سوء التصرف حوّل
الاحتجاجات الى ثورة
لا بد من التذكير دائما بأن البداية كانت احتجاجات
، لكن خطأ التقدير وسوء تصرف السلطة الحاكمة وعدم التراجع عن اخطاءها حولها الى
ثورة ..!
وهذا
أمر طبيعي ..!
أما
من يعتقد أن المسألة ثأر شخصي من " بشار الاسد
" المكروه خليجياً .. وعربياً واقليمياً .. وحتى داخلياً .. فهو واهم ..!
ولو
أنه .. بصراحة لم يدع احد يطيق حتى رؤية صورته ، لأنه لم يمارس سياسة دولة بقدر ما
كان يمارس مراهقة صبيانية باسم دولة ..!
أما المتطفلون على الثورة والداخلون اليوم في معاركها فهم كُثر .. وهذا أمر عادي ، لأن الانتهازيون كثّر أيضاً سواء كانوا من المؤيدين للسلطة أو المعارضين لها .. !
ربما
كانت الحكمة وسرعة التجاوب من قبل رئيس السلطة " بشار
الأسد " في بداية الحدث هما الرادع لكل المتطفلين والمتدخلين .. لكن
ماذا نفعل في ظل غيابهما ..!؟ "
انا
عادة ما أُقارن ثورتنا بالثورة الفرنسية من
حيث المدة ، لكن هذه المقارنة بالثورة تأتي من باب ان الثورات تأخذ وقتا وتمر
بمراحل وهذه طبيعة تحكم كل الثورات ، وسيرورتها لا تخرج عن هذه الثوابت ..
أما
من يعتقد أن المسألة ربما كانت أسوأ لو ام يكن " بشار
الاسد " في السلطة وان الاخر سيقتل أكثر ويفعل أكبر مما فعله بشار ،
فهذا تخمين لا اساس يعتمد عليه ..!
"
بشار الاسد " رئيس الضرورة والحاجة
الفئوية ، ليس الا ، ولا يملك الحكمة الكافية ولا الدراية ولا الخبرة ، وهو ليس
سياسي بالأصل ، ولا تربطه علاقة سوية مع اي بلد محترم في العالم ، وليس له مستشارون
كما يجب ، وهو وريث الضرورة ، ورثّة المنتفعون من سلطة الاسد الاب بدعم من الانظمة
المستفيدة من وجودة والداعمة له ..!
أيضاً
لا بد من التذكير بالثوابت ، وهي انه نحن بالأصل
لم نقم باحتجاجات بدرعا على " علوية بشار
" ولا على الطائفة ولا على اي مكون سوري ، ولسنا ضد أحد كنا وسنبقى كذلك ..!
لكن
النظام بهذا النهج العنفي كان يعرف ان ردة الفعل ستكون عنيفة ايضاً ، وهو من
ارادها كذلك متصورا بأنه يستطيع تجييش طائفته التي هي فعلياً نواة النظام الاساسية
، وتخويف الاقليات من " الاكثرية السنية "
، لنقول هذا الكلام بشكل مباشر كما هو
بدون مواربة ..!
أما
من قُتل من كل سورية فنحن نتأسف عليهم وعلى شبابهم ، ونحن ضد قتل البريء من اي طرف
كان ..!
وانا
شخصيا اتألم للشبيحة كما أتألم لمن هم من جلدتي ، لأن هؤلاء بسطاء سُذج استدرجوا لحماية
عرش طاغية ارعن وليس حماية بلد مشترك من تهديد او اعتداء خارجي ..!
هؤلاء
مع تعاطفنا مع اهاليهم وادراكي الشخصي بحجم معانتهم الا ان المسألة كانت خطأ منهم
، وتقدير غير صحيح في حساباتهم ، فالسلطة الحاكمة ليست خاصة بطائفة ولا يجب ان تبقى
بيد مكون بعينه ، ويكون هو الوحيد صاحب القرار السياسي والاقتصادي والامني وحتى الثقافي .. ولا أن الدفاع عن السلطة هو تكليف الهي
منزّل ..!
أخيراً
.. نحن نقولها بمنتهى الصراحة وبلا تحفظ –
لو كان أبو بكر الصديق – هو من يحكمنا ،
وفعل ما فعل بشار الاسد وسلطته بنا لقمنا بالثورة عليه ، فالظلم واحد ..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق