القصيدة التي قتلت الشاعر
( حسن الخيّر )
ربما لم يسمع الكثيرون عن حسن الخيّر بسبب التعتيم الذي فرض على قصته وقصيدته وبسبب الحساسية التي يسببها لعائلة الأسد كونه ينتمي إلى إحدى أكبر العائلات في مدينة القرداحة ..
( حسن الخيّر ) كان شاعراً سوريا انتسب إلى حزب البعث في شبابه وبلغ من حماسه بالحزب أن سمى ابنه بعث ولكن بعد استلاب حافظ الأسد للسلطة في سورية انتشر الفساد المالي والأخلاقي إلى حد لم يكن معروفاً في الستينات وبدأ الشاعر بكتابة الكثير من القصائد المعارضة ومهاجمة السلطة لفسادها الكبير .
لم يتعرض الشاعر وقتها لأذى لأن حافظ الأسد، الذي كان في بدايات حكمه، لم يشأ استعداء مدينته وطائفته وتغاضى عن قصائده . ثم جاءت القشة التي قصمت ظهر البعير العام 1979 ..
في أواخر السبعينات شهدت سورية الكثير من حوادث القتل والاغتيالات كان النظام مسئولاً عن القسم الأعظم منها واتهم الطليعة المقاتلة بالمسؤولية عن القسم الآخر ولكن الأكيد أن كثيراً من الناس قتلوا من دون أن يعرفوا لماذا قتلوا كما يحدث الآن .
من بين من قتل صديق للشاعر كان متفوقاً وحاصلاً على شهادة الدكتوراه من أمريكا حديثاً ، ورغم أن المتهم بالقتل كانت الطليعة كون القتيل ينتمي للطائفة العلوية إلا أن الشاعر صب جام غضبه على النظام محملاً إياه المسؤولية الكاملة عن كل ما يجري في البلد فقام بإلقاء قصيدة قوية في ذكرى تأبين الفقيد هاجم فيها حزب البعث ورفعت الأسد بشكل مباشر كما تطرق لحماه وما يحدث فيها ولحلب واللاذقية.
وانتشرت القصيدة وتناقلها الناس شفهياً وهنا طفح الكيل مع النظام ،فتم اعتقال الشاعر من أمام منزله في ذلك العام ولم يره أهله بعدها حياً أو ميتاً .
إلا أن الأخبار تسربت من بعض سجناء آخرين بأنهم شهدوا إعدامه وأن الأمن قام بقطع لسانه قبل الإعدام ..
القصيدة :
ماذا أقول وقول الحق يعقبه جلد السياط وسجن مظلم رطب
وان كذبت فان الكذب يسحقني معاذ ربي أن يعزى لي الكذب
وان سكت فان الصمت ناقصة إن كان بالصمت نور الحق يحتجب
لكنني ومصير الشعب يدفعني سأنطق الحق إن شاءوا وان غضبوا
عصابتان هما: إحداهما حكمت باسم العروبة لا بعث ولا عرب
وآخرون لباس الدين قد لبسوا و الدين حرم ما قالوا وما ارتكبوا
عصابتان أيا شعبي فكن حذراً جميعهم من معين السوء قد شربوا
أيقبل البعث أن تثري زعانفه باسم النضال ثراء ما له سبب
من أين جاؤوا به حقا وجلّهم ما زانهم أبدا علم ولا أدب
ولا تشقق كف فوق معوله في الحقل يوما ولا أضناهم التعب
ولا تجلى على أيدهم هدف ولا تحررت الجولان والنقب
هل السماء بكت من فوقهم فرحا فراح يهطل منها المال والذهب
لا تكذبوا إنها أموال امتنا ومن غذاء بنيها كل ما سلبوا
كم قد سمعنا بهيئات تحاسبهم لتسترد إلى الجمهور ما نهبوا
فما رأينا سوى قول بلا عمل كم في تصرفهم من عجبه العجب
علا برتبته ( لص ) ورتبته من سوئه انخفضت.. ولتخجل الرتب
إني لأخجل أن أحصي معائبهم أنّى ذهبت تجلى العيب والعطب
قالوا: النقابات قلنا: أنها كذب كم لعبة بمصير الشعب قد لعبوا
اختاروا لكل قطاع لاعباً حذقاً ونصبوه نقيبا” بئس من نصبوا
ومجلس الشعب كل الشعب يعرفه ويعرف الناس هل جاؤوا أم انتخبوا
قالوا: وجبهتنا ؟ قلنا: لقد صدقوا يوم البيان بما قالوا وما كتبوا
إذ قال قائلهم: انّا سماسرة نمشي كما يقتضيه العرض والطلب
لم يصدقوا بحديث غيره أبدا وما عداه لعمري كله كذب
سيعلمون جميعا أي منقلب يوم الحساب وما فيه هم انقلبوا
قالوا حماه عماها الحقد فاضطربت يا للعجب عرين البعث يضطرب
لو يذكرون حماة الأمس ما فعلت بالظالمين وبالإقطاع لانتحبوا
كانت وكان بنوها خير من رفعوا للبعث راياته خفاقة تجب
لما رأوكم نكبتم عن مبادئكم فإنهم شرفاً عن حبكم نكبوا
الم تكن حلب الشهباء ساحتهم؟ ألم تدكي كيان الفرد يا حلب
الم تثوري بوجه الانفصال ؟ وهل أغضى على عاره أبناؤك النجب
واللاذقية مهد البعث ما فعلت؟ حتى أثير على ساحاتها الشغب
مباحث السوء شاءوا أن تشب بها نار الخلاف وقد أغراهم اللهب
قالت لهم وجراح الحزن تؤلمها لا تحلموا بخلاف كلنا عرب
أل الفقيد عزاء أن محنتكم من محنة الشعب لا تجدي بها الخطب
لئن نكبتم بحر صادق فطن فحسبكم أن كل الناس قد نكبوا
يرضى فقيدكم دربا يوحدنا وليس يرضى إذا تاهت بنا شعب
سيسقط الغيث في ارضي وقد ظمئت وينجلي الليل والسحب
يبقى مدى الدهر صوت لا بديل له الله اكـــــبر إنا كلنا عرب
وان كذبت فان الكذب يسحقني معاذ ربي أن يعزى لي الكذب
وان سكت فان الصمت ناقصة إن كان بالصمت نور الحق يحتجب
لكنني ومصير الشعب يدفعني سأنطق الحق إن شاءوا وان غضبوا
عصابتان هما: إحداهما حكمت باسم العروبة لا بعث ولا عرب
وآخرون لباس الدين قد لبسوا و الدين حرم ما قالوا وما ارتكبوا
عصابتان أيا شعبي فكن حذراً جميعهم من معين السوء قد شربوا
أيقبل البعث أن تثري زعانفه باسم النضال ثراء ما له سبب
من أين جاؤوا به حقا وجلّهم ما زانهم أبدا علم ولا أدب
ولا تشقق كف فوق معوله في الحقل يوما ولا أضناهم التعب
ولا تجلى على أيدهم هدف ولا تحررت الجولان والنقب
هل السماء بكت من فوقهم فرحا فراح يهطل منها المال والذهب
لا تكذبوا إنها أموال امتنا ومن غذاء بنيها كل ما سلبوا
كم قد سمعنا بهيئات تحاسبهم لتسترد إلى الجمهور ما نهبوا
فما رأينا سوى قول بلا عمل كم في تصرفهم من عجبه العجب
علا برتبته ( لص ) ورتبته من سوئه انخفضت.. ولتخجل الرتب
إني لأخجل أن أحصي معائبهم أنّى ذهبت تجلى العيب والعطب
قالوا: النقابات قلنا: أنها كذب كم لعبة بمصير الشعب قد لعبوا
اختاروا لكل قطاع لاعباً حذقاً ونصبوه نقيبا” بئس من نصبوا
ومجلس الشعب كل الشعب يعرفه ويعرف الناس هل جاؤوا أم انتخبوا
قالوا: وجبهتنا ؟ قلنا: لقد صدقوا يوم البيان بما قالوا وما كتبوا
إذ قال قائلهم: انّا سماسرة نمشي كما يقتضيه العرض والطلب
لم يصدقوا بحديث غيره أبدا وما عداه لعمري كله كذب
سيعلمون جميعا أي منقلب يوم الحساب وما فيه هم انقلبوا
قالوا حماه عماها الحقد فاضطربت يا للعجب عرين البعث يضطرب
لو يذكرون حماة الأمس ما فعلت بالظالمين وبالإقطاع لانتحبوا
كانت وكان بنوها خير من رفعوا للبعث راياته خفاقة تجب
لما رأوكم نكبتم عن مبادئكم فإنهم شرفاً عن حبكم نكبوا
الم تكن حلب الشهباء ساحتهم؟ ألم تدكي كيان الفرد يا حلب
الم تثوري بوجه الانفصال ؟ وهل أغضى على عاره أبناؤك النجب
واللاذقية مهد البعث ما فعلت؟ حتى أثير على ساحاتها الشغب
مباحث السوء شاءوا أن تشب بها نار الخلاف وقد أغراهم اللهب
قالت لهم وجراح الحزن تؤلمها لا تحلموا بخلاف كلنا عرب
أل الفقيد عزاء أن محنتكم من محنة الشعب لا تجدي بها الخطب
لئن نكبتم بحر صادق فطن فحسبكم أن كل الناس قد نكبوا
يرضى فقيدكم دربا يوحدنا وليس يرضى إذا تاهت بنا شعب
سيسقط الغيث في ارضي وقد ظمئت وينجلي الليل والسحب
يبقى مدى الدهر صوت لا بديل له الله اكـــــبر إنا كلنا عرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق