ملاحظة صغيرة على خطاب
" الأسد الصغير "
في الخطاب الأخير لـ " الأسد الصغير " أمام مجلس شعبه الجديد والحقير ، شعرت بمحاولة يائسة منه لمخاطبة اللاشعور فينا ، وذلك من خلال امتناعه عن التصريح المحسوس وتعمده التلميح المدروس ، بإشارته العابرة لأحداث الثمانينات وما حصل فيها من مجازر على يد المجرم أبوه وعصابته حينذاك ، كالمجازر المشهورة التي ارتكبها في حماة وغيرها ، دافعه الرغبة الواضحة بإقناعنا " بالمليح إن شئنا أو بغيره " من أن تلك المجازر ما كانت لتحصل لولا التآمر الخارجي على سوريا ، وانسياق الناس جهلاً وراءها أو التورط بها ، بالتالي يتوجب عليكم أيها الأغبياء السوريين أن تفهموا ذلك جيدا وإلا ..!!
وعلى هذا الأساس فان الضحايا الذين سقطوا هم أبرياء سُذّج تم استغلالهم ، وغسل أدمغتهم بفكر ديني مذهبي طائفي منحرف ، وزجهم وقود لهذه المؤامرة ، وأن من ثار آنذاك من الشعب لم يكن بدافع الظلم والاحتقار والتمييز والقمع الذي مارسته السلطة الطائفية في البلد عليهم .. أبدا ، إنما هو جهل الشعب السوري أولا ثم من عمل شياطين التآمر الدولي على سوريا وقيادتها القائدة للنضال القومي العربي . وما حيك وما زال يحاك ضد هذا البلد ومواقفه وتاريخه ومكانته ، وحتى قيادته الجديدة التاريخية والاستثنائية .. " افهموها بقى ولا تحيجونا لتكرارها .. "
بذلك هو أراد إيصال رسالة " تبريرية " للشعب الثائر في سوريا اليوم عن ما مضى ، بأن ما علق في ذاكرتكم من قتل وتنكيل على مدى عقود لم يكن مقصودا ضد فئة أو جماعة أو مكون معين من الشعب ، ولا يمكن أن يكون الأمر كذلك ، إنما "السلطة الحاكمة " كانت تدافع عن " وحدة وحرية واشتراكية " البلد فقط لا غير ..
و" الأسد الصغير " كأنه يعترف ويقر بطريقة غير مباشرة بأن ما يحدث في سوريا اليوم هو ثورة حقيقة على الظلم والاستبداد والنهج الطائفي المذهبي ، والاستئثار بالسلطة ونهب خيرات البلد ، في الوقت الذي كان هو نفسه وعلى مدى الأشهر الخمسة عشر الماضية ينكر ويعتبر كل ما يحصل هو مؤامرة خارجية ليس إلا ..
أخيرا .. السؤال هنا هل جاء ذلك بعدما شعر " الأسد الصغير " بالخوف الحقيقي من سوف يلي السقوط الذي بدأت ملامحه تتشكل على أبواب قصره ، وما سيتبعها من محاسبة قاسية قادمة بدون أدنى شك له ، على ما اقترفت يداه ، ومن ثم المحاكمات العلنية التي لا بد منها لكامل المرحلة وشخوصها الممتدة منذ ما قبل اليوم الذي أغتصب أبوه السلطة ولغاية اليوم ، والتي ستطال بطبيعة الحال الأموات منهم قبل الأحياء ..!!؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق