الأحد، يوليو 24، 2011

هل بدأ المرشد يعود إلى رشده



هل بدأ المرشد يعود إلى رشده ..!؟
استوقفني الخبر الذي نقلته وكالة رويتر للأنباء ، ونشر على أكثر من موقع من مواقع الانترنت ، وان كنت وما زلت لا استغرب الدعم الإيراني المعروف والمكشوف والمصيري المستميت لحليفتها العصابة الحاكمة في سوريا، ضد شعبها منذ أيام المقبور حافظ الأسد .
ولم استغرب من حجم أو قيمة المساعدة التي وردت في النبأ ، والتي قاربت الستة مليارات دولار ، لان المساعدات والهبات والقومسيونات والرشاوى لم تنقطع يوما من الأيام عن أفراد وأدوات " عصابة آل الأسد " في سوريا ومحيطها، حتى لو لم يتم التداول بها في الإعلام ، ولكن الذي استوقفني في حقيقة الأمر هو تأييد " علي خامنئي "  لتقديم هذه المساعدة ، والإفصاح عنها لأول مرة ، أو ربما تكون من المرات القليلة التي تم الإفصاح عنها ، وكذلك التي سيتم صرفها على ما يبدو عن طريق الدولة الإيرانية ، ومؤسساتها بالعلن ، ومن الميزانية العامة ، وليس من مال الخمس المجموع باطلاً تحت تصرفه .
المعروف عن " علي خامنئي " انه الولي الفقيه والمرجعية الكبرى في إيران والعالم ، وله من الشيعة المقلدين الذين يدفعون له " الخُمس"  في العالم الكثير ، وهو بالتالي يملك المليارات من الدولارات، وله مطلق الصلاحية بالتصرف بها لما يراه واجبا شرعيا يصب في خدمة مشروعه المذهبي في المنطقة .

ولو أضفنا لملياراته مليارات المجموعة المؤيدة له من بقية المراجع في " قم وطهران "  التي تجمع أيضا " الخُمس"  من دراويش الشيعة السذج ،لما وجدنا لهذه المساعدة مقابل الثروات " البليونية " تحت تصرفهم قيمة تُذكر ..
مال " الخُمس"  المدفوع لـ" علي خامنئي " من المقلدين الشيعة الأمامية الاثنا عشرية في العالم لا تدخل في حسابات الدخل القومي الإيراني ، ولا رقيب عليها ولا حسيب ، ومؤسساته هي من تدير هذه الأموال ، فلجوءه  هذه المرة للدولة وميزانيتها ، والإعلان عن موافقته قد يكون هو الأغرب ..
فهل أفلس المرجع " علي خامنئي " وبدأ مقلديه يتجهون لمرجعيات أخرى بعد أن بدد الأموال على المشاريع الخاسرة ؟
 أم أنها رسالة صريحة موجهه لعصابة آل الأسد ومن يلتف حولها ، تعني انه لم يعد هناك من داع لدفع أي مساعدات ولا هبات ولا قومسيونات ولا رشاوى سرية بعد الآن ، يعني : " حلو عن سمانا " لان الرهان عليكم بات خاسرا ، بالتالي سوف يكون كل شيء في المستقبل علني ومقابل كل خدمة جديدة تقدموها لنا ، لو بقيتم في السلطة ،  بعد أن شعر الولي الفقيه في " إيران  "أن نهاية حليفته باتت شبه محتومة وان هذه السلطة على وشك الانهيار..
وكأنه يريد القول بطريقة إيحائية واعتراف مبطن بخطأ الأسلوب الذي أُتبع في التعاطي مع المسالة السورية ، بصيغة تساؤلات سهلة : لماذا نتخذ موقفاً معاديا للشعب السوري العازم والمصر على مطلبه الأول وهو إسقاط عصابة آل الأسد من الحكم ..!!؟
ولماذا في المقابل نصّر على دعم  سلطة فاشلة وساقطة..؟
ولماذا ندخل هذه المعمعة الخاسرة .. وإذا تغير النظام الحالي ، فلماذا نعادي النظام الشرعي الجديد قبل أن يولد؟
فهل بدأ المرشد يعود إلى رشده ..!؟

ذكرت الصحيفة الفرنسية "ليزيكو " يوم الجمعة نقلا عن تقرير لمركز أبحاث إيراني مرتبط بالقيادة الإيرانية أن الزعيم الأعلى ومرشد الثورة آية الله " علي خامنئي " يؤيد تقديم مساعدة قيمتها 5.8 مليار دولار لـ " سوريا " لدعم اقتصادها.

مقالة نُشرت في موقع جدار بتاريخ  21 / 7 /2011

 
سيخرج الرئيس الأشم الهادئ الوديع صاحب نظرية السرعة بدون تسرع ، وزعيم محور المقاومة والممانعة الذي تحدى العالم بحلفائه الأشاوس ، وقال لنا أنا ابن جلا وطلّاع الثنايا متى ارفع قانون الطوارئ تعرفونني ..
سيخرج الرئيس الكامل المبجل المتعالي على أنصاف الرجال من العرب ، الرئيس القائد ابن القائد .. لمحور الصمود من إيران إلى حزب الله في لبنان ..
 
قد شخصياً لم أكن من المغرمين به بالمناسبة منذ قدومه ، ولا بوجوده على رأس السلطة في هذا البلد العظيم ، ولا أبغي من كلماتي هذه إلا أن أرى كبقية السوريين " إطلالته البائسة " ليس حبا ولا عشقا ، ولكن فقط حتى نقول أن البلد له ما يمكن تسميتها "مرجعية " او قيادة سياسية ولو من " القياس الولادي " ، هي من تتخذ القرار  سواء كان امنيا بقتلنا ، أو إصلاحياً باعتبارنا شهداء ..!
نعم نريد "مرجعية " أو مسئول في الدولة قبل أن نفقد كامل الثقة بقدرة الدولة ، ودور مؤسساتها ، ونعتمد على قدراتنا الذاتية ، وطرقنا الخاصة ، في الدفاع عن أنفسنا وأعراضنا وممتلكاتنا ..!
 
سيخرج الرئيس .. لعلنّا بخروجه نكذب ما نرى ونسمع ونلمس ، من أن بعض الأجهزة الأمنية ان لم يكن كلها ، انقلبت إلى قطعان من الذئاب المسعورة تنهش لحومنا بلا رحمة ولا شفقة ، وبلا ناظم لها، وأصبحت جل تصرفاتها  كعصابات الاجرام والمافيا بلا رقيب ولا حسيب ولا حتى مرجعية ، نريد تصديق أنه مازال في الافق فرصة لان تكون هذه الاجهزة في خدمة الوطن والمواطن ، وأن بلدنا لم يصبح  " حارة كل من أيده إله " ..!
 
نحن نعلم أن مفهوم الوطنية غاب أو تغيب بعد ان اصبح معيار الولاء للوطن فقط النفاق والانقياد الزائف لسلطته ، لقد مُسخ الوطن العريق حينما أُختزل برئيسه ، وبعد ان صار حجم القتل والبطش للناس هو معيار الصدق والوفاء ..!
 
وبالتالي بقاء زعامات المافيا في أي فرع امني مرتبط بمن يثبت وجودة أكثر بالعنف في ميادين التظاهرات السلمية لشعبنا الأعزل ..!!
 
سيخرج الرئيس في خطاب موعود ، لعلّنا نكذب الرواية المتداولة على نطاق واسع ، أن الرئيس بشار الاسد المتزعم للعصابة الحاكمة في دمشق كان يعالج في مصحة بريطانية ، وان  طبيعة مرضه كانت فقدان التحكم بالعقل تحت الضغط ، أي انه عند التعرض لأي ضغط ، يفقد التحكم بعقله..!
 
سيخرج الرئيس علينا وسنسمع لطبيب العيون هذا ، فهل سيكذب هذه الرواية  .. !؟
ربما .. لكن حتى نسمع ما سوف يقول ..!
 
نأمل منه ان يقول ما يجب عليه قوله في هذه المرحلة ، بعد ان كدنا نتأكد انه أعمى البصر والبصيرة ، وانه ربما يرى ما لا نرى ويعتقد ما لا نعتقد ويشعر بانه فوق كل البشر ، خصوصاً اذا كان مقتنعا بما يسمعه من المنافقين والمطبلين له بأن أبوه المقبور حاكم سوريا الاسوأ في التاريخ ، كان قائدا تاريخيا ملهما بعد ان نازع الخالق عز وجل بأبديته .. !
 
سيخرج " الدكتور المريض " علينا ، ولكن ماذا سيقول هذا الدكتور ابن الديكتاتور ، هل سيلعب على المفردات والكلمات وما يلها من ضحكات خبل وعته ووقوعه مرة اخرى بسوء التقدير ، باعتبار أن التجاوب مع المطالب برأيه إهانة له وعدم تقدير الشعب السوري لقدراته العقلية والقيادية الفذة التي يراها بنفسه ويتجاهل بعناد صبياني للنتائج والتبعات على ذلك ..!؟
اخيرا سيخرج الرئيس علينا ، لكن حذاري أيها السوريون اذا ذكر كلمة " مؤامرة " ، لان ذكرها هو استخدام ابشع بكثير من اضرارها في حالة وجودها ..!
 
ثم حذاري من استخدامه لكلمة جماعات ارهابية او سلفية او خارجية ، او مجموعات مسلحة او مندسين او مدسوسين ، لان استخدام مثل هذه المصلحات او المفردات هو تكريس لنهج القتل والتخويف والقمع الممنهج ، وقد يصيب بذكرها اعدادا من السوريين المقهورين " بالجلطة الدماغية " لو عزا ما حصل في سوريا الى "  اجندة خارجية " ، لأننا سنكون في هذه الحالة امام ، إما شخص غبي فاقد للأهلية ، او ماكر حاقد له مخطط تدميري خطير ..!!
 
لذلك لن يكون الخطاب مطمئناً ما لم يعلن امام الشعب بخطأ المعالجة ، وامره بسحب الجيش بالكامل من المدن والقرى والبلدات ، وعدم اعتراضه هو وامنه على التظاهر السلمي ولا على هتافاته ـ وامره بإزالة كل الصور والتماثيل الرامزة للفترة السابقة  ..!
 
وامره الفوري بإخراج كل سجناء الرأي والسياسيين والمحكومين من قبل محكمة امن الدولة ، والسماح بدون أي مساءلة للمنفيين قسريا والمبعدين بالعودة والغاء منع السفر للممنوعين ، الا لمن صدر في حقهم احكام جنائية ..!
 
ثم وعده بعدم الترشح لرئاسة مرة اخرى ..!!
 
أما اذا احتوى الخطاب على غير ذلك فسوف تكون تلك الرواية المتداولة صحيحة واكيدة ، بكاملها او بجزء كبير منها ، وأن رئيسنا المبجل القابع في دمشق ، مجنون أهبل معتوه مختل كان يعالج في المصحة المذكورة ، ولم يشفى لغاية الان مما كان يعانيه..!!
 
بالتالي نحن امام حقيقة مرة وهي أننا " الدكتور بشار الأسد "  شخص فاقد للأهلية لا يجوز له قيادة سوريا ، الامر الذي يدفعنا اليوم لعزله حتى لو كان الثمن لذلك كبيرا ..!

 


مقالة نُشرت في موقع جدار  بتاريخ 20/6/2011

الخميس، يوليو 14، 2011





وللتاريخ أمكنة ومواقع

فلا يختار فاروق الشرع منها المزابل



 ربما كنت ممن لم يتفاءلوا كثيرا في الحوار الديكوري لـسلطة  " آل الأسد " الحاكمة ، وربما زاد تشاؤمي أكثر بعدما بدا لنا  ذاك العتيق المهترئ في قيمه ومبادئة قبل السياسة والانتماء ، عجوز السلطة الحاكمة في سوريا ، صاحب مسمى ، أو صفة نائب الرئيس ، الذي يؤسفنا نحن في حوران أن يكون ابن مدينتنا الصامدة والابية درعا ...

لقد حاولت شياطين السلطة الحاكمة ودهاقنتها اظهاره كما لو كان واحد من رجال " الحل والعقد في البلد الذين يمكن التعويل عليهم " والذين لهم وزنا في الداخل السوري بالقدر الذي يؤهلهم القيام بدور ما ربما يؤدي في النهاية الى تهدئة الشعب الثائر على الاذلال والاحتقار والمهانة التي طالت كرامته ، والمطالب بالحرية ، والساخط على السلطه اللاشرعية والساقطة لعائلة الاسد ، واقناعة بعد كل هذه الخسائر العودة الى بيته ،  بلا غالب ولا مغلوب ، وكأنما شيئا لم يحصل .

انه " فاروق الشرع " .. ذلك الحوراني المتمدن والمنسلخ عن أرضة وشعبه ، الذي نستشعر من مسيرته السياسية تنكره لأصله وجذوره ،  وربما تنصله من العادات والتقاليد والأعراف التي يفتخر بها شعب حوران .

" فاروق الشرع " .. الذي رضي وقبل على مدى الفترة الماضية أن يلعب دور العطار البائس ، الذي ما فتئ يسعى بجد في اصلاح ما افسده دهر سوريا في ما مضى من حقبة " آل الاسد "  ، لقد لملم وغطي زور كثيراً ، وربما دلس ، كذب علينا ولم يصدق معنا  ، تستر من حيث يعلم أو لا يعلم على فضائح وموبقات وخطايا السلطة ، وكان الملمع الصادق والأمين لصورتها البشعة أمام العالم ، منذ أيام مؤسسها المجرم القاتل وحتى عهد ورثته المعاتيه ، وما حولهما من أفراد العائلة الحاكمة وأقربائهم والمحسوبين عليها وعليهم ، بالاضافة للانتهازيين والوصوليين من لمم المنطقة وحثالات العالم  ....

فحين ظهر في اللقاء أو المؤتمر او الملتقى ، لا ادري ما تسميته الفعلية ، تساءلت هل سيبقى هذا " المعلول" وعجوز السلطة المهترئ موالياً ، وداعما بلا بصر ولا بصيرة لنهج " آل الأسد " أم أنه سينحاز يوما ما للبلد وشعبه ..!؟

هذا السؤال جال في خاطري ، وكان من جملة أسئلة وتداعيات في لحظة أمل قصيرة ، لكنها تلاشت بسرعه ، وقفزت مكانها الإجابة المنطقية المتوقعة ، انطلاقاً من معرفتي اليقينية بان " قراد البهائم" أجلكم الله ، يبقى في المؤخرة ، وتحت الذيل ممسكا ومتمسكا بهذه البيئة التي اعتاد عليها ، والتي قد لا يستطيع العيش بعيد عنها ، وهو على مايبدو كذلك ، يقتات على الدم ، ولو كان كانت البهيمة مريضة أو هزيلة ، أو أن دمها فاسد ، والاكيد الاكيد أن برازها الذي عادة ما يتساقط عليه لا يضيره ولو زاد مرة أو خف عنه مرة اخرى ، للأسف يبقى على هذه الحالة حتى تسقط البهيمة وتموت ، فينتهي ويموت وتنتهي دورة حياته ..

اما الخلفية للسؤال السابق فقد تكون مجيبة لثلاث أرباع الإجابة الصحيحة ، الا اذا تطور " قراد البهائم "  وخرج عن طبيعته وتمكن من العيش في بيئة اخرى  ..!

لقد ظهر عتيق السياسة السوري " فاروق الشرع " بعد غياب طويل وصمت مريب وغير مبرر الا الخوف المحيط بظرفة  والذي قد نكون من الجاهلين به ، ولا ندري في الاصل سببه أهو الغياب أو التغيب ، وهل هو طوعي أم قسري ..؟

غيابه عن الساحتين السياسية والإعلامية دام أشهر جرى فيها ما جرى من قمع وقتل وتدمير وتنكيل طال كل أطياف وطوائف شعبنا السوري ، ومن قبل سلطته الحاكمة التي خبرها بشكل جيد ، يعلم هو قبل غيره أنها فعلت بنا ما لم تفعله سلطة  لشعب عربي آخر مثله في اي مكان في العالم ، وفعلت بنا ما فاق عشرات الأضعاف عن ما فعلته إسرائيل " عدوتنا الرئيسية " في كل حروبها معنا .

قال لي احد الأصحاب وأنا اكتب هذه المقالة أن " فاروق الشرع " على ما يبدو لم يكن يشاهد الفضائع على القنوات الفضائية ،إما انه لا يملك تلفزيون في بيته او انه يتابع فقط أخبار وتحليلات محطة " دنيا " التابعة للزاهد الملقوف رامي مخلوف ، " دنيا " الدجل والكذب ، فقلت له قد تكون السلطة وعلى قلة عقل القائمين عليها اعتبرته سلفي مندس ارهابي مثل بقية اهالي درعا ، يحرم رؤية التلفزيون وبرامجة ، فإذا كان الأمر كذلك ، او قريبا منه فهو معذور ..!!

بكل أمانة لم أكن متيقنا بانه سيقوم بمثل هذا الدور الإنقاذي لـ " سلطة آل الأسد " المريضة ، ولا ادري ان كان هناك من داخل السلطة أو خارجها من أمر أو اقترح لع القيام بهذا الدور الممسوخ ، ولربما الست الكبيرة " انيسة مخلوف " كانت صاحبة مثل هذا الاقتراح ، والله أعلم ..!

هو بدون ادنى شك مضطلع على خفايا الأمور ، الأمر الذي جعلهم يدفعوا به دفعا باتجاه هذه الخطوة كي لا ينهار عليهم البلد ، بعد أن راودتهم فكرة التخلى المؤقت عن الحل " الشمشوني" الامني الذي لم يحقق شيئا ، لا بل فشل وسقط ، وربما كان وراء مثل هذه الخطورة هو إدراك الذين يعملون في الخفاء بحجم المصيبة التي أحاقت بنا ، وأبعادها ، بعدما انكشفت لهم حجم الآثار الكارثية التي طالت البشر والحجر والطير والشجر والتاريخ والمستقبل المنظور لسوريا..!؟

المهم أن ظهوره كان متأخر ، وضعيف ، وهزيل ، وغير مطمئن ، لا بل غير مقنع لأحد من الناس ، وبدا لنا الصورة بالعامية الحورانية " مثل الصوص المبلول ، والواقع بنقعة ماء "، أو  ربما فأر مريض ومسموم سقط في " نقعه آسنة " تم نشله لتوه ، ليترأس على عجل مؤتمر بائس ، أو ملتقى التفافي تلميعي خادع ومكشوف المرامي  ، ومفضوح الاهداف ، وفاشل بكل المعايير قبل أن ينتهي ، وكأن الأمر كله تركز على إيجاد مخرج ما لإنقاذ السلطة القائمة ، وشخوص  "  آل الأسد " على حساب الوطن والشعب ..

هذا هو انطباعي الأول في ظهوره الأول في الجلسة الأولى للقاء ألتشاوري للحوار الوطني الشامل الأول ..

وعلى فرض أن هذا الانطباع الذي خالجني كان خاطئ وان الأمر غير ذلك ، نسأل على سبيل المثال هذا السؤال : هل يستطيع " فاروق الشرع " لكونه يتقلد منصب نائب رئيس السلطة الحاكمة أن يأمر العسكر بوقف الاجتياحات للمدن التي بطبيعة الحال ، وكما هو معروف ، امريها فوق المؤسسات وفوق المسائلة ، لا بل فوق الوطن والمواطنة ، والقوانين ، اي كل القوانين معطلة أمامهم ، ولا تُصاغ نصوصها في السلطة الحاكمة ، لان السلطة بالاصل لا تسير الا فقط بالاوامر والمراسيم " الجمهورية " التي لا تأخد من الوقت الا الطباعة فقط ..

ثم هل يستطيع الطلب من وزير الدفاع أن يصدر أمر يقضي بسحب الجيش ومدرعاته والياته من المدن والقرى والبلدات إلى ثكناتها ويترك الناس تعبر عن رأيها كما هو الحال في مسيرات التأييد ..!!؟

وهل يستطيع إصدارا أمر أو إيعاز أو توصية، لنسميه أي شيء المهم أن يتم الإفراج من خلاله عن سجناء الرأي في سوريا !!؟

إذاً فاروق الشرع نائب الرئيس عاجز..عن فعل أي شيء لغاية الآن ، وسيبقى كذلك الى ما شاء الله ، لانه صورة بلا صوت ولا حركة ..!

ونحن نعرف وندرك هذه الحقيقة ، كما نعرفه هو أيضاً بشكل جيد ، فهناك للاسف نقولها من باب الوصف فقط ، صفات يشترك بها مع " قراد البهائم " ، فمنذ زمن كنا نتمنى أن نمدح به صفه طيبة ، ولكنه كان يأبى أن يُظهر لنا صفة تستحق المديح ، وليس ذلك مستغربا ، ولا يجب أن يكون مستغربا .

فهو الوفي الذي قد يكون فاق الكلاب بوفائها وإخلاصها ، لكن إخلاصه كان دائما للقتلة المنحرفين الذين حكم البلد على مدى عقود مرت ، بدلا من أن يكون وفيا ومخلصا للشعب والوطن ..

ولما لا فهو ربيب " حافظ الأسد " ، وهو الذي تربى وتطبع في مدرسته ، مدرسة الخنوع والعبودية ، استهوته سادية عسكر الأسد ، فدجنوه ، ووافقهم ، وصمت على عُهرهم طمعاً ، عاش في بحبوحة من العيش الآمن المطمئن ، تحت ظل " البصاطير التي داست كرامة الوطن " قبل أن تدوس عليه ..

لكن الواضح أنه ، أو ربما غاب أو غيب " فاروق الشرع " عن باله ، انه مهما علا شأنه ، ومهما كَبُرت صفته الرسمية ، وأرتقى منصبة الديكوري الفارغ كنائب للرئيس في " مزرعة " آل الأسد الموروثة ، أنه وبمجرد زلة صغيرة وفق رؤيتهم الاجرامية المتوجسة بشكل دائم ، ربما يحاول أن يتوقاها ما أمكنه إلى ذلك سبيلا ، فلن يكون ثمنه أغلى من ثمن رصاصة واحدة فقط ، ربما تكون في رأسه أو فمه ، ومن مسدس شبيح معتوه ..

 وقد تكون هذه الرصاصة من النوع الرخيص ، وارخص من تلك التي " استنحرت غازي كنعان "، ومن قبله رئيس الوزراء السابق " محمود الزعبي " ، وبمجرد أن ينتهي دورة .

لكن ما هو المطلوب في هذه المرحلة من " فاروق الشرع " كي يدخل التاريخ من أوسع أبوابة ، اذا أراد أن لا يبقى كـ " الكلب الأمين " لسلطة لم تكن يوماً أمينة لا على الشعب ولا على الوطن ، أن " ينشق " فورا ، وان لا يبقي نفسه تابعا مذلول وحقير لسلطة لا تحترمه ولا تحترم كل مايمت له بصلة ..

لكن كيف ..!؟

هذا ما لا نريد أن ندخل أنفسنا به..!

المهم أن ينوي الانشقاق والعمل عليه وكيفما يشاء ..! وبالطريقة التي يراها مناسبة له .. فانشقاقه اليوم يوفر الكثير من الدم والمعاناة والدمار ..

الاستعجال بالانشقاق والانفصال عن هذه السلطة والانضمام إلى صفوف الشعب أفضل من التمهل فيه ، وخصوصا أن الدولة ومؤسساتها ومقدرات الوطن هي المتضررة الآن أكثر من السلطة الحاكمة وأفرادها .

وليعلم " فاروق الشرع " علم اليقين ، ويضع يديه وقدميه في مياه باردة ، أن السلطة باتت منتهية وساقطة وحركة الزمن تسير الى الامام ولا ترجع إلى الخلف ، والشعب الذي ضحى بدماء أبناءة لن يتراجع مهما كانت الوعود كبيرة وجميلة ، ومهما علا مناصب مطلقيها ..

 فلا نريد لـ " فاروق الشرع " أن يبقى عاجز ، وليتذكر انه ابن حوران الشهامة والرجولة والنخوة ، ابن ارض وطئها الأنبياء والرسل ، وقدسها وكرمها وبارك بها رب العالمين ، وان العمل البطولي يصنع رجال التاريخ ويَجُّبُ ما قبله من موبقات كما " الشهادة في سبيل الله " .

وليعلم أيضا أن الإنسان في حياته موقف يُحسب له أو عليه ، والوطن والشعب باقيان وهما اكبر من الجلادين والمنحرفين والورثه ، .. وكل من في السلطة زائلون ، وللتاريخ أمكنة ومواقع فلا يختار " فاروق الشرع " منها المزابل..

مقالة نُشرت في موقع جدار بتاريخ 14  /  7  /  2011

الجمعة، يوليو 08، 2011

كقراد البهائم يسقط



كقراد البهائم يسقط تلقائيا ويموت حينما تسقط البهائم


أعاد الكرة .. مرة أخرى ، وظهر زعيم حزب اللات الإيراني و" سيء المقاولة " للمشروع الصفوي في بلاد الشام فرع لبنان ، " حسن نص ليرة " من جحره النتن ليتقيأ علينا بخطاب ممجوج مقرف وممل ، ويرمينا بكلماته المكررة والملوثة بالاستعلاء الشعوبي الصفوي الواضح ، وراح يدعونا من وراء ابتسامة " ثعلباوية " ماكرة أن نصبر ونصابر ، ونتروى ونقرأ ونكتب ونقوم ونقعد ، ونحافظ له على نظامنا السياسي ، ذلك النظام القومي العروبي القائم على " أهبلين " يديرهما خبراء من القتلة والمجرمين من روسيا وإيران ، ويغطيهما داخليا وخارجيا مجموعة من المنافقين والمستفيدين والمستثمرين في قطاع " المقاولة والممايعة " ، ومتهما بطريقة مبطنة الشعب السوري بسوء التقدير و" التسرع " في الحكم على الأهبلين " ماهر وبشار حافظ الأسد " ونهجهما..!!


ولا ادري في الحقيقة إن كان هناك مغفلا في سوريا قَبِلَ ما ورد بهذا الخطاب ، ومن ذاك " المقاول السيئ " ، الذي أبت نفسه المريضة إلا أن تنتصر للجلاد على حساب الضحية ، وتقف مع الظلم والظالمين ..!

فهذا الخطاب تآمري بامتياز .. والمؤامرة والخادعة للشعب السوري واضحة فيه كل الوضوح سواء في الأسلوب أو المضمون ، وكان الأجدر به إذا ما كان من الساعين فعلاً لحفظ امن وهدوء المنطقة ، وممن يبغي المحافظة على سلامة تعايشها ، أن يكون أكثر صراحة أقلها مع نفسه ، وينطق بالحق لا بالباطل ، ولا أن يعرف الحقيقة ويحرف عنها ..!

من كان في بطنه كلمة يريد أن يتقيأها فلا يتقيأها على الشعب السوري ، بل يتفها في وجه من خلق هذه المشكلة عنادا واستخفافا وعنجهية ..!

 اعتقادي راسخ بأن الشعب السوري لن يسمح لمثل هذا " المقاول " السيئ ، أن يقوم بدور الطافح بالورع واللابس ثوب القداسة المزيف ، والمتعمم بعمامة الشر الأسود والواصل مباشرة مع شياطينه المنتظرة المعصومة عن كل معصية وذنب ، القادر بقدرة الله والعالمة بعلمه ، ذاك الساعي لإنشاء مرجعية " شعوبية " خاصة به ، أن يدعونا كما الواعظ الحكيم الطيب المحب لشعبنا السوري أن نقرأ الواقع جيدا ، وكأنه يعتقد أو يتصور أو يتمنى أن الثلاثة وعشرون مليون سوري هم من فاقدي الأهلية ، كما هو عليه حال حليفيه " الأهبلين بشار وماهر الأسد " ، وان هذا الشعب غير قادر على استيعاب ما يجري من ما يسميها مؤامرات من حوله ، وتنقصه الخبرة اللازمة ويحتاج لمشورته ودعوته أو نصحه و توجيهاته ..!


هذا " المقاول " على المنطقة والممايع والمتمايع مع الهجمة الصفوية الجديدة ، أصبح مكشوفا اقلها لنا نحن السوريين ، ولو حاول أن يخفي هذه الحقيقية ، ففطرة شعبنا السوري سليمة  ، والان صارت أكثر سلامة مما سبق ، كشفته وكشفت ما وراءه ، وعرفت انه "مقاول مراوغ ومخادع " يخفي مشروعة الصفوي الطائفي ، ويتخوف من سقوطه اذا ما سقط النظام الحاكم في دمشق ، فيصور لنا مؤامرات خارجية تحاك ضدنا اكبر من المؤامرات التي حيكت تحت عمامته الأخف سوادا مما تحمله قلوب من نصبوه زعيم للمقاولة في لبنان ، فمؤامرات الغرب عنده اكبر من خطر الصفوية في المنطقة ، وحقد الشعوبية الفارسية على المنطقة وأهلها عنده اقل ..؟

في السياق اجمل من هذه الابيات الشعرية في وصفه لم أجد :

لا خيــــــــر فـي ود امرئ متمـلـق               حلـو اللســان و قلـبـه يتلـهـب
يلقـــــاك يحلــف انـه بـك واثــق               وإذا توارى عنـك فهــو العقـرب
يعطيك من طـرف اللسـان حـلاوة        و يروغ منـك كمـا يـروغ الثعلـب

 الشيء " حسن نص ليرة "  كرر نفس الجمل العفنة ، التي لا تقل عفونة عمن يشد أزره ، أولئك المنحرفين الشواذ القابعين في قم وطهران ، الذين لوثوا بلاد الشام بثقافتهم المنحرفة ودنسوا أرضها بأقدامهم النجسة ..

 كما أنه نسي زعيم حزب اللات الإيراني أو تناسى عن قصد ، أن الشعب السوري ثار على الصمت والكبت ، والقهر والظلم ، وأسقط بإرادته ما كان قد البسه فيما مضى من الشرعية على هذه النظام ، وقد كان يعلم ان التوريث في الجمهوريات ابتكار سوري " حاجوي " ، وشرعية التوريث هذه كان قد قبلها شعبنا السوري من حكمة ومنطلق عقلاني يندر وجوده، و " سلوك شعبي واعي وحضاري وتطميني " من الاكثرية " المظلومة " لبقية مكونات الشعب السوري الاخرى ، حيث ارتبطت هذه الشرعية بظروف المرحلة ..!

لان الرئيس الجديد والشاب بشار الأسد هو تربية ثقافة مغايرة ومختلفة عن ثقافة أبيه الحاقدة ، من هنا رأى شعبنا العظيم أنه ربما يكون بهذا الشاب خير ، وقد يكون قائدا لكل البلد ، وجوده في موقع الرئاسة يساهم في إزالة الغموض عن مرحلة أبية المريرة ، وقد يطرح تبريرات ما مقنعة لأحداث نهاية السبعينات والثمانينات من القرن الماضي بعقلانية ومنطق ، ثم يعتذر عنها وعن ما سببته من كوارث ومآسي والآلام ، وبالتالي يكون عامل طمأنينة للشعب ، وباني الجسور بين مكوناته وثقافاتها ، وجاعلا الوئام والمحبة والمودة السائدة في حياته ، ويكون بذلك كالعظماء الذين يدخلون التاريخ من أوسع أبوابه ، وبشرعية شعبية حقيقية يكون قد اكتسبها كنتيجة لهذا الدور الوطني الكبير ..!

أخيراً لا بد أن يعلم السيئ " حسن نص ليرة " مقاول إيران في المنطقة ، أن القادم لن يكون كما الماضي ، وليطمئن تماما إلى هذا ، وأن عصر الصفوية الثاني في ايران الداعم له ساقط لا محالة بعد سقوط سلطة حلفاءه المنحرفين في الشام ، وكلاهما ذاهب إلى نهاية سوداء ، وأبشره هو وكل من معه ان الحال في ايران سيعود كما كان عليه قبل تولي إسماعيل الصفوي السلطة فيها وهذه بداية النهاية ..!

ان سوء تقدير " السيئ حسن نص لسان " وضيق الاُفق لديه دفعاه إلى الرهان الخاسر على حليفه النظام الطائفي الفئوي الساقط والضعيف و" المتحرك " ، وتناسى بحقده الطائفي " الثابت " والرابح في المعادلة وهو الشعب السوري ، فأثبت بالدليل القاطع انه  " مقاوم " لرغبة الشعب السوري .. !
نحن في سورية نقول  .. ابشر يا ابو نص لسان .. أنت الذي بدأت .. والبادئ أظلم  .. وعلى نفسها جنت براقش ..!

لقد سقط القناع عن البشاعة الطائفية ، وظهر قُبح القبيح ، فسقط أخلاقيا النظام السوري ومن قبله السلطة المذهبية في إيران ، وكل ما بقي من سقوطهما على ارض الواقع هو ذاك الوقت القليل المتبقي .. فلينتظر في جحره ، ولن أقول هو سقط.. فهو بطبيعة الحال ساقط ، ولكنه كقراد البهائم يسقط تلقائيا ويموت حينما تسقط البهائم التي يتعلق بها هو وعصابته ..

 




الأحد، يوليو 03، 2011

قصيدة ( حوران )

 

قصيدة اعجبتني جدا لحوراني اصيل .. وهي تعبر عن عظمة هذا الشعب الذي رفض الذل والخنوع ، وقام ثائرا لكرامته ، فتحية الى الشعب الحوراني البطل وتحية اكبار واجلال لكل الشهداء الذين سقطوا على كل الارض السورية  ..

 


 

إحنا .. الكرم

والجود
وجود الجود

وصاف النسب ينرد

إلنا

 

الفخر إلنا ومن حوران

إحنا

غالي  الذهب
معروف معدنّا

 

إحنا

 حطب للنار قبل العار

إحنا

إحنا  سند للجار

وجار الجار
ونتعدى  
جار الجار
وبعده بدار
وين الريح ما ودا

قبل الحرف
نبع العُرف

حُصن الشرف إحنا


حوران تاريخ .. ومجد وانكتب إلنا
وانحفر  
بقاسي الصخر
وقاسي الصخر ما لان غير
إلنا

إحنا
 شعب حوران إحنا

ياما على الساحات نازلنا

و مُنّا

وقلنا

الفخر إلنا ومن حوران

إحنا

غالي  الذهب
معروف معدنّا

حوران صورة للجنة
ترابه مسك معجون
بالحنة

يرد الروح للمجروح

لو صار له

شمه


حوران
سهل وشعب
مأوى العرب كنا

إحنا

 مع كل اسم إلنا... حوران

والياء مفخرة إلنا

 

حوران

 ارتوى  بالدم.. وديان  سيلنا

وبعزة المنعز
قلنا

الفخر إلنا ومن حوران

إحنا

إحنا  الذهب

معروف معدننا

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...