الشيطان .. والحكم
في ايران
مر معنا ونحن في مراحل الدراسة
الأولى ، أن الشيطان أو إبليس مخلوق "
خلقه الله تعالى من مارج من نار ، وهو الذي أغوى
أبانا ادم عليه السلام ، وفهمنا انه هو مخلوق امتحاني فتنوي " وكائن
خارق للعادة والمألوف ، يسعى بشكل دائم لإغوائنا نحن بني البشر ،لا يكل ولا يمل من
هذه المهمة المناطة اليه ، أو التي اناط نفسه بها ..!
وهذا الشيطان .. أعاذنا الله من شره في
كثير من الثقافات والأديان يعتبر تجسيدا للشر ، وتختلف تسمياته من ثقافة لأخرى ، فهو
إبليس في الإسلام و لوسيفر في المسيحية ، أما اليهودية فهو أحد أعضاء المحكمة
الإلهية ليهوه ، ويعتبر في جانب اخر ملاكا ساقطا في المسيحية والإسلام ، هو يغوي
البشر ويحفزهم لارتكاب الذنوب والمعاصي بحق الإله وأنفسهم ، ويلعب دورا
محوريا في الأديان السماوية الثلاث ، وقد أرتبط أسمه بالكفر والهرطقة و كل ما يمكن
اعتباره كذلك حسب المعتقد والدين..!
هذا الشيطان أداته الوحيدة هي الوسوسة
التي قد يشعر بها المرء ، ولكن بالتأكيد لا يمكن له أن يتحسسها ، هو يوسوس لعموم البشر
، ولمن له ثقافة تتصل بالدين الاسلامي على وجه الخصوص ، ويشغل الفكر بما يخالف الفطرة
السلمية التي فطرنا الله عليها ، ويسعى مخرباً في مجاهل النفس البشرية أينما
وكيفما وُجدت ، فيدخل من نوافذ عُقَدِها وتربيتها الناتجة في معظم الأحيان
عن التفسيرات والتأويلات المنحرفة لبعض النصوص الشرعية المتفق على صحتها ، سواء
كانت هذه النصوص آيات قرآنية أو أحاديث نبوية شريفة متفقة مع ما جاء في القران
الكريم ..
فيعبث هذا الشيطان في نظام شهوات
النفس وغرائزها ودوافعها وبواعثها ونوازعها ، يورمّها ، ويلهبها ويجعلها صاحبها
مأزوم ، يستفزها كي يضعفها ليتمكن منها فتسهل له السيطرة والتحكم بها ، ثم يبسط
نفوذه الشرير عليها ، ويهيمن على كل جوارح الكتل والأعضاء المادية الحية المكونة
لهذا الشخصية الانسانية ، والتي بطبيعة الحال الكامنة بداخل أجسادنا ، ليفصل عنها
العقل ، الذي هو بمثابة وحدة السيطرة والتحكم في تلكم الأجساد ، ومُحيداً
عنها دوره ..
والشيطان في حقيقته هو مخلوق مكلّف بدور
يقوم به ، حيث يأتي للإنسان بشكل غير محسوس كما ذكرنا ، وغير مُدرَك ، ويدفعه
دفعاً لفعل ما ينكره محيطه المادي المحسوس ، ويأخذه بهذا الدفع الى ما تميل له
الرغبات الكامنة في نفسه ، وهو عادة ما يأتي من حيث ترغب وتهوى النفس البشرية ،
ولا يأتيها من حيث لا ترغب أو لا تهوى ، وكل واحد من بني الإنسان يدخله الشيطان من
باب النزوات والغرائز ..
وهو يأتي للمسلم العادي وغير العادي ،
الملتزم وغير الملتزم ، ويوسوس له أحيانا بأحقيته كإنسان حر ، من حاجته التمتع
بمتع الدنيا طولها وعرضها واستنفاذ كل ملذاتها ، وقد يأتي للعالم الفقيه أيضاً ولو
بشكل وأسلوب ومواضيع مختلفة ومغايرة عن الشخص العادي ، وربما من أبواب موصده أخرى ،
قد لا يتنبه لها حتى " العالم الفقيه والمتفقه
" نفسه ، ويعتبر أنها منيعة عن الفتح أمامه ، فيقع بما هو أسوا مما يقع
به الشخص العادي وغير الملتزم ..
وهنا لابد كنوع من الاستطراد وتبيان
حقيقة الشيطان أكثر ، نحاول من خلال الاضاءة على جانب من الثقافة الاسلامية ، أن
نعرج على ما قاله " ابن القيم الجوزية
" حيث ذكر ست مراحل يعمل
الشيطان عليها ويتدرج فيها وهى :
المرحلة الأولى: يسعى أن يكفر الإنسان
أو يشرك بالله .
المرحلة الثانية: مرحلة البدعة ويقوم
في هذه المرحلة بجعل الإنسان يبتدع البدعة ويطبقها، فإن لم يستطع بدأ في المرحلة
الثالثة.
المرحلة الثالثة: مرحلة المعاصي
الكبيرة، فإن كان ذلك الإنسان قد عصمه الله من الكبائر بدأ في المرحلة الرابعة.
المرحلة الرابعة: مرحلة الصغائر( الذنوب الصغيرة ) ويقوم بتزينها له ويقوم بتقليلها
وتصغيرها للإنسان، فإن عُصِمَ منها بدأ في المرحلة الخامسة.
المرحلة الخامسة: أن يُشْغِلُ الإنسان
بالمباحات بحيث يشغل الإنسان في تضيع أوقاته في الأمور المباحة.
المرحلة السادسة: وهى أن يُشغِلَ
الإنسان بالعمل المفضول عما هو أفضل منه ، بعمل معين طيب ، ولكنه ينشغل به عما هو
أطيب وأفضل منه .
ولعل مما سبق يمكن لنا أن نستدل على
ثلاث مداخل رئيسة يمكن أن يدخل منها الشيطان ، وهي " السلطة والمال والجنس " ، فينغمس الإنسان الذي دانت له
السلطة وتمكن منه الشيطان في هيبة وقوة ومتعة تلك السلطة ورهبتها ، ومتعة تطويع
وإذلال وانصياع الآخرين التي قد تتحول إلى شاذة وربما هستيريا ، وشهوة استعبادهم
وإهدار طاقاتهم لمشاريع تهدف إلى شكل من أشكال الخلود الفردي الزائف ..
وقد يوسوس له أيضا بسلامة نهج السيطرة
والهيمنة والجبر والاستبداد والتربع على رؤوس العباد ، وهذا ما يحصل اليوم بشكل
واضح في " الحكم الثيوقراطي الايراني " ، حيث الآثار والمآسي
الواقعة على الشعوب الايرانية والمحيطة بها واضحة ..!
وهذا امر طبيعي خصوصا إذا ما كانت
السلطة " دينية منحرفة وشاذة "
واعتبرت نفسها ممثلة الإله على الأرض ، تجبر الناس على الانصياع لها ، وتؤله زعيمها
لهذا الغرض ، وما زعيمها بالأصل الا مهووس أرعن اعتبره المنحرفون من حوله أنه بلغ
من القداسة والعصمة مكان لا يضاهى ، كما هو حال " الولي
السفيه والمفسد الأعمى " في إيران الذي يتوجب على الجميع طاعته ، والتي
هي جزء من التكليف الشرعي ..
هذا الشيطان يزين لـ " الولي السفيه والمفسد الأعمى " الايراني الحيلة
والاحتيال ، واللف والدوران ، وسرقة مال الآخر بالطرق المخفية والتحايل ، والوسائل
الشرعية ظاهريا والملتوية فعليا ، ويوفر له المخارج المقنعة ، فيما لو استفاق
ضميره مرة أو تردد خوفا من الانكشاف والفضائح التي قد تترتب على ذلك ، ويوسوس له
أيضا بسلامة هذا النهج ، وأحقيته فيما يتحصل عليه ، ولو من " باب الخُمس " ..
أما العلاقات الجنسية والتمتع
بالعلاقات الجنسية المتجددة والعابرة ، خارج الإطار الشرعي والأخلاقي ، والغير
منضبط والمحرمة ، وأحيانا المجرّمة بالقوانين الوضعية في حالة انكشافها حدث بها
ولا حرج ، فقد يوسوس له الشيطان بسلامة هذا المسلك وصحته ولو تحت مسمى " زواج المتعة " أو الزواج المؤقت .. ولما
لا ..
فإذا كان السيد " علي الخامنئي " آية على الأرض ،
وهو " العالم الفقيه " ،
وأيضا " الولي السفيه " ، قد ملك
السلطة المطلقة ، وهو نفسه من تعسف في الجبر على الطاعة والهيمنة والسيطرة ، ومنع
الحريات العامة وأضفى القداسة على نفسه وألزم " الشيعي " المقلد
والبسيط بالإدانة والالتزام بنهجه تحت طائلة الطرد من الرحمة الإلهية ، هذا إذا
نجا من الاعتقال أو القتل ، في إطار ما يسمى " ولاية
السفيه " الشرعية ..
على ما تقدم ليسأل كل من له عقل نفسه ، لماذا يا ترى يأتي هذا
" الشيطان اللعين " ويتعب نفسه
بالوسوسة على من هو " أشيطن " منه ،
ويحاول معه بلا طال ، بينما ينفذ له المعني ما لم يكن الشيطان نفسه قادرا على
تحقيقه معه ، وخصوصا وأن الشيطان قد لا يسمح لنفسه بالذهاب في الوسوسة إلى عُشر ما
يفعله أمثال هؤلاء ، علما بأنه ، أي الشيطان ، لا يتعدى عمله كما أسلفت " إطار الوسوسة " وليس أبعد من ذلك ، ولن يستطيع
في أي حال من الأحوال أن يدخل في نطاق الفعل كما يفعل هؤلاء ، عندما أوجدوا لكل
الموبقات رخصة شرعية ..!؟
بالله عليكم ماذا سيوسوس " الشيطان لحاكم إيران ومفسدها الأعمى علي خامنئي
" يا ترى ، إذا فكر أن يزوره مرة ، ماذا بقي عنده من أحابيل حتى
يلعب بها أو يغوي من خلالها " زميله
بالتخريب إن لم يكن زعيمه " ، أوليس الشيطان بهذه
الحالة سيكون " مجنون أو مخبولا أو
غبيا " لو جاء موسوساً لـ " علي
الخامنئي " مثلا ، يحثه على ماذا ، أيحثه على الاستبداد أو القمع
أو التزوير على سبيل المثال لا الحصر ، أو أن يذكره بسرقة الناس " بالأصول " ووفق الشرع خلسة أو خفية
أو أن يدله على قطع الطُريق ، أو أن يزني كما يزني المحروم من الجنس مثلاً ..
!؟
أي موبقة فضيعة سيبتكرها له ، وتكون
جديدة.. أو أنها لم تطرق بال أو عقل " خامنئي
" العفن ، أو غابت عنه ، ولم تخطر على بال شيطان الحكم المذهبي والحاكم
الفعلي في إيران بعد ..!؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق