الأربعاء، أبريل 04، 2012

إعادة الضبط والتوليف .. بعد سقوط المتسلط السخيف




إعادة الضبط والتوليف
بعد سقوط المتسلط السخيف
 


 
باعتقادي انه بات من الضروري لنا ان نقف مع ذواتنا قليلا وقفة تفكر وتمعن ، لربما نتمكن من خلالها إعادة ضبط وتوليف أنفسنا المضطربة ، ومعالجة التأثيرات الجانبية لأخطاء المرحلة الحالية والابشع في تاريخنا السوري القديم والحديث ، لعل وعسى أن تكون بداية الطريق الصحيح الذي نسعى من خلاله لاسترداد دورنا في المنطقة ، والريادي والطليعي في الحضارة الإنسانية الذي فقدناه منذ انقلاب حافظ الاسد لاحقاً ان شاء الله ..!
لذلك لا بد من العمل بلا كلل ولا ملل على مباشرة هذا المسعى فور إزالة " سلطة ال الأسد " و " الجراثيم الطائفية والمذهبية التي تراكمت عليها " والتي نخرت مفاصل البلد ورابها واتلفتها ..!
 وقطع كل الارتباطات والتحالفات المشبوهة بينها وبين الشواذ والمنحرفين والمارقين من نظم الحكم في العالم ، وكشف المخفي والمسكوت عنه في " مرحلة الموات السياسي والاقتصادي والثقافي " من تاريخ سوريا الحديث .
وعليه فلا مبرر لأي منا أن يتجاهل عن ما نحن فيه ، ويتناسى ما يجب عليه عمله ، ومن يفعل فلن أكون مبالغا ولا مغالي لو قلت أنه يحتاج فوق الضبط والتوليف .. إلى تأهيل وتدريب وعناية خاصة اكثر من غيره ، لا بل قد يحتاج تستلزم حالته معالجة نفسية دقيقة وطويلة حتى يتمكن من التخلص من آثار حقبة الأسدين الميت والحي الكبيرة والتي كما طالته طالتنا جميعا..!
استطيع تحديد الاحق بالمعالجة ومن ثم التأهيل هم من يعتبرون أنفسهم مثقفين أو أدباء أو فنانين ، أو بقايا السياسيين الموجودين على " الساحة الأمنية " وليس الساحة السياسية ، ممن لم تتعبهم العبودية والتمجيد والتلميع الزائف لمن هو أسوأ من  " ابو رغال " العصر .. " حافظ الاسد " ..!
وكذلك ابنه المعتوه الأهبل والأرعن أو " خيال المأتى"  ...  السخيف " بشار الأسد " الذي على ما يبدو صدّق نفسه ، واعتقد أن باستطاعته أن يكون قائدا حقيقيا لسوريا بعد كل الذي حصل ، ونسي انه بلا شرعية منذ اليوم الأول لتنصيبه ، وأنه فُرض على الشعب السوري بالقوة ..!
فهؤلاء " المتثقفين " لم يكن لهم وجود فاعل يرفد الحراك الشعبي للأسف الشديد ، بعدما انعدم عندهم الاحساس ، وفقدوا الشعور حتى بالذنب ، وهم بحاجة ماسة للمعالجة وقبلنا ..!
ينسحب الامر على الجميع بدون استثناء ، فالكل بحاجة الى إعادة تأهيل نفسي حتى يتمكن من تجاوز هذه المرحلة ..!
قد تتفاوت نسب التأثر بيننا ، فبعض المغلوبين على أمرهم كما العبد لله .. يرى انه بحاجة ماسة لتوليف ذاته وتأهيلها من جديد حتى تتوافق مع متطلبات العصر ، وضبطها حتى تتلاءم مع إيقاعاته ..!
واعادة التأهيل النفسي في واقع الأمر لا يرتبط بعيب تكويني او خلل في شخصية الإنسان السوري لا قدر الله ، بل للظرف القاهر الذي مر عليه والمصيبة التي زُج بها ، والزمن الذي عاشه على مدى سنينه العجاف والطويلة ، حيث اختلط بهذا الزمن المر .. الكبت بالحقد والقهر مع الإذلال المتعمد والمدروس والمنظم من قبل " سلطة عائلية فئوية طائفية مافياوية  " مدعومة من جهات إقليمية مذهبية حاقدة وخارجية مافياوية كانت لها مصلحة معها ..!
لطالما كان التوجه لهذه السلطة هو مبني على هدف غير معلن لكنه واضح ، وهو إيجاد عبيد مقيمين على الجغرافية السورية وليس مواطنين فاعلين ومتفاعلين فيما بينهم ،  فالهدف الأساسي والواضح كما أسلفت ، والذي أراد " حافظ الأسد " مؤسس البؤس الاول في منطقة الشرق الاوسط والوصول اليه ، هو تحقيق حلمه المريض الناتج عن شعوره بالنقص الطائفي الأقلوي الذي أدى الى قتل الحياة الطبيعة التي يسعى اليها الاسوياء ، لإقامة مملكة من " الظلام والخوف " يتوارثها ابناءه ومن ثم احفاده الى الابد  ..!
أخيرا أذكر .. أننا نحن السوريين نتميز بالإبداع والخلق في كل المجالات ولذلك ومن باب المحافظة على هذه الميزات وإحياءها من جديد وتنميتها ، فإنه يتوجب علينا جميعا بعد خروجنا من هذه الأزمة وتحرير  بلدنا من " المحتل الداخلي " .. والاسوأ ، والتخلص من سلطة القتل ، التي دمرت بلدنا وتاريخنا وحتى أحلامنا  ، ان نعيد اكتشاف انفسنا من جديد ، ومن ثم اعادة النظر بكل مفاهيم المرحلة السابقة ، ومن ثم تعريفها من جديد حتى نستعيد إبداعنا المسروق ، ونستعيد معه الحياة التي نستحقها ، أو نعيدها الى طبيعتها مرة اخرى بعد سقوط المتسلط السخيف  ..!
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري يدرك أن " نظامه الاسد الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن الذي تبقى منه فعليا...