الثلاثاء، أبريل 10، 2012

كنت تخاف ولم تكن تسحي


( كنت تخاف ولم تكن تسحي )


استغرب من الناس المؤيدين الذين وقفوا مع السلطة الحاكمة في سوريا ، واستغرب أكثر ممن لم يتراجع بعد عن تأييده ووقفته ، ومازال يكابر ويعاند لا لشيء واضح يخطّئنا به ويظهر صوابية موقفه المؤيد لها بعد كل هذا القتل والتدمير والانتقام الأعمى الذي طال كل أطياف الشعب السوري ، وعلى مرأى العالم ..
بعدما تجرأ شعبها على انتقاد بعض من سلوكياتها ،  ومطالبتها ببعض المطالب المحقة  ..
فلو كان وقوفهم مع السلطة ، وتأيدها مرتبطا مثلا بمشروعها التنموي التطويري الواضح ، أو توجهاتها التقدمية الحضارية ، أو فكرها المستنير الإبداعي الخلّاق ، والواضحة خطواته على ارض الواقع يدفعها للتأييد ، ولا يكون عاراً عليهم في يوم من الأيام ، لقلنا أننا على باطل ومخطئين ، وتراجع معنا معظم الشعب السوري ..

لكن أي موقف مؤيد يمكن أن يكون محترما أو مقبول إذا ما كان لـ " لسلطة يقودها مجرمون  " ، حيث قتلت ودمرت وأرجعت سوريا الدولة إلى بدايات القرن العشرين ..؟
وأي موقف يمكن أن نغفر به لأحد يقف مؤيدا لاستباحة الحرمات وهدم البيوت وقطع الأرزاق وهتك الأعراض ..؟

أي موقف مؤيد مع السلطة في سوريا يمكن أن يُغتفر إذا تجاهل صاحبه ملايين السوريين  المهجرين في الداخل والخارج ..؟

الوقوف مع السلطة وتأيدها يا سادة .. جريمة أخلاقية قيمة كبرى لا تغتفر ، سيحاسب صاحبها ، وسيكون خارج النسيج الاجتماعي ، ولن يحمي التأييد احد ، سيكون منبوذا محتقرا ، لا بل سيكون موقفه لعنة عليه إلى يوم الدين ، وسيكون تأنيب الضمير له ابسط معاناته في حياته ، وسيمسي الكبير من هؤلاء المؤيدين للسلطة محل تندر واستهزاء واستخفاف من قبل السلطة نفسها إذا ما انتصرت لا قدر الله  قبل الآخرين .. وشاء لها القدر أن تستمر ، وسيقال للمؤيد أنت منافق جبان  .. " كنت تخاف ولم تكن تسحي "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري يدرك أن " نظامه الاسد الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن الذي تبقى منه فعليا...