إيران
لو
حررت فلسطين
هب أن " إيران الحالية " استطاعت بمفردها ، وبمعزل عن العالمين العربي الإسلامي وحتى بدون مساعدتهما ، أن تنجح فيما ادعته وتدعيه كل اليوم من أن هدفها تحرير القدس الشريف من الاحتلال الإسرائيلي ، وتمكنت بقدرة قادر أن يتحقق لها هذا وحررت ارض فلسطين المحتلة من الإسرائيليين بالكامل ومن ضمنها القدس الشريف ، وتمكنت بقدرة وبركات " المتسردب " الموهوم من قتل المتبقي من المحتلين ،وإعادة المستوطنين اليهود الإسرائيليين إلى بلدانهم الأصلية ، وخلصّت من براثن احتلالهم ، تلك المدينة العتيقة " مدينة القدس " ، وأعادتها محجاً يُشد لها الرحال من جديد كأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، فماذا عساها فاعلة بها يا ترى في الخطوة التالية المفترضة لهذا التحرير ، وعلى أرضها المقدسة تحديداً ..!؟
بالتأكيد سنرى العجب العجاب بعد فترة بسيطة من " التحرير المفترض " ، ربما يكون أولها تحييد المساجد القديمة ذات الطابع المميز المتصل بالعنصر العربي ، والمتميز في التاريخ الإسلامي ، وربما إهمالها ، وملء الذي ستستخدمه لصلاة أتباعها بالقاشان الفارسي الأقل ثمن من القاشان المزين لمقام وقبر " أبو لؤلؤة المجوسي " قاتل الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب ، الموجود في طهران ، والفخار الكر بلائي المشوي ، والمكتوب عليها بالخط البارز " يا حسين " ، المستقدم من ارض " كربلاء المقدسة " خصيصا ، لكونها " أطهر بقعة على الأرض " ، كما سنلاحظ تزايد كبير في عدد الحسينيات ، وسنرى بين الحسينية والحسينية حسينية ، موزعات في كل الأمكنة التي يمكن البناء عليها ، وستتحول مهرجانات وكرنفالات " اللطم والتطبير " الأشهر والأغرب في العالم ، إلى مهرجانات دورية أو شبه شهرية ، وسيأتيها من المنحرفين والشواذ للمشاركة من كل حدب وصوب ..
أما " مسجد قبة الصخرة " هذا ، بتقديري أنهم سيدمرونه ، ولما لا .. لكن سيعيدون بناءه من جديد ، على أسس مختلفة وربما مواد وتصميم مختلفين ، فهو رجس من عمل النواصب ، الذين نصبوا العداء " لآل بيتهم " المزعوم من " آل الأمويين " ، حيث أن من بناه كما ورد في كتب التاريخ هو " المدعو عبد الملك بن مروان " ، أو ربما إزالته كاملا والبناء على أرضه " حسينيتهم الأكبر " حتى تكون الشاهد الأبرز على قيادتهم للعالم الإسلامي ومقدساته ، وتأكيد " أن لا فرق لعجمي على عربي إلا بتحرير فلسطين " ..
المسجد الأقصى القائم .. ويل لمن بناءه وتاريخ من بناه ، فقد يظهر من يقول أن " قرآننا الفاطمي " المخبأ مع " المتسردب المنتظر " لغاية الآن عجل الله خروجه لهم ، " ولا ادري لماذا وما فائدة ذلك القرآن المخبأ إن وجد ، أن يظهر في آخر الزمان " ، يقول بأنه هذا المسجد ، هو مسجد الفتنة ، وقد يهدموه ، وربما يبنون في مكانه حسينية قد تكون الأكبر لـ" صاحب الزمان " ، لان من بناه كما هو معروف وما دللت عليه كتب التاريخ هو " الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب " ، الذي فتح لهم أيضا بلادهم ، بلاد فارس ، وأخرجهم من الظلمات إلى النور ، وقضى على معتقداتهم الشركية المجوسية ، والتي على ما يبدو أنها عزت كثيراً على بعض الفرس في بلاد فارس ، فاستعادوها بطريق آخر ، والبسوها ثوب الطهر والنقاوة الإسلامي من خلال اختراعهم لمذهب باطني ظاهرة متصل بدين الإسلام ، وزاوجوا تلك المعتقدات بهذا التلوث الفكري المذهبي الذي ربما صار أكثر شركا من مجوسيتهم السابقة .. !!
وقد لا نستغرب لو ادعى احد آياتهم المهووسين ، أن المسجد الأقصى الحقيقي ، ليس المعروف والقائم في القدس ، إنما المسجد الحقيقي هو من بناه إمامهم المنتظر في سردابه قطعة .. قطعة ، بعلم أصحابه الولاة المعصومين من الآيات والمراجع الفارسية ، ويتبجح بالقول : " بعد أن حررنا القدس الشريف بات من الضروري بناءه من جديد ، لكن بحسب ما ارتضاه لنا ، صاحب الزمان الموهوم " ، أما ما ارتضاه لهم ، فلن يكون في كل الأحوال مسجدا اسلاميا إنما حسينية مجوسية ، وأن اسمها كما ورد في " الروايات " هو الحسينية الكبرى لصاحب الزمان ..
أخيرا ..في كل الأحوال لو اعتبرنا مثل الكلام هو كلام مجانين ، والأكيد أن هناك من يعتبره كذلك ، وقد يعتبره كثيرٌ من الناس بأنه بعيد عن الواقع ، إلا انه ربما وجد بعض العقلاء فيه شيء ما ، يمكن أن يتوقف عنده .. !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق