الأربعاء، أبريل 09، 2014

هل يحارب الارهاب نفسه


هل يحارب الارهاب نفسه



أنا أفهم الحرج الذي سيتسبب لأمريكا أمام العالم لو أنها اعلنت صراحة الحرب على الاسلام كدين والمسلمين كبشر بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر ..!
وأدرك حجم الضربة التي تلقتها في صميم اقتصادها وامنها وهيبتها ، وفي عقر دارها ، والأثر الذي خلفته نتيجة لذلك .. !
أقول مادام أن الفاعلين " مسلمون " أو هكذا تبين ، فانه أصبح لزاماً على الدولة العظمى " امريكا " للمحافظة على هيبتها ان ترد ..!
وهذا أمر طبيعي ..!
لذلك كان الرد كما رأيناه .. على مستويين .. على المستوى القصير هو غزو وضرب افغانستان ومن ثم ضرب وغزو العراق ..!
أما المستوى البعيد فهو " محاربة الارهاب " الذي يعني محاربة " المسلمين ودينهم " الذين كانوا البيئة الحاضنة التي انتجت وقد تنتج مثل اولئك المهاجمين أو " الارهابيين " أو هكذا افترضت أمريكا ..!
يعني أن تقول امريكا انها تحارب " الارهاب " وتقصد به من هاجمها وخصوصاً انهم ليسوا من جلدتها وليسوا من شعبها " امريكيين " فهذا أمر واضح نتفهمه وقد يتفهمه كثيرون أيضاً ..!
لكن ماذا يعني الارهاب لسلطة أقلوية فئوية طائفية ارهابية حاكمة في سورية تواجه ثورة شعبية ..!؟
ماذا يعني الارهاب لسلطة اعتاشت على " الارهاب "  .. كانت تصنعه وتنتجه وتصدره ، وما كان لها لتستمر لغاية اليوم بالأصل  لولا مهنة الارهاب التي امتهنتها في المنطقة كوسيلة لها باعتبارها سلطة قائمة و" وموضوعة " ومحمية " غربياً وشرقياً " بسبب الدور الوظيفي الخدمي الذي تضطلع به لصالح الخارج ، كالسلطة ..!
ماذا يعني لها " الارهاب "  .. وهي تعلم أن الذي يجري في سورية ليس " ارهاب "  ولا علاقة له بالإرهاب من قريب أو بعيد ، وهي على دراية تامة أن الناس ما حملت السلاح بوجهها لرغبة في القتال والموت ، انما بالجبر بعد أن وجد شعبها انه مواجهة أعتى واسوأ احتلال مر في تاريخ البشرية باسم حكومة وطنية ..!؟
فهل يقاتل الارهاب نفسه أو يواجه الارهابي ذاته .. !؟
ربما .. اذا فهمنا ان الارهاب الذي تعنية هو نفس الارهاب الذي كانت تعنيه امريكا .. وهو الأرجح .. ولكن بفارق أن امريكا كانت تعني المسلمين المتطرفين في كل العالم والمنظمات التي تعاديها وتعلن لها هذا العداء صراحة ، بينما السلطة الحاكمة في سورية كانت ومازالت  تعني المعارضين لها سياسياً وعلى رأسهم " المسلمين السنة الابرياء قبل غيرهم ، والاطفال قبل الشباب في سورية " وكل من يؤيدهم أو يتعاطف معهم أو حتى يساعدهم على البقاء .. !
اذا كان الأمر كذلك فاني أرى من الواجب على كل صاحب ضمير من هذا الشعب المظلوم والمكلوم أن يقف مع نفسه وقفة صدق وأمانة للتعرف عن قرب على واقعه والتدقيق في أي سلطة هذه التي كانت تتولى حكم بلده .. وهل يجوز أن ينادي سوري واحد ببقائها ..!؟
فضلاً عن أن ينادي أو يقبل بترشيح رئيسها الأرعن بعد كل الكوارث التي حلت بالبلد منه وبسببه ..!
فالجريمة لا تكافح ذاتها ..والارهاب .. يا سادة لا يحارب نفسه ..!
هذا رأيي ..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري يدرك أن " نظامه الاسد الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن الذي تبقى منه فعليا...