السبت، مايو 26، 2012

الاصالة و العراقة

شوفوا هالعينة من أعضاء مجلس الشعب السوري الجديد

لا تستغربوا

فإذا بدكم تشوفوا الرقابة والتشريع على أصوله
والدور الفاعل والحضاري لمجلس الشعب في سوريا بعد
 
( الاصلاح  )

انظروا أسفل
لتجدوا

(  الأسفل  )
وتخيلوا ماذا سيفعلون
وأي قوانين ستمر في هذا المجلس وأي خدمة سيقدمها مثل هؤلاء النواب للشعب السوري

*  *  *

فاذا كان لكل شخص رأيه فيما يرى
فأنا رأيي فيما أرى بعد الاعتذار منكم :

 هيك سلطة بدها هيك اعضاء

عضو مجلس الشعب السوري
شريف شحادة


عضو مجلس الشعب السوري
خالد العبود

عضو مجلس الشعب السوري
أحمد شلاش

الاثنين، مايو 14، 2012

التشبيح والتنبيح



 "  التشبيح والتنبيح  "

على ما يبدو ان " روسيا " لم تعد تستخف بالشعب السوري فقط وانما تطور الامر معها فباتت تستخف بالعالم كله ايضا ، بعدما اعتبرت ان القاعدة ومجموعات متحالفة معها تقف "وراء الاعتداءات" التي وقعت في الايام الماضية في سوريا.

حيث قال نائب وزير الخارجية الروسي " غينادي غاتيلوف " لصحافيين "بالنسبة لنا من الواضح جدا ان مجموعات ارهابية تقف وراء ذلك -القاعدة وتلك المجموعات التي تعمل مع القاعدة " ، ولا ادري ما هية الوضوح المقصود عنده الا اذا اعتبرنا انه لا يتكلم بجدية ، انما على سبيل التندر والممازحة واظهار شيء من خفة دمه مع الصحافيين ، والا لو كان يعني مايقول فسوف يبدو للعالم " شبيح او نبيح " ولا يتكلم باسم دولة محترمة لها مبادئ وتحكمها قيم ، وانما باسم عصابة مافياوية تدير روسيا جعلت من زعيمه بوتين ورئيس وزراءه مديديف الذين يتداولان السلطة بلامنافسين ولا معترضين .. على رأس هذه العصابة كما حصل مع  " مع توريث وتنصيب بشار الاسد ابن القائد الابدي الراحل رئيسا على سوريا  "  ..!!

ذكرني تصريح نائب وزير الخارجية الروسي " غينادي غاتيلوف "بتحليلات واراء محلل سياسي سوري " ثقيل دم " أصبح اليوم نجما من نجوم المحطات الفضائية ، وأحد " أشد وأشذ " المؤيدين للسلطة السورية الحاكمة اسمه " احمد الصوان " ، الذي لو نظرت اليه لرأيت اللؤم مجسدا ، ووجدت نفسك تتعوذ بالله  من الشيطان الرجيم الذي أحل بهيئته ، مستفز .. يستفزك المذكور بكذبه وحقده الفاضحين ، ولفه ودورانه وتعميته عن الحقيقة وتشويهها ، فتشعر بالضيق حينما تستمع لردوده الممجوجة والسمجة والمستنسخة ، والتي يبدأها بـ ( لازمته ) المعروفة " لقد بات واضحا .." ، او " من الواضح " و " وانا باعتقادي " ..
مع اني ازعم ان اعتقاده منخور بسوس الفساد ، والوضوح لديه قليل ، وربما لا يتعدى الجملتان الملقنتان له من موظف صغير يعمل في احد فروع الامن ، او بدفع من شبيح مثقف يعمل في احدى جماعات  الشبيحه المعتمدين عند " الرئيس السابق لسوريا  بشار الاسد " ..
 

بالعودة الى السيد " غينادي غاتيلوف " نائب وزير الخارجية الروسي وتصريحة ، الذي لا ادري مالذي عص على ذنبه ودفعه الى هكذا تصريح يستفز اكثرية الشعب السوري أكثر مما يخدم به بلده ، فحتى لو كان ما صرح به صحيحا مئة بالمئة ، ومقرون بالادلة الدامغة والاثباتات التي لا يعتريها شك ، الا يدري السيد  الروسي ان مثل هكذا تصريح " يجعل الاكثرية بيئة حاضنة ومساندة لمثل القاعدة وغيرها في محاولة منها قد تكون مشروعة ومبررة للدفاع عن نفسها "  امام العنف الذي ترتكبه عصابات السلطة الحاكمة من جيش وامن وشبيحة ، والذي تدعمه ايضا حكومته نفسها ..

ألم يكن الصمت افضل من الكذب الفاقع والمفضوح ، خصوصا ان العالم كله اصبح يدرك حقيقة ما يجري في سوريا كما يدركه الروس تماما .. ولما لا او ليس الروس على علم بحقيقة مايجري ويحرفون عنها ..!!؟

اليس هذا هو الشذوذ بعينه الذي بكل تأكيد لن يأتي بنتيجة طيبة تخدم مصالح كل من البلدين واولهما المصالح الروسية ، هذا اذا كان الامر فعليا مرتبط ومتعلق بالمصالح المشروعة للدولة الروسية بالاصل ،وريثة الاتحاد السوفيتي ، وان ما نفترضه هو كذلك ..

نحن من حقنا ان نسأل سؤالا بسيطا وربما ساذجا للسيد نائب وزير الخارجية الروسي " غينادي غاتيلوف " ، على فرض وجود القاعدة ، او بعض الجماعات المنتمية لها في المدن والبلدات السورية ، فهل وجود جماعات مسلحة باسلحة فردية محمولة و " مندسة " بين السكان المدنيين ، يستدعي نشر كل هذا الجيش العرمرم بعتاده الثقيل من دبابات ومدافع ثقيلة ، وراجمات صواريخ لملاحقة مثل هذه العصابات المزعومة ولمدة جاوزت الاربعة عشر شهرا متواصلاً ..!؟

الا توجد طريقة اخرى أسهل وابسط تجعل من الشعب اكثر تعاونا وتفاعلا مع السلطة الحاكمة لملاحقة مثل  تلك العصابات المفترضة حتى يمكن القضاء عليها ..!؟

ام ان الكذب هو ديدن النظام الروسي  ورجالاته كما هو حال السلطة السورية وأن من يشّبح او ينبح في كلا النظامين واحد ..!؟

ختاما نقول ان " بائع الفجل مع تقديرنا واحترامنا له في سوق الهال " يعرف ان روسيا تملك اكثر من مئة الف روسي وروسية في سوريا ، بدءا من خبير الاسلحة الكيماوية والصواريخ البعيدة المدى وحتى راقصة الكاباريه ، ولديها من الاقمار الصناعية المتطورة والمتقدمة والمنتشرة فوق المنطقة ما يمكنها من متابعة ربما " نملة تحمل حبة  قمح حورانية  " وهي فعلا تملك  ولديها ما يفوق التصور ، الا تستطيع معرفة من يرتكب المجازر والقتل والتدمير بحق الاكثرية ويقف "وراء الاعتداءات" في سوريا ، ويخرب ما يخصهم ويخصنا ويعنيهم ويعنينا ، والذي ايضا  قد يصل به الامر الى حد " تهديد السلام في العالم كنتيجة حتمية للتغطية على الفاعل المعلوم ، وتجاهل قصر نظره ، وجنونه الفئوي ، مقابل مصالح قابلة للتحقيق بتكلفة اقل ..! " 
هذا ليس كلاما سفسطائيا حالما وبعيد عن الواقع ، بل هذا ماتستشعره شعوب المنطقة ، أوليس استثارة مليار ونصف المليار مسلم في العالم " بقصد او من غير قصد " يهدد السلم العالمي ..!؟

الأحد، مايو 13، 2012

سلطة بشار الاسد سقطت


سلطة بشار الاسد سقطت


بداية ..لابد لنا من توصيف السقوط  المقصود بما يتفق مع واقع الحال القائم في سوريا ، حتى نؤكد على صحة العنوان أعلاه ، ونستعرض بعض الأمثلة للتدليل على حقيقته ..

من هنا نستطيع القول أن معنى السقوط هو عدم قدرة " بشار الأسد " وسلطته القائمة اليوم على الحكم بعد كل الذي حصل ، والذي كان نتيجة طبيعية لكنها غير مألوفة لحالة حكم غير طبيعي ، فالسقوط الفعلي حصل منذ البداية وبعد سقوط حاجز الخوف والوهم ، بالرغم من علمنا وإدراكنا ويقيننا التام بقدرته والإمكانيات المتاحة والكبيرة له على القتل والتخريب والتدمير ، لكننا نستطيع القول بكل ثقة أن  إمكانية استمرار وجوده كرئيس وقائد للدولة السورية وشعبها أمراً يكاد أن يكون شبه مستحيل ، ما لم يكن المستحيل بعينه  ..

ثم إن عدم قدرة " بشار الأسد " بصفته الاعتبارية على إدارة شئون البلد الداخلية على كل المستويات وأهمها الأمنية والاقتصادية بعد أن أصاب الشلل كل مؤسسات الدولة باتت واضحة تمام الوضوح ، وذلك من خلال حجم واتساع رقعة التظاهرات المنادية برحيله وحتى محاكمته ، أما الشئون الخارجية فهي ليست أفضل حال ، فالثقة به وبسلطته الحاكمة خارجيا مفقودة أيضا ، الأمر الذي يتعذر معها عقد أي اتفاقيات أو معاهدات تخدم البلد وشعبه ، الأمر الذي يجعل من إمكانية التواصل مع الخارج معدومة تقريبا ، لذلك نقول وبكل ثقة أيضا ، إن إمكانية  استمرار وجوده مع سلطته بتركيبتها الحالية قائدة للدولة السورية وشعبها أنتهت الى غير رجعة  ..

إن الهيبة العامة للدولة التي يفترض أن تكون ظاهرة بشكل واضح من خلال تطبيق القوانين والتشريعات الصادرة عن مؤسساتها ، وإشعار الجميع أن الكل تحت سقفها وملزم بتطبيقها غير موجودة ، بعد أن أسقطها هو نفسه بسوء تقديره ، ورده العنيف والحاقد والغير محسوب على مطالب الشعب السوري الذي اقر هو في أكثر من تصريح له بأحقيتها  ..

إذاً هيبة "بشار الأسد " بصفته رئيس سقطت في سوريا ، وقل احترامه بين العامة ، ولم تعد له تلك الرمزية الاعتبارية والمكانة المقدرة ، بدليل عدم التزام الشعب السوري ولامبالاته بما يسن ويصدر من قوانين وتشريعات ظاهرها قد يبدو متقدم جدا للبعض تحت مسمى " الإصلاحات " ولو أنها على الورق لغاية الآن ، ولم يتم تنفيذها ، ولن يتم ..!!

فلو كانت الأمور تسير بشكل طبيعي ، لكانت نقلة نوعية سجلها التاريخ لهذا الرئيس وسلطته بأنصع صفحاته ..

بالأمس القريب .. كل سوري كان يعرف أن الشخص المنتمي لأي جهاز امني من تلك الأجهزة الكثيرة والمرعبة ، أو ربما احد " المخبرين "  الانتهازيين المدعين انتمائهم لفرع من هذه الأجهزة ، له من الهيبة ما يمكّنه من السيطرة على أي إشكال ، وله القدرة على سوق ما شاء من البشر بلا سلاح إلى الجهة التي ينتمي لها والسجن والتعذيب كيفما شاء ولمن شاء وأينما شاء ، أما اليوم فقد أصبحت الدولة بسلطتها الحالية التي يرئسها " بشار الأسد " ترسل حافلات بعشرات الجنود المدججين بالسلاح والمرعوبين لتفتيش بيت ريفي بسيط وعلى أطراف إحدى القرى النائية ، والبحث عن قطة سلاح قدم احد التافهين من المخبرين تقريرا بها ..

ثم أن شرطي المرور كمثال آخر كان له هيبة قبل بدء الثورة يستطيع من خلالها ليس فقط تطبيق وفرض قوانين جائرة وقاسية وظالمة بحق المواطنين ، وإنما ممارسة مزاجية تسلطية استعلائية احتقارية ولا يجد من يعترض عليه ، أو حتى يظهر له أي نوع من التأفف أو الامتعاض ، بينما اليوم لو احدنا سار بسيارته عكس السير وبمنتهى الرعونة والاستهتار .. على فجاجة ووقاحة مثل هذه المخالفة ، لن يجرؤ شرطي المرور على فعل شيء ، وإذا ما حاول فلن يتجاوز فعله حدود الطلب منه توخي الحذر والانتباه من السيارة المقابلة له ، بكل أدب وبمنتهى الذوق واللطف والوداعة والاحترام ، والتي بكل تأكيد لا يقف خلف سلوكه هذا القيم والأخلاق ، وإنما الذعر والرعب من شعب كسر حاجز الخوف..!!

أمام مثل هذا الواقع المر لا يسعنا الا ان نقول تباً لسلطة لا تستطيع اليوم وضع شرطي مرور في شارع ، ينظم السير فيما تبقى من شوارع سوريا إلا برفقة دبابة وجيش من الشبيحة ..!!

أبعد هذا السقوط يمكن أن يكون هناك سقوط ..!؟

الجمعة، مايو 11، 2012

مفردة الارهاب

 
مفردة الارهاب
وانتهازية السلطة الحاكمة في سوريا



بكل أسف أراني مضطرا للكلام المباشر وبدون أي تحفظ وبعيدا ربما عن الكياسة واللياقة ، ولا حتى المواربة أو اللف والدوران وراء الكلمات المعسولة ، لأقول انه ليس مستغربا على الإطلاق أن تستخدم السلطة الحاكمة في سوريا اليوم " مفردة الإرهاب "، تلك المفردة الأشهر بين المفردات التي تتداول بها وسائل الإعلام العالمية ، والتي يُقصد منها التحذير بشكل خاص من رد فعل بعض المسلمين السنة على فعل الظلم الواقع على الكثير في مجتمعاتهم حول العالم ..

وهنا وبهذا الاستخدام الماكر والخبيث ، جعلت السلطة " الإرهابية " الحاكمة في سوريا من نفسها معنية رئيسية في مكافحة فعل هذا الإرهاب المزعوم ، فتبجحت ولازالت تتبجح  وتعلن بكل وقاحة ، وبشكل متكرر على انه السبب الأساسي ، لما عاناه ويعانيه الشعب السوري ، وأن الذي يحصل اليوم ما هو الا ثمن يدفعه هذا الشعب لمكافحته ..

وحتى نهجها القمعي الذي كانت تنتهجه مع الشعب السوري ، وما ترتب عليه من اثار وما كان يصاحبه من شدة في التعامل ومن تضييق على الحريات ، " المضطرة لها السلطة  " ، تعتبره مبرر ، وبقصد المحافظة على البلد ومصالحه  ، بمعنى آخر أن كل سلوكيات السلطة القمعية القاسية كانت بقصد حماية الوطن والشعب من تلك الظاهرة اللعينة المسماة " الإرهاب " ، وبذلك هي تعتبر كل القتل والتدمير مبرر ، وبمثابة عذر مشروع لظلمها واستبدادها ونهبها ، وتعتبر أن كل حركة وحراك وسياسة ونهج مجرميها في الداخل ، وما تفعله ما هو إلا جزء من هذا العمل الذي يصب في مكافحتها  ..

أن سياسات السلطة الحاكمة الخارجية أيضاً ، وربط مصيرها بمحاور إقليمية ودولية شاذة ، منها ما يرعى الإرهاب جهاراً ، لا بل وينتجه بشكل منظم ، هي التي كانت وراء ما وصلنا إليه في سوريا اليوم ، لذا هي تستخدم هذه المفردة المرعبة ، كذريعة واهية ، أمام العالم لتبرير قمع الشعب الثائر في سوريا اليوم أيضا ، وليس لشيء آخر ..





الإرهاب .. تلك" المفردة " التي ربما أول من استخدمتها بشكل مكثف في وسائل الاعلام هي إدارة " بوش الابن في الولايات المتحدة الأمريكية " وجعلتها المفردة الأكثر استخداما ، والأكثر تداولاً وترديدا على الألسن ، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، والهجوم بطائرات الركاب المدنية على مبنيي التجارة العالمية في نيويورك ..

أما في سوريا .. لأننا عرفنا السلطة الحاكمة بانتهازيتها الفاقعة ، واستغلالها البشع لكل ظرف يخدمها ، ويؤمن لها الاستمرارية ، ولو على حساب الشعب ومصالحه ، فقد رأت هذه السلطة أن ما حصل يمثل لها أفضل فرصة كي تزيد من شدة قبضتها الأمنية ، وتخنق بهذه القبضة كل شيء معارض يتحرك ضدها أو حتى ترتاب منه تحت نفس الحجة ، مقاومة الارهاب ..!!

لكن اليوم لعل الأمر بات واضحا أكثر للجميع  ، وهو أن الانتهازية في قاموس السلطة لا معنى له الا انه  نهج مدروس ، انتهجته منذ نشأتها في نهاية الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي ، على يد الراحل " حافظ الأسد " ، وهي في كل الاحوال سلطة انتهازية بكل معنى الكلمة ، لذلك عندما جاءتها الفرصة الذهبية التي لا يمكن تفويتها من الدولة الأعظم وسيدة العالم أمريكا ، هذه المرة مع أحداث سبتمبر ، وبات الأمر في متناول يدها بمثابة رخصة قمع ، لم تصدق .. فأسرعت " لتقنون وتشرعن لها ، وتعطي بموجبها كل الصلاحيات للأجهزة الأمنية لممارسة أبشع أساليب القمع والتنكيل لمواجهة السوريينالمطالبين بشيء من الحرية والعدالة   " بشكل علني ، منتهزة ما نادت به أمريكا ، وعليه راحت تقتل وتقمع كيفما تشاء تحت نفس الذريعة التي باتت أممية " مكافحة الإرهاب " ، فشعرت الى حين بنوع من بالارتياح بأن لا رقابة ولا مساءلة يمكن أن تطاولها ، وبالتالي صار أهم أهدافها من وراء " مكافحة الإرهاب " هذا ، هو قمع وإخماد بركان الشعب الثائر ..

ولما لا ..!؟

طالما أن هذا النهج قد  اقترب أكثر مع " الرؤية الأمريكية البوشية " المهووسة والمنحرفة التي عملت من جهة اخرى على إسكات كل معارضة للسياسة الأمريكية المتهورة في المنطقة وربما العالم ..

كلاهما كان سار على نفس النهج وباتجاه نفس الهدف ، والتقيا عليه ، ولو بدون تنسيق مسبق ، مع التفاوت بالتباين ، والهدف بطبيعة الحال لكلا الطرفين تمحور حول ضرب ما يراه ضرورة من " الجسم الإسلامي السني " وتحطيم مفاصله ..

فذلك الجسم افرز ،  وساند ودعم تنظيم القاعدة ، رأس الإرهاب ومؤسسه في العالم ، بحسب ما صورته إدارة " جورج دبليو بوش " ، حيث تمكن هذا الارهاب من التطاول العظماء في الزمن وتمكن من ضرب أمريكا في قعر دارها ، واسقط هيبتها أمام العالم ، الأمر الذي أستوجب الرد القاسي والقوي على هذا الجسم الإسلامي السني " الإرهابي" ، وبكل الوسائل والطرق الشرعية وغير الشرعية ، وتجيش  العالم كله عليه ، تحت عنوان مطاط يمكن له ان يشمل كل " المسلمين السنة " ، وهو الحرب على الإرهاب ، علما بأن مشكلة الشعب السوري لا علاقة لها بهذا الامر لا من قريب ولا من بعيد ، هي مشكلة قديمة متجددة مع السلطة الحاكمة  ليس أكثر ، وهي مشكلة يعني منها كل مكون من مكونات الشعب السوري  ..

لكن ربما  رأى  " الأمريكان " ، أو هكذا نفترض جدلاً .. انه من الأفضل لهم ، أو ربما من باب اللباقة واللياقة ، أو لكي يتم إيهام وخداع شعوب العالم أن يتم " تلبيس مسألة ضرب الإسلام السني بقناع اشمل واقل إثارة للمسلمين السنة حول العالم ، وذلك من خلال تخريج الأمر في النهاية على أنه مكافحة لما جرى تسميته الإرهاب والحرب عليه " ..

السؤال المطروح الآن كيف التقى أو تطابق هذا الهدف الأمريكي مع هدف السلطة الحاكمة في سوريا ، الإجابة على السؤال في الواقع بسيطة جدا ، وهو أن " حافظ الأسد " ما كان يوما أكثر من أداة طيعة وعميل موثوق ومخلص ، نال الرعاية الكافية والحظوة الخاصة مع وعند الأمريكان ، بعدما استولى على السلطة في سوريا بانقلاب عسكري ، فسكتوا عنه ، رغم محاولاته الخادعة والفاشلة التي دأب العمل عليها لطمأنة الشعب السوري على مستقبله من خلال عدالة حكمه ، أو هكذا ما أراده أن يبدو لنا نهجه ، وشخصه الأساس الناظم للسوريين ، وأن معيار الانتماء لسوريا هو المواطنة وليس شيء آخر ، ولو بالشكل ..




إلا أن " حافظ الأسد " .. عقدته كانت أن " السنة " هم المكون الأكبر ، وهم أكثر من خمسة وثمانون بالمائة من تعداد سكان سوريا الفعلي ، فإن كانوا قد قبلوا الأمر ، فإنه بالتأكيد على مضض وليس بكامل الرضا ، والمسألة أنهم لو قبلوا انقلابه ، فلربما ثقة بالنفس ، وإرضاء للأقليات على أساس أن لا فرق بين المواطنين السوريين ، بقصد المساعدة على اندماجهم ، وانسجامهم مع الأكثرية بلا أي نوع من الحساسيات ..

ولتبدأ مسيرة التصحيح التي وعد بها على " قاعدة العدالة والمساواة للجميع " ، إلا أن المفاجئة الغير محسوبة ، والغير متوقعة بشكلها التي جاءت به ، أن المقبور كان يستخدم " الطائفة العلوية الكريمة "  التي ينتمي لها ويغرر بشبابها ، ويستغلها لمصلحته ، وربما تعمد توريطهم بما لا يُفترض أن يتورطوا به ، فراح يستبدل القيادات المدنية والعسكرية المنتمية للأكثرية في مراكز ومفاصل الإدارة في الدولة بجماعته من نفس الطائفة  ، ومن لف لفهم ممن هم اقل كفاءة وأكثر ولاء له ، الأمر الذي أدى إلى طفحان الكيل مع الأكثرية ، ليس لأنهم من " السنة " بل لأنهم مظلومين مقهورين وضح النهار ، وفي كل شيء ، فقد ساءت الأحوال بشكل كبير وواضح ، وبدت السلطة الحاكمة في سوريا التي يتزعمها هو ، أسوأ من أي الاحتلال الخارجي..

حاول عقلاء الأكثرية معه ما استطاعوا من محاولات لثنيه  عن غيه وتماديه ، لكن كل هذه المحاولات  باءت بالفشل ، فقد ركب العند رأسه ، ولم يتقبل أو يقبل بأي نقد لطريقة حكمه ، ورفض أي تغيير أو تبديل لنهجه القمعي المنحرف ، ولم يوافق على إصلاحه ، ولم يغير أسلوبه المتبع في إدارة البلد ، ولا السماح بشيء من حرية الحركة الضرورية بقصد التطوير والبناء ، واعتبر المعارضة هي امبريالية مرتبطة بالخارج ،  فأغلق البلد وراح يعقد الاتفاقيات والمعاهدات والصفقات المشبوهة مع أسفل وأبشع وأوقح نظم الحكم الشمولية والاستبدادية والعصاباتية الدموية الحاكمة في العالم ، وربط استمرارية سلطته الفئوية العائلية بالمنحرفين والمتسلطين في الدول المارقة على حساب البلد وشعبه ، ما أدى إلى قيام ثورة شعبية سورية عارمة ، بعد مرور سنوات على حكمه ، إلا أنه نجح مع شديد الأسف في أن يظهرها باعتبارها مذهبية " سنية " ضد أقليات عرقية ومذهبية وطائفية ، بينما الواقع كان مختلف تمام الاختلاف..

ربما تتضح  الإجابة وتكتمل على موضوع السؤال الذي طرحناه حول تلاقي وتطابق الأهداف بين " السلطة الحاكمة في سوريا والأمريكان " ، من خلال ربط ما تقدم لندرك تمام الإدراك أن الهدف مشترك ..

وهنا أزعم أن السلطة العائلية الحاكمة  أرادت القول انه لطالما أصبح المكون الإسلامي السني " الإرهابي " اليوم في سوريا سبب رئيسي في عدم إمكانية استمرار " القرار الذي بيدنا " وفقداننا للحكم فلما لا نتبنى مفردة " الإرهاب الفضفاضة " ونعتمدها كلازمة متكررة في كل خطاب لنا ، وخط عمل قمعي وتنكيلي ، برخصة دولية ..

لعل مفردة " إرهاب " تخدمها أكثر من مفردة " الإجرام " مثلاً .. في وصف أي عمل معارض ، لدرجة أن صارت المظاهرات السلمية ، والمطالبة بشيء من الحرية ، وقليل من الكرامة  من الأعمال الإرهابية التي تحضا بدعم الإرهابيين ، وما حصل من تدمير متعمد لمدينة حمص ومدينة حماة وريف دمشق وقبلهما درعا ، والتنكيل بأهلها واهانتهم في معتقداتهم وتدنيس المساجد والدوس على المصاحف ، والكتابات المؤذية على جدران المنازل ، وحتى تفجيرات دمشق الأخيرة و" المفبركة " ومكان تفجيرها اكبر دليل على هذا الزعم..




وهنا لا بد من التنويه على أن الذي استوقفني بصراحة ، أنني لم أجد أحدا من السلطة ، ولا السياسيين والمحللين ولا حتى الأمنيين من كان يستخدم مفردة " إجرام " لوصف منفذي التفجيرات في المدن السورية على سبيل المثال ، فالتركيز الدائم على " الإرهاب " و" الإرهابيين " ، لان كلمة إرهاب كما قلنا سابقا لها وقع خاص ، كما أنها تثير الرعب في إدارات الغرب المراقب ، ويركز شعور الشعوب الغربية وينبهها عليه ، ويشتت تركزها عن الأسباب التي تقف وراءه ..

في الخاتمة أود أن اكشف أمراً قد يكون بسيطا لكنه مهم ويثبت ما ذهبت إليه ، بعدما دفعني الفضول إلى مراجعة " خطابات  حافظ الأسد " ، والبيانات المكتوبة التي صدرت أثناء وبعد الثورة الشعبية السورية الأولى التي قامت عليه في النصف الثاني من سبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي ، والمجازر التي ارتكبتها سلطته الحاكمة التي وضع أساس ومنهجها القمعي ، بحق الشعب السوري فلم أجد ، وأقولها بكل أمانة أنني لم أجد مفردة واحد  لـ " إرهاب أو إرهابيين " ذكرها "  حافظ الأسد "، كما أنني لم اقرأ بأي بيان صدر في ذلك الوقت من القيادة القطرية ، ولا القومية لحزب البعث الحاكم ، يذكر فيها مفردة إرهاب ، بينما دائما ما كان المستهدف هو الإخوان المسلمين ، الإخوان ، أو – خوّان المسلمين – كما كان يحلو لبعض مجرمي السلطة تسميتهم ، والى ذلك من التعابير الموجهة بالتحديد للأكثرية السنية المقصودة بالأصل من وراء مطاردة تنظيم الإخوان المسلمين ..

أأكد مرة أخرى أن مفردة الإرهاب لم تستخدم إلا حديثا وهذا ما قصدته في البداية ـ وأردت الوصول إليه ، وهو دليل واضح على أن السلطة الحاكمة في سوريا هي أسوأ النظم ليست الديكتاتورية والاستبدادية والشمولية في التاريخ فقط ، وإنما الأكثر والأوقح والأبشع " انتهازية ووصولية " فيما نقل لنا ، وقرأنا عنه من نظم الحكم في الماضي ، وما هو قائم في عالمنا المعاصر ، سلطة لا تعرف معنى للقيم ولا الأخلاق على الإطلاق ...

الاثنين، مايو 07، 2012

المخابرات الجوية


المخابرات الجوية

ربما فقط في سوريا يمكنك أن تسمع بين الفينة والأخرى خبرا غريباً عجيبا يقول أفرجت " المخابرات الجوية " عن الصحفي الفلاني أو الناشط الفلاني ، أو اعتقلت نفس المخابرات عددا من الناشطين في الحي الفلاني أو القرية العلانية ، فإذا سمعت مثل هذا الخبر فلا تستغرب يا رعاك الله من علاقة " المخابرات الجوية " بشأن المواطن المدني والذي بحسب علمنا يسير بقدمين اثنين على الأرض  ..!

أما إذا استغربت ، وذهب بك الاستغراب للصدمة ، فأنت بكل تقدير واحترام جاهل وأمي ، ويجب أن تقر وتعترف بذلك ، لأنك لم تسمع بعد أن السوريون يطيرون ويحلقّون ، وربما يتصادمون في عوالم يجهلها بقية البشر ، بالتالي هم يحتاجون لمن ينظمهم ، وهم بحاجة ماسة لإدارة خاصة بهذا الشأن ، لذلك تم أنشاء المخابرات الجوية ، التي تعتبر من أبرز " منجزات الحركة التصحيحية العظيمة التي قادها حافظ الأسد بعد تجفيفه لنهر بردى الدمشقي العتيق  ..!! " ..

نعم " الفرد السوري منا سوبرمان وابن ستين سوبرمان  " يطير ويحلق بلا إحساس وبلا جناحين وبلا محرك نفاث ولا حتى مراوح  ، فقط وبمجرد تقرير من تافه منحط ، أو كلمة من مخبر حقير ، عندها يتحول بشكل تلقائي إلى الجهة المختصة بهذا الشأن ، وهي " المخابرات الجوية "، وحال استلامه  يبدأ العمل بإركابه ، أو إجلاسه على منتج مشهور، وبراء اختراع سوري بامتياز ، اسمه " بساط الريح " ، لكن بلا " جناحين " ..

بالمناسبة فاتني التذكير والاشارة الى " بساط الريح " على أنه المفخرة الإبداعية الكبيرة في الإجرام  ، التي أضافت الشيء الكثير الكثير للحضارة الإنسانية ، لدرجة أن تم اعتمادها ، والعمل بها وتوزيعها في كل معتقلات الأجهزة الأمنية السورية تقريبا ، وعلى رأسها بالطبع السيئ الذكر جهاز " المخابرات الجوية "، بالتالي وعلى ما يبدو جرى شيء من الإجحاف بحق البشرية ، وحرمان بقية شعوب العالم من الاستفادة منه ، من خلال اخفائها وعدم الافصاح عنها واظهارها أمام شعوب العالم المتحضر ، ولما لا .. فالاختراع سوري مئة بالمائة " والسوريين أحرار باختراعاتهم ، أليست هذه سوريا الأسد " ..!!؟

بالعودة لاختصاص الجهاز المعني نقول .. بالله عليكم كيف يكون لجهاز أمني مثل جهاز " المخابرات الجوية " متابعة وعد أنفاس الشعب السوري ، أو ملاحقة ومنع " العصابات المسلحة الطيارة  " من ارتكاب خطأ أو خطيئة التعامل مع العدو الصهيوني الامبريالي الذي يتربص بمكتسباتنا التاريخية ، ويعبث بالمنجزات الكبيرة التي تحققت بعد الحركة التصحيحية ، والتي بطبيعة الحال كانت مثل هذه الابتكارات الخارقة نتيجة لها ..!؟

ما بصير يا جماعة .. على رأي الشيخ عدنان العرعور " صحيح انتو ما بتفهموا .."

أخيرا .. مع هذا الخلل والانحراف والجنون سأسمح لنفسي أن أسأل  .. أما يشعر بالخجل والحقارة والسفالة والدونية اليوم من يشغل منصب رئيس الجمهورية العربية السورية " بشار الأسد " أو حتى من هم حوله من المجرمين والقتلة ، الذين لا افترض أنهم أغبياء ، أو أن تفكيرهم في مستوى الصفر ، من هذه التسمية الغبية لجهاز امني يُفترض أن لا علاقة له لا بالشعب ، ولا حتى بما هو مدني أصلاً ، وربما لا علاقة له أيضاً بما يسير على الأرض حتى لو كان من قطاعات الجيش الأخرى والمتنوعة ، " العمى بقلوبهم شو أغبياء ومستفزين .. ألا يستطيعون تغيير الاسم ، على الأقل إذا لم يستطيعوا تغيير وظيفته " ، لطالما تم تحديد مهامه بمتبعة ومراقبة المواطن ..!؟

 لذلك هذا اقتراح أتقدم به و" ببلاش كمان ..  يلاّ إن شا الله ما حدا ورّث " وليكن بمثابة " رعبون احتقار " لرئيسه الحالي المجرم الكبير " جميل حسن " ،إن أراد أن يأخذ به أو لا يأخذ جهنم عليه وعلى رئيسة ، فليبقي جهازه هذا في اختصاصه الحالي المحصور فقط بمتابعة وملاحقة المواطنين المدنيين السوريين على الأرض ، ولو فيما تبقى له ولرئيسه من وقت قطعاً سيفاجئهم وقت نهايته  ، والتي ستكون بكل تأكيد اقصر بكثير من كل توقعاتهم وحساباتهم ..

الخميس، مايو 03، 2012

نهج حافظ الاسد


نهج

حافظ الأسد


لعل ما نعانيه اليوم من وضع مأساوي ، واصطفاف مذهبي طائفي في المنطقة سببه الأول هو النهج الديكتاتوري الاستبدادي العدواني الاقصائي الحاقد  الذي انتهجه حافظ الأسد منذ اليوم الأول لاستيلائه على السلطة ، حيث جعل هذا النهج أمر اعتيادي في (  ثقافة البلد العامة ) ، والمؤسف أن كثير من العامة المغلوب على أمرهم في البلد كان يراه  - النهج الديكتاتوري الاستبدادي - إحد ضرورات بناء الدولة الحديثة ، ومرحلة لا بد منها حتى لو أصبحت الجمهورية السورية ملكية وراثية لـ "  آل الأسد " ..
علماً بأنه فعليا وعلى ارض الواقع وفوق الاستبداية المنقطعة النظير التي تم اتباعها فقد كان حكم الأسد غامض ، وقائم على القمع والرعب المفرط وتأليه سلطة الفرد ، فلم تعد سوربة .. جمهورية كالجمهوريات التقليدية ، ولا هي ملكية كالملكيات المعروفة  ..!
 

بناء على نجاح واضح له في النهج اعتبر  " حافظ الاسد "  انه الانسب له ولنا ، وربما رأى أنه الافضل لشد ونظم مكونات النسيج الاجتماعي السوري تحت حكمه ، واخضاع كل ما في البلد لسيطرته وسلطته ، وهذا بطبيعة الحال مفهوم على المستوى الفردي  ، لطالما أن الفرصة جاءته على طبق من ذهب ، وفي غفلة من الزمن ..

لذلك وبعدما دانت له الأمور راح ينفذ هذا النهج برغبة جامحة ونهم وأوغل فيه ، فتولد لديه اعتقاد راسخ من انه السبيل الافضل لديمومة حكمة وترسيخه ، وضمان توريث اولاده من بعده ، وللاسف لا بد لنا من الاقرار وحتى الاعتراف بأنه نجح في بعض ما ذهب اليه ، بدليل انه بهذا النهج  تمكن من ايصال لسدة الحكم احد اولاده الفاشلين المعتوه " بشار الأسد " ، ذلك الشخص المهووس الذي كان كما هو معروف يُعالج من اضطرابات نفسية  ، وصعوبة في النطق ، لكن جاءته السلطة طائعة وسهلة بعد أن رسخ قواعد توريثها له المقبور " أبوه " ..

الامر المضحك والمبكي ، وربما المحير هنا ان المعتوه " بشار الاسد " صدق نفسه ، وصدق ما قاله عنه المنتفعين منه في الداخل والخارج ، والمستفيدين من غباءه ، وتخيل في عالمه الخاص والمنفصل عن الواقع ، انه رئيس حقيقي وطبيعي كما هو حال بقية الرؤساء ، يحكمون ويتحكمون بشرعية مصدرها الشعب ، وتصور فوق هذا وذاك لكونه في  سوريا ، فهو رئيس ملهم لشعب مدجن وأليف وخانع لا يقوى على الرفض ، ولا يجيد إلا الطاعة العمياء والخوف والخنوع ..


لكن على مايبدو فاته ، وحتى فات العقلاء في السلطة إن وجدوا ، أن المعتوه " بشار الأسد " لن يتصرف بعقل لانه لا يملك عقلا ، ولا بمسئولية لانه لا يعرفها ، ولا نستطيع أن نصف من يتصرف مثله وفي حالته وموقعه ان وجد إلا بـ ( المجنون الذي دانت له الظروف  ) ، وهو بكل تأكيد ماكان ليصبح رئيسا على بلد عظيم مثل سوريا ، لولا انه وُجد كرأس الدمل الكريه الذي ظهر كنتيجة طبيعة لتراكم قيح  المحسوبية ، وفساد السلطة السياسية ، وتعفن قيمها وثقافتها وتاريخها الأسود  الذي رافق المرحلة  السابقة ، ونتيجة منطقية لوضع دولي اقليمي وعربي غير منطقي  رافق المرحلة ..

إن الذي فرض " بشار الأسد " علينا رئيساً هو النتيجة الطبيعية لذلك النهج الحاقد والمرعب ،  فكان كالمولود المعوق المتخلق من السياسة الدموية التي اتُبعت في حقبة الاسد ، وهو في كل الأحوال نتاج رث للظلم الكبير الذي عانى منه شعب سوريا والمنطقة ، وكذلك ( مولود غير شرعي ومشوه لزواج المصالح أو زواج المتعة القذرة لمشروع الشعوبية العنصرية في المنطقة ) الذي تم على حساب مصلحة الشعب السوري ، ومنتدب لتحقيق مصالح بعض الدول الإقليمية والدولية ، في مقابل أمر واحد فقط ، هو تثبيت دعائم الحكم الاقلوي الطائفي في منطقة الشام ..
فكانت النتيجة  أن يكون " بشار الاسد " أو طفل الأنابيب الممسوخ ، الذي تخلق بعملية كما اسلفت مصلحية مخبرية بين بيضة طائفية فاسدة ونطفة مذهبية قذرة ، في بيئة  من العهر والقهر والإجرام الدولي لـ (  ليصبح بامتياز ابن حرام  ) ، ورئيسا قهريا على الشعب السوري ..

ان ما أرتكبه ويرتكبه هذا النظام اليوم الذي يحمي هذا المسخ ويسير خلفه ، والذي هو نتاج مرحلة طويلة من النهج الاجرامي المنقطع النظير ، إجرام  لم يمر على شعب مثله من قبل ، فمثل هذا المسخ ابن المسخ الذي نحاول أن نصفه هنا فقط ، ما استطعنا إلى ذلك سبيلا ، بلا سب ولا شتيمة وان كان ظاهر الوصف  له كذلك ، فهو  (  إبليس صغير للإبليس الأكبر  )  تقمص أو تلبس أو تجسد بصورة أو هيئة بشر ، وقام بفعل مالا يقدر على فعله بشر ببشر  وربما لا يقبل أن يفعله بشر بغير البشر ، حتى إبليس المعروف ربما لا يستمتع بالقتل والاجرام مثله ، ولا يثمل عليهما كما الحال مع " بشار الأسد " ..

ابن أبيه المذكور والوارث لكرسي الرئاسة ، المستخرج بالقوة والبطش من تلك المدرسة الفئوية الظلامية قدم لنا في سوريا ، وعلى مرأى ومسمع العالم أوضح صورة للنهج الحاقد الذي اتبعه " المقبور أبوه حافظ الأسد " ، بعد أن تعمد على مدى عقود من الزمن أن يتلف ويخرب كل ماله صلة بالجمال والابداع والخلق في هذا البلد ، ويصر على تعطيل القدرة والإرادة التي يحملهما الشعب السوري حتى يصبح عاجزا على بناء بلد عصري ديمقراطي حر ، معتقدا انه من خلال القتل والتنكيل الممنهج ، وتحت تأثير الخوف الذي تعمد أن يزرعه ، يستطيع أن يقتل أيضا الإبداع في هذا الشعب ، فتستقر له الامور ..


جميعنا عرف او لمس او شاهد شيئا من " نهج  الأسد الأب " وثقافته الحاقدة  التي تمحورت حول تقديس شخصه ، ذلك النهج القمعي  المرعب الذي أسسه على قواعد القهر والإذلال والاستعباد ، والذي ما كان لمؤسسه الانتهازي والوصولي ، والأفاق والسيئ ابن السيئ ، والذي نبت في منبت أسوأ من السوء نفسه ، ان يستمر ويستقر لو انتهج اسلوبا اخر مغاير له ، وذلك لكونه فارغا ضحلا ، لا يحمل رؤيا لمستقبل البلد ، ولا تصّور تنموي يعمل على اساسه ..

فأساء وجوده في حكم سوريا أكثر مما أساء الغزاة لها ، سواء كان ذلك على المستوى الاجتماعي او التاريخي او الثقافي، لا بل ان اساءته لسوريا وشعبها كانت أكثر واسوأ لا بل ابشع مما أساء أسوأ المستعمرين لها عبر التاريخ ، والواضح أن مرحلة حكمه ستبقى المرحلة السوداء، وزمنه هو الزمن الغابر والسيء والأبشع ، والذي سيقف عنده التاريخ كثيرا وطويلا ، بعد أن ينبش الشهود لنا وللعالم ، كل المسكوت عنه من إدانات موثقة بالوثائق والبراهين والإثباتات ، وسيفضحون المخبأ قهرا أو خوفا في ما مضى  ، وسيكشفون الغطاء عن الممنوع  من التداول به قصرا..

 أخيرا لا بد لي من القول بكل أمانة وصراحة  .. أنه اكثر ما يستفزني هي تلك المواقف المؤيده لهذه السلطة ، والفهم الشاذ لحقيقتها ، فهؤلاء  المريدين ، أو الموالين " للأسد ابن الأسد " أو من احسبهم كذلك ، أو ممن يشعر المرء أن قلوبهم تميل مع استمرارية وبقاء السلطة التي يترأسها " بشار الأسد " ، أجزم بأنهم على جادة غير جادة الصواب ، بالرغم من أني حاولت النقاش مع عينات منهم ، وكنت أحاول بشكل دائم ، ولا زلت أسعى مع البعض الآخر منهم أن أبين ما أستطعت ، ولو شيء يسير من الآثار الواضحة والمدمرة التي تركتها فينا وعلينا ثقافة " الأسد " ، وكم من الزمن سنحتاج بعد سقوط هذه السلطة حتى نعيد التوازن لمجتمعنا ونصبح كما البقية من شعوب العالم ، فاعلين ومنفعلين في الحضارة الإنسانية ..

لكني للأسف الشديد وجدت ان الأغلبية منهم او على الاقل ممن قابلتهم ودخلت معهم في نقاش ، يتخفون ويتوارون تبريرا لموقفهم وراء مسألة خوفهم على البلد ، حتى لو كان برأي بعضهم ، أن من يحكمه " ولد " ، ووجدت ايضا أن كثيرا ممن ناقشته بموقفه الخاطئ تجاه ثورة الشعب المطالب بالحرية والكرامة ، أنه لا يرى حقيقة ما نرى ، ولا يرى ان ما يحصل في سوريا أصلاً ثورة ، والتعليل باعتقادهم ان الثورة يجب ان يساهم بها كل الناس وليس البعض ، او هكذا على الاقل يجب ان تكون عليه الثورة ، ولم يعلموا ان من شارك في الثورة الفرنسية - على سبيل المثال - لم يتجاوز الواحد بالمئة من الشعب الفرنسي ، وان من شارك من الشعب الروسي في الثورة البلشفية التي ادت الى سيطرة الشيوعية بقيادة " لينين "لم يتجاوز السبعة في المئة ، بينما من شارك في الثورة السورية من حيث النوعية ابطال ندر وجودهم في التاريخ ، وقد تجاوز نسبتهم الخمسة وعشرين بالمئة من الشعب السوري ،  بالتالي وبقليل من الهدوء والعقلانية ومراقبة ما يجري على الارض ، يمكن ان يتفق معي كل منصف في هذا العالم على ان الثورة السورية هي الثورة الاعظم في تاريخ الانسانية لغاية الان ..


اللافت للنظر والامر الغير طبيعي والذي اسفت عليه واستغربنه بشدة ، انني وجدت ممن ناقشته من يستمرئ ويستهوي الهدوء المذل ، وقبول الركون وحتى الاهانة ، ويعتبرها في بعض الأحيان نوع من العقلانية ، وهو لا يدري بهكذا حال أنه لا يعمل شيئا من عقله في هذا الموقف ، وأن جل ردوده ودفاعاته تتحكم بها العواطف ، والعواطف فقط ولا دورلعقله فيها..

هذا ما أستطيع الجزم به ، وأستطيع كذلك القول بأنه نتيجة الخوف المكتسب من التبعات التي يتصورها ، والتي صارت عنده أشبه بالاعتقاد الراسخ ، بينما الواضح  مختلف تماماً ..

 أخيرا أقول وهذا مؤسف .. أنني لم أجد احد ممن دخلت معهم في نقاش يكلمني عن أفكار عملية أو برامج تنموية أو رؤية واضحة للسلطة ورئيسها .. أعجبته  ، وهو لروعتها واعجابه بها يتبناها أو ويؤيدها لواقعيتها وعمليتها بعدما اقتنع بها ، ولم أجد أيضاً حتى من يتكلم منهم عن توجهات واضحة لها ، في السياسة ، في الاقتصاد ، في الحريات في التطوير ، الكل يتشدق بمرحلة الموات السابقة التي يصفونها بزمن " الأمن والأمان " ، وترى أحدهم يرد عليك وهو يتحسر عليها وعلى أيامها ، و قد غاب عن هؤلاء أو ربما هم أرادوا أن يغيبوه عن عقولهم ، أن الشعوب صاحبة الكرامة والتي تتمتع بتاريخ حافل لم تكن قد تحررت من مستعمريها أو محتليها ، لو لم تثور في وجههم ، أو لو لم تدفع الدم في سبيل الحرية ، وكأن حالة الموات السابقة بحسب ما يرون ، والتي يتندمون ويتحسرون عليها في بعض الأحيان ، كانت اقل حدة وسوء وقذارة من أبشع احتلال مر على سوريا ..


الثلاثاء، مايو 01، 2012

المجرم جميل حسن




( اللواء جميل حسن )

احد مجرمي السلطة الحاكمة في سوريا مدير ادارة المخابرات الجوية والمكلف من قبل بشار الاسد بارتكاب المجازر المنظمة ، والقتل الممنهج ، والجرائم المدروسة من اجل بث الخوف والرعب في قلوب الناشطين لاخماد الثورة السورية .

الاعتداء على انور مالك


تحية الى الشريف .. صاحب الاخلاق الرفيعة  ، والقيم العالية ، والصوت الحر ، والناطق بالحق
انور مالك  "

تأكد يا اخي " انور مالك " ان لك في سوريا مكان ومكانة وسيبقيان ما بقي الشعب السوري ، ولن ينسى لك هذا الشعب الذي عرفته عن قرب ما قمت به ، فتحية حب وتقدير لك ..


وشلت يد ذاك الولد ..
الذي اعتقد انه رئيس وراح بحجة الحكم يحرق البلد ..
شلت يداه ذاك الوضيع بشار الاسد ..

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...