الخميس، مارس 13، 2014

التكاذب و الارهاب


التكاذب و الارهاب

أزعم بأنني من اناس قلائل رفضوا التعريف الجديد للإرهاب الذي وضعته امريكا في نهايات الالفية الثانية وبداية الالفية الثالثة ، والذي ادت ترجمته الى ايجاد الية شاذة لـ " محاربة الارهاب " في محاولة على ما يبدو ليس للقضاء عليه ، وانما البيئة المفترضة له ، ولأن المقدمات الخطأ عادة ما تأتي بنتيجة خطأ ، فاني وجدت في التعريف أمر اخر ، لا يمكن أن يكون الا استهدافا واضحا لمكون مجتمعي كبير منتشر في عموم مناطق العالم له موروث ثقافي ويتشارك جماعاته وافراده بعقيدة دينية مذهبية واحدة ، وهو المكون المجتمعي الاسلامي السني ، فهذا المكون كان له دور كبير في تغيير موازين القوى في العالم ، لعل الأوضح في هذا الدور هو انهيار " الاتحاد السوفيتي " السابق ، وضرب المصالح الامريكية في عقر دارها ..!
ولضرب هذا المكون كان لا بد من ايجاد مدخل له مقبول من خلال تعريف واضح اما بالتصريح واما بالتلميح  ، لأعمال جرمية كبرى ، أو ظاهرها كذلك ، بينما حقيقتها قد لا تخرج عن كونها ردات فعل طبيعية وإن كانت سيئة ، الا انها لفعل اكثر سوءا منها وقع على مرتكبها ، والمرتكب بطبيعة الحال هو ذاك المكون المجتمعي المسلم ..
مع ضرورة ان يتفق على هذا التعريف غالبية المجتمع الدولي الذي تربطه ببعضه علاقة " تكاذب وتجاذب " يرى كل طرف أن تمرير كذبة كبيرة للطرف الاخر هو امر ضروري لديمومة لعبة المصالح القذرة ، واستمرار التجاذب فيما بين نظم الشر في العالم ، فمثلاً أنا اتفهم أن امريكيا أُهينت في عقر دارها وارادت رد الاعتبار لها وبنفسها ، والانتقام ممن هاجموها ، وهذا منطقياً ربما يكون مقبول ..

وحتى يتم لها ذلك كان لا بد من " شعار " لهذه المواجه ووضعها تحت عنوان يؤيدها العالم فيه ، أما حينما تدّعي " روسيا " انها تحارب الارهاب ، أو أنها تقف مع مكافحته أينما وحيثما وجد ..فماذا يعني هذا .. وهي الدولة الارهابية الاولى في العالم .. بدليل ما فعلته في افغانستان والشيشان وجورجيا واليوم في سورية ، والذي ربما لم ولن يتمكن أعتى الارهابيين في العالم أن يفعل مثله ، فما علاقتها بالارهاب أو ماذا فعل بها الارهاب حتى تنقم عليه ..!؟

لا احد يعرف ، الا اذا اعتبرنا ان المسألة هي مسألة " تكاذب " وركوب موجة .. واستغلال وضع معين للانتقام ممن كان السبب في سقوط إمبراطورتيهم السوفيتية بعد غزوهم لأفغانستان وهو بطبيعة الحال المكون الاسلامي والسني حصراً وذلك من خلال ركوب المركب الامريكي ..!


لغاية هذا الحد أنا استطيع ولو على مضض تقبله ، لكن ان تحاول " السلطة الفئوية الطائفية الإرهابية " الحاكمة في سورية ركوب نفس " المركب التالف " وتدعي انها تحارب الارهاب فهذا ما لا يستطيع دماغي أن يتحمله .. وربما نسف او كاد ينسف اخر برج في دماغي ..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري يدرك أن " نظامه الاسد الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن الذي تبقى منه فعليا...