صراع على سورية
قد يقول قائل أن " الثورة السورية " ما هي إلا مؤامرة لانقضاض على السلطة ، وأن الجهات التي أرادت الانقضاض على حكم سورية بالسرعة التي جرت في ليبيا ، هي التي دفعت إلى الاستعجال بحمل السلاح ، والذي أدى كذلك بالسلطة إلى اعتمادها الخيار أو " الحل الأمني " ، وأن هذه " الجهات المزعومة " وضعت نفسها وصية على الشعب السوري مستغلة حراكه الشعبي المطالب بالإصلاح والتغيير سلميا ، وجهلت أو تجاهلت أن بعض أخطر ما قد يجري هو صراع على سورية.. وليس خدمة للتغيير للأفضل ..!
له ولكل من يتبنى هذا الرأي نقول .. وهل من جاهل يصدق أن سوريا فيما مضى لم تكن رهينة لتلك التوازنات والمصالح الدولية ، وأن المستفيدين من وجود سلطتها هم كثر بالتالي الدفاع عنها من قبلهم سيكون أمرا حتمياً ، وهذا ما وعيه الشعب السوري ، بدليل صمته الذي استمر عقود طويلة على " حكم آل الأسد " رغم جرائمهم الكبيرة التي ارتكبت بحق الشعب السوري ، وحتى مسألة توريث " مراهق أرعن ومعتوه " لمنصب الرئيس خلفا لأبوه في بلد يٌفترض أن نظامه جمهوري ، بدون انتخابات ، وبتعديل للدستور خلال دقائق مر مرور الكرام لماذا يا ترى .. .!؟
نعم .. والأكيد أنه صراع على سورية ولم يكن بالأصل فيها ، وهذا ما يعيه اليوم الأطفال في سورية قبل الكبار ، لكن هل السكوت على القتل الممنهج ، والتدمير المتعمد لمناطق الأكثرية ، والذي اتخذ منذ الأيام الأولى المنحى المذهبي والطائفي ، كان سيمنع أو ينهي الصراع على سوريا ، وتتنازل السلطة عن الحكم بالسهولة أو أقلها تنفذ مطالب الشعب السوري التي أقلها كان كافياً لزوالها ..!؟
هذا رأيي ..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق