المذهبية التي تدّعي أن دينها الاسلام في بعض الأحيان يكون أسوأ من أي تطرف اخر ، لكن مشيئة ورغبة ومزاج العالم اليوم ، وعلى رأسه الدولتين العظميين هو ان يكون الارهاب تهمة جاهزة توجه للمسلمين السنة فقط اينما وكيفما وجدوا لأمر في نفس " يعقوبهم " نعلم جزء منه ..

فلو كانت في العالم قوانين تنصف الشعوب ، أي شعوب ، وليس الانظمة الحاكمة فقط ، وتطبق بشكل عادل ووفق المنطق الانساني السوي ،  لما وُجد شيء اسمه ارهاب ، وتم حذف كلمة ارهاب من قاموس الجرائم ، وبقيت الجرائم المرتكبة في اطار الجرائم الجنائية ، ولا تخرج عنه ..!

وبالتالي لم يفلسف احد لا من الغرب ولا من الشرق الاجرام المنظم واعتباره " ارهاب " ، ويدعي ان الاسلام السني هو منبعه - سواء كان هذا الاتهام تلميحا ام تصريحا - ولما اضطر احد بالأصل لا مسلم ولا غير مسلم الى اللجوء لقدراته الخاصة في تحصيل حقه ..!

اخيرا .. ومع قناعتي التامة بما بدأت به القول من أن " الارهاب ليس خنثى " .. يبدو لي اني شطحت كثيرا عن الواقع .. وذهبت بخيالي أو ذهب خيالي بي بعيدا عن قواعد واسس الواقعية .. مقترباً أكثر من مدينة افلاطون الفاضلة .. أليس ذلك صحيحاً ..!؟

سأقول لنفسي واجيبها .. نعم فعلتِ أيتها النفس ذلك ..!
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري يدرك أن " نظامه الاسد الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن الذي تبقى منه فعليا...