تساؤلات خارج حدود المألوف لكنها مشروعة
حتى نفهم ما يجري
عندنا في سوريا
من حقي أنا كسوري اليوم أن أتساءل .. ألا يمكن أن
يكون " الأسد الأب " قد باع أو اجّر
أو رهن أو وهب أو أعطى " الجولان " ..لن نختلف
على التسمية ..!!
ولمدة من الزمن ، للدولة العبرية المدعومة من
أمريكا والغرب " اسرائيل " .. على سبيل المثال مائة عام ربما أكثر أو أقل
ليس مهماً ، المهم انه بدون علم الشعب السوري ، مقابل بقائه في السلطة ..يعني منحه
شرعية كثمن معنوي ، وثمن مادي نقدي مقبوض أو مودع في البنوك الخارجية الاجنبية
بالدولار أو اليورو او الفرك الفرنسي أو ربما المارك الألماني المهم عملة اجنبية
لا تتأثر بالظروف الاقليمية بسرعة ..
الكيد ان الخطورة الأكبر في الثمن المعنوي السياسي الذي
يتمحور حول مسألة الدفاع عنه وعن حكمه والامتناع عن وضعه في أجندة النظم المستهدفة
في العالم باعتباره أحد الحلفاء ..يعني أنه أحد الادوات المهمة والرئيسة للغرب في
المنطقة ..!
ولم لا .. ما المانع أن يكون كذلك ..!!؟
ما دامت مرتفعات الجولان السورية المحتلة " أو هكذا نفترضها " يعني " محتلة " عن حق وحقيقة ، ومنذ عشرات السنين .. هادئة
تماما ، والكل يعرف هذا الأمر ، وهي كذلك ، لا بل محمية للإسرائيليين تماماً من
الجانب السوري ، علما بأن سورية لم تعقد اتفاقية سلام " معلنة " ، ولا تربطها معاهدة صلح معها ..
اليوم بحسب ما نقرأ عنها ، فهي تعتبر من
أرقى مراكز الاستجمام والمنتجعات السياحية في إسرائيل ، وربما أهدأها في العالم ،
يقصدها السائح قصداً ، ومن كل أصقاع أوروبا وأمريكا وحتى من كل أنحاء العالم ،
بينما نحن في سوريا .. صدع " الأسد الأب
" رؤوسنا بما مضى بثقافة " التوازن
الاستراتيجي " مع العدو الصهيوني الذي أوهمنا وأقنعنا بها ، ومن
ثم بـ " جبهة الصمود والتصدي "
وأخيرا محور الشعوبية العنصرية والمذهبية البشعة المسمى زورا وبهتانا بـ " محور المقاومة والممانعة " ..!!
لكن المفارقة العجيبة ، والتي لم تعد عجيبة
عند الكثيرين بطبيعة الحال ، أن إسرائيل هي التي تدافع اليوم وعلناً عن حكم "
الأسد وورثته " وتعمل بكل وقاحة كل ما
تستطيع لحمايته ، وتمنع أي محاولة خارجية للضغط على هؤلاء الورثة خوفا من نتائج
سقوطهم ..
في المقابل " سلطة الورثة " على
المستوى الخارجي مطمئنة تماما لـ " العدو
الخارجي " المفترض ومحتمية به ، ولا تعير أي اهتمام لمنتقديها ، وفي
الداخل متحصنة وراء عصاباتها الطائفية والمذهبية ، من جيش وأمن
وشبيحة ، لمواجهة ثورة الشعب السوري الأعزل ..!
وفي
هذا مبعث شك ويعزز هذا الشك ، أنه في اليوم العاشر من حزيران عام 1967 أُذيع نبأ
سقوط القنيطرة ، وكان حينذاك " عبد الرحمن
الأكتع " وزير الصحة في جولة ميدانية جنوب القنيطرة .
يقول
الوزير سمعت نبأ سقوط القنيطرة يذاع من الراديو ، وعرفت أنه غير صحيح لأننا جنوب
القنيطرة ولم نـر جيش العدو ، فاتصلت هاتفياً بـ " حافظ
الأسد " وزير الدفاع ، وقلت لـه : المعلومات التي وصلتكم غير دقيقة ،
نحن جنوب القنيطرة ولم نـر جيش العدو ..!!!
فشتمني
بأقذع الألفاظ .. ومما قالـه لي : لا تتدخل في عمل غيرك يا ( ... ) ، فعرفت أن في الأمر شيئاً .. !!
على فرض أننا استبعدنا مثل هكذا شهادة ،
ونحيناها جانبا ، واعتبرناها ملفقة ، ألا ينبغي أن نتساءل .. أيعقل أن تكون الأمور
جاءت هكذا ، هدوء ما بعده هدوء في الجولان ، وبالصدفة ، بدون ترتيب
وبدون اتفاق ، ولا حتى معاهدة ، أو اتفاقية ، سرية ربما تكون قد عُقدت على
حساب سوريا وشعبها ، ولو بشكل من الإشكال مع الدولة العبرية ..!؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق