الأربعاء، فبراير 29، 2012

ثلث الثلاثة


" ثلث الثلاثة "






الجميع يعلم أن الشعب السوري شعب حي وخلّاق وجبّار لما خصوصا بعدما ابداه من صمود اسطوري نادربالرغم من تكالب كل قوى الشر في العالم ضده وضد تطلعاته ، مع العلم بأن هذا الشعب غُيب في المرحلة السابقة من التاريخ تماماً ، وبقي ردحاً من الزمن في حالة من " الموات "  أو البيات ألقسري ..!
هذا الشعب .. شعب سورية البطل ، الشعب المُبدع الذي أرهقته حقبة الظلم والاستبداد " الاقلوي المافيوي الاسدي المتصحر " .. تلك الحقبة التي استمرت أكثر مما ينبغي لها أن تستمر ..!

هذا الشعب هو بالقطع شعب النوابغ الذي فهم الرياضيات والأرقام وعلاقتها مع بعض ، وأدرك تماما أن " ثلث الثلاثة قد لا يساوي بالضرورة واحد ، خصوصاً بعدما نهض من سباته وبياته الطويل  واعاد الحياة لنفسة وقال يا واحد ..!!  " ..

ليس المهم أن نذكّر أنفسنا بحقيقة هذا الشعب فقط ، انما الأهم من التذكير ، هو أن يتذكر داعموا السلطة الحاكمة في دمشق هذه الحقيقة لعلهم يستعيدون شيئاً من وعيهم وذاكرتهم ويدركون هذا الأمر جيداً قبل فوات الأوان عليهم وعلينا ، ويفهمون بأن نتائج إجرامها كبير وفاق كل تصّور بشري ، وأن ما عملوه معها في سوريا طوال الفترة الماضية ولغاية الآن ليس بالعادي الذي يستطيع المرء نسيانه ، وأن الذي فعلته السلطة الحاكمة في السوريين لم تجرؤ سلطة من قبل على فعله ، وأن البشاعة التي أبدتها في سلوكها تجاه البلد وشعبه على مدى الفترة الزمنية الماضية ، بلغت درجة لا يمكن أن يتصورها عقل سليم ..!

من هذه النقطة كان المفروض من السلطة الحاكمة أن تعي عظمة هذا الشعب ، وتتنبه الى انها أمام شعب هو الأعظم في التاريخ البشري  ، لطالما أنه لم يكل ولم يمل بالرغم من ما فعلته به ، وبالرغم مما أصابه ، هذا الشعب .. الذي أكد للعالم كله بأن لديه من الإرادة والقدرة على الاستمرار تفوق التصور ،  رغم الألم والمعاناة ، ولديه القدرة العالية على القيام بما لا يقدر على القيام به شعب على الأرض ، ولو أنه " أي هذا الشعب " قد تسامح كثيرا وصبر أكثر مما يجب على جلاديه من " ال الأسد " بدءاً من الأب المجرم انتهاء بالابن المعتوه ، لكن هذا التسامح والصبر ما كان له أن يستمر الى ما لا نهاية ، بالتأكيد .. في لحظة ما سينفذ الصبر ، وبتوقيت ربما قدر هذا الشهب نفسه ساعة نفاذه بنفسه ..

ساعتها سيتفرج العالم على ما لا يتوقع ولا يتخيل أن يحدث ، وسيرى ما لا يمكن أن يتخيل ، وسيفضح حينئذ معها كل الموبقات التي مورست ضده ، وسيعري كل من ارتكب معصية بحقه ، فهذا الشعب فوق ارادته الصلبة التي لا تنكسر  له ذاكرة واسعة ، ونقية ، ومتقدة ، وربما تكون أوسع وأقوى من كل الأدوات الضيقة والضعيفة للسلطة الحاكمة  ، التي كنا نتمنى ومنذ البداية أن تتصرف بشيء من المسئولية والعقلانية تجاه البلد وشعبه ، وأن تتوخى  الحيطة والحذر في كل خطوة تخطوها معه ، ولا تنسى ما مضى لها من ظلم كبير ارتكبته بحق سوريا والسوريين ، لكنها مع شديد الأسف لم تتعض " ففات بها الفوت " وانتهى على ما يبدو كل فائدة قد تأتي من أي صوت..!!

أخيرا .. أقول :

كل ما كان مطلوباً عمله في " مدينة درعا " سهل وبسيط ، وربما ابسط من جواب سؤال  " ثلث الثلاثة كم..؟ " ..

لكن يبدو أن " غباء المسئولين في السلطة الحاكمة ،  وعته " رئيسها ، لم يمكناها من الإجابة الصحيحة على هذا السؤال ، الذي ما كان سيكون أكثر من " واحد " ، نعم واحد  فقط لا غير ، لكن اليوم أضنه لم يبقى كذلك ، بعدما ولغت بالدم السوري ، وأبدت أمام هذا الشعب الكثير من المكابرة والاستخفاف ، وتعامت عن ما نريد  وما يجب أن يكون بعناد وصلف، وشاءت أو رغبت أن تنهي لعبتها الإجرامية مع الشعب السوري بأكثر من واحد ، وسيكون  الهدف رقم " واحد " والأهم بكل تأكيد والذي سيؤدي الى النتيجة الحتمية في نهاية اللعبة هو زوالها ..!



 

الثلاثاء، فبراير 28، 2012

" أصبحت متفائلا "




اليوم فقط .. " أصبحت متفائلا " .. !!

كنت اعتقد أن أي مشكلة ، حتى تنشأ في أي مكان وعلى أي موضوع ، لابد من وجود طرفين لها أقل تقدير ، لكن ما هو قائم عندنا اليوم في سوريا لم تعد مشكلة بسيطة بأطراف قليلة ، بل باتت مشكلة مركبة ومعقدة و " متكلسة " بعض الشيء وأطرافها كُثر .. !!

لكن هذا لا ينفي حقيقة أن أطرافها الأساسية أثنين فقط ، وهما " الشعب والسلطة " فقط ، والباقي من الأطراف على الرغم من وجودهم الفعلي إلا أنهم بغير أهمية ما سلف ، وبالمقارنة مع الطرفين المذكورين ، " فالشعب " مقهور كان منهزم ومستعبد ، ومستغل بشكل بشع ، " والسلطة  " فئوية أقلوية طائفية مستبدة قامت على " الأمن والباطل " ، منذ أن استولى على البلد مؤسسها الراحل " حافظ الأسد "  ..

 ومنذ ذلك الانقلاب التصحيحي " تعمل .. وبشكل ممنهج ومدروس ومنظم على تجهيل " أبناءنا وبناتنا " نواة هذا الشعب ، من خلال غسل ومسح أدمغتم .. بشعارات فارغة ، في مؤسسات قوية تهيمن على التربية والتعليم بدءاً من "  حضانة الأطفال " ، وانتهاءً  " بالجامعات "  ناهيك عن إعلام تجهيلي تضليلي موجه ، ليجد أبناءنا وبناتنا أنفسهم في النهاية مسلوبي الإرادة منقادين وتابعين  .. !!

ما أكثر خريجي الجامعات عندنا في سوريا .. إلا أن كثير منهم للأسف يجهلون أبسط حق من حقوقهم الأساسية ، وهو التعبير ، أو حرية الرأي ، فهؤلاء الذين اخُتطفت طفولتهم مبكرا من قبل منظمة تابعة للسلطة اسمها " طلائع البعث " وترعرعوا في منظمة أخرى أسوأ من سابقتها اسمها " اتحاد الشبيبة " ، ثم " الفتوة " وما إدراك ما الفتوة ، وبعدها " اتحاد الطلبة" والتنظيم التلقائي في " حزب البعث " الذي لا يحمل أي فكر ، إنما أقوال فارغة لمستبد دموي مقبور منذ أكثر من عقد من الزمان ..

قبل الثورة كنت متشائما وأتساءل هل يستطيع هذا الشباب  المسلوب الإرادة، والمدجن و" المتربي " على مقولة : " قائدنا إلى الأبد الأمين حافظ الأسد " ، تغيير واقعه أو الثورة  عليه ..!!؟
 للأسف أنني متأخر عرفت أنهم عرفوا الإجابة وقالوها أمام العالم وبالفم الملآن  " نعـــــــــم " .. ولهذا واليوم فقط  .. " أصبحت متفائلا " .. !!

النبيح الإعلامي الحوراني



النبيح الإعلامي الحوراني
خالد العبود


كثيرا ما كنت أتابع بشيء من الامتعاض والغضب والحنق مداخلات المعتوه الحوراني المنحط ، نبيح إعلام السلطة الحاكمة في دمشق ، الذي اجتهد في خدمته للسلطة فأوصل نفسه لدرجة كلب بجدارة ، وأبدع في تعامله البشع وأضراره ليس بمنطقته حوران وحسب ، انما بكل الوطن السوري فحاز على درجة الدكتوراه في السفالة والانحطاط ..!

حيث يعتبر هذا الوضيع الأفّاق بصفته الرسمية اليوم ، كممثل للشعب السوري ، من أسفل السفلة المرتبطين بالسلطة الحاكمة ، نقول هذا الكلام بمرارة شديدة ، لكونه حوراني ومن ثم من " ال العبود " ومن قرية " النعيمة " الباسلة ، فهذا عار ثم عار أن يكون ابن هذه القرية الصامدة ، تلك القرية الصغيرة الوادعة التي تقع على بعد أربعة كيلو مترات إلى الشرق من مدينة " درعا " الصمود ، مهد الثورة السورية الكبرى الثانية ، ثورة الحرية والكرامة ، والتي نالها ما نالها من قتل وتشريد وتدمير ، ربما يعرف هو أكثر من غيره حجمه ..!!

 

يؤسفني جدا ، وأنا الحوراني أن أوسخ هذه الصفحة بالتطرق لسيرة هذا القذر ، لكن استفزازه يدفع الحليم للغضب ، وما كلماتي هذه إلا صرخة من غضب تجاه ما يجري في حمص هذه الأيام ، ولأن " الواطي ابن الواطي " ينظّر ويبرر ويحلل بلا خجل ولا وجل ولا حتى حس ولا ضمير ..

 بالمناسبة .. وهذا لمن يعرفه ليس بغريب لأنه " عرص ابن عرص " ، وموقعة الحقيقي في " مربع " العرصات ، بدل أن يكون في " مربع الحوارنة " الأبطال ، وهو ليس إلا أحد الانتهازيين الوصوليين  ، أولئك الذين ارتضوا الضيم والخنوع ، وقبلوا أن تُداس كرامتهم بأحذية الأمن والمخابرات ..

فـ " الحوارنة " كما يعرف الجميع ليسوا من هذه الطينة ، هم مختلفون عن هذا المسخ بكل تأكيد ، فهذا المسخ شاذ ومنحرف عن خطهم وقيمهم ، فهؤلاء من سطروا بدمائهم النقية انصع صفحات العزة والمجد في تاريخ هذه الأمة ، ليس في سوريا وحدها فحسب وانما في كل الوطن العربي ..!!

هذا الوضيع الوصولي الانتهازي القذر ،  تربى على القمامة والفضلات النتنة لمخابرات السلطة ، فتعالى وتطاول على بيئته ، وتكبر وتمادى على قيم حوران وعاداته وتقاليده ، وهو لمن يعرفه عن قريب ، يعرف أنه دائم الشعور بعقدة النقص ، وانتماءه لنبيحة العصابة الحاكمة ودفاعه عنها ما هو الا تكملة لهذا النقص ..

" خالد العبود " هو .. كهؤلاء .. الذين تربوا على التبعية والوصولية والانتهازية ، فهو مخنث انبطاحي ، يبيع شرفه وعرضه سبيلا للوصول إلى متعة الاستضلال الرخيصة بعصابات السلطة الحاكمة ومتنفذيها ، وهو منذ البداية ارتضى لنفسه أن يكون من " قواوويد " أقذر وأوسخ ضباط الأمن القتلة في سلطة دمشق ، ومخبرا واطي وسافل وحقير ، وأسفل المخبرين بالوراثة ، فأبوه من قبله مخبر سافل ، فالسفالة بالنسبة له طبع ووراثة ، والتخنيث والتدجين مهارة ..

و" قرية النعيمة "  .. تلك القرية التي قدمت بل رجولة وشهامة ووفاء ، وفداء للوطن وكرامة الوطن على مذبح التضحية من أطهارها في هذه الثورة ، ثورة الحرية والكرامة ، ما يدفع المرء لاستنكار ان يكون مثل هذا منها ، لقد دفت هذه البلدة من الشهداء وبكل سخاء عشرات وراء العشرات شباب وشيب بين شهيد وجريح ، ناهيك عن العشرات من المعتقلين ..!

بالتأكيد " قرية النعيمة " لا يشرفها مثل هكذا اشخاص ، و " خالد العبود " انتهازي .. أو دعونا نطلق عليه اللقب المتداول عنه في قريته ، والذي يستحقه بجدارة " خائن العبود "  ، والمقصود خائن العائلة الكريمة " عائلة العبود " التي من سخريات القدر أن ينحدر منها هذا الوضيع والسافل ابن الوضيع ، والمخبر الحقير ابن المخبر الأحقر ، والقميء ابن القميء المعروف بدناءته وحقارته لكل أهل المنطقة ، وليس قرية النعيمة فقط  ، حيث الكل فيها يعرف ارتباطاته المشبوهة مع أقذر واسوا مجرمي وقتلة الأجهزة الأمنية والمخابراتية في البلد ..!

فهذا القواد الذي يقول :  " أنا أنتمي إلى المعارضة التي يقودها بشار الأسد " من حوران للأسف .. !!

تخيلوا هذا .. يا سادة ..!

لكنه ليس كالحوارنة ، هو كالدمل المقرف في الجسم السليم ، وهو بالقطع سينتهي ويزول هو وأمثاله من حثالة المجتمع السوري ، وسيشفى جسدنا الحوراني بإذن الله تعالى من مثل هذه الدمامل ، لان الجسم الحوراني سليم وصحيح بقيمه واخلاقه ، ولا يقبل أن تعتاش عليه الجراثيم ، ولا تدوم عليه الدمامل المرضية ..!!

المنحط لا يخجل وهو يدعّي المعارضة  " معارضة شو .. لا ندري .. وهو مع بشار الأسد " ..!!؟ 

أنا ..  لا افهم ..!!

فبعد كل هذا القتل والإجرام .. هل بقي عاقل مع بشار الاسد ..!! "

أخيرا أقول أن " النبيح الإعلامي الحوراني خالد العبود " ما هو الا مشوه من المشوهين ، الذين هم اقرب في تكوينهم " البيولوجي " للجراثيم الضارة وقراد مؤخرات الخنازير من كونهم بشر يحسون ويشعرون ، وجدوا في غفلة من الزمن ، حيث أوجدتهم وساخة ونتانة وعفن عصابات الحكم الاستبدادي السلطوي في البلد ، فلوثوا الوطن النقي وشوهوه ، ونسوا أو تناسوا ، أن الأوطان لا تُبقي لمثل هؤلاء مكان فيها ، ترميهم كما ترمي الأوساخ والقاذورات في المزابل ، مهما حاولوا تزييف التاريخ والحاضر ..!

ومهما تحذلق خالد العبود .. يبقى هو .. هو .. " خالد العبود عضو مجلس الشعب السوري المفروض من المخابرات السورية ، والعرص .. المدان بقضايا دعارة معروفة ..!! " ومهما اشتهر أو لمع ، أو صار أحد النجوم المعروفين في وسائل الاعلام الحالي ، فلن يصبح يوما " خالداً "  إلا في مزابل التاريخ الاسود وباسمه الاشهر " خائن العبود "  ..!

الاثنين، فبراير 27، 2012

حتى الإعلام السوري الخاص لا يقنع احد ...


حتى الإعلام السوري الخاص لا يقنع احد

حتى الجيش والأمن على الحواجز يحتقر الإعلام السوري و" نبيحته " من المنحلين أخلاقياً والمتخبطين استراتيجيا وعسكريا ، الذين يظهرون بين الفينة والاخرى فيه محاولة لتلميع صورة القبح والبشاعة التي صبغت كذب اعلامهم وكذبهم ..

فقد حدثني احد الأشخاص الذين تشابهت كنيته .. لكنية احد هؤلاء النبيحة المعروفين ، أنه في احدى المرات بينما كان متوجه من العاصمة السورية دمشق إلى مدينة درعا ، قاصدا زيارة احد أصدقائه في المدينة المنكوبة ، وبعد مسافة من الطريق استوقفه حاجز امني عسكري مشترك ، اقترب منه احد عناصر الحاجز وسأله " وين رايح " فأجابه بتلقائية  والله رايح على درعا ، رد عليه عنصر الأمن " منك عارف شو صاير قرد ولوو ،  ارجع .. أفيك تفوت .. ارجع  " ..!

فرد عليه صاحبنا بحسن نية ، وتلقائية الريفي الصادق معتقدا أن " كنيته " ستحترمه وتحميه ، وتسهل له المرور بلا توقف ، قائلا له  :

يا أخي والله مضطر للذهاب إلى درعا .. بعدين .. قالوا ما في شيء هناك  ، وأنا كنت بتفرج على " قناة دنيا " لقد كان من هناك نقل مباشر .. وشفنا أن كل شي هادئ وعادي بدرعا ..!

رد عليه العنصر باستهزاء وهو يؤشر بيده إليه بالاستدارة والرجوع من حيث أتى قائلا:

( أنت .. أبتفهم .. قرد ولو ارجع .. ارجع تضرب أنت ومحطة دنيا..!! )

صمت صاحبنا هذا .. ورجع من حيث اتى ..!

الحوارنه

( الحوارنه  )



اكتشفنا مؤخرا للأسف الشديد أن سوريا يحكمها مختلين عقليا ، ومرتبكين سلوكيا ، وأولاد مجرم نافق خائفين على كرسي الحكم الموروث ..

هؤلاء الذين يعتقدون على ما يبدو أنهم يديرون مزرعة موروثة عن أبوهم النافق حافظ الأسد  ، وليست دوله لها بُعدها الحضاري ، وتاريخ عريق اسمها سوريا ..!

أو هذا ما هو ظاهر على الأقل ..!

" بشار الأسد " ابن أبوه .. حاله  كحال أبيه " حافظ الأسد "  وربما أسوأ من ابوه .. كلا الاثنين ،كانا يستخفان بسوريا والسوريين بشكل عام ، ويستغبيا على ما يبدو " الحورانه " بشكل خاص ، أو هكذا كانا يعتقدان ، وبالأخص من والاهم وعمل معهم سواء كان بحسن النية ، أو بسوء نية جريا وراء مصالح ومكاسب آنية ، مستخدمين من قبلوا الاستخفاف  كـ " قناع سني " ، يتخفون به ويخفون بشاعتهم الطائفية وراءه ..!

لكن فجأة وبشكل غير متوقع يتغير الحال مع " ابن أبوه " ، ويختلف التقييم ، فيثور هؤلاء المدجنين ، ويصبح " الحورارنه " بنظره أناس على غير ما تعدوا هو وأبوه عليهم .. فراح يعيبهم ويرميهم بأبشع الأوصاف لدرجة أنه وصفهم بـ " مجرمون مندسون سلفيون إرهابيون قاعديون مرتبطون بالصهيونية والامبريالية العالمية "  ..تخيلوا ..!

وأنهم أتوا من الخارج السوري بأجنداتهم التآمرية ، التي تستهدف " البلد والولد وحكم الأسد " ، كما تستهدف فوق ذلك الخط " المقاوم والممانع لكل المشاريع الصهيونية والامبريالية الأميركية " .. سبحان مُغير الأحول ..!!

ما الذي حصل ..!؟

الذي حصل عند " الحوارنه " في حوران هي احتجاجات بسيطة تحولت الى ثورة كرامة ، لكن لأنه مراهق و" فاقد للأهلية " ، ومعرفته في السياسة والادارة مثل معرفتي بالهندي ، لم يتخيل ان تكون ثورة ، وثورة لم تمر مثيلة لها في التاريخ من حيث الطهارة والنقاء ، لو لا أن قوبلت بالقمع الشديد بمختلف الأسلحة الثقيلة ، وقبل هذا كله التشويه والتشكيك ..!

لحسن الحظ ولعظمة هذا الشعب السوري ، فان هذه الثورة تمددت الى كل المدن والبلدات السورية ، ولن تتوقف عند مدينة في سوريا ، هذا لو طال الزمن بهذه السلطة الحاكمة ، وبقى على رأسها " بشار الأسد وأخوه " بالحكم ..!

بالمناسبة هؤلاء الأولاد ..  تربوا في مدرسة أبوهم .. " مدرسة الحقد والضغينة والغدر والكره  " ، التي أسسها " حافظ الأسد " ، والتي مسحت أو حاولت أن تمسح الخصوصية السورية وتمّيزها وتنوعها ، وقتل إبداع الفرد الذي يعيش على أرضها ..وجعلت السوريين كالعبيد في مزرعة ، وليس مواطنين في وطن اسمه سورية ..!

فالطبيعة المراهقة ، والعنجهية والعناد والرعونة المكونة منا شخصية " بشار الاسد " ، ومع امتلاكه لجيش جرارا بعدده وعتاده ، والحقد على شعب حوران الذي تمرد عليه ، جعلته يزج بدبابات الجيش ومدرعاته بين الأحياء السكنية المدنية والأزقة الضيقة في كل مناطق حوران ، ويطلق الرصاص الحربي القاتل بشكل عشوائي بقصد القتل والتدمير والترويع وإخماد الثورة ، وتلقين درس قاسي وبليغ " للثوار الحوارنه " والبيئة الحورانية المتعاطفة معهم ..!

الان ما حصل قد حصل ..  لكن نقول بكل ثقة بالنفس ليطمئن الجميع .. نحن في حوران قلناها منذ البداية ونحن واثقون مما نقول ..

ليقتل " بشار الأسد " ابن ابوه ما يشاء منا لن يرهبنا القتل فنحن طّلاب شهادة ، ولدينا من الشجاعة ما لا يتخيل ، وهو جبان وغادر ومرعوب ،  فإن تمكن من القتل اليوم .. فلفترة من الزمن ..!

لكنه بكل تأكيد  لن يحكم البلد مرة أخرى ، ولن يستطيع الاستمرار في الحكم إلا على جثة آخر فرد في حوران ، فحوران كما بقية المناطق في سوريا لن يركع .. صامد .. حتى النهاية..!

وشعبه صلب ..وأكثر صلابته  من صخر سهله " البازلتي "  وقد قال الثوار الحوارنه منذ البداية أمام العالم " الموت ولا المذلة "  و نموت أو ننتصر " لا بقينا إن أبقيناك يا بشار الأسد "..!

المندس المخبول




 " المندس المخبول "
الأكيد انه لا يوجد ولم يكن عندنا مفردة أو شيء اسمه " مندس " ، ولم تستخدم على الإطلاق في ثقافتنا ، وقد يكون الكثير منا لا يعرف معنى هذه المفردة الفعلي ، لكننا نستطيع أن نقول عن المعنى المقصود لهذه المفردة هي الشيء الذي يدخل بين شيئين بغير سهولة ..

وهي في كل الأحوال مفردة غريبة وملفته للانتباه كغرابة مفردة " العلوج " التي استخدمها وزير الإعلام العراقي " محمد سعيد الصحاف " قبل سقوط العراق ، والمقصود على ما يبدو من استخدام مثل هذه المفردات إرباك المسامع والمستمعين بها ، وتبرير إيحائي لهذا العنف وتصعيده..

لكن اليوم كل سوري يسأل أي " مندس  ومخبول"  بهذا المعنى غير بشار الأسد ، بعدما دسته عصابات إجرام السلطة وعتاة المجرمين والقتلة وتجار المافيا في الجسم السوري ، ليكون من سخريات القدر على رأس سلطتها والمتحكم بها ..!؟

إيران


إيران

لقد بات يعرف القاصي والداني أن إيران عملياً اليوم تسيطر تماما على على سوريا ، وسوريا دخلت في الملف الايراني كورقة ابتزاز للعالم لا اكثر ولا أقل ، وواقع الحال يقول أن السلطة في سوريا هي امتداد استراتيجي لايران المذهبية ،  وأداة فاعلة في مشروعها " الشعوبي ألصفوي المذهبي " ، ولذلك لا غرابة فيما نشاهد ونسمع من تصريحات للمسئولين الإيرانيين وعلى رأسهم " علي خامنئي " ، كلها تصب في دعم واضح وعلني لهذه " السلطة الطائفية الاقلوية الحاكمة في سوريا "  ضد شعبها الثائر عليها ، ولا يعنيها من قريب او بعيد لو كانت قاتلة مجرمة .. وهي كذلك ..

فالغاية الإيرانية الشعوبية الصفوية المذهبية تبرر الوسيلة المتبعة ، حتى  لو وصلت الوسيلة للقتل وتدمير وذبح الشعب السوري في سبيل الحفاظ على ربيبهم " بشار الأسد " .

والسلطة في إيران تدرك أن سقوط السلطة الحاكمة في سوريا ، سيؤدي إلى فقدان سوريا بالكامل ، وانتهاء النفوذ المذهبي في العراق . وانحسار المد الخارجي للمشروع الايراني  ، وبالتالي سقوط كامل السلطة الدينية الإيرانية التي تأسست على الوهم  والخداع ، فسوريا بما كانت علية قبل الثورة ، تعتبر في واقع الأمر مصدر لشرعيتهم وقوتهم حتى في داخل إيران ..

الأحد، فبراير 26، 2012

درعا - واولاد حافظ الاسد

درعا وأولاد حافظ الأسد


اعتقد أن ما حصل في درعا من هجمات منظمة وممنهجة لقطعان الأجهزة الأمنية والمتعاونين معها على المحتجين والمتظاهرين السلميين في الأيام الأولى للثورة السورية ، كان بقرار مسبق تم اتخاذه بالتنسيق والترتيب مع روسيا وإيران وحزب الله اللبناني .

وقد أُعطيِت الأوامر التنفيذية من دميتهم في المنطقة " بشار الأسد " بالتعامل القمعي الفوري والعنيف منذ اليوم الأول ضد المحتجين والمتظاهرين وبكل قسوة ممكنة للردع والعبرة ، وسحق كل من يتجرأ على السلطة ولو كان مظلوما ، والتي  كان من يمثلها في محافظة درعا شخصين منحرفين وشاذين " المحافظ الفاسد فيصل كلثوم ، والفاجر ابن خالة الرئيس عاطف نجيب "


فكل أهالي درعا كانوا يدركون هذا الأمر جيدا ، كما أدركوا أن المشكلة الرئيسية بدأت من جراء معالجة استعلائية قاصرة وسلوك لا عقلاني وغير منطقي للأخوين " بشار وماهر  حافظ الأسد " لقضية احتجاز الأطفال المعتقلين وما نشأ عنها من ردة فعل طبيعية لأهاليهم إثر الرد الوقح والفاجر الذي جاء من ابن خالتهم اللامسئول الأرعن " عاطف نجيب " مسئول الأمن السياسي في درعا .

ذاك الرد الذي تسيل دونه عند أصحاب الكرامة والشرف انهر من دماء ، وتُزهَق له أرواح وأرواح ،وفق الأعراف والتقاليد التي تحكم عموم شعب حوران .

إذاً "  مهابيل " السلطة المراهقين لم يتصرفوا بمسئولية كما يجب ، قبل أن  تتحول المسالة لاحقا إلى معادلة وطنية تتركز على انتزاع الحرية بالدم ، بل تصرفوا على نحو طائفي عائلي مافيوي مشاكس ، حينما استنصرهم ابن خالتهم على " الحوارنه من أهالي درعا "  معتقدا فيما أعتقد واضن أنهم – أي أهالي درعا - تجرؤوا عليهم وأهانوهم ، فنصروهم بغباء شديد وسوء تقدير للعواقب ، وحتى بدون حساب أو إدراك لما سيلي هذا التصرف  .. فاسقطوا بذلك هيبة السلطة الموهومة ، وكشفوا مع  أول رصاصة أُطلقت باتجاه المدنيين العزل ، وأول قطرة دم أرهقت ، وأول روح أزهقت عن سلطة منخورة حتى العظم  .. لا بل بائسة وضعيفة كانت تحكمنا بهيبة الأمن المرعب لسلطة الأسد الموروثة .

هم لم يدركوا أن ما فعلوه كان تعدي سافر على القيم والأخلاق ، تعدي على العادات والتقاليد والأعراف التي كان حافظ الأسد نفسه يضعها بالحسبان في كل مشكلة تحصل في حوران ، وينأى بنفسه عن رميها في المحاكم ، أو أن يطبق عليها قوانين البلد لحلها ، حينما كان يترك الحل والتسوية لكثير من القضايا التي تنشأ في حوران .. لأهل حوران وشيوخ عشائرها ، وكبار رجالاتها  ، فنحن كما يقول المثل عندنا " الدية عند الكرام الاعتذار" ، ومن في السلطة للأسف الشديد عزت عليهم أنفسهم بالإثم ولم يتراجعوا ، والحمد لله الذي منعهم من التراجع ، أما نحن فقد كنا وسنبقى للأبد إن شاء الله كرام .

فلو كان للعقل والعقلاء دور في سوريا ، ولو كان في الحكم حكماء لتولدت الحكمة ، ولتم تسوية الأمر على الفور بدون كل هذا القتل والتدمير.

فلا هي مؤامرة ولا هم يحزنون، ولا اعتقد أن عاقل في سوريا والمنطقة يصدق أن السلطة الأسدية الحاكمة تحتاج أصلا لمن يتآمر عليها ، فهي المؤامرة بأوضح صورها على السوريين والعرب وبلدانهم ، فهي التي كانت ولازالت تزرع الأحقاد والضغائن طوال أربعة عقود من الزمن في كل شبر من أرض الشام والعرب .. إلا إذا كانت هي من تتآمر على نفسها..!

وإلا بالله عليكم كيف تستطيع أن تقف دولة ما في وجه كل المؤامرات المفترضة وحيدة ومعزولة ، والسلطة الحاكمة فيها تقمع شعبها الرافض بالأصل لها والثائر عليها ..!؟

المسئولية



المسئولية



المعتوه .. !!







الرئيس المعتوه ..


الجمعة، فبراير 24، 2012

سلطة الصعاليك






سلطة الصعاليك
ومؤسسها الصعلوك الكبير
حافظ الأسد

عرفنا أن " الصعاليك " جمع صعلوك ، وهي صفة أو لفظة تُطلق على الأشخاص الضعفاء والمنبوذين ومن لا شأن لهم أو قيمة في المجتمع.

والأكيد أن هذا الفهم ربما يكون قد تولد من خلال الاستخدام المفرط لهذه اللفظة ، خصوصاً في حالات الهجوم أو الرد على الاستفزاز أو الغضب أو الإحراج ، وأحياناً كنوع من الازدراء والذم والتحقير للآخر..

وفي اللغة " الصعلوك " هو الفقير الذي لا يملك المال الذي يساعده على العيش وتحمل أعباء الحياة ، ولكن اللفظة تجاوزت دلالاتها اللغوية و أخذت معاني أخرى ، كقطاع الطرق الذين يقومون بعمليات السلب و النهب.

كما أن " الصعاليك " تسمية قديمة كانت تطلق على جماعة من العرب لهم فلسفتهم الخاصة في الحياة ، عاشوا في عصر ما قبل الإسلام ، تحديدا في منطقة نجد وسط الجزيرة العربية ، وهم من قبائل عربية مختلفة .

هؤلاء بالاستناد لما ذكرت ، كانوا متمردين على مجتمعاتهم التقليدية ، رفضوا التقيد بالكثير من تقاليدها الموروثة ، ولم يعترفوا بسلطة القبيلة وواجباتها ، ما جعلهم بذلك خارجين عن أعرافها وتقاليدها ، لكن بالمقابل معظمهم كانوا " شعراء فحول " ولهم قصائد معروفة ، وتُعد اليوم هذه القصائد من عيون الشعر العربي ، ولعل الشاعر المعروف " عُرْوة بن الوَرْد " أشهرهم على الإطلاق ، حيث كان يسمى " عروة الصعاليك " لأنه كان يجمع الفقراء ويعطيهم مما يغنمه. 

المهم في الأمر ، وبعد هذا المدخل البسيط ، وصولاً لما كان يعنيني من نبش هذا الموضوع ، وما كنت ارمي إليه أو من خلاله ، هو محاولة متواضعة لمعرفة هدف هؤلاء " الصعاليك " في زمنهم حينذاك ، ولو من خلال ما كُتب عنهم ، أو بحسب ما نقلته لنا ما تبقى من كتب التاريخ العربي القديم ، ثم وجدتني مع الوقت أعجب بالكثير منهم ، عندما أقترب من فهم شيء مما كان واحدهم يسعى إليه .

الحقيقة أن إعجابي "  بشخصية الصعلوك " الإنسانية التي ارتسمت في مخيلتي .. فكانت رائعة وجميلة ولو لم تكن مكتملة ، وربما هذا الأمر هو الذي جعلني باحث فضولي وجاد أبحث بجد في أسباب نشأتها ، وكانت تزداد عندي صورة هذه الشخصية روعة وجمالا ، ويزداد إعجابي بها كلما توغلت أكثر في كتب التاريخ ، وعرفت عنها أكثر وأكثر ..

لكن الغريب في الأمر أن صورة الصعلوك التي أعجبتني في البداية ، للأسف الشديد صورتها بدأت تتعكر  أمامي بشكل تدريجي وتتلاشى معظم خطوطها ومعالمها ولمساتها الجمالية  ، ويظهر بدل عنها صورة بشعة لـ " الصعلوك " والمسخ الابشع " حافظ الأسد " ..
طبعا هنا ومع بشاعة هذا الاخير تبدل مفهوم الصعلوك .. وصار له مفهوم اخر لعامة الناس ، فـ " حافظ الأسد " هو صعلوك ..لكن وفق المفهوم الحالي وليس الماضي .. وهذا الذي ساحاول ان أن افعله وذك من خلال ربط المعنيين وعلاقة المسخ الابشع " حافظ الأسد " بهما على ما اعتقده ..
فما وصلت اليه وما استشعرته مما كُتب عنه ، وفي إطار رؤيتي الخاصة ، ومن خلال اطلاعي المتواضع على تاريخ حياته ، أستطيع القول بحسب فهمي لسلوكه ونهجه على مدى فترة حكمه أنه " حاول بدهاء ومكر وخبث ، وقد يكون نجح إلى حد بعيد في تمثيل أو استحضار شخصية " الصعلوك  " من الماضي ، وتقمص ذلك الإنسان الساعي لخدمة غيره " ..
حيث قام بدور مشبوه ساعدته الظروف الإقليمية والدولية فى القيام به ، فظهر بصورة  "  القائد الخالد لشعب خالد أنكر ذاته ايثارا " في سبيل غيره ، وتخلى عن كل احتياجاته وحتى متطلبات عيشه لحياة كريمة ، فداءاً وإقداماً وتعاطفاً مع قضية العرب الأولى ، قضية فلسطين وشعبها المشرد ، فكانت هي الهدف قبل توفير الخبز والماء ، فربط بذلك " شخصه " بطموحات الشعوب العربية المنكوبة أصلا بزعاماتها  المفضوحة ، ما أدى الى تعاطف عربي ما معه وتجاه ما ادعاه زوراً وبهتاناً ..!

وقد أستهدف بذلك اللعب على العواطف الملتهبة والمكسورة ، ودخل كالجرثومة في مفاصل الإرث الثقافي العربي المنخور ، وراح يعمل تحت جنح ظلام المرحلة السابقة ، وبصمت الغادر الحاقد على تأسيس سلطته " المافياوية الأقلوية الطائفية التي تحالفت مع المذهبية الإيرانية الصاعدة في المنطقة  " لتكون له الدرع الحامي في حياته من أي حراك شعبي سوري داخلي ضده ، بعدما عرف وتيقن أن الداخل السوري كان مدركا لألاعيبه ، وينتظر الفرصة المناسبة لازاحته .

هذا النهج " ألصعلوكي " على بشاعته وانكشافه ، نال أيضاً في بدايته رضا وقبول ودعم " الخارج الأقوى " صاحب المصالح المختلفة والمتنوعة والمتشعبة في المنطقة ، ولم لا وهو الساعي الدائم لدعم مثل هكذا " صعاليك مقاوله " ونشيطة تؤمن المصالح بشكل مقبول  ..

هنا بدأ دور" حافظ الأسد " ، وبدأ الأهتمام الدولي المصالحي به ، بعدما تيقنوا من هم في الخارج أنه الانتهازي الوصولي المطلوب ، والجاهز بشكل دائم لتقديم الخدمة المطلوبة ، التي طالما انه تقدم لها طوعاً وبرغبة ، ووافق على رهن نفسه في خدمة الطالب لها ، ولو على حساب " الشعب السوري الذي كان بطبيعة الحال الأضعف في تلك المرحلة   " ، فهو الشعب المتنوع والمهمش والمشبّع فوق هذا وذاك بالفكر القومي العربي  ..

لذلك قام " حافظ الأسدبدور فاق حجمه وإمكانياته الشخصية بمعزل عن الشعب السوري ، في مقابل كسب شرعية لحكمه من الدول العظمى صاحبة القرار في العالم ، وقد تحقق له ذلك ، فمن جهة كسب شرعية دولية ، ومن جهة اخرى كسب شرعية عربية ، فقد مثل دور " القائد القومي العربي الأمين " المدافع عن قضايا أمته ونجح بهذا الدور للأسف ..
لا بل أتقن التمثيل للدرجة التي صدّقه كثيرون من العرب ، فاستثمر هذا النجاح وأنشئ في ظله " سلطته الغامضة " المعالم والمجهولة الأركان ، والتي ارتكزت على قواعد مبهمة ، غير مألوفة في نظم " الجمهوريات " الموجودة في عالم السياسة المعاصر، فَسَهُلت له السيطرة على الداخل السوري ، وتحققت مصلحته مع عائلته التي كان يسعى لها ، فحكم البلاد والعباد بالحديد والنار بلا حساب ولا عقاب ، وجعل الوطن السوري بما فيه ملكا له ومورثا لأولاده .

لقد حاول " حافظ الأسد " استنساخ نسخة متطورة لكنها ممسوخة للصعلوك العربي الشهم الذي عرفناه في كتبنا التاريخية ، أو هكذا أراد أن يبدو لنا الأمر ، لكن هذا الاستنساخ ظهر لنا بعد فترة قصيرة من الزمن مسخ مشوه وقميئ ، بعدما أهمل عن عمد الداخل السوري الذي ما كان سيشعر انه منبوذا فيه لو اخلص له النية من البداية ، ولم يبني حول شخصه المريض هالة من النضال الكاذب المرتكز والمتمركز على شعارات قومية هلامية رجراجة لا معنى لها على أرض الواقع ، ولو أنه بها تمكن من احتواء بعض الداخل لما بعد موته .

ما اعتقده أن تلك الشخصية بالرغم من نجاحها المرحلي لم تبدو ولم تستمر كما أراد لها أن تكون ، بل بدت لنا مشوهة ممسوخة ، إذ كيف يعطي الإنسان المنبوذ والمكروه والحاقد الخير لغيره وهو لا يملك بالأصل شيئا يعطيه لشعبه ..!

كثيرون قبلي يسألون هل من شيء تحقق في زمنه إلا التعاسة والبؤس والتخلف ، والتأخر عن ركب الحضارة الإنسانية ، إلا اللهم إذا اعتبر البعض حالة الموات التي يحلو للبعض وصفها بمرحلة " الأمن والأمان "  ..!؟

بينما الحقيقة التي يعرفها الجميع أنها كانت مرحلة قمع وإرهاب مورس بحق الشعب السوري ، وربما الشعارات التي كان يطلقها طلاب الطلائع والشبيبة تمجيدا له حتى وهو ميت ، تعطي مؤشرا على حجم  الرعب الذي كان حينها ، هذه هي الحقيقة الجلية ، ولا ندري إن كان هناك أي انجاز اخر تحقق ونحن لا نعلم به ..

" حافظ الأسد  نسي أن من امتهن " الصعلكة " فيما مضى أو من ذكرهم تاريخنا العربي لم يكن أحدهم يقصد امتهانها ، كما نسي أو تناسى أن الصعلوك كان نوع نادر من البشر ، نقي السرية يعطي أكثر مما يأخذ ، ويُؤْثر الآخر على نفسه بطريقة عجيبة أسطورية ، ربما نقلت لنا الروايات التاريخية جزء بسيط من صفاتها ، بالتالي ربما أدرك أنه لن يستطيع واحد وصولي انتهازي مثله أن يتصعلك ويصل لقلوب الناس مثلهم ..

فقد تمثلت جل سلوكيات صعاليك العرب في الماضي ، بإنكار الذات وربما استرخاصها ، ومواجهة المخاطر كيفما كانت في مقابل مساعدة ونجدة الآخرين ، ودائما ما  كان السمو ألقيمي والإنساني هو الطاغي على  " الأنا " ورغباتها الدنيئة ، وغلبة القيم الإنسانية العليا على حساب المصالح الشخصية الفردية الضيقة ، والخوف من أن لا يُعاب ويظهر واحدهم بمظهر الجبان الخسيس ..

إذاً محاولته تمثيل أو تجسيد شخصية الصعلوك من خلال التظاهر بالحامل لهموم العرب وقضاياهم ، ربما تكون قد نجحت لبعض الوقت اقلها ظاهريا ، وقد تكون انطلت على كثيرين من السُذّج ، لكنها فشلت فشلا ذريعا بعد انفضاحها ، لسبب واحد وبسيط .. هو أن " حافظ الأسد " لم يكن صعلوكا حقيقيا ولا يمت لـ " الصعاليك " الأوائل وقيمهم بأي صلة ، فتوظيفه " القومية العربية " لمصالحة وبالشكل المفضوح الذي بدا به لم يقنع حتى الأطفال ، فقد انكشفت نواياه وسقطت ألاعيبه وسقط كل نهجة وفكره بعد الثورة سقوطا ذريعاً ، وظهرت اليوم عورات كل مؤيديه المقرفة بعد أن افقد معها للأسف الشديد معنى " النخوة " وأفرغها من محتواها الإنساني والأخلاقي .

فإهماله الهم الوطني الداخلي السوري وركنه جانبا بطريقته الخبيثة التي اتبعها مع السوريين ، وتناسيه مسألة التنمية والتطوير الداخلي ، وتعطيله الحركة السياسة والاقتصادية والثقافية ، وهيمنته بعسكره ومخابراته على السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية الرقابية و القضائية ، وجعل أفراد الشعب كما العبيد مسلوبي الإرادة والتفكير ، تهتف باسمه ليلا نهارا ، حوّل شخصه ليس لمستبد قذر فقط ، بل الى مغتصب وقح وبشع وخسيس بدل أن يكون كما الصعاليك الأوائل يتصف بما يتصفون به من رجولة وشهامة .

في النهاية نقول لقد جعل " حافظ الأسد " من نفسه " اله " يحكم ويملك الأرض السورية ومن عليها إلى الأبد ، مفترضا أن له دور كبير في هذا العصر ، ربما يفوق دور الصعاليك فيما مضى ، بعدما عرف أو استشعر أن الناس تحترم شخوص الصعاليك التي وردت أسماءهم في التاريخ ، والذين أصبحوا من الخالدين بما قدموه ، فلم يجد أفضل من مقاربة دوره بتبني الأهداف القومية المشتركة مع دور صعاليك الماضي ، وللتأكيد على مسألة " دور مزعوم قام به " فقد راح ينشر تماثيله وصورة في كل مكان في سوريا ، وربط كل البلد باسمه ، كصعلوك العرب الأول في القرن العشرين " حافظ الأسد " ، في محاولة منه لتمجيد وتخليد ذاته ، وتطّبيع الناس على ذلك وتدجينهم على الخضوع لإرادته ونهجه ، ومنع أي محاولة لكشف زيفه ، وحقده ، وتلاعبه بمصير الشعب السوري ، بالتالي اعتبر بأنه إن مد به العمر فلا يُكشف العبث والتبديد الأرعن والمتهور لمقدرات سوريا ، وإن مات  بطبيعة الحال لن يفضحوا أنفسهم ورثته المستفيدون بفضحه  ..

أخيرا " حافظ الأسد " ، كان وسيبقى في نظر السوريين هو ذلك النذل الانتهازي الوصولي المغتصب ، وأس فساد البلاد والعباد ، في مرحلة سوداء من تاريخ سوريا والمنطقة ، وهو " صعلوك " بالمفهوم الحالي لمعنى صعلوك ، لا بالمعنى القديم ، عندما جعل " نهج التخويف و ثقافة المؤامرة التي بنى على هذه الأسس دولة الرعب " والتي راحت تصب أخيراً في مصلحته ومصلحة عائلته واستمرارية وجودها في السلطة من بعده ، بعكس تماما .. ما عمله صعاليك العرب ... .

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...