التشويه والتضليل
دأب الإعلام الرسمي
والمأجور في سورية ومحيطها منذ البداية على تشويه صورة الحراك الشعبي الذي تحول
فيما بعد إلى ثورة ، وبالغ في تضليل متابعيه وأدخلهم في مجاهل ومجهريات تفاصيل
التفاصيل الهامشية ، وصور حرب الإبادة التي تشنها سلطة " آل الأسد " ضد الشعب السوري ، على أنها حرب أهلية بين مكونات الشعب
السوري ، تسعّر نارها قوى خارجية ، والقصد من ذلك هو المساواة بين الجلاد والضحية
، من أجل فك الترابط بين الثورة وبيئتها الحاضنة ، والحد من التعاطف الشعبي العربي
والإسلامي مع شعبنا السوري الذي يُذبح كل يوم ..
تكتمل الصورة أمامنا
حين نرى " النبيحة " التابعين أو
المرتبطين بسلطة " آل الأسد " تنبح على
أصحاب الضمائر الحية ، المتطوعين للدفاع عن " كل " المظلومين في
سوريا ، الذين دفعتهم أخلاقهم وضمائرهم الحية وقيمهم الدينية السامية والنبيلة ، لدعم
الشعب السوري ..
هؤلاء " النبيحة " الذين هم من أهم ادوات " التشويه
والتضليل
" يعتبرون أن ما يجري هو عبارة عن اعتداءات ارهابية على الدولة والشعب تقوم بها مجموعات مسلحة إرهابية ، تقف ضدها وتواجهها سلطة
الدولة الشرعية ومؤسساتها ، بالتالي لا يجوز " نصرة الطرف الإرهابي المسلح .. والمتمرد " الساعي لتقويض أسس الدولة ومقدراتها ، والوقوف ضد أكثرية الشعب السوري الراغب باستمرارية السلطة
الحالية لأنها شرعية ، وتدافع عن حق ضد ظلم ..!
وبذلك يحاول هذا أو
ذاك "
النبيح " المشوه ، أو
المضلل منهم ، الفصل بين ثوار سوريا وعلى رأسهم " الجيش
الحر " ، وبين الشعب
السوري ، تماما كما كانت تحاول " إسرائيل " الفصل بين
المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني .
وكما كانت إسرائيل
فاشلة في ذلك ولم تنجح ، فبالقطع سلطة " آل
الأسد " الأكثر
قذارة منها ، لن تنجح وستفشل ..
محاولات كهذه بالطبع
ستكون بائسة أيضاً ؛ لأنه من البديهي ، أن يكون الدفاع عن الأرض والعرض هو الدافع
الأكبر _ بعد الجهاد في سبيل الله _ لتشكيل المجموعات
المسلحة المقاومة ، لمواجهة المعتدين ، مهما كانت جهة انتمائهم ، سواء كانوا
إسرائيليين أو غيرهم ، فئويين أو مذهبيين ، عنصريين أو امميين ، أو حكاما ضالين أو
ظالمين ، والثوار بما فيهم الجيش الحر ، هم جزء أصيل من الشعب السوري ، ونتاج
طبيعي لرد الظلم الواقع عليه ، ومنه يلقون كل الدعم والمساندة .
فقبل أن يعلن انشقاقه
عن السلطة الحاكمة في دمشق كان " عبدا لله العمر " أحد صّناع
النبيحة ، وعضواً في فريق يتكون من خمس عشر شخصا ، يعملون تحت إمرة مستشارة بشار
الأسد " بثينة شعبان " ، وكانت مهمته
" تشويه سمعة " المنشقين والثوار والمعارضين ، وكان على علاقة جيدة مع أصحاب
النفوذ في سوريا ، كالوزراء وبعض القيادات ، وحتى بشار الأسد نفسه ، فعلى مدى خمسة
أعوام عمل " العمر " في القصر
الرئاسي في مجال الدعاية الإعلامية والتشويه وتسويق ثقافة التنبيح ، وتصنيع وتلميح
النبيحة ..
قال العمر في مقابلة
مع " سي إن إن " في هذا الصدد : " كنت عضوا من ضمن هؤلاء الأعضاء ، فريق عمل كامل داخل المكتب الصحفي في
القصر الجمهوري ، كنا نجتمع ونصنع أخبار ، ونتصور تصورات " ، ويتابع
قائلاً :
" ما كان أحد ينشق في سوريا ، إلا وكنا قادرين أن نعمل فبركات عنه " ...!
أخيرا وبالعودة إلى
مسألتي التشويه والتظليل يقول "
النبيح " المشوه ..
الوزير عمران الزعبي " نحن لا نريد وسائل إعلام
كاذبة ، والفرق بيننا وبين وسائل الإعلام الأجنبية ، أننا نقول الحقيقة لكن بطريقة
فجة وغير متطورة ، وهم ماهرون في تسويق أكاذيبهم بطريقة جميلة " أوليس
في هذا الكلام شيء من التضليل والتشويه لما يجري ، إن لم يكن هذا هو التضليل
والتشويه بعينه ..!؟
في كل الأحوال يبقى
هذا هو رأيي ..!