المخاوف الروسية
في الأزمة السورية
تخاف روسيا الاتحادية من عمل حلف مكافئ " للمسلمين السنة " مع بعض الدول التي
لازالت منضوي في منضومة الاتحاد الروسي في حال انتصرت الثورة السورية ، وتسلمت الأكثرية السنية
الحكم في سوريا..
لذلك تحاول " روسيا " لجم الحراك الإسلامي السني في العالم ، الرافض جله
بصراحة ووضوح لهيمنة وحكم الروس القاسي على الشعوب المسلمة فيها ، ولعل أفغانستان
كانت درسا استفاد منه الروس ،ولو أنه في المقابل ساهم تدخلهم في إسقاط الحكم الشيوعي ، وانهيار
الاتحاد السوفيتي ، بعد اندحاره أمام المجاهدين والثوار المسلمين من العرب
والأفغان ، كما أن وقوف " العالم الإسلامي السني " خلف الثوار والمقاتلين ودعمهم بالمال والسلاح كان
عاملا مهما في اجبار جيوشها على الانسحاب من هذا البلد وهي تجر ذيول الخيبة وراءها
.
والدعم المتنوع لثوار " الشيشان من المسلمين السنة " بلا
شك أسقط الهيبة الروسية ، وهذا لا يشك به أحدا ، وروسيا هنا تحاول الوقوف ضد ، لا
بل الانتقام من عموم السنة الذين وقفوا ودعموا تعاطفوا مع السنة في الشيشان ،
وساهموا في دعم الثوار هناك ، فأمدوهم بالرجال والسلاح والمال ، ما أدى إلى إرهاق
الدولة الروسية ، وإشغالها بأمورها الداخلية ، ( الامر الذي أدى الى لفت انتباه بقية مكونات
الدولة الروسية إلى مسالة حق تقرير المصير للشعوب سواء كان ما يرتبط منها
بالمكونات العرقية أو الدينية أو المذهبية )
من هذا المنطلق يبدو لنا أن " الروس " مجبرون خوفاً ، وعازمون على السير في هذا النهج الى النهاية ، والعمل فقط وفق ما يروه مناسبا حتى
يتبدد خوفهم ، ويحقق لهم مصالحهم ، بدون الأخذ بالاعتبار مصالح الشعوب الأخرى ،
وفي الوقت الذي نرى أن ذلك خطأ فادح ترتكبه القيادة الروسية ، ندرك تماما أن
الشعوب لا تُقهر ، ولا يمكن أن تُعادى ، قد تشعر بالظلم وتسكت على ظلمها لحد معين
، لكنها لن تبقى صامتة الى ما لا نهاية ، مهما بلغت قوة الظالم ، وهذا بتقديري ما
لا يريد الروس أن يفهموه وهنا لب المشكلة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق