الأربعاء، ديسمبر 25، 2013

كلمتان وددت أن أقولهما للدكتورة نجاح العطار


كلمتان

وددت أن أقولهما للدكتورة

نجاح العطار

 
 
كلمتان وددت أن أقولهما للدكتورة نجاح العطار بعد صدور كتابها " حافظ الأسد القائد الذي صنع التاريخ " .. وهنا سأقتبس مما كتبت ..

( الحقيقة أعلى من القمر والإنجاز التاريخي قمر لا يغيب , وإنجازات الراحل الكبير على مداها التاريخي كانت أقماراً ساطعة في سماء العروبة لا يوهن من ضوئها أو يقلل من حقيقتها مكابرة المكابرين ولا يحذفها من سجلات الأيام النيات السيئة أو يطفئ نورها أكثر الشفاه قدرة على نفخ رياح السموم ) ..انتهى الاقتباس ..

بهذه الكلمات بدأت " الدكتورة نجاح العطار " نائب رئيس الجمهورية ، كتابها الجديد الذي صدر بعنوان: (  حافظ الأسد القائد الذي صنع التاريخ  ) .

بصراحة شديدة .. استفزني العنوان كثيرا ، مع أنه غير مستفز اذا ما اخذنا " التاريخ " من ناحيته السلبية ، وابتعدنا عن الايجابية ، لكن الأمر مختلف ، فهي تعني أنه صانع تاريخ مشرف لسوريا والمنطقة ، ومن هذا المنطلق كان استفزازي وحنقي ، وأريد على فهمي المتواضع لما ذهبت اليه ، أن اسطر كلمتان موجهتان لها بشكل مباشرة ، وليعذرني القارئ الكريم بعد التحية ..

يا دكتورة نجاح العطار : إنجازات " راحلك الكبير "  حافظ الأسد .. حقيقتها .. واضحة كل الوضوح ، والدليل الأبرز والأكثر وضوحا أقله لي شخصياً ، هو انك تبوأت منصبا وأنت لا تعلمين ولا تفهمين منه إلا مسماه ، وهو " نائبة رئيس الجمهورية ".. يعني الاسم فقط .. !!

مع عدم نسيان أنهم نصبوك من قبله وزيرة سأسمح لنفسي أن اصفك بدل " وزيرة الثقافة السورية " بـ " مدمرة  للثقافة السورية " ، .. فعلاً أنت مدمرة .. ليس للثقافة ومجالاتها فحسب ، بل للوزارة ومؤسساتها .. وحتى مبانيها الكونكريتية .. على مدى خمسة وعشرون عاما ، لا لشيء ، فقط إلا كونك أخت غير شقيقة للمراقب العام الأسبق للإخوان المسلمين في سوريا " عصام العطار " ، يعني بنت ضرة أمه ..!!

وأخوك " عصام العطار " كما هو معروف تبرأ منك لاحقا ، بسبب عملك الجليل كـ " مخبرة " مثقفة ومحترفة لـ " سلطة حافظ الأسد " ..

وسأضيف أكثر من ذلك وأقول ليس بسبب كفاءتك ومؤهلاتك ، بل بسبب تسهيلك محاولة اغتيال شقيقك " عصام العطار " في ألمانيا ، تلك العملية التي أدت إلى اغتيال واستشهاد زوجته ، كريمة الشيخ والداعية المعروف علي الطنطاوي ..

لهذا أقول لك نعم .. هو يستحق أن يُكتب به ربما أكثر من موسوعة برأيك ، خصوصا عن " منجزاته " التي ربما نسيتي أن تضيفي لها " التآمرية "، أو ربما غاب عن بالك تفريطه بأرض الوطن ، وقتله المتعمد لعشرات الآلاف من الشعب السوري ..

وفي كل الأحوال يقول المثل " عدّاك العيب " .. سنعتبر عملك هذا يندرج في إطار الاعتراف له بالجميل ، لأنه أعطى لمن لا يستحق فرصة تولي منصب وزير للثقافة في سوريا ..

يا دكتورة نجاح العطار  : هو يستحق منك وبتقديرك أكثر من كتاب ، والأكثرية في سوريا كذلك قد ترى معك أنه يستحق أكثر من موسوعة ، وترى كذلك أن تخليده واجب وطني ، وأوجب الواجب ولكن ليس كما تضنين بالمدح والتمجيد ، بل تخليده في أسوأ صفحات التاريخ الأسود ، بعدما بات يقيناً عند السوريين أنه " بائع الجولان " ..فهو من باع أو تنازل .. عن هضبة الجولان لإسرائيل لكننا لا ندري ما الثمن الذي قبضه لقاء هذه الصفقة ، بالرغم من أنه وعلى مدى حكمه كان يتاجر بها وبنا اعلامياً ، لدرجة أننا صدقناه ..

ثم بالكرم الحاتمي يا دكتورة نجاح العطار .. تنازل عن لواء اسكندرون السوري.. طوعا ، أو جبرا لا يهم المهم صار اللواء السليب تابعا لتركيا .. وبجرة قلم  ..

حافظ الأسد .. يا دكتورة ان قلت لك أساء لسوريا شعباً وأرضاً وتاريخاً .. وإساءته كانت أضعاف مضاعفة عن ما قدم ، سأكون مقلاً بالكلام عنه ، هذا إن كان قد قدم خير يذكر لهذا البلد ، اللهم إلا إذا اعتبرت مع البعض أن حالة الموات المجتمعي التي أوجدها بالقتل والتنكيل على مدى العقود الماضية ، واستمر بها طوال عهده القمعي ، أنها خيراً .. يُحسب له  ..!!

حافظ الأسد .. يا دكتورة لم يكن إلا " مجرم سافل ساقط منحط " وهو أكبر من أي عدو ، لأنه سبق كل الأعداء والمعتدين وعتاة المجرمين الذين تعاقبوا على غزو واحتلال وحكم سوريا في كل مراحل التاريخ المكتوب ، بكثرة القتل وسفك الدماء..!

وإذا كنت تريدين الصراحة فهو لا يستحق أي جهد لا منك ولا من غيرك ، ولا يستحق حتى أن يقال عنه انه " القائد الذي صنع التاريخ " إلا إذا كنت تقصدين " القوّادالذي صنع التاريخ الأسود " أنا اتفق معك ..!!

حافظ الأسد .. يا دكتورة هو الدعي الأرعن الذي زور التاريخ ، وهذا لا يختلف فيه معظم الشعب السوري اليوم ، فهو من" صنع تاريخاً أسود "، حالكا غطى أربعة عقود متواصلة ، ولا ندري متى تنتهي اثارة علينا  ..

هذه هي الحقيقة ، وعلى مدا التاريخ ستبقى كالشمس الساطعة شاء من شاء وأبى من ابى ، وظاهرة أسوأ من ظاهرة " أبو رغّال " .. مهما تلبدت السماء بالغيوم السوداء ، التي تتنقل في سماء العروبة المقهور ، ومهما اجتهد الملمعون والعطارون والمنحبكجية ، ولن يوهن من نورها أو يقلل من حقيقتها مكابرة المكابرين ، ولا أقلام المزورين ومبيضي صورة السلطة القذرة الحاكمة في سوريا ..

إن وصمة العار " الاسدية ..الاب والابن  " ليس في تاريخ سورية فحسب ، بل في تاريخ المنطقة والعروبة القاتم ، وستبقى هذه الوصمة مثار اشمئزاز ، ولن تُحذف أو تُمسح بسهولة من ذاكرتنا السورية ، فهي من أكثر ما تحتويه سجلات التاريخ الأسود إيلاما في تاريخنا السوري ، ولن تستطيع مسحها من ذاكرة الشعب السوري لا " الدكتورة نجاح العطار " ولا غيرها ، ولا تلك الكتب الميتة والمنسية قبل أن تطبع ، ولا المطبوعات المملوءة بالقذارة ، والمكتوبة خصيصا للظلمة والمستبدين .

في النهاية سأخلق لك عذراً ، وسأفترض أن طلب تأليف هذا الكتاب جاء بأمر من السلطة ، أو بتشجيع واحد من مجرميها المنتفعين .. وهذا ممكن واحتمال وارد .. وقد نتفهمه ، لكن ما نتمناه أن لا يساهم أحدا بوضعه في المكتبات كي لا يلوثها ..

أما أن تصل المسألة إلى قناعة شخصية راسخة عندك ، بأن " حافظ الأسد "هو سيد عظماء سوريا يا ايتها  " الدكتورة نجاح العطار "  ، فأني أقولها لك بصوت مرتفع .. وبشكل مباشر " لا بارك الله فيما تعلمتيه ، وتبا لك وتبٍ وتب يا دكتورة التزوير نجاح العطار " .. 

نشرت هذه المقالة في موقع جدار بتاريخ  11 /  5  /  2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...