الخميس، مارس 29، 2012

الفرج قادم بان الله ...



ما أعظمك أيها الشعب الأبي في سوريا ..

أيها الشعب الأكرم بين الشعوب ، قسما بمن رفع السموات بلا عمد انك تستحق الاحترام ..!
قسما بمن قدر الأقدار انك لتضحياتك تستحق التقدير والتبجيل لك ولأرواح أبناءك التي قدمتها رخيصة في سبيل حرية وكرامة هذا الوطن السليب ..
أيها الشعب العظيم .. لقد قدمت .. ومازلت تقدم الغالي والنفيس بكرم فاق الكرم ، وشجاعة فاقت شجاعة الشجعان   .. وشهامة ومروءة وإباء ونخوة .. فقل نظيرك في التاريخ ..
ما أعظمك أيها الشعب الأبي في سوريا .. يا أوفى الأوفياء  .. والله العظيم انك لمنتصر .. والفرج قادم بإذن الله ..
والله مع الصابرين

الوقاحة ام البلاهة




الوقاحة أم البلاهة







لا اخفي عليكم كم كان غضبي وامتعاضي شديدين بعدما شاهدت صور زيارته بابا عمرو المنكوبة ، ومع المشاهد التي بُثت استحضرت معنى ما كانت تردده حناجر شعبنا السوري البطل " مالنا غيرك يا الله .. " وراحت تتزاحم التساؤلات في ذهني كما بقية السوريين ، دون أن أصل إلى إجابة دقيقة أو مقنعة  ..!

ولعل أهم هذه التساؤلات تساؤل بسيط وهو :
هل الوقاحة من  دفعت " بشار الأسد " لزيارة باب عمرو أم البلاهة .. !؟

فلو كانت الوقاحة ، فالوقاحة قد تخفي خلفها عقل ونهج وفكر ، وممارسها في أغلب الأحيان يكون شخص ذكي ، وأنا بصراحة اشك في ذلك مع هذا المعتوه ، أما البلاهة فهي لا تخفي ورائها إلا العته والخبل والجنون ..
في تلك اللحظة رجحت عندي مسألة البلاهة على الوقاحة ..

لكن ربما تكون قد اجتمعت " الوقاحة والبلاهة " معاً ، وهذا ممكن حدوثة بتقديري من خلال .. " الوقاحة الأبشع التي تقف وراءها المذهبية الفارسية الإيرانية .. والبلاهة الأقلوية الفئوية الأسدية "  ، وهذا ليس بغريب ، وقد يكون الأقرب للحقيقة منه غيره ..

الزيارة في المحصلة لا يمكن وضعها إلا في خانة اللامسئولية ، عند من يُفترض به أن يكون المسئول الأول عن البلد ، لكونه يتقلد منصب رئيس الدولة في سوريا  ..!

وهي سلوك شاذ  ، وفعل غريب ، لشخص شاذ وغريب ، ربما لا يعي ، ولا يدرك رد الفعل الذي سوف يقابل هذا الفعل ، وان تأخر قليلا ..

 والزيارة تحت أي عنوان ، وفي هذا الوقت غير مقبولة ، لا بل مرفوضة ، لأنها مستفزة لكل صاحب ضمير ، وله كرامة سواء كان في سوريا أو خارجها ، وتحدي لكل من عنده ذرة من أخلاق في هذا العالم ويراقب ما يجري على الأرض السورية  ..!

أخيرا يؤسفي أن أقول .. أن الحكمة مغيبة في بلدي سوريا ، والعقلاء فيها إما في القبور أو في السجون ، أو مهجّرين ، أو منافقين محابين ساقطين انتهازيين يعتاشون على عفن الأمن والمخابرات التابعة للسلطة  ، وهؤلاء خطرهم على الوطن وشعبه اكبر من خطر بشار الأسد وسلطته  ..!

ولعل أجمل ما يمكن قوله في هذه الزيارة .. ما يردده الشعب السوري " مالنا غيرك يا الله .. " ..!!

الثلاثاء، مارس 27، 2012

دكتاتورية " ال الاسد " الاستبدادية




دكتاتورية " آل الأسد " الاستبدادية

لا أضيف شيء جديدا لو قلت أن الأنظمة أو السلطات الدكتاتورية والاستبدادية في أي مكان في العالم وعلى مر التاريخ ، لا تعتمد فقط على القمع والبطش والعنف كأسلوب عمل تقليدي ، ووسيلة وحيدة تسير عليها لتثبيت وجودها وديمومة بقائها واستمرارية قبضتها القاسية ، بل تضيف أدوات أخرى مساعدة لها تساعدها على تحقيق ما تسعى الى تحقيقه ، وهذه الأدوات ربما لا تقل أهمية عن كل من الأسلوب والوسيلة اللتين تعتمد عليهما ، وعلى رأس هذه الأدوات " الثقافة العامة " المتداولة بين الناس ، حيث تلوث السائد منها وتجعله على شكل منظومات ثقافية قائمة متكاملة منتظمة ومدروسة ، وتنفذها بخطوات منها مايكون خطوات تكتيكية وأخرى إستراتيجية ، بالاضافة الى اشياء اخرى ولو على شكل روابط ملتوية خارجية ، واحلاف مشبوهة تخدم في نهاية المطاف مصلحتها ، وتعزز مطلقية سلطاتها..

وليس غريبا في واقع الأمر أن تكون الدكتاتورية الاستبدادية الحاكمة في سوريا بهذه البشاعة ، أو ان نكتشف تلك البشاعة اليوم ، فقد كانت كذلك ومنذ المراحل الأولى لاغتصاب مؤسسها الراحل " حافظ الأسد " للسلطة ، ووصوله لسدة الحكم بانقلابه المعروف باسم الحركة التصحيحية ، لكن تعامينا عنها غيّب عنا التقدير السليم واخفى لنا حقيقية بشاعتها..

لقد اعتمد المذكور بمكر وخبث مجموعة مصطلحات ومفاهيم مشتقة من فكر قيل أنه قومي عروبي وثقافة حزب البعث الديماغوجية ، أو المنسوبة له ، قبل تحويلها فيما بعد إلى أيديولوجية خاصة تتمحور حول فكرة الحزب القائد للدولة والمجتمع ..!
ولعلني في هذا السياق استحضر من جملة تلك المفاهيم والمصطلحات المصطنعة والمختلقة ، والتي بُنيت عليها هالة من التقديس الزائف ،  حيث استغلها لمصلحته بشكل فاضح ، على سبيل المثال لا الحصر ،  " الوحدة العربية " الوهمية ، و" الأمة الخالدة " الخيالية ، و" العدو الخارجي " الطامع .. وإلى ذلك من هذا الكلام الفارغ  ..

ربما الراحل " حافظ الأسد " المؤسس لهذه السلطة استطاع أن يقنع البعض منا أنه يقف أمام أخطر هذه المصطلحات على الإطلاق وهو " المؤامرة الخارجية  " ، وهو فعلياً نجح الى حد ما ، وتمكن من اعتمادها في سياسته الداخلية ، وسوقها على الشعب السوري معتبرا إياها أم المشاكل ، ولولاها لأصبحنا نتنافس مع اليابان في مركزها الاقتصادي الذي تحتله ، وربما سبقناها في بعض المجالات ، ومع السويد في مستوى الحريات العامة .. بينما هي فعليا لم تكن الإ مصطلح أو مفهوم هلامي لعدو مفترض لا أساس محسوس له ..!
فقد اوهمنا ان هذه المؤامرة يقف ورائها عدو لئيم .. عمل على افشال سياساته التنموية والتطويرية والتقدمية ، ما عدا القمعية بطبيعة الحال ، وكأنه على ما يبدو بعدما كذب هذه الكذبة ، وصدقها ، أرادنا أن نصدقها مثله ، ونصدق ادعاءه بوجودها ، وأرادنا أن نعتبرها حقيقة موجودة في حياتنا وقائمة يجب التعامل معها بشكل دائم ، وبحسب ما يراه هو مناسبا بطبيعة الحال ، بالتالي التعامي عن كل ما هو دونها ، وعليه تكون مواجهتها غير قابلة للمعارضة ولا المناقشة ، ولا حتى نقد طريقة التعامل معها ..

فهذا العدو الوهمي الموجود في ثقافة " حافظ الأسد " ، خطر دائم ، وحاضر قائم ، يتربص بالوطن والمواطن السوري ، ويسعى للنيل منهما ، تاركاً كل البشر الاخرين ،  وعلى هذا الاساس لابد لنا من حشد القوى والطاقات لمواجهته ، من خلال رص الصفوف ضده ، والتأهب والاستنفار المتواصل ، والدفاع عن الوطن وخيراته ، والمواطن ومكتسباته والوقوف خلف القائد الذي يتصدى له ..

هذا العدو الخارجي الموهوم وفق ما " كرسته " سلطة " حافظ الأسد " لئيم وماكر ومتآمر لا يكف عن محاولاته في خرق الداخل السوري ، واللعب على ضعاف النفوس فيه من الـ " مندسين " اللاوطنيين ، والذين يسمون مجازا بالمعارضة ، وفق هذا مفهوم " العدو الخارجي " الدائم وجدلية حزب البعث العربي الاشتراكي العدمية الذي امتطى" حافظ الأسد " بعض فكره وأكثرية منتسبيه  ، بقي البلد السوري في حالة حرب دائمة ، ومستمرة وغير حاسمة وبلا نهاية لها ، ومع عدو غير محسوس وهمي ومزاجي وهلامي عطل لنا كل نواحي التنمية ..  .

وحالة الحرب هذه لا زالت مستمرة لغاية اليوم ، وستبقى كذلك ما بقيت هذه السلطة قائمة بطبيعة الحال .. لذلك كان لابد له من الإبقاء على أحكامه العرفية ، واستنفار دائم لأمن وجيش البلد ، وفوق هذه وذاك سلطات مطلقة للقائد الأعلى لهذه السلطة  ..لأجل ذلك ..

نفس السيناريو والإخراج على ما يبدو يطبقهما اليوم وريثه " بشار الأسد " ابن أبيه ، وابن ذاك القائد الخالد الأبدي الذي لا يموت ، معتبراً ربما أكثر من ابيه ان المواطن السوري لا شيء وليس له أي أهمية إلا لزوم قيام هذا الكيان المسمى سورية ، فالمواطن لم يكن يعني الأب يوم من الايام ، ولن يعني الوريث بالقطع أيضا بأي حال ، ولا يهمه لو كان جائع ضائع تائه ، لكن المهم هي المسئولية التي يجب أن يتحملها المواطن ، والتي من تبعات " الوقوف المشرف " في وجهة المؤامرة التي نسجتها أحلام وهواجس قائدنا الى الابد الأمين " حافظ الأسد " ونتائجها ، ومن بعده السلطة الحاكمة التي يقودها الوريث ..

ولأن السلطة مطلقة .. فهي فوق المسائلة ، ولا يجب أن يكون عليها حسيب ولا رقيب ، وما المعارضة إلا حالة مريضة معلولة ، ومرفوضة في كل الحالات إن وُجدت ..

هذه الخلطة العجيبة الغريبة الخاصة ، التي ابتكرتها بنات أفكار " الأسد " الاستبدادية في سوريا ، وتمكنت من خلالها الجمع بين مفهومي أو مصطلحي " العدو الخارجي " و" نظرية المؤامرة " وهما اللذان شكلا صمام الأمان لأمنها واستقرارها في الماضي ووقوفها لغاية الآن ،  وتم لهذه السلطة ومن خلال استثمارهما ترويض الشارع السوري ، لا بل تخديره ، حيث أستسلم المواطن السوري للأمر الواقع ، واعتقد طوال تلكم الفترة من الزمن أن هذه السلطة  باتت عليه " قدر ومكتوب " ودائم السؤال لربه أن يلطف فيه ..

قد يخطأ من يعتقد بأن محنتنا مع السلطة حديثة العهد ، وأن الأزمة التي تعصف بنا اليوم هي نتيجة ثورة الكرامة ، أو أنها نتيجة طبيعية لسياسات ربما كانت خاطئة وإخفاقات غير مقصودة أقدمت عليها السلطة  فقط ..

أنها نتيجة طبيعية وحتمية للإستراتيجية المدروسة والمبنية على خلفية استفراد " حافظ الأسد " صاحب التفكير الفئوي والطائفي بالقرار ، ومنذ الأيام الأولى لاستيلائه على السلطة ..

وقد عمل منذ اليوم الأول على استدراج شباب " الطائفة العلوية " واستثمر واستنفر طاقاتهم الكبيرة ، والحق يقال أنه كان ناجحاً وبامتياز في مجمل سياساته التكتيكية والإستراتيجية على المستويين الإعلامي والشعبي في تحقيق طموحاته الشخصية في هذا الأتجاه وبمعزل عن ما يريده البلد وأهله ، وهذا ما أدى في مراحله الأولى إلى شكل من أشكال الاستقرار الظاهري ، وان كان هذه الشكل يعد من أسوأ أشكال الاستقرار لأنه كما قلنا مبني على القمع وكبت الحريات ، وهذه الحقيقة ربما تفسر أو توضح سبب بقاء الديكتاتور الأب ومن بعده الابن في سدة الحكم مدة تزيد على الأربعة عقود من الزمن دون منازع ، وأقصد بالطبع السياسات المعلنة للنظام ، والتي كانت تهدف عمليا وما تزال الحفاظ على أمن النظام واستقراره ..






صحيح أن الأزمة الحالية التي عصفت بديكتاتورية " الأسد " بدأت تظهر بشكل جلي  مع المتغيرات والمستجدات الموضوعية على الساحة الإقليمية والدولية ، وتفاقمت أكثر مع عدم القدرة على استيعاب المرحلة التاريخية وحتمية التغيير ، وعدم القدرة أيضا على التعامل الايجابي والسليم مع المطالب الشعبية المشروعة ،  إلا أننا نستطيع القول أن السياسة الأمريكية وربيبتها في المنطقة إسرائيل ساندت ولا زالت تساند فعليا هذه السلطة ، كما كانت دائما تساند ومازالت تساند بعض الأنظمة المستبدة في المنطقة ولو بشكل غير مباشر ، وذلك خدمة لمصالحهما ، وهذا برأيي ما ساهم ، والى حد كبير في طمأنة النظم الحاكمة في المنطقة وليست السلطة الحاكمة في سوريا وحدها فقط ، على الرغم من بشاعتها التي لا تحتاج إلى وصف ، الى أن الاستمرارية بنفس النهج هو الطريق الاسلم للمحافظة على الحكم ، والديكتاتور الوريث لا بد وأنه كان يدرك تماماً لهذه الحقيقة ، ولذلك بنا تكتيكاته وردود أفعاله وقتله الممنهج والمتواصل على هذه الحقيقة  ..
من هذا المنطلق يمكن فهم تمسك " الأسدين الأب والابن " على مر العقود السابقة بنهجهم الديكتاتوري القمعي ، ورفضهم الإقدام على أي تغيير في طريقة الحكم الاستبدادية والمبنية على كتم الحريات ، والقمع والعنف ، لأنه على ما يبدو تبقى مثل هذه الطريقة هي المقبولة أمريكيا والمرضي عنها إسرائيليا ، حتى لا يتمكن الشعب السوري من اختيار طريقه ، أقله في هذه المرحلة من الزمن ، والذي بكل تأكيد لن ترضيهم قراراته الحرة ، برغم ما نشاهده كل يوم من تصريحات إعلامية ملتبسة هنا وهناك .. وما إلى ذلك من هذا الكلام ، والتي تهدف في النهاية إلى إرضاء وطمأنة البسطاء والسذج ليس إلا ..

أخيرا معضلة المعضلات الحقيقية التي لا بد من تجاوزها بعد تفكيكها ، تكمن في الآثار التي خلفتها مفاهيم وقيم دكتاتورية " الأسدين الأب والابن " في سوريا ، وتأثيرها على البعض الموهوم ، ممن يتمنطقون بمنطقها ويتفلسفون بفلسفتها ، على اعتبار أنها جزء من الثقافة القومية العربية وليست السورية فقط ، وحقيقة الدور الذي تقوم به ، فهذا البعض على ما يبدو تأثر حتى العظم بمفاهيم الدكتاتورية ، وبات يصدق الكذب الواضح رغم علمه بأنه كذب ..

السبت، مارس 17، 2012

سيادة الرئيس مكانتك محفوظة






 

 

 
 



حافظ وبشار الاسد وجهان لعملة واحدة اسمها الاجرام


حافظ و بشار
الاسد
وجهان لعملة واحدة اسمها
الاجرام


الراحل " حافظ الأسد " علاوة عن كونه مجرم بتكوينه الفيزيولوجي والسيكولوجي ، إلا انه امتهن الإجرام برغبة ، وعمل به ، فأبدع وأجاد ، وتوغل أكثر في صنوفه ، فاستمرئ منه الأسلوب السادي والأكثر دموية ، و إلى ابعد حد ممكن في التعامل مع كل معارض له ..

هو رحل إلى " مزابل التاريخ النتن " لكنه ترك من خلفه ثقافة للإجرام ، التي كان قد ربى ورثته عليها في حياته ، فعمموها وفاء له بعد مماته ، واعتبروها أفضل الطرق لاستمرار حكم ، آل الأسد " ، الأمر الذي أدى لظهور" حالة من الخوف الرهيب" في كل المجتمع السوري كنتيجة طبيعية ومفهومة ، سيما وأن علاماتها كانت واضحة وفاقعة في وضوحها تترجم هذا الخوف ، لدرجة أنه لم يكن من السهل أن تجد شارعا أو مبنى أو محطة أو حتى موقف حافلة في أي بلدة أو مدينة وحتى قرية ، إلا وامتلئ بالشعارات التمجيدية  " لآل الأسد " ، أو تتغنى بالقائد الخالد والأبدي والمقدس ، وتزداد كثافتها وانتشار أكثر وأكثر في كل مناسبة .

بطبيعة الحال الراحل إلى " مزابل التاريخ النتن حافظ الأسد " هو من سوق لهذه الثقافة الإجرامية ماديا ومعنويا باعتبارها ضرورة من ضرورات استتباب الأمن ، وذلك بإيحاء وتدريب من الخارج حتى صارت وكأنها من المقدسات ، أو جزء من الثقافة العامة السورية ، والأمر لم يكن يتعلق بشخص الراحل إنما بالدور الذي أُنيط به ، فبدت بها سوريا بعظمتها وتاريخها وشعبها ، أمام شعوب العالم بلد الهتّافين السفهاء والسُذج ، لقد سخّف كل سوريا بجعلها ترفع في كل مكان منها شعارات رنانة تحت أو على صور " القادة الأبديين " ، وفي كل موضع في البلد ، لكنها فارغة بالطبع ، ولا قيمة لها فعليا على ارض الواقع ، إلا على ما يبدو تحقيقاً لرغبة " حافظ الأسد " المريضة والمنحرفة ، بإذلال الشعب التابع للأكثرية الساحقة في نسيج الشعب السوري ، والتلذذ السادي الدموي برؤية هذا الذُل في عيونهم ، من خلال انقيادهم القهري له ، وإنجاح الدور الذي قام به في هذه المنطقة .

ربما أعتبر " والد بشار "  أن إجبار وتعويد الناس على ترديد الهتافات والشعارات المؤيدة له إحدى مؤشرات يفهمها المحيط العربي بأنه ولاء الفرد لوطنه لكن " الوطن المملوك الذي يريده هو وليس ما يريده الشعب السوري " ، وهو يعني بالوطن تحديدا السلطة التي أسسها بشخوصها " الاسدية " المقدسة التي احللها محل الوطن ، لتصبح - السلطة - الضابط والناظم لمكونات المجتمع .

الأمر الغريب اليوم ، أن " بشار الأسد " لا يريد أن يفهم أن عصر والده هذا قد ولى وسقط وانتهى بكل المفاهيم والتعريفات والتوجهات والثقافة التي كانت سائدة ، ولا يريد أن يفهم أيضا أنه هو كذلك سقط معنويا منذ اللحظة التي استخدم أسلوب والده " السادي الدموي  " في التعامل مع أصحاب المطالب المشروعة في درعا ، وقد غاب أو غيب عن باله أن أقسى أنواع السقوط ، هو السقوط المعنوي ، لأن الآخر المادي ، لا يساوي شيئاً ، سوى الوقت القصير الذي يستغرقه قبل القبض عليه وعلى كل من له يد في هذه السلطة ..

الجمعة، مارس 16، 2012

" الماسوشية " في عصر الدولة الأسدية





" الماسوشية "

في عصر الدولة الأسدية



هي نفسها " المازوخية " وهي كلمة تصف شخصية إنسانية موجودة في كل مكان وتعيش بيننا ، وهي نمط مألوف في المجتمعات الاستبدادية ، وتبدو اكثر وضوحاً وألفة في نُظم الدكتاتوريات الدموية البشعة على وجه التحديد ، وهنا المدخل الذي سأحاول أن ادخل منه لتسليط الضوء وكشف المصابين بها من " محللين وخبراء الإعلام السوري "   الذين كان لهم دور ما في تكوين قسم من الرأي العام سواء كان في الداخل أو الخارج . .. وكذلك الأمر ينسحب على المواليين والمؤيدين والتابعين  ..!

يعيش هذا النمط من الشخصية في حالة من الاضطراب النفسي ، تنعكس آثاره سلبا على سلوكياتها ، فتبدو هذه الشخصية لا مبالية حتى بأبسط حقوقها الإنسانية التي تتصل بالحرية والتحرر ، وذلك من خلال التقبل الإرادي لسيطرة الآخر الإنساني بلا مانع ، وقد يصل بها الأمر إلى حد التلذّذ بـ " الألم  " إذا ما واقع عليها، أيّ " التلذذ بالاضطهاد " عامةً ، وربما استعذاب تلقي الألم من الآخر ، في علاقة شاذة من التبعية الانقيادية والعبودية .


و" الخضوعية " هي التي عرفها علماء النفس على أنها مجموعة صفات غير سوية تنعكس بقبول الرضوخ لسيطرة الآخر والاعتياد على هذه السيطرة والاستمتاع من خلالها بالدونية التي تتكون لديه ..

إذاً " الماسوشية أو الخضوعية  "  بهذا المعنى الغريب والقاسي بعض الشيء ، تكون أقرب لتوصيف واقع المجتمع السوري ما قبل الثورة ، وتفسير لحالة " الموات الاجتماعي " التي كان يعيشها  ، والتي أنشأها بالجبر والقهر والظلم والاستبداد " حافظ الأسد " بعدما نشر ثقافتها لا بل فرضها فرضا في فترة حكمة على الشعب السوري ، حتى بدت وكأنها من ضمن أو لب مفهوم الولاء للوطن ، فهيكل ورتب أدواتها بشكل يخدم من بعده حكم ابنه ..!

بعد ما بدا يظهر لنا بعد مرور سنة من الثورة ، أن قسما كبيرا من السوريين لم يكن يدرك كم كانت تنطبق عليه مثل هذه الحالة البشعة وهذا الوصف قبل الخامس عشر من مارس الماضي .



فحالة " الماسوشية " هذه التي عاشها قسم كبير ، إن لم يكن جل الشعب السوري في الماضي القريب ، لم تكن إلا نتيجة طبيعية ومنطقية ، لوضع غير طبيعي وغير منطقي ، عملت على أنتاجه " سادية حكم " ندر مثيله في التاريخ الإنساني المكتوب ، من حيث قسوته المفرطة وحقده البشع على الشعب السوري ، وفقدانه لكل ما يتعلق بالقيم الأخلاقية والدينية في التعامل مع خصومه ، على فرض ان الشعب خصمه ..

إن هذه " السادية الدموية " في التعامل مع البشر في سورية ما كانت لتظهر بالأصل من شخص سوي ، على الاطلاق ..!!

وهذا ما سيقودنا إلى مسألة الانحراف السلوكي الذي اخرج هذه الشخصية " السادية الدموية " بهذا الشكل ، والذي يبدو انه نشأ من شعور صاحبه الأقلوي " حافظ الأسد " مؤسس هذا الحكم ، بالحقارة والسفالة والدونية  تجاه الأكثرية ذات النسيج المذهبي الواحد ، والذي كان يعلم هو وغيره أن هذا المكون دائما ما كان  متسامح مع البقية الباقية من مكونات المجتمع السوري ، ولم ينظر في أي يوم الى اكثريته على أنها نقطة قوة لصالحة على حساب الاخرين .!
وما كان هذا الأمر ليصبح غريبا لو ما وضعنا مسألة كونه من " أقل الأقلية "  التي كانت منبوذة اجتماعيا ، ومرفوضة عند الأقلية نفسها ، لكونه خالي تماما من كل ما له علاقة في الأعراف والشرائع الإنسانية .

من الواضح أن " حافظ الأسد " ما كان ليستمر في الحكم تلك الفترة من الزمن ، ويتمكن ابنه " بشار الأسد " من وراثته بكل سهولة وسلاسة وبلا اعتراض ، ويتولى السلطة ويسيطر على البلد بأدواته ومقدراته وإمكانياته من بعده ، لو لم يتم العمل بالترهيب الممنهج ، على ترسيخ حالة " الماسوشية " في نفس السوري ، والتي عمل تمهيداً لها على " تطبيع الناس على التبعية والخضوع والطاعة وعبادة الفرد " على مدى أربعة عقود من الزمن ، وهي بلا شك كانت مدة طويلة وكافية لإنتاج مثل ذلك الوضع "  الماسوشي  "  الأغرب في التاريخ السوري المعاصر .


وللتدليل أكثر على " الماسوشية "  أو الخنوعية السالف تعريفها تلك في المجتمع السوري اليكم بعض الأمثلة الواضحة على ذلك :
نجد على سبيل المثال ، أستاذ جامعي مجنون ومريض نفسيا ، لسانه ناقص وتسقط كثير من الاحرف في تعبيراته ، يقول في الأيام الأولى للثورة المعروفة الأسباب ، عن بقية الشعب السوري الذي تظاهر في كل المناطق ، أن هؤلاء المتظاهرين عصابات مسلحة ، يجب على الجيش والأمن أن يسحقهم سحقا ..!
يعني استمتاعه بالخنوع والذل الناتج عن حالة " الماسوشية " التي يعيشها ، دفعه لاظهار سخطه من عموم الشعب السوري  بهذه الفجاجة ، والتفوه بمثل هذا الكلام ..!


أيضاً .. نكتشف طبيب أسنان فاشل من نتاج المرحلة الأسدية ، أصبح محلل استراتيجي وينطبق عليه وصف "  ماسوشي  " بامتياز ، يقول :


" قتالهم - أي المتظاهرين من الشعب السوري - أولى من قتال الأعداء " ، وهو يعلم علم اليقين أن من ثار وتظاهر في سوريا ، هو سوريون أحبوا ويحبون وطنهم ويخلصون له ، ويسعون للمحافظة عليه ، ويملكون من الوعي الكثير وأكثر مما يتخيل الطبيب نفسه ، لكنه طبيب الأسنان حقد على عموم الشعب السوري .. لماذا يا ترى لأنه كسر حاجز الخوف الوهمي المصطنع ، وتمرد على العبودية والطاعة المهينة التي تسيطر على ذات الطبيب نفسه ، لاسيما وأن هذا السوري يقصده " رفض الطاعة المهينة التي يخضع لقواعدها الطبيب نفسه "  بينما الثائر الذي يقصده ثار بتلقائية لأنه على ما يبدو فهم المازوخية على حقيقتها أكثر منه ، واعتبر أن مثل هذه " الطاعة العمياء " تعتبر احد أهم مكونات الشخصية المازوخية التي يعيشها سواء كان يدري أم لا ، وهو أسير ومقيد لها ، ولا يستطيع الخلاص منها ، على الرغم من انتماءه إلى الطبقة المتعلمة والمثقفة من المجتمع السوري ، أو هكذا نفترض ...

وهناك آخر يدعى انه محلل سياسي استراتيجي ، ويتهم طفلا لم يتجاوز الرابعة عشر من العمر اسمه " حمزة الخطيب "  انه قُتل أثناء محاولته سبي النساء ، ولا ندرى أي منطق ينطبق على مثل هذا الكلام ، إلا إذا كان الموضوع مرتبط فقط بنفس المحلل المصاب بالحالة الماسوشية الموصوفة كما أسلفت ، تلك الحالة المبنية على الخوف من سقوط السلطة الحاكمة التي جعلته مطيعا منقادا محبوسا مسلوب الإرادة مرهوب من سراديب هيمنتها ، وزنازين سطوتها ، ولا يقوى بدونها من العيش في محيط صحي تكتنفه الحرية  ..

والأمر كذلك نجده بكامل الوضوح ، مع مسن خرفان ومعلول بلغ من العمر مبلغ ، ومن الخبرة مبلغ ، أن يقول بكل صفاقة ، " لن يسقط بشار الأسد أبدا حتى لو أشرقت الشمس من الغرب وغابت من الشرق " ، ويهذي آخر تحت تأثير نفس " الحالة  " ويقول : " أن الملائكة تنشق عن الله عز وجل ولكن الجيش السوري لا ينشق عن النظام "  ..

أخيرا .. ما تقدم هي محاولة للمقاربة مع نمط من أنماط الشخصية المنحرفة السلوك التي تُنشها الديكتاتوريات البشعة ، وربطها بالبيئة الاجتماعية والسياسية التي نشأت بها ، أتمنى أن أكون قد سلطت الضوء على ما يستحق التوقف عنده متمنيا دراسته بشكل أعمق  مع التحية ..

الشخصية الماسوشية




ما هي " الماسوشية أو المازوشية "  ..

" الماسوشية " هي نفسها " المازوخية " وهي مفردة يمكن أن توصف بأنها شخصية إنسانية موجودة فعلياً في الواقع ، حيث يمكن الاستدلال عليها من خلال ملاحظة سلوكياتها ..
وهي نمط مألوف من الشخصيات إلى حد ما تكثر في المجتمعات المحكومة بالقهر والقسوة والكبت ، وغالباً ما يعيش صاحبها في حالة اضطراب نفسي تنعكس علامته سلبا وبوضوح على سلوكه العام ، فتبدو هذه الشخصية أن صاحبها لايدرك أو أنه لا يبالي بأهم حقوقه الاساسية كإنسان مثل الحرية والعيش الكريم ، فتراه متقبل وراضٍ بتحكم الآخر وقابل بسيطرته عليه ..
وقد يصل به الأمر إلى حد التلذّذ بهذه السيطرة والاستمتاع متناسياً " الألم  " الواقع على ذاته ، والذي ربما لا يشعر به أو أنه يشعر به ويتجاهله .

و" المازوخي أو الماسوشي " أو الخنوعي - بفتح الخاء - بحالة أخرى تراه يستعذب تلقي الألم ، ولا تستوقفه كراهة التبعية ، ولا يكترث بانقياديته، لأنه في هذه الحالة يكون هو إما جاهل بدناءة العبودية للآخر أو أنه مستمرئ لها ..

والماشوسية أو المازوخية  كما اسلفت .. هي مرادفة لـ " الخضوعية " التي عرفّها علماء النفس على أنها مجموعة صفات غير سوية أساسها قَبول الرضوخ لسيطرة الآخر ، والاستمتاع بالدونية الناتجة عن هذا الرضوخ ..

وقد يعتبر كثيرون أن " الماسوشية " في اطار هذا الوصف ، هي اقرب ما تكون في مظهرها السلوكي لتكوين وشخصية الأنثى منها للذكر ، وهذا صحيح الى حد ما ..!

سيما وأن الأنثى في المجتمعات التقليدية والمحافظة ، عادة ما تكون تابعة للذكر ومطيعة طاعة عمياء له ، ومنقادة بشكل كامل لرغباته ..
ولأننا مجتمع شرقي وذكوري بطبعه وعاداته وتقاليده وموروثاته ، فان المشكلة قد تكبر إذا ما تجاوزت - حالة " الماسوشية " تلك - الأنثى ، وهيمنت أيضاً على الذكر كما هو الحال عند " المنحبكجية " حيث استمراء العبودية واضح عند واحدهم ، حينئذ لابد من المعالجة .. والا تحول الذكر الى " خنثى امعه  " .. مرفوض ومنبوذ  من مجتمعه ..!

الأربعاء، مارس 14، 2012

تعليق على تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف



يقول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو لا تدافع عن " نظام الرئيس السوري بشار الأسد بل عن الحق" .

ويقول أيضا في تصريحات له مؤخرا نقلتها وكالة انترفاكس "يعود للشعب أن يقرر من ينبغي أن يكون في السلطة في سوريا. أننا لا ندافع عن النظام بل عن الحق، عن حق السوريين السيادي في تقرير خيارهم بأنفسهم بطريقة ديمقراطية "  ..

إذا هو يعتبر أن تنفيذ القوانين الوضعية الدولية - هذا إذا كانت التزمت بها أو بروحها حكومته أصلاً - أهم من وقف إراقة الدماء البريئة للشعب السوري الذي يواجه جيشا بكامل عدده وعديده .

والحق بمفهومه هو ترك مجموعة من المجانين المخبولين يؤلفون عصابة قتل وإجرام ، يملكون مقدرات بلد مثل سوريا بالكامل يقتلون الشعب بدم بارد وبتشفي أيضا .

أما القول بأنه ينبغي أن يعود القرار للشعب فهذا مقبول إذا ما اشترط على حكومته وقف تسليح العصابة الحاكمة في دمشق حتى يتمكن الشعب في سوريا الرازح تحتها من اتخاذ القرار المناسب  الذي بكل تأكيد لا يقصده ولا يعنيه لافروف ، والطلب منها أن تتعقل وتوقف سفك دماء الأبرياء ، وتعلم أن الحكم كما كان لن يعود لها مهما فعلت ، بالتالي التقليل من عدد الضحايا الأبرياء ما أمكن ، وهذا ما نبتغيه من روسية ، ليس أكثر .

أما سقوط العصابة الحاكمة في دمشق ،أو بحسب ما يقول عنها بلغة دبلوماسية مطلوبة بين الحلفاء " نظام الرئيس بشار الأسد " فهي مسألة وقت ، ونهايتها المحتومة قادمة ، والموقف المطلوب ، والذي سعى العالم كله جاهدا لإقناع السيد لافروف وحكومته فانه على ارض الواقع لا يقدم ولا يؤخر، لكنه يأتي في إطار تأكيد أن الإنسانية ، والمحسوبين عليها ، يرفضون الظلم ويقفون ضد الظالم حتى لو كان حليف ، ولو كان الموقف على حساب شيء يسير من المصالح ، بشرط لازم هو أن يكون موقف أخلاقي حقيقي وصارم تجاه .. اقله من يتعمد قتل البشر على خلفية مذهبية .. لا أكثر ..

فهل يعي وزير المافيا الروسية لافروف وقيصره المهووس في موسكو فلاديمير بوتين أن من واجبهم اليوم العمل على الحفاظ على ما تبقى من بقايا القيم والأخلاق في السياسة الروسية ، إذا بقي شيء من تلك البقايا أصلا ..!؟

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...