الأربعاء، أكتوبر 31، 2012

الحرية والمبادئ




مهما تكن الحرية مقدسة ومكفولة ..

وهي كذلك ويجب أن تبقى كذلك ..

لكن .. وتحت مفهوم الحرية أن يبقى الفرد على الحياد وسلبياً في قضية وطنية مصيرية تخص الجميع في بلده ، فهذا لا علاقة له بالحرية ، وموقف مرفوض ..

هذا جُبن ..

وهروب من المسئولية ..

وقبول بالامر الواقع ..

فالمبادئ يجب أن تطغى على المصالح ..

المذهبية الشيعية




المذهبية الشيعية
" إطارها ديني إسلامي ومضمونها ثقافة مجوسية وأهدافها عنصرية فارسية "

لقد كتبت أكثر من مقال ، وأكثر من تعليق ، والكثير من الردود والتعقيبات على أكثر من مقال أو تصريح من هنا أو هناك ، يخص " المذهبية الشيعية واستخدامها في سياسة إيران تجاه المنطقة العربية " ، باعتبار أن" الشيعية " هي تلك المشاعر المَرَضية التي تنتاب بعض الغلاة والمتنطعين من أهل المذهب ، بلا وعي ، بتعصب أعمى ، وبين المذهب الشيعي العربي المتحزب لمظلومية آل البيت ، أمر آخر وهو ليس المقصود بها بالتأكيد ..

بداية أريد أن أؤكد وقبل المتابعة في هذا الكلام ، أنني مدرك تماماً لحساسية الموضوع الذي أغوص فيه ، واعرف حق المعرفة ذلك ، وعندي اطلاع لا بأس به على مسائل الفقه الخاص بـ" المذهب الشيعي الأمامي ألاثني عشري " الذي ربما يفهم البعض انه المعني بهذا الموضوع ..

 ويمكنني ببساطة التمييز بين " المذهب الشيعي " كفكر ديني ظاهره معلوم لا نعترض عليه لطالما بقي في دائرة حرية القناعة الشخصية ، وباطنه " العنصري الفارسي " الذي هو ربما الأخطر ، سيما وأنه الأقرب للفكر الفارسي المجوسي الذي كان سائداً ما قبل الإسلام ، منه للإسلام ، وهو بالقطع غير معلوم لكثير من الشيعة ، وأبعد إلى حد كبير عن غاية الإسلام الحقيقية ، وهذا الذي نحاول إسقاطه وتبيانه على واقع السلوك المذهبي الإيراني في المنطقة ، وبين مشاعر البعض من الإخوة الشيعة المستفزة والمستثارة منذ وصول " آية الله الخميني " للسلطة في إيران ، هؤلاء الذين يعتقدون أنهم بالعداء والاعتداء والتعصب المذهبي والوقوف ضد بقية المسلمين إنما هم بذلك يخدمون مذهب " آل البيت " ، و هم بالتالي يطبقون تعاليم دينية صحيحة واجبة ، وإنكارها يعني خروجا عن دائرة التكليف الشرعي..


في هذا الظرف تحديداً لا أريد أن أعطي رأياً في ما مر ، ويمر معي من مسائل فقهية شيعية شديدة التعقيد ، جلها لا تخضع ولا يمكن إخضاعها لمنطق ، ولا أريد من جهة أخرى أن يتولد انطباع بهذا الاتجاه عند القارئ الكريم  ، إلا بما يخدم الموضوع المطروح ، ولا أريد أيضاً أن أكون في موقع الناقد المتخصص ، ولا المفند المكتشف لهذه المسألة أو تلك ، أو أن أصحح ذلك الموضوع أو أخطئه ، لكني كما ذكرت في البداية ، سوف يكون تركيزي فقط في هذا المقال على " المذهبية الشيعية المستثارة بالدفع العنصري الفارسي " التي تغلبت على باطن فكر المذهب الشيعي الأمامي ، وربما باتت السمة الرئيسية والطاغية عليه ، والتي أنشأها وتزعمها ووضع قواعد اللعب فيها للأسف من هم أصولهم من غير العرب ، وحصراً من هم من العنصر الفارسي أو الإيرانيون" العجم " ..


إذا ما هي " المذهبية الشيعية "وما المقصود منها ..!!؟
" المذهبية الشيعية "
نستطيع القول في تعريف " المذهبية الشيعية " أنها تعبير ، وتجسيد لحالة تأويلية ، مذهبية باطنية قديمة النشأة ، تزعمها الفرس ، وانفردت بعنوان عصبي تأييدي لمسألة ابتدعها البعض لولاية سياسية مفترضة ، تميزت وانفصلت تماما عن الجسم الاجتماعي الإسلامي ..
اليوم تظهر " المذهبية الشيعية " بهذا الشكل الفاقع في المنطقة لتكريس واقع سياسي له أدواته التي تخدم وتكرس هذه الحالة ، على حساب باقي المكونات الاجتماعية في المنطقة..

ربما أفضل مثال يمكن سياقه على حالة " المذهبية الشيعية " هو ما يمثله " حزب الله الإيراني " في لبنان ، الذي عمل مؤسسوه الفرس في إيران على تكريس واقع سياسي افترضوا به أنه سيقنعون به أتباع المذهب بأنه سيخدم " الطائفة الشيعية الكريمة  " التي ينتمون إليها على حساب باقي الأطراف ، وهذا بالطبع لخدمة المشروع الفارسي التوسعي ، فصار أداة لتكريس نفوذ " المذهبية الشيعية الفارسية " من خلال تكوين لوبي متنوع من سياسيين و مفكرين و ضباط و رجال دين و شخصيات لها ثقلها و مصداقيتها حتى ولو كانت من معتقدات وأديان وانتماءات أخرى ، ومن ثم العمل على تعزيز مجتمعها الداخلي على المستوى الأخلاقي و الثقافي و الاقتصادي و العلمي و الاجتماعي ..

" حزب الله الإيراني " الذي استحوذت حالته منذ بعض الوقت على موقع رئاسة الجمهورية اللبنانية عملياً ، وغدت مزايا " الرئيس السابق إميل لحود" التابع لـحالة " المذهبية الشيعية " ، هي المطلوبة في أي رئيس مسيحي ماروني ، وأن يكون فقط " صورة " بروتوكولية أو " ورقة توت" لا غير ، بمعنى أن يترأس ولا يحكم ، في ظل دولة " الولي الفقيه" الفارسية الإيرانية ، دولة الرعاية بأموالها الطاهرة ، لكونها الأم الرءوم لـ " المذهبية الشيعية " في العالم وليس في هذه المنطقة فقط ..

 فرئيس لبناني يفتقد الصلاحيات المطلوبة وضعيف هو تماما المطلوب لهذا المشروع ، كما كان الأمر عليه مع آخر خلفاء بني العباس ، وطبعا هذا لا يمكن فهمه إلا في إطار الهيمنة المذهبية على الجميع ، وبالأخص منهم المسلمين المخالفين لمعتقدهم وعلى رأسهم العرب " السنة " للأسف الشديد  ..

ولذلك لا نستغرب اليوم حينما نجد بعض اللبنانيين يطالبون بـإعادة صلاحيات الرئيس المسيحي الماروني التي انتزعت منه ، بشرط أن لا تتعدى قدراته الرئيس المعني قدرات " الرئيس السابق إميل لحود " المتواضعة ، على حساب الحكومة التي يرأسها كما هو معروف مسلم سنّي ، وبذلك يتعاملون مع هذه الصلاحيات كما تعامل " هارون الرشيد " مع السحابة التي خاطبها بأن تمطر حيث تشاء وأينما تشاء ، لأنها في أي حال ستمطر فوق أرضه ..

وهنا لا بد أن نؤكد في هذا الإطار على أن " المذهبية الشيعية " المستثارة من قبل الفرس عملياً تستغل الشيعة ومتعصبيهم في معركة لا تريد أن تخوضها صراحةً ضد المسلمين العرب السنّة أولاً ، وأمام أعين وآذان ربما أكثر من ثلاثمائة وثمانون مليون عربي ، ثلاثة أرباعهم من أهل السنة والجماعة المستهدفين ، وبذلك تكون " المذهبية الشيعية " الفارسية قد وصلت إلى حالة " رافضية انقلابية " على مفهوم التعايش بين مذاهب وطوائف ، وحتى مقاصد الدين الواحد ، وهذه حقيقة من حقائق كثيرة ، بات يعيها معظم المسلمين ، ولكن مع الأسف ، يظهر أن ثمة جهات عربية وإسلامية مازالت ترى بأن اعتماد إستراتيجية النعامة بدفن رأسها في الرمال ، والتفاؤل خيراً ، يمكن أن يحل المشكلة ..

الملاحظ تاريخياً .. أن " المذهبية الشيعية " كانت بداياتها سياسية دينية تتمحور حول من له الأحقية في الخلافة " خلافة الرسول الأعظم " ص ، والتي بتصورهم يجب أن لا تخرج هذه الخلافة خارج بيت الرسول ص ، ومن ثم طوروها لتكون فقط من " آل الرسول " عليهم السلام مع التذكير بأن " آل البيت "عليهم السلام وكما هو معرف للجميع هم من العرب ، والأولى ، والأكثر منطقية أن يتبنى مظلوميتهم العرب أنفسهم ، واسترداد حقهم المسلوب في الخلافة ، بعيداً عن المزايدات الوقحة في هذا الموضوع ، إن كان لهذه " المظلومية المزعومة " دور أو هدف في دين " محمد " ص ، وإلا لن نكون قد قمنا بما كُلفنا به ، وحمل رسالة الإسلام كما ينبغي ، هذا إن بقي شيء حقيقي يسمى" مظلومية " على فرض وجودها بالأصل ، بعد أن مر على تلك الأحداث والروايات المختلف عليها ، والتي كوّن استغلالها العائق الأكبر في عملية التقارب بين أنصار هذا المذهب ، وبقية المسلمين في العالم ، لما يقرب من الأربعة عشر قرنا من الزمان ، انتقل القاتل والمقتول والشاهد والمشهود له إلى جوار ربه ..

نحن كمسلمين لا نفرق بين عنصر بشري وآخر ، ولا نفضّل عرق على عرق ، ولا يجب ، ولا يجوز أن نفعل ذلك ، لكن حينما نذكر " العنصر الفارسي " لكونه كما هو معروف كان ومازال حامل وموّرث لهذا الفكر الانعزالي ، وهذا ليس إنقاصا من شأنه ، ولا تقليل من قيمته ودوره ، أو نيلا منه ، إنما تأكيد وترسيخ لهذه الحقيقة ، باعتباره كان الراعي الأول ، وربما الداعم الوحيد لهذا الفكر الرافض لفكرة التسامح والنسيان والتعاون بين المسلمين على البر والتقوى ، واللاغي للقاعدة المعروفة  " ما كان الرفق في شيء إلا زانه "  عند التعامل مع الغير ، كسبيل سويٍّ للَمِّ شمل المسلمين ، بينما نراه الداعي جهراً وصلفا للاثم والعدوان ، وفقط وحصراً على المسلمين المخالفين له ..

من منطلق البحث التاريخي والسرد الموضوعي لنشأة هذا الفكر ، لا بد لنا من الربط بين ما ذكرناه وبين " المذهبية الشيعية " التي هي نهج القيادة الحالية والعنصرية في إيران ، والذي بات واضحا كل الوضوح ، وأظهرته على رؤؤس الأشهاد للقاصي والداني ، وبشكل جلي لا يساوره أدنى شك ، وأكدت أيضاً من خلاله بأنها سلطة مذهبية بامتياز ، ومبنية على مبادئ " مذهبية سياسية متصلة بشكل ما بالمذهب الشيعي ألإمامي ألاثني عشري المتأثر فكره بالعقيدة المجوسية " ، والتي بدأت معالمه الأولى بالظهور كمذهب مستقل ومعارض ليس للفهم السائد للدين الإسلامي فقط إنما للدين الإسلامي وحيثياته ، وذلك مع " حركة المساواة " التي انطلقت في القرن الرابع الهجري ، وتزعمها آنذاك الفرس ، مستغلين التساوي بين عموم المسلمين ، والتي تحولت فيما بعد إلى" حركة الشعوبية " ، أو ما يمكن أن نَصِفُها بالعنصرية المتشددة ..

برأيي أن " المذهب الشيعي "  كفكر ديني تعبدي تحزبي لناس " طهره بررة " في وقت كان فيه ربما ضرورة ، قد نختلف أو نتفق معه ، وقد نقر بأنه نهج تعبدي يعتقد كثير من معتنقيه وأتباعه الجدد ، أن به يُتقرب من الله عز وجل ، نحترم أتباعه في حدود احترامهم لنا ، ولا نتدخل فيما يروه مناسباً لهم وفق ما احتواه فكر هذا المذهب من طقوس بالقدر الذي لا يتدخلون هم بنا ، وليكن لكل منا قناعاته ، ولنتعامل مع بعض كبشر ، إن لم نستطيع التعامل مع بعض كمسلمين ، وننتمي إلى دين واحد ، أو هكذا على الأقل نفترض ، ومن يدري لربما يكونون أكثر صوابية من غيرهم والله اعلم ..

أما الذي نحن لا نقبله هو أن يتم فرض هذا الفكر بمضمونه الثقافي الفارسي على أتباع بقية المذاهب الإسلامية ، وأن يتم العمل على إجبار الناس على " التشيع السياسي " ، واعتناق فكر المذهب المذكور ، ليتم توظيفهم لخدمة أهداف عنصرية لا علاقة فعليا مع ما يريده الإسلام ، باعتبار أن هذا المذهب أو " التشيع السياسي " هو الحق بعينه ، وهو بالقطع ليس كذلك ، وأن ما تبقى من المذاهب ما هي إلا " ظلالٌ مُبين " تستوجب المحاربة والقتال والتطويع بالقوة ، وربما قد يصل لحد إزالتهم من الوجود ..

بتقديري الشخصي عملت " الثورة العنصرية الإيرانية " التي قام بها " آية الخميني " في الثلث الأخير من القرن الماضي كرافعة حقيقة للفكر السياسي الفارسي الشيعي ، ومما زاد الأمر سوءا هو إصرار " قائد الثورة " على سحب " فقه مذهبي شيعي " غريب وغير مألوف ، ومختلف عليه بقدر اختلاف الشيعة أنفسهم عليه ، وعلى تفاصيله ، وهذا الفقه القديم المتجدد ، الذي بُني على وجوب أن تكون السلطة السياسية بيد رجال الدين من خلال ولاية خاصة وقوية وشاملة لهم ، اسمها " ولاية الفقيه " ، والخميني بطبيعة الحال هو أحدهم ويتزعمهم ، والذي قد يصل لمستوى " المنزه والمعصوم " عن الخطأ ، وربما البعيد كل البعد عن الأغلاط ، وهذه " ولاية الفقيه " هي من أسست وفعلت ، لما يسمى " المذهبية الشيعية " في التاريخ المعاصر ، وأضرمت النار تحت مرجلها لتزيد أكثر من تداعياتها ..

لقد ارتبطت المذهبية دائما في التاريخ الإسلامي بأبعاد سياسية ، استغلت الدين كإيديولوجيها في الصراع السياسي ، وهذا ما يحصل اليوم في إيران المذهبية ..

ولعل ما يؤكده التاريخ هو أن العباسيين في صراعهم ضد بني أمية ، استغلوا العنصر الفارسي المندفع ، لتحقيق حلم الانتصار على أقحاح العرب من الأمويين ، بعد صراعات دامية وطويلة دارت رحاها بين الطرفين .

والعنصر الفارسي الذي دعم العباسيين في صراعهم ضد بني أمية استفاد بشكل كبير من كعكة الحكم فيما بعد ،حيث تقلد الكثير منهم مناصب سياسية مرموقة ، وأصبحت لهم كلمتهم الفصل في شؤون الدولة ، وهذا ما مكنهم من إرساء الدعائم الإيديولوجية لمذهبهم الأمامي ألاثني عشري ، الرافع الأساسي لـ " المذهبية الشيعية " مستغلين في ذلك الإمكانات التي وفرتها لهم الدولة العباسية الجديدة ، بالإضافة إلى تحالف الطرفين معا في مواجهة عدو واحد هو الدولة الأموية .

من هذا المنظور يمكن أن نقرأ ونفهم الانشطار الذي حدث في بدايات التاريخ الإسلامي ، والذي نتج عنه فيما بعد هذا التيار المذهبي الكبير ، الذي ما فتئ يستغل تأويله للنص الديني لفرض هيمنته بـ " المذهبية السياسية " على المجتمع .

وإذا ما محصنا في فترة حدوث هذا الانشطار المذهبي ؛ فإننا لن نعثر على خلافات تخص فرضا من فروض الإسلام المعروفة ، ولا حتى أي مسألة دينية باستثناء تفاصيل تخص الإمامة ، بل إن الأمر كله يرتبط في العمق كما ذكرت في البداية بخلاف سياسي حول من يمتلك حق الاستخلاف بعد الرسول ، ومن يقود المرحلة ..

الثورة الإيرانية و" المذهبية الشيعية "
 

حينما قامت الثورة الإيرانية بقيادة " الإمام الخميني " ، لم يكن أحد يتخيل أنها ستكون على هذه الشاكلة البشعة من المذهبية القاتلة أو ما تسمى " المذهبية الشيعية " ، ولا اعتقد أن أحدا في إيران كان يسعى لهكذا سلطة تقود البلد إلى الجحيم ، لكن الذي بدا يظهر لنا أن هناك إصرار على تنفيذ مشروع تم العمل عليه من قبل ، وهو مشروع " مذهبي فتنوي عنصري فارسي " ، أهدافه التي بدأت تتكشف ، هي الهيمنة والسيطرة على المنطقة بأي شكل ، وربما لم يجد دهاقنة هذا المشروع أفضل من استغلال العاطفة الدينية لباسا له ، والفكر الشيعي التعبوي وسيلته للتنفيذ ، حتى لو كان هذا الفكر مذهبي أقلوي ، وذلك لإضفاء الصبغة " الدينية العالمية للأقليات الإسلامية المعارضة " عليه ، فعلى الرغم من معرفتنا الجيدة لطريقة المتنطعين من" آيات وأئمة الهم والغم ومراجع العفن المذهبي القابعين في قم وطهران " ، في تعاملهم العنصري مع هذا الموضوع ، إلا أننا لسنا ضد أي مشروع فارسي أو غيره ، يمكن من خلاله إظهار البعد الحضاري والتاريخي لأي شعب من شعوب الأرض ، وليس بلاد فارس فقط ، بشرط أن لا يكون اقصائيا عدوانيا الغائي تميزي أو تصادمي مع شعوب العالم الأخرى ، ويكون فاعلا ومتفاعلا مع عموم الحضارات الإنسانية الأخرى ، وإضافة نوعية تُحسب لحاضر الحضارة الإنسانية .

مرة أخرى نقول نحن لسنا ضد المشاريع الحضارية الإنسانية ، إنما ضد المشاريع السوداء المبنية على " فكر مذهبي " ، نواته مبنية على الحقد والانتقام المتوارث ، والملوث بالدجل والخزعبلات والروايات الأسطورية المكذوبة ، نحن بكل صراحة ضد كل المشاريع المشابهة للمشروع الفارسي ألصفوي الذي جاء به " إسماعيل ألصفوي " الذي فرض فكر المذهب خدمة لعنصريته في بدايات القرن السادس عشر الميلادي ..

الثورة الإيرانية و" المذهبية الشيعية "
وتأثيرها على سوريا
نحن في سوريا طاولنا الضرر من هذا المشروع ، وعلى الأرقام المسجلة لغاية اليوم وصل عدد المدنيين الأبرياء الذين قتلهم أحد أدوات هذا المشروع ، وهو النظام الحاكم في سوريا ، ما يقرب من الأربعين ألف شهيد ، وعشرات الآلاف من المفقودين ، وربما مئات الآلاف من المعتقلين بالإضافة إلى ملايين المهجرين من بيوتهم ، ناهيك عن التدمير الكبير والممنهج لكل من وقف ضد ، أو أنتقد هذا المشروع ، سواء كان بالتصريح أو بالتلميح ، وأحياناً لمجرد الشك به ، والذي يمثل جانبه الأسود والأسوأ في المنطقة العربية ألعوبة إيران في سوريا " بشار الأسد " ، لذلك أنا لا اعتقد إن أحدا من السوريين لديه استعداد لنسيان هذه الحقيقة والتراجع عن ما بدأ به ، والتخلي عن العمل باتجاه إسقاط هذا المشروع ، حتى لو زادت التكلفة علينا .

لا بل ربما سنذهب أبعد من ذلك ، ونقف مع أحرار إيران بكل إمكانياتنا ، ونقدم لهم في سبيل التخلص من هذه السلطة ومحورها المبني على" المذهبية الشيعية " كل ما نستطيع ، بصرف النظر عن انتماءاتهم أو مرجعياتهم ، ليتخلصوا من ربق هذا المشروع والعاملين عليه ، وسنكون كسوريين بإذن الله تعالى ، أول الداعمين ، وأوائل المؤيدين لتحرر الشعب الإيراني من هذا الكابوس الأسوأ في تاريخ المنطقة وتاريخهم .

أخيرا .. قدرنا في سوريا إن نكون بإذن الله تعالى " مخلِصّوا المنطقة وشعوبها " من دنس غزاة خرجوا من القبور ، يحملون فكراً سحبوه من نتن التاريخ ، وبحجج واهية ، استطاعوا مع الأسف الشديد من خلالها استثارة المذهبية في النفوس ، وتخدير وتنويم البعض في هذه المنطقة ، فلم يتمكنوا من الاستيقاظ ، ولن يتمكنوا إلا على " ملايين القتلى الأبرياء " كلهم ، أو جلهم من إخوة الدين الواحد ، وبلا سبب أو مبرر ، حيث لم يبدأ القتل اليوم إنما بدأ بالحرب العراقية الإيرانية ، ولم ولن ينتهي بالمجازر التي ترتكب اليوم في سوريا ..

الثورة الإيرانية و" المذهبية الشيعية "
والقدس الشريف
والى كل من يعتقد أن إيران حاملة وحامية " المذهبية الشيعية " بأنها ليست عدوة العرب والمسلمين ، وأنها تتبنى قضية فلسطين ، وتسعى لاسترجاع القدس الشريف أقول :
هل يستقيم مع المنطق أن يحرر قدسنا الشريف من يسب ويلعن ويكفر " فاتحها " الخليفة الراشدي العادل عمر بن الخطاب رض ..!؟

وهل يستقيم أن يحرر قدسنا الشريف من يلعن ويكفر " محررها " صلاح الدين الأيوبي .!؟
وهل يستقيم أن يحرر قدسنا الشريف من في فقهه أن الجهاد معطل إلى حين ظهور الإمام المهدي المنتظر ..!؟

وهل يستقيم أن يحرر قدسنا الشريف من يلعن المجاهدين والمنادين بالجهاد قبل خروج " المهدي المنتظر " ، ويعتبر مؤيديه كفرة زناديق ..!؟

أخيرا .. سنقف في وجه هذا المشروع ، وسنوقفه ، مهما كلف الثمن لذلك ، وسينتهي هذا المشروع وفكره إلى الأبد ..لأن " المذهبية الشيعية "التي أرادوها بإطار ديني إسلامي وبمضمون وثقافة مجوسية ، وبأهداف عنصرية فارسية مرفوضة عند عموم المسلمين لا يمكنها أن تعيش بيننا .. !!

الأربعاء، أكتوبر 24، 2012

إيران لو حررت فلسطين

إيران
لو
حررت فلسطين


هب أن " إيران الحالية " استطاعت بمفردها ، وبمعزل عن العالمين العربي الإسلامي وحتى بدون مساعدتهما ، أن تنجح فيما ادعته وتدعيه كل اليوم من أن هدفها تحرير القدس الشريف من الاحتلال الإسرائيلي ، وتمكنت بقدرة قادر أن يتحقق لها هذا وحررت ارض فلسطين المحتلة من الإسرائيليين بالكامل ومن ضمنها القدس الشريف ، وتمكنت بقدرة وبركات " المتسردب " الموهوم من قتل المتبقي من المحتلين ،وإعادة المستوطنين اليهود الإسرائيليين إلى بلدانهم الأصلية ، وخلصّت من براثن احتلالهم ، تلك المدينة العتيقة " مدينة القدس " ، وأعادتها محجاً يُشد لها الرحال من جديد كأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، فماذا عساها فاعلة بها يا ترى في الخطوة التالية المفترضة لهذا التحرير  ، وعلى أرضها المقدسة تحديداً ..!؟

بالتأكيد سنرى العجب العجاب بعد فترة بسيطة من " التحرير المفترض " ، ربما يكون أولها تحييد المساجد القديمة ذات الطابع المميز المتصل بالعنصر العربي ، والمتميز في التاريخ الإسلامي ، وربما إهمالها ، وملء الذي ستستخدمه لصلاة أتباعها بالقاشان الفارسي الأقل ثمن من القاشان المزين لمقام وقبر " أبو لؤلؤة المجوسي " قاتل الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب ،  الموجود في طهران ، والفخار الكر بلائي المشوي ، والمكتوب عليها بالخط البارز " يا حسين " ، المستقدم من ارض " كربلاء المقدسة " خصيصا ، لكونها " أطهر بقعة على الأرض "  ، كما سنلاحظ تزايد كبير في عدد الحسينيات ، وسنرى بين الحسينية والحسينية حسينية ، موزعات في كل الأمكنة التي يمكن البناء عليها ، وستتحول مهرجانات وكرنفالات " اللطم والتطبير " الأشهر والأغرب في العالم ، إلى مهرجانات دورية أو شبه شهرية ، وسيأتيها من المنحرفين والشواذ للمشاركة من كل حدب وصوب ..

أما " مسجد قبة الصخرة " هذا ، بتقديري أنهم سيدمرونه ، ولما لا .. لكن سيعيدون بناءه من جديد ، على أسس مختلفة وربما مواد وتصميم مختلفين ، فهو رجس من عمل النواصب ، الذين نصبوا العداء " لآل بيتهم " المزعوم من " آل الأمويين " ، حيث أن من بناه كما ورد في كتب التاريخ هو " المدعو عبد الملك بن مروان " ، أو ربما إزالته كاملا والبناء على أرضه " حسينيتهم الأكبر " حتى تكون الشاهد الأبرز على قيادتهم للعالم الإسلامي ومقدساته ، وتأكيد " أن لا فرق لعجمي على عربي إلا بتحرير فلسطين " ..


المسجد الأقصى القائم .. ويل لمن بناءه وتاريخ من بناه ، فقد يظهر من يقول أن " قرآننا الفاطمي "  المخبأ مع " المتسردب المنتظر " لغاية الآن عجل الله خروجه لهم ، " ولا ادري لماذا وما فائدة ذلك القرآن المخبأ إن وجد ، أن يظهر في آخر الزمان " ، يقول بأنه هذا المسجد ، هو مسجد الفتنة ، وقد يهدموه ، وربما يبنون في مكانه حسينية قد تكون الأكبر لـ" صاحب الزمان " ، لان من بناه كما هو معروف وما دللت عليه كتب التاريخ هو " الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب " ، الذي فتح لهم أيضا بلادهم ، بلاد فارس ، وأخرجهم من الظلمات إلى النور ، وقضى على معتقداتهم الشركية المجوسية ، والتي على ما يبدو أنها عزت كثيراً على بعض الفرس في بلاد فارس ، فاستعادوها بطريق آخر ، والبسوها ثوب الطهر والنقاوة الإسلامي من خلال اختراعهم لمذهب باطني ظاهرة متصل بدين الإسلام ، وزاوجوا تلك المعتقدات بهذا التلوث الفكري المذهبي الذي ربما صار أكثر شركا من مجوسيتهم السابقة .. !!

وقد لا نستغرب لو ادعى احد آياتهم المهووسين ، أن المسجد الأقصى الحقيقي ، ليس المعروف والقائم في القدس ، إنما المسجد الحقيقي هو من بناه إمامهم المنتظر في سردابه قطعة .. قطعة ، بعلم أصحابه الولاة المعصومين من الآيات والمراجع الفارسية ، ويتبجح بالقول : " بعد أن حررنا القدس الشريف بات من الضروري بناءه من جديد ، لكن بحسب ما ارتضاه لنا ، صاحب الزمان الموهوم " ، أما ما ارتضاه لهم ، فلن يكون في كل الأحوال مسجدا اسلاميا إنما حسينية مجوسية ، وأن اسمها كما ورد في " الروايات " هو الحسينية الكبرى لصاحب الزمان ..

أخيرا ..في كل الأحوال لو اعتبرنا مثل الكلام هو كلام مجانين ، والأكيد أن هناك من يعتبره كذلك ، وقد يعتبره كثيرٌ من الناس بأنه بعيد عن الواقع ، إلا انه ربما وجد بعض العقلاء فيه شيء ما ، يمكن أن يتوقف عنده  .. !

المنطلقات النظرية والمقاصد الإسلامية في الثورة الإيرانية

المنطلقات النظرية
والمقاصد الإسلامية في الثورة الإيرانية
 



الحقيقة أنني لم أجد في " المنطلقات النظرية المبهمة للثورة الإيرانية " ، التي سعت إيران لتصديرها منذ قدوم " الإمام الخميني " ما يتصل بالمقاصد الاسلامية المعروفة ، لكن " كهنتها القابعة اليوم في معابد قم الوثنية " أستحدثت وأوجدت مقصد جديد نجهله ، لا تربطه أي علاقة بدين الاسلام ، انه " الاستكبار العالمي أو الصهيونية العالمية وأمريكا " ، الذي ربما بات أولى وأهم حتى من حياة البشر وكرامة الإنسان عند " كهنة معابد قم وطهران " ..

ما لا أستطيع فهمه ، هو كيف يجيز " الكهنة في إيران " لأنفسهم أن يعطلوا المقاصد الخمسة المعروفة عند عموم المسلمين بهذه الفجاجة ، ويعملوا بكل وقاحة على منع العمل بأي منها ، ويوقفوا مسيرة الحياة الفطرية للبشر ، والتطور الطبيعي لهذه المسيرة ، ويستبدلوا بها مثل هذه الشعارات والمشاريع ، على أهميتها لكن بشرط أن تسير مع تلك المقاصد لا أن تلغيها ..!؟

فهل هذا من الدين الاسلامي الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم في شيء ، ثم الا يمكن أن يكون إطعام الشعب الإيراني ، وإشباعه " الضرورة الثانية ، التي هي بطبيعة الحال حماية النفس البشرية " ، أهم من كل هذه الشعارات والمشاريع السوداء ..!؟

أخيرا .. ألا يكفي " الولي الفقيه في ايران " تصديع رؤؤس الناس بالشعارات الديماغوجية ، ويعيى أن كثير من الامريكان لا يرى ولا يعرف اين تقع ايران ، والصهيونية تعمل ولا تكترث لا بايران ولا بغيرها ، وأنهم كقائمين على الحكم في ايران ليسوا في دائرة الاهتمام الفعلي ، وهم عملياً كمن يغمض عينيه ويتصور ان الناس لا تراه ، لذلك مرة اخرى أسأل ، أوليس الاهتمام بالانسان الايراني أولى وأهم من أي شيء آخر ، بدل اللف والدوران الذي يحاول أن يفعله أصحاب العمائم السوداء ورجال الحكم المذهبي في إيران .. !؟



مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...