الأربعاء، يونيو 29، 2011

 

رد على ( سلمى المصري )   الفلتانة
حينما قالت كل من خرج بالتظاهرات في سوريا متآمر

أولا : أتحدى هذه الوضيعة والغبية أن تعرف معنى كلمة مؤامرة ..!

ثانيا : أجزم بأنها لا تعرف معنى الشرف ولا الكرامة ، لأن مثل تلك القيم بالكاد مرت على مسامعها وهي بالتأكيد مفقودة تماما عند العاهرات كيفما وحيثما وجدن أمثال سلمى المصري ، ولو كانت هذه الوضيعة والغبية فيها ذرة من الشرف وشيء من الكرامة ، والمسئولية الأخلاقية والإنسانية ، ولا أريد أن أقول وطنية لأنها لا تعرف أيضا معنى الوطنية إلا في إطار الولاء لمسخ سوريا المعتوه بشار الأسد  ، لكانت اتخذت خطوة جريئة ومن يلتقي معها من شبيحة ونبيحة الفن السافل ، وذهبت هي وبعض منهم في لجنة شعبية ، فنية ، إنسانية ...  منذ الأيام الأولى للاحتجاجات ، وتوجهوا إلى درعا مباشرة ، وفهموا ماهيتها والأسباب التي كانت ورائها..

بالتالي فَهِمت هي ولجنتها المفترضة حقيقة الأمر ، وأدركت أن رئيسها المختل " بشار الأسد " لم يحسن التصرف في حينه ، لا بل أساء التصرف بعند واستعلاء ، واحتقر الوطن والمواطن ، فتفاقمت المشكلة البسيطة والتي كن حلها أبسط ، الأمر الذي أدى إلى ما نحن فيه اليوم من التظاهرات الكبيرة لـ " المتآمرين " عليه وعلى الفلتانة من كل القيم  سلمى المصري ..

فتبا لها ولكل من هو على شاكلتها ، وقبحها الله وقبح وجه أو من أدخل واستخدم مفردة المؤامرة في الخطاب السياسي العربي ، فأي مؤامرة تفهمها " الفلتانة سلمى المصري " ، ومن أي قاموس من قواميس الدعارة استخرجتها ، لا ندري ..

أخيرا أسأل هل وجدت معنى للمؤامرة في هذه القواميس ما هو أوضح من " مؤامرة " إدخال السلطة الحاكمة وقيادة البلد نفسها في حرب مع الشعب الذي تحكمه بلا مبرر ..؟

واسأل بشكل مباشر هذه الوضيعة والغبية " سلمى المصري "  هل هناك مؤامرة وردت في كتب البشر ، خلفت كل هذا القتل والتشريد على شعب من شعوب الأرض اكبر من مؤامرة المختل ابن المجرم  الذي يحكم سوريا اليوم ..!؟

الثلاثاء، يونيو 28، 2011

السلفية المدسوسة في الثورة السورية

السلفية المدسوسة في الثورة السورية
بين التحذير الساذج من خطرها والتحريض المفضوح عليها



لماذا دست السلطة الطائفية الحاكمة في سوريا بـ " السلفية " أو " السلفية الجهادية " في أتون المعركة التي بدأتها مع الشعب السوري الذي كان يطالب بمطالب مشروعة ، وأقر بمشروعيتها لاحقاً رئيسها الأسد الصغير وعلى لسانه..؟

ثم لماذا هذه " السلفية " والتي دُسّت في مكان ليس مكانها وبيئة ليست بيئتها ، وهي الغريبة كل الغرابة على مجتمعنا ، فلو تم استخدام بدل عنها " الإخوان المسلمين " مثلاً ، لكان الأمر مفهوما ، وأدركنا مسألة الربط بين الماضي والحاضر في التاريخ الدموي السوري ، مع أن كليهما واحد وهو إسلامي ..!؟
الواضح أن السلطة التي أسست قواعدها على الطائفية قررت توجيه التهمة الموصوفة بالتمرد على الدولة باتجاه الأكثرية المهمشة والمغيبة أصلاً عن القرار وربما أي دور لها في البلد له أهمية تُذكر ، سواء كان هذا الاتهام تصريحا أو تلميحا ، ووصمها بالتآمر على خطها التي أوهمتنا بأنه الخط " المقاوم والممانع " ، والأكثرية هذه بطبيعة الحال كما سبق وذكرت هي المكّون الأكبر لنسيج المجتمع السوري الرافض لهيمنة أي مكون على البقية بدون وجه حق ونهب خيراته ورهنه لمصالح خارجية تسيء للبلد وأهله تحت وبحجة هذا العنوان .

فالسلطة الحاكمة اعتبرت وأوهمتنا بذلك أن " السلفية " هذه أس المشكلة وأساس البلاء ، وهي المحرك الرئيسي والأساسي لثورة الشعب المطالب بالحرية والكرامة ، والمحرضة الأبرز على ديمومة الثورة واستمراريتها .

السؤال هنا هل جاء الزج بها في أتون هذه المعمعة على محمل التحذير من خطرها للعالم الغربي المكتوي من نارها ، أم تحريض الأقليات السورية على حاضنها المفترض " الشعب السوري " الذي قامت منه الاحتجاجات ، والذي أكثريته يتبع المذهب الإسلامي الأكبر في سوريا ، بالتالي دفعها باتجاه رفض الثورة ومبادئها ، والوقوف مع حاميتهم التي هي بطبيعة الحال السلطة .. !؟؟

هنا لابد  لنا أن نذكّر بماهية " السلفية " التي يؤمن بها البعض ويعتبرها تيار إسلامي ومدرسة فكرية سنية تدعو للعودة إلى " نهج السلف الصالح " ويتمسك به باعتباره يمثل نهج الإسلام الأصيل ، بصرف النظر إن كنا مع أو ضد ، أما " السلفية الجهادية " فهذا مصطلح مختلف وان كان أشتُق من السلفية ..
 فالسلفية الجهادية هي مصطلح يطلق على بعض جماعات الإسلام السياسي السني ، التي تتبنى العنف المضاد منهجا للتغيير، تحت عنوان الجهاد ، والسلفية الأصيلة أو المشتقة اليوم باتت واحده في المفهوم العام ، وأصبحت بدون أدنى شك مفردة مخيفة مرادفة ، وملازمة للإرهاب في القاموس الدولي .

إن دس هذه المفردة " السلفية " في الزمان والمكان والموضوع يعتبر هجوم طائفي استباقي بامتياز ، وهو أمر في غاية الخطورة ، وما كان لإنسان سوي أن يخطر بباله مثل هذه الفكرة في بلد مثل سوريا إذا كان يسعى إلى تعايش حقيقي ، لأن فكرة الزج بحد ذاتها ، إبداع فتنوي طائفي قاتل ، وتفتق ذهن اقل ما يقال عنه انه مجرم سافل منحرف من سفلة السلطة الحاكمة في سوريا .. وما أكثرهم.. !

وهذا بطبيعة الحال لم يأتي عرضياً أو اعتباطياً ، أو محض الصدفة ، كما يتصور البعض ، بل مقصودا ومتعمد ومدروس ، وبنيّة طائفية مبيتة لخلط الأوراق ، لان الذي كان متوقعا من السلطة أن تزج به في هذه المعمعة المصيرية ، ليكون أكثر إقناعاً، واقرب للمنطق والتصديق ، وللذاكرة الشعبية في سوريا ، هو تنظيم الإخوان المسلمين ، وليس التيار السلفي ، لما لهذا التنظيم من تاريخ معروف ومتداول ..

سيما وأن السلطة نفسها اصطدمت في وقت مضى بشكل مسلح معهم وقتها كان يدير المعركة مؤسسها " حافظ الأسد " ، في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي ، وقد كان لهذا التنظيم أرضية أوسع في النسيج الاجتماعي السوري ، أو هكذا حاولت السلطة فيما مضى ، ومؤرخيها أن تدعيه ، وهذا أيضا ما دونته في كتب التاريخ المعاصر ..

فتداول مفردة السلفية ، والإصرار على وجودها ، جاء على ما يبدو برغبة جامحة من السلطة العائلية الفئوية الأسدية المتمترسة خلف الطائفة التي تنتسب لها ، لكن يبدو أنه تم دسها على عجل بين زحمة المفردات التقليدية المستخدمة ، وليتم كذلك تعميمها لتصبح " لازمة شاذة " على ألسنة أبواق النظام وفي الإعلام " الوقح والسخيف " التابع لها .

بالتالي وأمام الضغوط الغربية والدولية الكبيرة ترى السلطة في سوريا أن اللعب على وتر " الإرهاب السلفي المندس " هو الأجدى والأنجع في هذه المرحلة ، فتلجأ من خلاله ، وبطريقة ماكرة ، وخبيثة ، توجيه رسائل تحذيرية للغرب المتخوف منها قبل العرب المتردد ، وللخارج الغير مسلم قبل الداخل الطائفي المذهبي أو الفئوي الأقلوي ، من أن هناك تماهي عقائدي بين " السلفية " الإرهابية المزعومة والأكثرية السورية الثائرة ، والرابط بينهما مذهبي مريض مدعوم من محيطه " المتأمرك " ، والتابع للامبريالية والصهيونية العالمية ، وعلى رأسه السعودية الأم والحاضنة لـها .. والمعادية تقليدياً لكل سلوكيات النظام الأقلوي الذي قام على قهر الأكثرية في المنطقة لمدة زادت عن الأربعين عاما .

وجعلهم بهذا " الربط ألاتهامي " .. ومن خلاله أن يبدو الشعب السوري وخصوصا منهم الطبقة الثائرة أدوات " لأجندات خارجية " تستهدف الدور الكبير الذي تقوم به في المنطقة كما تدعي ، ما يجعل التخلص منهم ، والقضاء عليهم أمر مشروع دوليا ، وواجب وطني مقدس ، يستقطب السوريين ، ويجعلهم يلتفون حول سلطتهم دفاعا عن الوطن المهدد من قبل هذه السلفية الغازية المزعومة .

إن مفردة " سلفية " ، وبدون شك قادرة كذلك على تجميع وتجييش واستنفار الأقليات الدينية والمذهبية التي هي جزء من نسيجنا الاجتماعي ، خصوصا إذا دُست في وقت عصيب كالذي تعيشه سوريا اليوم ، ما قد تدفعهم رهبة أو رغبة إلى الوقوف خلف من يحميهم ، والتمسك بالحامي والواقف بوجهها ، وهذا ما تحاول أيضا أن تعمل عليه السلطة الحاكمة في دمشق.

وإلا ما معنى أن تستحضرها اليوم وهي غير موجودة بالأصل في مجتمعنا السوري ولا يوجد أي تأثير لها يذكر ، إلا فقط بقصد دفع بقية المكونات الاجتماعية الأخرى للوقوف معها ، خشية الإبادة المتخيلة كنتيجة محتومة لسقوط هذه السلطة ..!؟

في النهاية أنا ممن يرى في استخدامها ودسها في مفاصل الثورة على الرغم من تشاركيه مختلف الأديان والطوائف والقوميات المكونة للنسيج الاجتماعي السوري فيها، نوع من التحقير لشعب ثار على الظلم والاستبداد والقهر ، وتسخيف متعمد لمطالبه المحقة ، وهي مفردة اعتراضية غريبة ، لا محل لها في الواقع السوري ، برغم الإصرار الغير مبرر من قبل مجرمي السلطة على استخدامها ، ومنذ الأيام الأولى لثورة الحرية والكرامة .

إن قيادات العالم المتمدن والمتحضر والحر اليوم وان كانت عاجزة عن التحرك ، لا أعتقد أنها تصدق الرواية الرسمية بأن " السلفية " هي المحرك لهذه الثورة الشعبية ، لأنها تدرك بُعدها الواضح والمحسوس عن نسيجه الاجتماعي ، ولا ترى من هذا الاستخدام ، إلا حجة مكشوفة يوما بعد يوم سيظهر ضعفها ووهنها أمام السلطة نفسها ..

لكن هل تنجح السلطة الحاكمة في دمشق بإثبات ما تدعيه في هذا النزاع ، لتنجو بأفرادها وتاريخها الأسود من حتمية المسائلة والمحاكمة ، بزيادة التأزم ما أمكن مع المحيط السني وحشر "  السلفية  " في الموضوع ، بقصد المساومة على تسوية ما للإفلات من حكم الشعب العاجل والعادل ..!!؟

هذا ما ستحمل إجابته الأيام القادمة

سلطة العائلة الاسدية



سلطة العائلة الاسدية
كـ " الراقصة .. الفاتنة .. أو راقصة الـتعري ستربتيز التي امتعت العالم بما قدمته من خدمات ، والتي بالمقابل أتعست  شعبها المسالم  "



احد أصحابي من الموالين للسلطة الحاكمة أو ممن يوصفون بالمؤيدين لها، أو لنقل المتعاطفين معها ، أو اولائك الذين يعتبرون أنفسهم أصحاب نظرة عقلانية تميزهم عن غيرهم ، ممن يتشدقون بخوفهم على الوطن ومصيره أكثر من غيرهم استوقفني في نقاش طويل وقال لي كما الواثق المقتدر ، أو المنتصر ، وبنبرة حادة وفيها شيء من القوة الممزوجة بشيء من الثقة  المصطنعة ..

أرأيت يا أستاذ : كيف أن السيد الرئيس " بشار الأسد " وقيادته الحكيمة والقوية لم تهتز ، ولم تتأثر أمام هذه المؤامرة الكونية التي حيكت ضدنا ، ألا يمكن رد ذلك الأمر إلى البنية السياسية الصلبة القائمة عليها ، والتي أرسى قواعدها القائد الخالد " حافظ الأسد " ، والتي استمرت ثابتة لغاية اليوم بما تحضى به من دعم أكثرية الشعب السوري ..!؟

أليس ذلك مرده للدور الاستراتيجي الذي تقوم به سورية ، من خلال تبنيها لقضايانا القومية ، ودفاعها المستميت عن هموم العرب والعروبة ..!؟

ثم ألا تتفق معي أن الأزمة في سوريا بعد هذه المدة إلى زوال ، أنا متيقن أنها إلى زوال وسوف يتم القضاء سريعا على هؤلاء " المخربين السلفيين المندسين الإرهابيين " الذين روعوا الشعب ، هؤلاء الذين أبو إلا أن يخربوا البلد ، ويدمروا مقدراته ، ويقتلوا الأبرياء فيه ، بالرغم من استجابة السيد الرئيس لهم ولكل مطالبهم ، وبدءه الدفع بعجلة الإصلاحات السياسية بشكل منتظم " بسرعة ولكن بدون تسّرع " ، لتلبي في النهاية كل المطالب التي كانوا يطالبون بها ..!؟

ثم ألم ترى أن مجلس الأمن الدولي بعظمته وسلطته ، وهيمنة الدول " الامبريالية " عليه ، وبرغم التآمر علينا من القريب والبعيد ، والضغوط العالمية على سوريا لم يستطع أن يصدر قرار يدين سوريا كما كانت تريد وترغب به أمريكا وإسرائيل ..!؟

صمت صاحبي عن الكلام وكأنه أراد أن يمنحني فرصة الرد على ما قال ، لكني أقول لكم بكل صراحة ضبطت أعصابي بعض الشيء .. ولو على مضض ، وصبرت على ما قال صبر المقهور ، وبدأت أحاول أن أكون منطقيا في ردي عليه ، وأبتعد ما أمكنني عن قلة الأدب ، خصوصا تجاه مثل هكذا كلام مستفز .. فقلت له :

يا صديقي .. من المجنون الذي قال لك أنه تفاجئ مما يجري ، نحن لم نفاجئ ، ولا يجب أن نتفاجئ من تباطؤ المجتمع الدولي في ردة فعله تجاه ما يحصل لنا في سوريا ، كما لم تفاجئنا ولن تفاجئنا لا المواقف الخجولة على المستوى العربي ولا الدولي ، ولا حتى المخزية منها في مجلس الأمن الدولي ، لطالما أن هناك توافق بين الدول الاستعمارية الكبرى في العالم على بقاء السلطة الاسدية ، لذلك لا غرابة في ما لو غابت أو تغيبت الإرادة الدولية الحقيقية في إيجاد ولو " حل مقبول " يكون فيه الشعب السوري هو مصدر شرعية السلطة الحاكمة ، أو إصدار قرار شديد اللهجة يضغط على " الأسد الصغير " وميلشياته وشبيحته الأمنية الحاكمة والمتحكمة لوقف حمام الدم الذي لم يتوقف منذ اليوم الأول لاحتجاجات درعا .

 نعم يا صديقي أعترف لك بأن مجلس الأمن عاجزا عن إصدار قرار إدانة وربما حتى إشارة باتجاه هذه السلطة ، ولا يمكنه حتى أن يلوح ببيان تحذيري يظهر نوعا من " الامتعاض أو الخوف " على مستقبل سوريا ، أو دعني أقول لك أكثر من ذلك ، إن مجلس الأمن الدولي عاجز عن إعطاء " رأي أخلاقي " موحد تجاه ما يجري ، لعل وعسى أن هذا الرأي يساهم أو يساعد على وقف المجازر المروعة اليومية بحق شعبنا الأعزل ، التي ما انفكت تقوم بها هذه السلطة الإرهابية المجرمة ، التي يتزعمها " الرئيس بشار الأسد "، التي يفترض بها أن تكون الحامية والمدافعة عن سوريا وشعبها من أي اعتداء أو تهديد خارجي ..

لنكون صرحاء أقله مع أنفسنا ، نواجه الحقيقة ومهما كانت مرة ، ولا ندفن رؤؤسنا في الرمال كما يفعل النعام ..

يا صديقي العزيز إن كنت لا تدرك حقيقة ما يجري وخلفياته فأنت بلا شك ظالم لنفسك ، وجاهل متمسك ، فالكل يدرك أن العلاقة فيما بين الدول لا تحكمها إلا المصالح وليس للعواطف مكان في عالم العلاقات الدولية ، وهذه قناعة وصل إليها كل سوري ، بالتالي لا يمكن أن يراهن أحد من شعبنا السوري إلا على الله وحده أولاً ، ومن ثم على قدراته الذاتية الداخلية ، وعزيمة شبابه الموجودين في ميادين القتال الذين يؤكدون هذه الحقيقة من خلال وقوفهم ضد حكم السلطة التي يرأسها " الرئيس بشار الأسد " ..

وهذا الشعب يدرك جيدا أن المصالح دائما تتقدم على القيم والأخلاق والعواطف ، وهذا أمر طبيعي ، وربما لن تجد أحد يستغربه ، سيما وان القاعدة الأساسية في السياسية وعلاقات الدول مع بعضها سواء كانت في مجلس الأمن أو خارجه لا تخرج عن عنها ، وكما ذكرت لك فشعبنا بدون أدنى شك يفهم ويتفهم هذا الأمر جيدا ، خصوصا إذا ما تعلق الأمر بالتحديد في " سوريا وأهميتها الجيو إستراتيجية " .

 ثم أن الأمر الأهم يا صديقي .. هي تلك الخصوصية التي تحظى بها تركيبة ودور سلطة " الرئيس بشار الأسد " أمام الدول النافذة في العالم ، والتي تبدو واضحة كل الوضوح ، وما التشبيه الأقرب للسلطة الحاكمة هذه برئيسها ، التي سقطت أخلاقياً قبل سقوطها السياسي ، وربما أفضل وصف يمكن أن نصفها به ، وينطبق عليها تماما هي " العاهرة " أجلكم الله .. نعم .. " العاهرة " الفاتنة .. المثيرة والجذّابة لكل الباحثين عن شهوات الهيمنة والنفوذ ..
وهذا وصف وليس " تشويه أو شتيمة " ، وسيجد من يبحث ويراقب أن وصفي هذا حقيقة وليس تجني على زعيم وطني كبقية زعماء البلدان في العالم ، على الإطلاق ..

لا ربما هو أسوأ من ما ذهبت إليه ولعل اللغة العربية ومفرداتها لا تسعفني في إيجاد وصف أدق واقرب لواقع هذه السلطة ومؤسسها   ..

فهي أي " السلطة الحاكمة " لمن يجهلها ولا يعرفها تسلب لب الخارج ، وتجمع المتخاصمين عليها ، يخفق لها قلوب العشاق ، وتخدع المهووسين اللاهثين وراء اللهو والوناسة في مصائر الشعوب ، فتجتذب إليها المنحرفين والشواذ أخلاقيا ، والمدمنين والمخمورين ، الراكضين خلف المتع الرخيصة .

هذه " الراقصة " الفاتنة أو " المثيرة " يا صديقي العزيز .. أوجدت لها هيبة وهالة وحضور ومكانة على سفالتها ، كما هو حال راقصة الخلاعة أو " الستربتيز " ، فصار لها ومن خلال خبرتها الطويلة " وفنها " المميز معجبين ومريدين ، يعشقونها ، ويصفقون لها بحرارة وجنون عندما تتلوى أمامهم بجسدها العاري ، عارضة لهم بالزهيد بضاعتها المطلوبة ، ويزداد هوسهم بها ويشتد التصفيق والحماس والهتاف لها كلما زادت حركاتها التعبيرية إثارة أمام سكارى المصالح من صناع القرار السياسي في العالم ..

لكنها وبالرغم من هذه المكانة الظاهرية .. تبقى بشكل دائم تحت تأثير شعورها الداخلي بالتفاهة والسفالة والدناءة ، وحتى تتغلب على شعورها ، عملت على تحصين وحماية نفسها بعشاق ومريدين من أصحاب " النفوذ والمونة والقرار " في كل المجالات ، فبنت لها علاقات قوية ، أصبحت بالنسبة لها وجودية مصيرية ، مع أصحاب الثروات والمال ، ووصلت نفسها عضويا بصلات إجرامية مع عصابات القتل والإجرام وتجار المخدرات .

 تخيل معي أمام هذه الصورة .. يا صديقي ، هل ستجد .. وبعد هذا الوصف من يجرؤ على إيذائها ، أو حتى على مسها ..!؟

 بكل تأكيد لا ..!

تلك مع شديد الأسف .. هي حالتنا مع " السلطة السورية " التي تحكمنا منذ عقود من الزمن ، فـمؤسسها " الراقصة الأكبر حافظ الأسد " أجلكم الله .. ، وحتى تدان له الرقاب ويثّبت سلطته العائلية الوراثية ، ويحميها من التهديدات الداخلية الشعبية المحتملة ، عاش نرجسيا منطويا ومتوجساً ، وهو يشعر بالنقص الناتج عن انتماءه الاقلوي ، وشعوره بالسفالة والحقارة والدناءة ، فاتفق مع اللاهثين على قاعدة تبادل المصالح ، كما " العاهرات وبائعات الهوى في بيوت الدعارة " مع الولايات المتحدة الأمريكية منذ اليوم الأول لاغتصابه للسلطة على حمايته وعائلته في الحكم أولا ، بعدما استولى على الحكم بانقلاب عسكري ، في مقابل دور إقليمي يقوم على حماية مصالحها في المنطقة ، والمحافظة على حدود إسرائيل آمنة مستقرة من أحرار وثوار الشام المعروفين .

وضرب بشكل ممنهج ومدروس المقاومة الفلسطينية في مقتل ، وقسمها إلى فصائل ومنظمات ، وضم إليه الأقذر والأسوأ منها كأدوات يستخدمها وقت ما يشاء وأينما شاء ، كما هو حال الأحمق الشرير" أحمد جبريل " مسئول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة ، وفوق هذا راح ينصب أبشعهم زعامات ومسئولين لمواخير " المقاولة الأقرب للدعارة منها لشيء آخر غير المقاومة  " ، التي بقيت تعمل له كأوراق لعب إرهابية سياسية تخدم أهدافه ومقاصده الخاصة والضيقة ، وللأسف الشديد أن بعض هؤلاء الفلسطينيين باعوا قضيتهم الأساسية قبل أنفسهم في مقابل متع رخيصة وقليلة من " مواخير الدعارة الاسدية "، فنسوا مقاومة المحتل الإسرائيلي ، وراحوا يتقاتلون مع الفصائل المعارضة لنهج " الراقصة " الانتهازي في لبنان ..

أقولها بصراحة لقد تم له ذلك ، ونجح إلى حد بعيد بتسهيل من العملاء والزبائن المتعاملين معه سواء كانوا في الغرب أو من العرب " كما العاهرة الخبيرة " وتوج هذا النجاح فيما بعد باحتلال كامل لبنان وبتواطؤ أو دعم بقية دول العالم ..

أما في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي وبُعيد " الثورة المذهبية الصفوية الخمينية " في إيران التي ساهم هو في دعمها وإنجاحها ، حقق " حافظ الأسد " مؤسس السلطة القائمة لقائدها " الخميني " في جلسة متعة شاذة ، حلمه المريض وهوسه الانتقامي بالوصول إلى بلاد الشام الأموية ، ومياه البحر الأبيض المتوسط الدافئة ، ليكون " الخميني " التالي بعد الملك الفارسي " كورش " وليمكّن له حكم شعبنا السوري ، الذي كان في أوج ثورته ، فهذا الشعب محسوب في معتقد الخميني على انه من أحفاد " بني أمية الذين ناصبوا العداء لآل البيت " ..

نعم ..

 لقد اتبع " حافظ الأسد " مؤسس هذه السلطة القاتلة ، أسلوب اقل ما يمكن وصفه بالنذل ، وأبدى نهج فيه عهر بيّن ، وربما فاقت نذالته وعهره " ابن العلقمي " في استقدام الفرس إبان العصر العباسي ، فدنس أرض الشام الطاهرة بأقدام الفرس ، ولوثها بحقدهم المذهبي ألصفوي الأبشع ، والمرتبط بشخص وفكر وعقيدة ومرامي أهداف الخميني .



 أما فيما يخص التاريخ القريب ، وتحديدا في نهاية القرن الماضي فلا يخفى على أحد أن السلطة بقيادة مؤسسها " حافظ الأسد " قدمت للدولة التركية بعد أن رأى من قادتها العين الحمراء ، مالا يمكن أن تحصل عليه من أي زعيم سوري آخر ..

 ففي حفلة تعري " ستربتيزية " خاصة ، تنازل المذكور مجانا ، وربما رعبا عن لواء اسكندرونه المغتصب ، والذي تربت أجيالاً وأجيال على انه " لواء اسكندرونة السليب " والذي تعلمنا ومنذ نعومة أظفارنا بأنه ارض سورية لكنها تحت الاحتلال التركي بعد أن  اقتطعته لها فرنسا من سوريا ..

 ثم من ينسى انه تنازل أو باع أو ترك أو أعار الجولان لإسرائيل ، وحافظ لعشرات السنين على حدودها آمنه وهادئة وقتّل واغتال وسجن المقاومين لوجودها واحتلالها له ، مقابل السكوت عن لا شرعيته ..!؟
 ثم هل هناك من نسي في سوريا أن هذه السلطة بقيت تشتري زبالة وخردة الأسلحة على مدى أكثر من عقدين من الزمن تحت مسمى التوازن الاستراتيجي من " روسيا " ، وقبلها الاتحاد السوفيتي ، بلا أي نوع من الفائدة ..!؟


فخسرنا خلال المرحلة هذه كل ما كان لدينا ، وبُددت كل ثرواتنا مع المساعدات العربية والخارجية ، ومداخلينا الوطنية بدون أي نوع من المسائلة ..


 فوق كل هذا سمحت السلطة الاسدية الحاكمة للدول الأوربية الراغبة في دفن نفاياتها السامة وربما النووية في أرضنا " من يدري " ، بدون أن نعلم أين وكيف وماهية الآثار التي قد تنشأ عنها ، وعلى كم السنين القادمة ، ومن ثم قبضها للثمن ، وكم كان هذا الثمن مقابل ذلك ..!؟


لا أحد يدري ..!


ناهيك يا صديقي .. عن قتلها المتعمد مع سبق الإصرار من العرب مئات الآلاف من خلال تصدير الإرهاب والسيارات المفخخة والاغتيالات المنظمة للعراق ولبنان ودول أخرى ، واغتالت واعتقلت وسجنت شخصيات حرة ، ومفكرين ، ورجال دين واستخدمت أقذر الوسائل والأساليب حتى تبقى ، وكان لها ذلك لغاية الآن ..


 أعرفت الآن يا صديقي .. أنها المسألة ليست كما تعتقد ، فلا المسألة اتزان ، ولا هي حكمة تراها في القيادة ، ولا حتى قوة كنت تعتقد بوجودها في بنيتها السياسية ، ولا لأنها متبنية للقضايا القومية المزعومة .. !!


 إنما الأكيد ، والأكيد فقط .. هو لدورها المشبوه في المنطقة ، والتي رسمته لهذه السلطة القوى الكبرى التي عطلت " مجلس الأمن "  ، وحتى أكون معك أكثر وضوحا أقول ..

لكونها أشبه ما يكون بـ" الراقصة " .. نعم الراقصة .. وربما الراقصة الأولى التي ساهمت في نجاح المشروع الصهيوني في المنطقة والعالم  ، والمصنفة الأولى باسم راقصة التعري " ستربتيز " للامبريالية العالمية ..


نعم هو رقص الخلاعة والتعري ، وإجادة هذه السلطة الإثارة والإغراء وتحقيق المصالح  الخارجية على حسابنا ، هو الذي جعل العالم كله يبدو عاجزا عن إدانتها ، وهو كذلك ، وغير قادر حتى على إصدار بيان تحذيري مما يجري ، ولا نقول قرار من مجلس الأمن ضدها ، ربما كان سيساعد على وقف القتل والتدمير لشعبنا ومقدارته في سوريا ..


ملاحظة : هذه المقالة نشرتها في أكثر من موقع بعد أول فيتو روسي صيني مشترك ، واليوم أعيد نشرها كما كتبتها لتأكيد على ما كتبته  ..

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...