لا تلومونا يا سادة ..!
يا
سادة لا يلومنا أحد ، فنحن المتضرر الأكبر ، مكوننا السني في سورية بالتحديد هو
المستهدف ، وبقية المكونات في مأمن إلى حد ما من استهداف النظام ، وهذا ما يثير الاستغراب
، فالمدن التي يتم تدميرها بالطيران بالبراميل المتفجرة تخص مكوننا الاجتماعي الديني
المذهبي الطائفي وليس أحد غيره ..!
أنا أفهم أن كثرين هم ضد هذا الاستهداف ، وأنا
على يقين من أنهم لا يثقون في النظام وفي قرارة أنفسهم يعرفون بأنه ماكر وغادر ولن
يحترم مكّون إذا ما تهدد وجوده .. !
لكن
هذه هي الحقيقة وإن كانت جارحة .. وغالبا ما تكون الحقيقة جارحة ، وأقول كذلك أنه لو كان المكوّن المستهدف في
سورية من أي مكّون لوقفنا ضد هذا الاستهداف وتعاطفنا جميعاً معه ، والأمر ينسحب
على الجميع ولا يستثني احد .. فلماذا المسلم حالة استثنائية ..!؟
أما
الحقد الطائفي الموجه ضد طائفه بعينها لأن المجرمين أو اغلبيتهم منها أو ينتمون
اليها ، فأنا ضده ، فالمجرم .. مجرم يحاسب لجرمه وليس لطائفته او مذهبه او انتماءه
، وكثيرين يشتركون معي في هذا الرأي ..!
لكن
يجب أن لا نركز فقط على " الحقد " كرد
فعل أنا شخصياً كما اسلفت أقف ضده ، دون الأخذ بالاعتبار المسببات لهذا الحقد ..!
أنا
أفهم ان هناك توريط ليس لبعض من العلويين فقط إنما لكل المكونات السورية ، بما
فيها السُنة من خلال بعض الأشخاص الوصوليين والانتهازيين أو العائلات المهمشة والرخيصة المنتمية لها والذين
ضررهم أكبر من كثيرين ينتمون الى مكونات اخرى ..!
الطائفية
أخوتي الاحبة كانت عملاً سياسيا امنيا ممنهجاً ، والحقيقة ما كان النظام الذي اسسه
على هذه الاسس " حافظ الأسد " ليستمر
بالحكم طوال الفترة الماضية بدونها ، ولم يستطع أن يقف أحد في وجه بسبب هذا النهج
للأسف ، والملامة وكل الملامة تقع علينا كأكثرية قبل غيرنا ..!
اليوم
للأسف الشديد .. وحينما احتجت جموع الناس المستهدفة في سورية على قتل أبناءها
العزّل وتهّجير عائلاتها ، وتدمير بيوتها بدأت تُتهم بالطائفية .. !
فلا
تلومونا يا سادة ..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق