( من كتاب كسرة خبز )
يتطرق
مؤلفه سامي الجندي إلى سبب اختياره لمهمة له في باريس فيقول:
( اختارني " إبراهيم ماخوس " وزير
الخارجية السوري لهذه المهمة وهو لم يعدم الأشخاص ولا الوسيلة للاتصال بإسرائيل ..
ثارت أقاويل في باريس نفسها عن أمين منظمة الحزب التابعة لدمشق وأنا - وهنا بيت
القصيد - متأكد من اتصالات جرت عن طريق أكثر من دولة ثالثة وفي أكثر من عاصمة -
اتصال مع إسرائيل - ولست بحاجة بعد ذلك
للقول إن إعلان سقوط القنيطرة قبل أن يحصل السقوط أمر يحار فيه كل تعليل يبنى على
حسن النية )...!
إن تداعي الأفكار
البسيطة
يربط بين عدم وقف إطلاق النار والحدود سليمة والإلحاح بل الاستغاثة لوقفه بعد أن
توغل الجيش الإسرائيلي في الجولان ، إشارة هنا إلى أن اليهود عرضوا وقف النار قبل
توغلهم فرفض العرض. ونتابع أقوال السيد سامي الجندي
بهذا الصدد فهي مهمة كونها صادرة عن إنسان مسؤول ومهم في النظام الذي سلم الجولان.
( عندما نتتبع فصول معركة الجولان نجد أن العسكريين الذين قاوموا اليهود فعلوا ذلك دون أوامر أما الذين صدرت إليهم الأوامر فقد انسحبوا بناء على خطة )..
بهذا الصدد فهي مهمة كونها صادرة عن إنسان مسؤول ومهم في النظام الذي سلم الجولان.
( عندما نتتبع فصول معركة الجولان نجد أن العسكريين الذين قاوموا اليهود فعلوا ذلك دون أوامر أما الذين صدرت إليهم الأوامر فقد انسحبوا بناء على خطة )..
ترى ما هي الخطة..!؟
.. ونتابع.. فوجئت لما رأيت على شاشة التلفزيون في باريس
مندوب سورية " جورج طعمة " في الأمم
المتحدة يعلن سقوط القنيطرة، "وذلك من خلال
البلاغ 66 الصادر عن وزير الدفاع حافظ الأسد" الذي أعلن وصول قوات إسرائيل
إلى مشارف دمشق بينما المندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة يؤكد أن شيئاً من كل
ذلك لم يحصل ...
فلماذا يصدر الأسد البلاغ المشؤوم قبل وصول القوات
الإسرائيلية إلى القنيطرة بيومين..!؟
ولماذا يطلب من الجيش الانسحاب الكيفي..!؟
ولماذا يقول اللواء أحمد سويداني قائد الجيش السوري
عندما سئل عن هذا البلاغ:
( إنني كمسؤول عن
الجيش لم استشر في البلاغ الذي أعلن سقوط القنيطرة، لقد سمعته من الإذاعة كغيري..
!؟ ) ..
إن في طيات هذا الكلام كله الإجابة الشافية عن كنه
خطة الانسحاب من دون قتال ...!
إن هذا الكلام لا ينسجم إلا إذا رتبنا كل ما قرأناه
آنفًا جنبًا إلى جنب فنفهم منه نحن وغيرنا أن صاحب القرار في سورية آنذاك ( والأسد على رأس ذلك القرار ) كانت له ارتباطاته
المسبقة التي جعلته يحرض على المعركة قبل وقوعها ثم ليتلكأ في دخولها ، ثم ليصدر
البلاغ 66 بسقوط القنيطرة والانسحاب الكيفي تنفيذًا لارتباطاته المتفق عليها..
والمرتبة تماماً بحيث تبدأ بعد ذلك عملية العد التنازلي في العلاقة مع الكيان
الصهيوني لتصل الأمور في النهاية إلى ما هي عليه الآن.. !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق