الأربعاء، أبريل 18، 2012

الاستعمار الخارجي




الاستعمار
الخارجي
الاستعمار مصطلح يشير إلى ظاهرة سياسية، اجتماعية وثقافية ، وقد شمل معناه عند النشأة في بداية القرن الخامس عشر إقامة مستوطنات أوروبية خارج أوروبا ، واستيلاء الدول الأوروبية سياسيا واقتصاديا على مناطق واسعة في جميع القارات الأخرى، بما في ذلك إخضاع الشعوب القاطنة فيها ، واستغلال كنوزها الطبيعية وتوظيف طاقات السكان المحليين لصالح تلك الدول.
وقد اتسع المفهوم أكثر ليصل إلى أن الاستعمار ظاهرة كانت تهدف إلى سيطرة دولة قوية على دولة ضعيفة، وبسط نفوذها من أجل استغلال خيراتها في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ونهب وسلب منظم لثروات تلك الدولة المستَعمَرة.
 فضلاً عن تحطيم كرامة شعبها وتدمير تراثها الحضاري والثقافي، وفرض ثقافة المُستعمِر على أنها الثقافة الوحيدة القادرة على نقل الدولة المستَعمَرة إلى مرحلة الحضارة.
فهذه الظاهرة التي عبر عنها مصطلح الاستعمار انتهت تدريجيا بشكلها التقليدي في النصف الثاني من القرن الماضي، رغم اعتبارها من أكثر الظواهر السياسية تأثيرا على صورة العالم المعاصر.
لكن كلمة استعمار كلمة جميلة أسئ فهمها ، فهي ليست قبيحة في أصلها لأنها وردت في القران الكريم  :  ( وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُم صَالِحًا قَالَ يَاقَومِ اعبُدُوا اللّهَ مَا لَكُم مِّن إِلَٰهٍ غَيرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرضِ وَاستَعمَرَكُم فِيهَا فَاستَغفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيهِ إِنَّ رَبِّى قَرِيبٌ مُّجِيبٌ )        سورة هود رقم الآية 61
فهي جاءت من فعل عمّر أي بنى وانشأ وأقام بناءً أو حقلا أو مصلحة ومنها " الإعمار "  أو  " العمار " الذي يصف حالة من التطور في مكان ما .. ويقال أيضا أن البلد يعيش حالة من الاعمار، ويعمر الناس بلادهم .. أي أن الناس أنفسهم يقومون بفعل الاعمار.
أما عندما ينتقل الناس من مكان إلى آخر ويبدؤون بإنشاء المباني والمصالح والحقول يقال لهم أنهم يستعمرون من الفعل " عمّر " أي جلب العمار من مكان بعيد إلى هذا المكان.
أي بمعنى أن المستعمر أكثر ايجابية من المعمر لان الأول ينتقل ويجتهد لتعمير المكان الجديد ، لذلك تترادف هذه الكلمة مع الاستكشاف والاستثمار والاستزراع.
وهذا المصطلح يختلف اختلاف كلي عن حال الاحتلال المقرون بالنهب والسلب والقتل والتدمير وفرض الإتاوات على المغلوب, وبين فكرة احتلال الأرض لغرض الاستعمار وإنشاء حضارات جديدة, وأيضا بين فكرة الانتقال السلمي للقوة البشرية والمال بغرض الاستعمار.
 وحرف السين يعني أن المستعمر يعمر أو يبني ذاته أو يستقدم أو يستجلب التعمير له وليس للآخرين بمعنى أن الاستعمار الفرنسي على سبيل المثال ، سعى إلى تعمير ذاته بمستعمراته وليس تعمير ما استعمره منها ، فاتجهت بالتالي إلى استغلال البلدان التي وقعت تحتها استغلال بشع ترك أثرا كارها ومنفرا في شعوبها ،مرتبطا بالعبودية والإذلال والكبت ، وازعم أن الناس بخيالهم يستشهدون مع أنفسهم بالفظائع التي مارسها الاستعمار ضد شعوب المناطق التي احتلوها في غابر الأزمان.
أخيرا ما يجب علينا معرفته هو انه لا يصح بأي حال من الأحوال أن نجمع بين مصطلحات متناقضة بل ومتنافرة تحت معنى واحد.
والاستعمار هو أن يعمر الإنسان لنفسه من خلال استقدام وجلب العمار ، فبريطانيا وفرنسا كانتا تعمران لنفسيهما ، وليس لنا حينما استعمرتا بلداننا .. أليس كذلك ..!؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري يدرك أن " نظامه الاسد الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن الذي تبقى منه فعليا...