الثلاثاء، فبراير 18، 2014

إن لم تستحي فافعل ما شئت


" إن لم تستحي فافعل ما شئت "




أنا لا ألوم " روسيا البوتينية " على ملامتها للمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بشأن ما تعتقد أنه تلميحات تتهم دمشق بالتسبب في تعثر مفاوضات جنيف 2 لحل الصراع في سوريا ، مع أنني أرى أن ما قاله الابراهيمي هو تصريح وليس تلمح .


ولا استغرب ما جاء في بيان الخارجية الروسية من أنه " على الإبراهيمي عدم إلقاء اللوم على طرف واحد في تعثر مفاوضات جنيف ".. وتعني بطبيعة الحال أنه ما كان سليماً ان تلوم " النظام " على هذا الفشل ، انما كذلك المعارضة ، متناسية أو متجاهلة وزارة الخارجية أن المسألة لم تعد مع " نظام ".. أبداً ، لأن " النظام " انتهى ومؤسسات الدولة انهارت تقريباً ، وما هو قائم هما طرفان ، الأقوى منهما بحكم " الدعم " الذي هو بقايا " النظام " ، والمتمثل اليوم بـ " السلطة الحاكمة " ، أما الطرف المغلوب على أمره فهو الشعب .. لذلك الاشارة الى الطرف المعرقل كانت مهمه ..!
انما لكون " روسيا البوتينية " هي ام وأب الصبي في المسالة السورية ، وهي المحتل والمستعمر للبلد عملياً منذ فترة طويلة من الزمن ، فلا غرابة في أن يدافع المستعمر عن مستعمرته ، وأن تدافع المافيا عن أحد أفرادها اذا ما وقع في مأزق ، وكذلك لا غرابة في أن يوجه " المحتل " كل ما يحلو له من تهم لكل من يشير لقذارته أو يفضح شيئاً من سفالة احتلاله ..!


والكل رأى أن السلطة الحاكمة في سورية هي التي أفشلت المفاوضات من خلال اصرارها على مناقشة "مكافحة الإرهاب" واعتباره أول بند يجب البحث فيه قبل بحث أي شيء آخر .. لماذا ..!؟

لأن الارهاب بالنسبة للسلطة هي الثورة والثوار الذين لجأوا لحمل السلاح مجبرين بعد أن دفعتهم دفعاً  لذلك من خلال تعمدها للقتل والتدمير والاغتصاب ، والمسألة كانت نتيجتها واضحة ومتوقعة ولا ولم تكن تحتاج من الابراهيمي ولا لغيره أن يوضحها ..

بالتالي " الارهاب " المقصود هو نتيجة وليس سبب ، لذلك  .. لا أدري كيف يمكن لأحد معالجة النتيجة دون الولوج الى الأسباب الحقيقية ومعالجتها ، تلك الاسباب التي أوصلتنا لهذه النتيجة ، وانشأت لنا هذا البعبع المسمى  " الارهاب " ..!؟

والمعالجة وفق ما يقتضيه المنطق السليم تحتاج الى الية أو اداة موثوقة يرضى عنها الطرفان الشعب والسلطة ، وهي التي اصطُلح على تسميتها " هيئة الحكم الانتقالي " الذي ورد ذكرها في جنيف 1 ، والتي ستنزع بشكل تلقائي صلاحيات السلطة الحالية ورئيسها لتحل بدلاً عنها ، والتي ستكون حكما عادلاً ووسيطاً نزيهاً يعمل على جمع ما تبعثر من الجيش والامن وبقية المؤسسات بعد استخدام أكثرها ضد الشعب وثورته المطلبية ، وتكون مانع موثوق لأي تعدي من طرف على اخر ، والا المقصود وما تريده " روسيا البوتينية " هو استسلام الشعب للسلطة الحاكمة بشكل كامل  وقبوله بدخول بيت الطاعة وقن العبودية مرة اخرى بعد كل هذه الاثمان ..!

والمعارضة التي هي مندوبة عن الشعب أرادت مناقشة " هيئة الحكم الانتقالي " التي بالإضافة لما تقدم ستهتم أيضاً بوقف العنف أو " الارهاب " كما يحلو للروس وصف ثورة الشعب السوري به ..

ولأن المسألة هي مراوغة وتقطيع للوقت على أمل الحسم العسكري بدعم من الروس والايرانيين وصلت المفاوضات إلى طريقها المسدود .. وليس صحيحاً ما تقوله خارجية " روسيا البوتينية " ويصرح به اينما كان وحيثما تواجد ثقيل الدم لافروف ..!


أما عن موضوع "  رغبة " الحكومة السورية في منح الأولوية في محادثات جنيف لـ " مكافحة الإرهاب " فهذه نكتة سمجة من ثقيل الدم ، وكلام فارغ لا علاقة له بالسياسة ، لأن سورية اليوم بحكم المحتلة ، ومن يحكمها موظف ، اذ كيف لموظف تافه في مستعمرة أن تكون له " رغبة " مغايرة لرغبة المستعمر ، مادام المستعمر هو من وظفه في هذا المكان ، وأوكل له هذا الدور ..!؟

اذن .. هي رغبة روسية وايرانية واضحة ، تهدف الى عدم تمكين الشعب السوري من أن ينعتق من حكم " عائلة متسلطة خائنة متامرة " خدمت مصالح الروس على مدى عقود ، وسلمت للمافيا الروسية اليوم سورية بكامل أرضها ومقدراتها وشعبها وتاريخها بـ " بلاش " لتكون ورقة مراهنة على طاولة القمار الدولية ، ومسألة تستخدمها للابتزاز والمساومة .. بعد أن تحول بوتين بفضل هذا العطاء السخي من مخبر في " الكي جي بي " الى قيصر المافيا في العالم  ..!

أخيراً .. هناك مثل عامي يقول " إن لم تستحي فافعل ما شئت " .. وان اقول لمن يعنيه الأمر في روسية البوتينية ومن يؤيدها " إن لم تستحوا وتخجلوا من كذبكم وفجوركم ووقاحتكم فقولوا ما شئتم " والعتب على من رضي أن يبقى مغفل من أبناء جلدتنا ..
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مختصر مفيد.. اعتقد أن الشعب السوري بات يدرك أن " نظامه الحاكم " بشكله وتركيبته التي عُرف بها قد أنتهى، وأن ما تبقى منه على الارض...