أمس ظهر علينا سيء الذكر ، السيئ " حسن نصر الله " زعيم العصابة الطائفية الأولى في لبنان والمنطقة ، وبنبرة لا تخلو من شيء من التحدي الواضح ، موجّهاً كلامه على ما يبدو لجميع السوريين سواء من هم في الداخل أو الخارج ممن يعنيهم وطنهم أو من يتعاطفون مع الثورة ، وليس لخاطفي الزوار اللبنانيين فقط ، إذ قال :
" هؤلاء المخطوفون هم زوار يجب أن يعودوا إلى أهلهم، وإذا كان لكم مشكلة معي فهناك كثير من الوسائل والطرق لحل المشكلة، وهناك الكثير من الأساليب والمستويات، فإذا أردتم بالحرب نحل الأمور بالحرب ، بالسلم .. الخ " ..
ثمة من يسأل ، وقد أكون واحدا منهم ، وبشكل مباشر وبلغة عادية وبسيطة ، إذا خرج غدا أحد الأشخاص مدعيا انه أحد الخاطفين أو أنه ناطق باسمهم ، وتحدى السيئ " حسن " على وسائل الإعلام المؤيدة أو المعارضة وقال : نعم " نريدها حربا يا سيء الذكر حسن " فماذا سيفعل هذا السيئ يا تُرى ..!؟
ثم إذا عرف السيئ " حسن " أن الخاطفين هؤلاء هم ممن استضافوا أهله في عام ألفين وستة ، وأن لهم حاضنة شعبية على امتداد الأرض السورية ، وعندما شعر الطرفان الحاضن والمحضون ، أي الخاطفين والشعب السوري بغدر الضيف بعد إكرامه في محنته ، وتمرده لؤما ونكرانا للجميل عندئذ هل يستطيع السيئ " حسن " معاداة ومحاربة خمسة وعشرين مليون سوري ثائر استشعروا غدر منه ما بعده غدر ، مع مليار ونصف المليار مسلم في العالم متعاطف معهم .!؟
أفلا يدرك أنه ومن خلال تعمد معاداته للسوريين بقصد كان أو من غير قصد ، ووقوفه جهارا نهارا مع الجريمة والمجرمين ، تحت الذريعة المتكررة " دعم المقاومة " والتي باتت اليوم أسوأ " مقاولة " على دماء الشعب السوري ، وامتناعه لا بل رفضه الواضح والصريح الإدانة للقتل الطائفي المذهبي الممنهج والذي يعلم به " السيئ " علما يقينيا ، والذي لا اعتقد بأنه يجهل حجمه أيضاً ..
فالتطهير الطائفي والإبادة الجماعية للمكون الأكبر في سوريا لا يمكن اليوم أن نتجاهله ولو أنه كان ظاهرا بوضوح تام منذ اليوم الأول للاحتجاجات ، التي تحولت فيما بعد بفعل البطش إلى ثورة ، حينما قامت العصابات الأمنية والعسكرية والشبيحه التابعة لحليفه الأسوأ ذكرا منه " بشار الأسد " بتدنيس المسجد العمري " المسجد الأول في بلاد الشام والذي بناء الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب "رضي الله عنه في مدينة درعا ، وإدخالهم السلاح والأموال إلى محرابه بكل استخفاف ، وادعائهم زورا وبهتانا وافتراءا وتدليسا على أهالي درعا بالإرهاب ، وزعمهم السخيف بوجود عصابات وجماعات مسلحة وسلفيين وتكفيريين ومندسين ، حيث راحت تلك القطعان المستكلبة ترقص بداخله بفرح وبهجة انتقاما وتشفيا ، وترفع معها شارات النصر .. !!
على ماذا كانوا يرفعون شارات النصر .. والله لا أدري .. أهو نصر على الأكثرية السورية ..!!؟
نحن بكل تأكيد لا نريد ولا نتمنى أن يفهم " حسن أو غيره " أننا في سوريا مع خطف المدنيين الأبرياء أو أننا نؤيد مثل هكذا أعمال على الإطلاق ، وإن كنا بعمومنا نؤيد طلب الخاطفين من السيئ " حسن " وهو الاعتذار على إساءاته في كل الأحوال على موقفه المعيب ضد الشعب السوري ، ومع بشار الأسد ، وان كان هذا الموقف معيب فقط عند أصحاب الأخلاق ومن يُفترض بهم مع المظلوم دائما وضد الظالم على الدوام..
" السيئ " يعي تماما هذه السلطة أول ما قتلت ، قتلت شعبها خدمة لمصالحها ومصالح داعميها في الخارج على حساب السوريين هذا الهدف ، واليوم هي تفعل نفس الشيء وعلى مرأى من العالم بلا وازع ولا ضمير ولا دين ولا قيم ولا أخلاق ، ولان السيئ " حسن " يعرف الحقيقة ويحرف عنها فإننا نجد أن الأفضل له هو " أن يسد بوزه تماما " بدل أن ينطق به كفرا بحق سوريا وشعبها ، وليعلم جيدا إن كان لا يعلم ..أن الثورة في سوريا بجميع الأحوال وبعد خمسة عشر شهرا من قيامها هي بكل تأكيد منتصرة بأذن الله لأنها أنزه وأصدق مما يتصوره هو ومن معه ، ومن يقف في محوره أيضا..
أخيرا .. الوقوف مع السلطة القاتلة والتحدي الأرعن والغير محسوب للشعب المظلوم ، وبهذه الصفاقة لا بد من أن يكون له ارتدادات وردات فعل يفترض منه إدراكها جيدا ، بالتالي فان قدرته قد لا تكون كافية " إن كانت له قدرة أصلا " للوقوف ضد هذه الثورة وإرادة القائمين بها ، والتي ستغير نتائجها المنطقة بخلاف ما يتمنى ويشتهي ، مهما كابر وعاند ، أو تفاخر بما لديه ، " وعليه أن يعلم جيدا بأنه ومن معه في هذه المنطقة ليس إلا أقزام أمام عمالقة ، أو ربما أشبه بمجموعة صغيرة في قارب صيد صغير ومتهرئ يعوم في بحر هادر متلاطم الأمواج ..!! "
وإرادة الشعب في سوريا أقوى من إرادة كل الذين يريدون الشر لسورية وشعبها ، حتى لو كانوا " سادة " أو تدعمهم " آيات الشياطين " وبعض أصحاب العمائم السوداء ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق