الأخطر على الهوية العربية والإسلامية
إيران
وليس إسرائيل
ربما يتفق معي كثيرون في توصيفي للحالة القائمة اليوم في المنطقة ، والتي لا تخرج بأي حال من الاحوال عن " هجمة طائفية مذهبية أقلوية شاذة " تقوم بها بعض المستحاثات المستخرجة من مقابر التاريخ الاسود ، تلتحي بلحى عنصرية نجسة وتعلوها " العمائم السوداء " عمائم الغم والهم والحقد ، هؤلاء الذين حولوا الصراع الحضاري التقليدي والتنافسي فيما بين الفرس والعرب الى صراع وجودي .. وهذا ما يدفعنا الى تساؤلات بات اليوم مشروعة حول الجدوى من هذا الصراع ..!
فإيران " القائمة
اليوم على المذهبية " .. عجيبة غريبة ..حيث نجد أن مجانين الحكم فيها يدفعوننا الى صراع عبثي
حول شرعية الوراثة بين " يزيد والحسين "
وأيهما صاحب الحق في تسلم " السلطة
" ، ويتجاهلون عن عمد حقيقة أن الاثنين " وريثان
عربيا وأولاد عمومة قرشية " وأنهم
هم أي كل من في ايران مهما بلغ شأنه لا يحق له التدخل فيما بينهما لو كانوا احياء ،
فكيف وهم أموات وبين يدي رب عادل وعظيم ..!؟
حيث أن موقع كل من " الحسين و يزيد " كوريثين لا يعطي لأحد المشروعية الدستورية على
الآخر ..!
فنجد
إيران الفارسية وحزب الله التابع لها يقاتلان الشعب السوري الذي ثار على الظلم
والفساد ولم يثر على طائفة او مذهب او دين ولا حتى قومية .. قتالا جهاديا لنصرة الحسين
العربي رغم فارسيتهم الغريبة ، ورغم أن الشعب السوري قد يكون متعاطفا مع الحسين
لقرابته من النبي أكثر منهم ، وليس لشرعيته المدنية والسياسية التي تعطي " يزيد "
تفوقا بوصفه ممثلا للشرعية السياسية الاموية القائمة ...وهي شرعية دولة الانجاز "
دولة الأمويين " التي تحولت خلال سنوات
قليلة إلى امبراطورية عالمية يهاب جانبها العالم ..!
ولا
أدري ما معنى هذا النضال العبثي المستنقعي العدمي الذي تخوضه " الشيعية السياسية " بقيادة " إيران المذهبية " ضد الأكثرية الإسلامية السنية
ليس في المنطقة العربية فقط انما في كل العالم ، سوى أنها حروب تهوسات " دون كيشوتية " .. لكنها
تفتقر إلى النبل والفروسية الدون كيشوتية ..
يؤسفني
القول هنا أن إسرائيل بالرغم من خلافنا العميق معها على الأرض والسيادة ، لكنها في
المقابل لا تدخلنا في صراعها على الأرض بالغيبيات والدجل والسحر والخرافات ..ولا
تهددنا بظهور مهدي المنتظر ، لا بل أنها لا تدخل الجانب العقائدي في صراعنا معها ،
ولا نستشعر انها تملك أية نوايا لصراع ايديولوجي ديني " قروسطي ظلامي طائفي ومذهبي " كما تفعل إيران..!
ان
اسرائيل مكتفية بيهوديتها دون أي رسالة تبشيرية دينية تدعونا لتغيير هويتنا الإسلامية
بهوية يهودية ، وذلك كما تسعى له إيران " القروسطية
" لتبشيرنا مذهبيا بعقيدتها الطائفية التشيعية الأقلوية إسلاميا
والشاذة فقهياً ..!
وما عرفن يوم ان إسرائيل دعت أحدا
" للتهود " أو مسح هويته وشخصيته القومية أو الدينية
..!
فإسرائيل
دولة تؤسس خطابها ومنطقها على فلسفة " إرادة القوة
وارادة المعرفة " ، حيث أن القوة معرفة ، والمعرفة قوة ، وهذا ما يدخلنا
في نسق صراعات عصرنا الحقيقة سواء منها " العلمية
أو المعرفية أو الفكرية أو الثقافية أو السياسية " أو غيرها .. لطنها
بالقطع ليست الأسطورية ، وهو مانحن بحاجة إليه لخوض معركة كسب الحاضر والمستقبل ..!
أي
خبل هذا وأي جنون عند هؤلاء حينما يكون الصراع قائماً على معطيات " ماضٍ مشوه
ملوث مزور " حول " أحقية آل البيت " وعلى " مهدي منتظر مزعوم " ياتي اخر الزمن ولا ندري
لماذا يأتي وما فائدة قدومة ، وماذنب الناس الذين ماتوا قبل مجيئة ولم تكتحل
عيناهم بطلته البهية ، اذا ماكان رحمة للبشرية ، ما هذا العته الذي يدخلنا معهم في
المراوحة في مستنع عقل الأسطورة الركودي المقابري ..!
ولهذا
أجد أنه علينا وعلى المسؤوليين المؤتمنين على مستقبل سوريا وخصوصاً منهم " المعجبين بروسيا وإيران " أن يحددوا الصراعات على أسس
حضارية مدنية تولد وتؤجج شرارة روح التحدي الحضاري مع إسرائيل... وليس طائفية عفنة
ومهترئة بين " يزيد والحسين " وكلاهما بالأخير عربيان مسلمان لهما مالهما وعليهما
ما عليهما ولا يعرف سرهما الا رب العالمين ..
ولا
نعرف علاقة إيران بهذا الصراع الذي يذبحون عبره شعبنا في سوريا الثائر على سلطة
جائرة ليس الا ، من أجل صراع قبلي أو عشائري عربي قديم كان حينذاك طبيعي ومألوف ، وكان
يمكن أن يسويه العرب بين بعضهم بعضا قبليا ولم يكونوا بحاجة لا لايران ولا لغيرها ،
ومن ثم المصالحة التقليدية المعروفة بين " البيت
الهاشمي والبيت المرواني " المختلفين والمتصارعين منذ أربعة عشر قرنا ، وهو
صراع لا علاقة للفرس ولا إيران به في كل الأحوال سوى الدسائس الطائفية واللعب
المؤجج للفتن ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق