من الحِكَم البالغة للمتأخرين أن : " الاستبداد أصلٌ لكلِّ داء " ، هذا ما عبر عنه المستبد المعتوه بشار الأسد في تصريح لمجلة " الأهرام العربي " المصرية حيث قال إن " التغيير لا يمكن أن يتم من خلال تغييب رؤوس الأنظمة أو التدخل الأجنبي " ..
وهو أي " بشار الأسد " على ما يبدو يرى أو يعتقد أن التغيير " تغيير النظام " ممكن أن يتم معه ، باعتباره رأس .. وبدون إزاحته ، يعني .. بوجوده هو رئيسا للنظام ، ورأسا لهذا الحكم الرشيد ، ولدية امكانية تحويله الى حكم يرغب به الشعب السوري بعون الله ، طبعا بالرغم من ما حصل ، لا بل هو يعدم أي إمكانية للتغيير إذا ما تمت إزاحته بالقوة أو حتى غير القوة عن حكم سورية ، ولا ندري بكل أمانة كيف سيتم به مثل هذا التغيير .. وكما يصوره له عقله ..!؟
وفق المنطق الذي تربى عليه هذا المستبد المعتوه .. كل شيء ممكن .. وعليه لا بد لنا من أن نقر ونعترف بأن معه حق في ذلك ، فهو لا ولم ولن يفهم سورية ، ولا ولن يعترف بقدراتها ، ولا إرادة أهلها ، ولا همة شبابها ، وهو فعليا لا يرى سورية إلا كما علمه أبوه كيف تكون ، وكيف عليه أن يبقيها كما ارادها مزرعة " لآل الأسد " ، وما الشعب السوري بماضيه وحاضره ، وبحسب ما تعلمه إلا مجموعة عبيد لا يستحقون شيئا من حقوق البشر ، ولا يصلح معهم إلا القمع والبطش اذا ما تمرد أحدهم أو رفض سماع كلمة سيده ..
وفي أفضل الأحوال استخدامهم ، أو التخلص منهم وبيعهم في سوق النخاسة الدولية ، لأصحاب المحاور والمشاريع المشبوهة في المنطقة .. وهنا نقول هو معذور ..!
لذلك ربما يكون أفضل لنا ، أو لنقل لحسن حضنا أن يبقى كذلك ، حتى يتمكن ثوارنا من القبض عليه ، ليس للانتقام منه على ما فعله ، بل لمحاكمته محاكمة علنية ، كما حصل مع الرئيس العراقي " صدام حسين " ، وذلك لمعرفة خفايا تلك المرحلة السوداء من تاريخ سوريا ، وكم بها وفي ظلها حِيكت من مؤامرات على الشعوب والبلدان العربية ..
لقد توقفت بعض الشيء عند تغييب " الرؤؤس " التي ذكرها ، ورحت اسرح في قصده ، فضحكت حتى قلبت على قفاي من الضحك على الكلام ، وعلى مستوى هذا المستبد المعتوه ، وعلى مستشاريه الذين لقنوه ما قاله ، وظاهر الأمر أن لديه قناعة بأنه " رأس " بمعنى قائد استثنائي تاريخي في المنطقة ، أو ربما هذا ما قصده ، وأيضاً له رأس كبقية البشر ، وفيه مخ سليم ، يفكر به ، ويعي ويفهم ما يدور حوله كما الآخرين من أسوياء بني البشر ، ونسي أن مشكلة اطفال في درعا البسيطة عجز عن فهمها وبالتالي لم يتمكن من حلها ، لا بل دمر البلد لاجلها .. وتراه لمجلة " الأهرام العربي " يصر على اعتبار نفسه رأس ..!
أنا شخصيا كالبقية من السوريين أفهم أنه مستبد ، ولكن لا أفهم ، ولا أتخيل أنني يمكن أن أفهم انه رأس أو انه يشبه بقية الرؤؤس المعروفة ، إلا إذا اعتبرته أخس من " رأس البصل المعفن " ، مزعج برؤيته ورائحته ، ورميه في الزبالة أفضل من وجوده ..
واذا كان يعني أنه رأس فعلي فهو رأس أفعى ، أو رأس لعنة كبيرة أحلت بسورية ، رأس استبدادي مريض لم يدرك بعد كم أن الناس باتت تكره حتى أسم " بشار " نكاية به ، على ما لهذا الاسم من تقدير ومكانة في نفوسنا ، فكثير ممن يحمل هذا الاسم " المكروه " خصوصا السوريين منهم ، راح يسعى بكل الطرق والوسائل القانونية والاجتماعية لتغييره ، أو يركّبه بأن يضيف " محمد " له فيصبح " محمد بشار " ، لان اسمه منفردا بات مثار قرف واشمئزاز ..
وهذا ما يدفع للتساؤل هل أن هذا المخلوق يحمل رأسا عن حق وحقيقة ، وفيه مخ بشري يفكر به ، وصاحبه بكامل أهليته ..!؟
وهذا ما يدفع للتساؤل هل أن هذا المخلوق يحمل رأسا عن حق وحقيقة ، وفيه مخ بشري يفكر به ، وصاحبه بكامل أهليته ..!؟
للمتابع الحكم ..!!
أما من يسعى لتغيب هذا الرأس المعفن من هرم السلطة ، وإزاحته من منصبه كرئيس مستبد جاء في غفلة من الزمن ، وفي ظل ظروف خاصة مرت على سوريا ، فنطمئنه بأنهم كُثر ، ربما ليس الشعب السوري بكامل مكوناته فقط ، بل ومعه كل الشعوب العربية ، مضافاً إليهم " الشعب الإيراني " المغلوب على أمره والرازح كما الشعب السوري تحت نير احتلال أصحاب العمائم السوداء في كل من قم وطهران ..
ولا أدري في الحقيقة إذا ما بقي إنسان عاقل ويراقب ، ويتابع ما يحدث في سوريا ، وفيه ذرة من ضمير يريد لهذا المعتوه في المستقبل القريب والبعيد ضرورة لبقاء على رأس الدولة السورية ، أو حتى يرغب برؤية شكله المزعج ، والمستفز ، إلا ربما في حالة واحدة فقط ، وهي أن يكون أمام محقق محترف وبارد ، يدلي باعترافات العصر عن خطاياه وخطايا أبيه وما ارتكباه بحق شعوب المنطقة ..
والرغبة بكل تأكيد عارمة وعامة عند الشعب السوري بتغييره ، وحتى رميه في حاويات القمامة ، ليس لكونه كما يتصور ويعتقد من طائفة معينة ، أو ما يحاول أن يظهر به من أنه " رئيس مقاوم وممانع " وما إلى ذلك من الصفات والمهام والأدوار التي تصب في النهاية في مصلحة المحور الداعم لوجوده في المنطقة ، إنما لمعالجة منطقتنا من هكذا قاذورات ، وإعادة التعاون والتكامل فيها ، وإعادة وصل ما انقطع بين الشعوب فيها ، التي سعى هو ووالده إلى تصدير وزرع المشاكل لها وفيها على مدى عقود من الزمن ..
أخيرا تذكرت ما كتبه " عبد الرحمن الكواكبي " في كتابة " طبائع الاستبداد " ، ومن المفيد جدا ذكره هنا ، حيث يقول : ( كلما زاد المستبدُّ ظلماً واعتسافاً زاد خوفه من رعيّته ، وحتّى من حاشيته ، وحتى ومن هواجسه وخيالاته ... )
( وأكثر ما تُختم حياة المستبدِّ بالجنون التّام . قلت:
"التام" لأنّ المستبدَّ لا يخلو من الحمق قطّ ، لنفوره من البحث عن الحقائق ، وإذا صادف وجود مستبدٍّ غير أحمق فيسارعه الموت قهراً إذا لم يسارعه الجنون أو العته ؛ وقلتُ :
إنه " يخاف من حاشيته " ؛ لأنَّ أكثر ما يبطش بالمستبدين حواشيهم ؛ لأنَّ هؤلاء أشقى خلق الله حياةً ، يرتكبون كلَّ جريمةٍ وفظيعة لحساب المستبدِّ الذي يجعلهم يمسون ويصبحون مخبولين مصروعين ، يُجهدون الفكر في استطلاع ما يريد منهم فعله بدون أن يطلب أو يصرِّح .. ) .. انتهى ..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق