الخميس، يونيو 21، 2012

مشروع ( الدولة العلوية ) في سوريا



وثيقة تاريخية عن مشروع
" الدولة العلوية "
في سوريا

إن مشروع إقامة " الدولة العلوية " يعود إلى عشرات السنين ، وذلك على خلفية الخوف من ذوبان الأقليات على ما يبدو ، ومنها الطائفة العلوية واضمحلالها...
ذلك أن بعض العلويين أكدوا تاريخياً ، كما يظهر في الوثيقة ، استعدادهم للتحالف مع اليهود على الانغماس في مجتمعاتهم العربية

وهذه الوثيقة رفعها زعماء الطائفة العلوية إلى رئيس الحكومة الفرنسية آنذاك " ليون بلوم " وهي محفوظة تحت ( الرقم 3547 تاريخ 15/ 6/ 1926 )  في سجلات وزارة الخارجية الفرنسية وفي سجلات الحزب الاشتراكي الفرنسي، وهذه بنودها ، مع العلم أن أبرز الموقعين عليهما والد " الرئيس الراحل حافظ الأسد  " :

دولة " ليون بلوم " رئيس الحكومة الفرنسية، بمناسبة المفاوضات الجارية بين فرنسا وسوريا، نتشرّف ، نحن الزعماء العلويين في سوريا ، أن نلفت نظركم ونظر حزبكم إلى النقاط الآتية :
1 -  أن الشعب العلوي الذي حافظ على استقلاله سنة فسنة، بكثير من الغيرة والتضحيات الكبيرة في النفوس، هو شعب يختلف بمعتقداته الدينية وعاداته وتاريخه عن الشعب المسلم السني ، ولم يحدث في يوم من الأيام أن خضع لسلطة مدن الداخل.

2 – ( إن الشعب العلوي يرفض أن يلحق بسوريا المسلمة ) ، لأن الدين الإسلامي يعتبر دين الدولة الرسمي، والشعب العلوي ، بالنسبة إلى الدين الإسلامي، يعتبر كافراً.
لذا نلفت نظركم إلى ما ينتظر العلويين من مصير مخيف وفظيع في حالة إرغامهم على الالتحاق بسوريا عندما تتخلص من مراقبة الانتداب ويصبح في إمكانها أن تطبق القوانين والأنظمة المستمدة من دينها.

3 - إن منح سوريا استقلالها وإلغاء الانتداب يؤلفان مثلا طيبا للمبادئ الاشتراكية في سوريا، ( إلا أن الاستقلال المطلق يعني سيطرة بعض العائلات المسلمة على الشعب العلوي في كيليكيا واسكندرون وجبال النصيرية  )
أما وجود برلمان وحكومة دستورية فلا يظهر الحرية الفردية ...
إن هذا الحكم البرلماني عبارة عن مظاهر كاذبة ليس لها قيمة، بل يخفي في الحقيقة نظاما يسوده التعصب الديني على الأقليات...
فهل يريد القادة الفرنسيون أن يسلطوا المسلمين على الشعب العلوي ليلقوه في أحضان البؤس ..؟

4 - إن روح الحقد والتعصب التي غرزت جذورها في صدر المسلمين العرب نحو كل ما هو غير مسلم هي روح يغذيها الدين الإسلامي على الدوام. فليس هناك أمل في أن تتبدل الوضعية.
لذلك فان الأقليات في سوريا تصبح في حالة إلغاء الانتداب معرضة لخطر الموت والفناء، بغض النظر عن كون هذا الإلغاء يقضي على حرية الفكر والمعتقد.

وها إننا نلمس اليوم كيف أن مواطني دمشق (  المسلمين يرغمون اليهود القاطنين بين ظهرانيهم على توقيع وثيقة يتعهدون بها بعدم إرسال المواد الغذائية إلى إخوانهم اليهود المنكوبين في فلسطين )  وحالة اليهود في فلسطين هي أقوى الأدلة الواضحة الملموسة على أهمية القضية الدينية التي عند العرب المسلمين لكل من لا ينتمي إلى الإسلام.

 ( فإن أولئك اليهود الطيبين الذين جاؤوا إلى العرب المسلمين بالحضارة والسلام )  ، ونثروا فوق ارض فلسطين الذهب والرفاه ولم يوقعوا الأذى بأحد ولم يأخذوا شيئا بالقوة، ومع ذلك أعلن المسلمون ضدهم الحرب المقدسة، ولم يترددوا في أن يذبحوا أطفالهم ونساءهم بالرغم من أن وجود انكلترا في فلسطين وفرنسا في سوريا.
لذلك فإن ( مصيرا اسود ينتظر اليهود والأقليات الأخرى في حالة إلغاء الانتداب وتوحيد سوريا المسلمة مع فلسطين المسلمة )  هذا التوحيد هو الهدف الأعلى للعربي المسلم.

5 - إننا نقدر نبل الشعور الذي يحملكم على الدفاع عن الشعب السوري وعلى الرغبة في تحقيق الاستقلال، ولكن سوريا لا تزال في الوقت الحاضر بعيدة عن الهدف الشريف الذي تسعون إليه، لأنها لا تزال خاضعة لروح الإقطاعية الدينية.
ولا نظن أن الحكومة الفرنسية والحزب الاشتراكي الفرنسي يقبلان بأن يمنح السوريون استقلالا يكون معناه عند تطبيقه  ( استعباد الشعب العلوي وتعريض الأقليات لخطر الموت والفناء ) .

أما طلب السوريين بضم الشعب العلوي إلى سوريا فمن المستحيل أن تقبلوا به، أو توافقوا عليه، لأن مبادئكم النبيلة، إذا كانت تؤيد فكرة الحرية، فلا يمكنها أن تقبل بأن يسعى شعب إلى خنق حرية شعب آخر لإرغامه على الانضمام إليه.

6 - قد ترون أن من الممكن تأمين حقوق العلويين والأقليات بنصوص المعاهدة، أما نحن فنؤكد لكم أن ليس للمعاهدات أية قيمة إزاء العقلية الإسلامية في سوريا.
وهكذا استطعنا أن نلمس قبلا في المعاهدة التي عقدتها انكلترا مع العراق التي تمنع العراقيين من ذبح الأشوريين واليزيديين.

فالشعب العلوي، الذي نمثله، نحن المتجمعين والموقعين على هذه المذكرة، يستصرخ الحكومة الفرنسية والحزب الاشتراكي الفرنسي ويسألهما، ضمانا لحريته واستقلاله ضمن نطاق محيطه الصغير، ويضع بين أيدي الزعماء الفرنسيين الاشتراكيين، وهو واثق من انه وجد لديهم سنداً قوياً أمينا لشعب مخلص صديق، قدّم لفرنسا خدمات عظيمة مهدد بالموت والفناء.

الموقعون:
( عزيز آغا الهواش )   ( محمود آغا جديد )  ( محمد بك جنيد  )  (  سليمان أسد - جد الرئيس الحالي بشار الأسد )  (  سليمان مرشد ) (  محمد سليمان الأحمد )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...