الخميس، يناير 30، 2014

جهاز الشرطة

جهاز الشرطة

تركت المجال لخيالي أن يسرح في اللامعقول في زمن ذهب فيه العقل ، وعز فيه العاقل والمعقول .. وقلت في سري :
اذا كانت مشكلتنا في "  ديكتاتور  " معتوه وأرعن ،  فان الادوات التي أستخدمها هذا  "  الديكتاتور "  في تثبيت حكمه الموروث لفتره طويلة هي أيضاً مهمة ، وربما لا تقل اهميتها عن ديكتاتورية الديكتاتور نفسه ، وعلى رأس هذه الادوات الاجهزة الامنية والمخابراتية والجيش والشرطة  لذلك .. وحتى لا نقع في نفس " المطب " مستقبلاً ، ونحد من احتمالية انحياز أي منهما لأي شخص يفكر بأن يصبح يوما ما  "  ديكتاتور  " ، أو أن تُستغل مباشر أو غير مباشر من قبله .. !
لذا كم تمنيت في سري .. وقبل البوح بها اليوم .. وإن كانت هذه الأمنية بسيطة وساذجة وربما تكون أشبه بهذيان .. الا انني فعلياً لا زلت اتمناها .. وهي أن يكونوا قادة الثورة أو ممثليها أو أصحاب الكلمة فيها على مستوى الوعي المطلوب ، وأنا أفترض ذلك .. ويفكروا بشكل جدي على انشاء " جهاز شرطة  " واحد وإن بإدارات مختصة ومتعددة ، يكون وظيفته تطبيق القانون وبمستوى طموحات الشعب السوري ، ويرتقى لمستوى التضحيات التي قدمها ، ويلبي في المحصلة احتياجات المرحلة الجديدة القادمة ومتطلباتها ، ولا يكون اداة للانتقام من الشعب ..!
يكون أفراده أو المنضوين فيه مؤهلين ومدربين ولا يضم بين صفوف منتسبيه الا المتميزين على كل المستويات ، ولا يتبوأ المناصب فيه الا المتفوقين ، وتكون مهمته ليس لحفظ الامن الداخلي في سورية الجديدة فقط وبديلاً عن الفروع الأمنية والمخابراتية المتعددة والمختلفة والمتشابكة المهام التي كانت قائمة ، انما لإظهار كذلك الوجه الحضاري للسورية المستقبل ، والتعريف بعظمة وعراقة وتاريخ هذا البلد ، واعطاء صورة مثالية لعظمة شعبه الذي ضحى بكل غال ونفيس ليس لأجل لقمة خبز .. انما لكرامته التي رفض أن تُمس ..!
وأن تكون مرجعية " جهاز الشرطة " هذا وزارة أو أكثر ، المهم أن يخضع لضوابط قانونية ومرجعية إدارية ورقابية صارمة ، وله هيئة تفتيشه تمنع عنه الترهل والفساد والتجاوز ..! 
ويكون هذا الجهاز نفسه هو الضابط الأمني العام والجهاز التنفيذي بين مؤسسات الدولة والشعب وما بين مكونات الشعب وشرائحه ، ويطبق روحية القوانين على الجميع وبشكل عادل ، ويمنع التعدي من أي طرف على الآخر ، ولا يأتي على حق أحد لحساب اخر..!؟
هل يتحقق لنا هذا الأمر مستقبلاً ونرى مثل هذا  " الجهاز "   على أرض الواقع وفي بلدي سورية .. أم ان هذا سيبقى حلماً لشخص ساذج مثلي أو تداعيات هذيانية تداعب خيالي ..!؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...