ماذا وراء ( العناد ) الروسي
هل هو
( إبعاد )
قد يبدو للبعض أن ظاهر الموقف الروسي من الأزمة السورية يغلب عليه " العناد " ، وان " روسيا
تعاند الإرادة الدولية ... " الساعية لتسوية الأوضاع المتفاقمة
هناك ، لكن في السياسة لا يوجد للعواطف مكان ، وما ينبغي علينا فهمه أن هذا العند
إن كان موجودا ، فهو في واقع الأمر لا يخرج عن إطار رفضها - أي روسيا - وصول
الهيمنة الأمريكية ومن خلفها الغرب إلى حدودها مع إيران ..!
ففي حال انهيار السلطة الحاكمة في إيران .. هكذا ترى روسيا .. وهذا متوقع في
كل الأحوال كنتيجة لسقوط السلطة الحاكمة في سوريا ، وذلك لما لطبيعة العلاقة بين
النظامين الإيراني والسوري وترابطهما المصيري مع بعض ، ستكون أمريكا فعلياً قد
وصلت للحدود الروسية بكل سهولة وبلا عناء ، لأن الشعب الايراني الكاره لسلطة
العمائم السوداء المتخلفة ، سيصبح فورا مع الامريكان والغرب ، وهذا ما لا تريده روسيا
بكل تأكيد ..
وهذا ما تحاول القيادة الروسية العمل ضده ، لذلك " روسيا " تدعم التحالف المتين والمصيري بين كل من " السلطة المذهبية في إيران والأقلية
الطائفية الحاكمة في سوريا " ، وهو دعم بالتأكيد ضروري وفق
منطق المصالح المجردة التي ينطلق منها الروس ..
فالتقاطعات بين كلا الطرفين " الأسدي الحاكم في سوريا وأصحاب العمائم القاتمة في إيران
" فيها شيء من المذهبية والطائفية ، وشيء يرتبط بالمصير المشترك ،
فنظرة الأكثرية العربية والإسلامية لكلا النظامين سواء كان في داخل " سوريا أو إيران " أو خارجهما معروفه ، وربما متطابقة ، خصوصا عندما بدت تتكشف شيئا
فشيئا خفايا مشاريعهم المشبوهة ، وروسيا كدولة عظمى ، وبطبيعة تكوينها وتركيبة
نظامها ، لا يمكن لها التوائم مع الاكثريات في العالم ، خصوصا منها الأكثرية
" العربية الإسلامية " ، فالتركيبة الاثنية فيها ، ونظامها القائم ، والدور الذي تقوم به يمنعانها
من ذلك ..!!
لذلك أعتقد أن موقف روسيا الذي ظاهره " العناد " .. ما هو إلا موقف استراتيجي يهدف
فيما يهدف إلى " إبعاد " النفوذ الغربي والأمريكي ما أمكن عن الحدود الروسية أمام احتمال كبير
لسقوط النظام والدولة في إيران ، وذلك من خلال استطالة الأزمة السورية ، ولو على
حساب دمائنا ، لفرض شروط خاصة وتحسين الموقع التفاوضي كي يساهم في خدمة
أهدافها ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق