السبت، يونيو 09، 2012

الروس وعلاقتهم مع سوريا



الروس وعلاقتهم مع سوريا

سقط وانتهى " الاتحاد السوفيتي " وسقطت وانتهت معه حقبة الشيوعية المقيتة ، وكنتيجة طبيعية اضمحلت معها معظم الأحزاب المرتبطة بها في عموم العالم ، وتلاشى البريق اللامع لها الذي كان يجلب الكثير من احرار العالم السُذج ، لكن ربما الذي انتهى فعليا هو " نظام وإيديولوجية الاتحاد السوفيتي " وربما اختفت معه حدوده البرية السابقة لتظهر حدود برية جديدة مختلفة شيئا ما ، فتقلصت تلك المساحته المترامية الأطراف على ارض القارة الأسيوية ..

كما أنه طرأ تغيير ما في التركيبة العسكرية الأمنية المخابراتية التي كانت تتزعم وتدير ما كان يسمى بـ " حلف وارسو " ، وانكفاء أو زوال أو انقسام البعض من الدول التي كانت ترتبط به او المنظوية تحت سيادته ، وقامت على انقاضه " روسيا الاتحادية " ، التي تقوم بدور اقل اهمية ولو أنه مزعجا  في بعض الاحيان ، علما بأنها ماتزال تضم مجموعة كيانات عرقية وقومية تدور في فلكها وليست لها مقومات الدول التي تؤهلها للانفصال ..

كما قلنا .. لقد انتهى الاتحاد السوفيتي السابق وانتهت معه معظم علاقاته مع دول ما كان يسمى المعسكر الشرقي ، لكن بقيت العلاقة مع " سوريا النظام " وثيقة ، وربما زادت أكثر مما كنا نتوقع ، بعدما ظهرت لنا ان تلك الدولة القائمة على أنقاضه ماهي الا دولة مافيا وعصابات اسمها " روسيا الاتحادية "  التي على مايبدو ورثت علاقة عضوية إستراتيجية ونفوذ مصيري في المنطقة يربطها مع " نظام الحكم الاقلوي الطائفي لآل الأسد الحاكم في سوريا " وليست مع مؤسسات الدولة السورية .

اليوم تحاول " روسيا الاتحادية " القيام بدور الاتحاد السوفيتي السابق في القضية السورية  ، وتسعى لإعادة قواعد اللعبة الدولية القديمة ، لعبة " الحرب الباردة " بينها وبين خصومها في الغرب وأمريكا من سوريا ، معتبرة أن الثورة القائمة في سوريا ورقة أساسية ومهمة في ظرف مناسب ومهم ، ولو  على حساب دم الشعب السوري ، وربما " روسيا " تعتبر انه الأنسب لها في الزمان والمكان ، إن لم يكن الأخير والوحيد ، فالتمسك بكل الملف السوري لا يرتبط بقيم او اخلاق ولا حتى مبادئ ، انما تقدير خاص يفترض من خلاله يمكن ان يُعاد دورها كدولة عظمى لها تأثيرها في السياسة الدولية ، ويكفل بقائها فاعلة معه ، ويجعلها في مركز متقدم لمواجهة الغرب وأمريكا ، أو هكذا ما يعتقده على ما يبدو صّناع القرار فيها .

السؤال المطروح إلى ماذا يرمي سياسيو روسيا الاتحادية  .. !؟

هذا ما سنحاول الإجابة عليه في مقالات أخرى بإذن الله ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري يدرك أن " نظامه الاسد الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن الذي تبقى منه فعليا...